التوغل التركي في شمال سوريا: أسبوع من تخبط ترامب حول كيفية التعامل مع عملية “نبع السلام”
[ad_1]
خلال مقابلة تلفزيونية جرت في وقت سابق من الأسبوع الجاري، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة لم تمنح “ضوءا أخضر” لتركيا لتشن هجوما على القوات الكردية في شمال سوريا.
لكن الرسائل المتضاربة من الرئيس دونالد ترامب، خلال هذا الأسبوع، تحكي قصة مختلفة حيال التعاطي الأمريكي مع التوغل التركي في سوريا، والذي أطلقت عليه أنقرة اسم “نبع السلام”.
بدأت فصول الأزمة الأخيرة في سوريا التي مزقتها الحرب ليلة الأحد، ببيان من السكرتير الصحفي للبيت الأبيض والذي كشف عن أن تعامل أمريكا مع التوغل العسكري التركي كان بوصفه في حكم الأمر الواقع، وذلك بعد اتصال هاتفي بين ترامب والرئيس التركي إردوغان.
وجاء في البيان “تركيا ستمضي قدما قريبا في عمليتها (العسكرية) المخططة منذ فترة طويلة في شمال سوريا.”
وأضاف: “لن تدعم القوات الأمريكية العملية أو تشارك فيها، ولن تكون القوات الأمريكية، بعد أن هزمت تنظيم داعش، موجودة في المنطقة القريبة (من العمليات التركية).”
وسريعا ما أثار البيان، الذي لم يتضمن أي ذكر للأكراد المدعومين من الولايات المتحدة أو تلميحات بالاعتراض على العملية التركية، غضبا عارما في مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية وأعضاء الكونغرس من اليمين واليسار.
وانتقد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، القرار الأمريكي، وقال “هذا القرار بالتخلي عن حلفائنا الأكراد وتسليم سوريا إلى روسيا وإيران وتركيا سيكون بمثابة منح منشطات للمتشددين، وسوف يكون مدمرا بالفعل للصالحين”.
تصاعدت حدة الانتقادات عندما أصبح واضحا انسحاب القوات الأمريكية بالفعل من شمال سوريا، وأن الجيش التركي بدأ هجومه.
واشنطن تلوح بفرض عقوبات على أنقرة لوقف العملية العسكرية التركية في شمال سوريا
أربع خرائط تساعدك في فهم الهجوم التركي على شمالي سوريا
لكن ما حدث بعد ذلك كان عبارة عن سلسلة من التصريحات والتعليقات، التي بدت متناقضة أحيانا، من قبل الرئيس (ترامب): حيث وجه دعوات لوقف إطلاق النار، وتحذيرات (لتركيا) من عواقب وخيمة، واقتراحات لحل لسلمي.
وقال ترامب يوم الإثنين “سنقاتل حيثما تكون هناك مصلحة لنا، وسنقاتل فقط من أجل الفوز”، وذلك بعد أن قال إنه أوقف الصراع الكردي التركي لمدة ثلاث سنوات، ولكن حان الوقت لتخرج الولايات المتحدة من “الحروب التي لا نهاية لها”.
لكن في وقت لاحق من اليوم ذاته، أطلق ترامب تحذيرا إلى تركيا من أنه إذا فعلت أي شيء “خارج الحدود” فإنه “سيدمر ويمحو الاقتصاد التركي”.
ترامب يهدد بـ “سحق” اقتصاد تركيا لو تجاوزت حدودها
وتغير موقف ترامب يوم الثلاثاء، وامتدح تركيا باعتبارها شريكا تجاريا للولايات المتحدة، بينما وفي الوقت ذاته يؤكد للأكراد السوريين (الذين كانوا بالفعل يتعرضون لهجوم عسكري تركي) أن الولايات المتحدة لم تتخل عنهم.
وفي اليوم التالي، أعرب الرئيس الأمريكي عن أمله في أن تتم العملية التركية “بطريقة إنسانية قدر الإمكان”، وهدد بأنه في حال عدم حدوث هذا فإن تركيا ستدفع “ثمنا اقتصاديا كبيرا للغاية”.
ويوم الخميس، نأى ترامب بنفسه عن الأكراد، وأخبر المراسلين “أحبهم”، لكنهم كانوا يقاتلون فقط من أجل “أرضهم” ولم يساعدوا الولايات المتحدة، على سبيل المثال، في إنزال النورماندي وهزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن الأكراد قاتلوا ضد القوات العراقية المتعاطفة مع النازيين (حكومة رشيد عالي الكيلاني) خلال الحرب العالمية الثانية.
واختتم ترامب يوم الخميس، بقوله إن الولايات المتحدة “قامت بمهمتها على أكمل وجه” في سوريا ولديها الآن ثلاثة خيارات في التعامل مع الأزمة: إرسال الآلاف من القوات لتأمين المنطقة، أو فرض عقوبات اقتصادية على تركيا، أو “التوسط في صفقة” بين الأتراك والأكراد.
وقال للصحفيين إنه يفضل الخيار الثالث.
من ناحية أخرى، بدت واضحة معاناة المسؤولين إدارة ترامب في محاولتهم الجمع بين بين التعبير عن اعتراضاهم على العملية التركية التي طالما سعوا إلى تجنبها، وحرصهم في الوقت ذاته على الدفاع عن قرار الرئيس ترامب، والذي جاء دون تشاور مع الحلفاء الأجانب أو الكونغرس أو حتى بعض أعضاء إدارته، بحسب مجلة بوليتيكو الأمريكية.
ففي يوم الإثنين، نشر وزير الدفاع مارك إسبير، تغريدة حذر فيها من أن التحرك التركي في شمال سوريا سيكون له “عواقب مزعزعة للاستقرار بالنسبة لتركيا والمنطقة وما هو أبعد من هذا”، لكنه حذفها في وقت لاحق.
وأصدر البيت الأبيض بيانا يوم الأربعاء، على لسان الرئيس يقول فيه إن الغزو التركي كان “فكرة سيئة” وأن الولايات المتحدة “لم تؤيده”. ويوم الجمعة، وصف وزير الدفاع إسبير ما يجري بأنه “وضع صعب” وقال إن عمل تركيا يضر بالعلاقات الأمريكية التركية.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية لشبكة سي إن إن يوم الجمعة، إن الهجوم التركي “خطأ كبيرا للغاية وله آثار كبيرة على أمننا”. “أنا لا أعرف شخصا واحدا لا يشعر بالاستياء مما حدث”.
وتحدث الجميع عن أن الولايات المتحدة نقلت ما بين 50 إلى 100 جندي من شمال سوريا هذا الأسبوع، بينما كانت القوات التركية تعد هجومها.
وعلى الرغم من الانتقادات الحادة، تحدث ترامب عن سحب القوات في إطار سعيه للوفاء بوعده إبان حملته الانتخابية بإخراج الولايات المتحدة من “مستنقع الشرق الأوسط الذي لم يكن من المفترض أن تتورط فيه”.
وقال ترامب ليلة الخميس في تجمع في مينيسوتا: “ليس لدينا أي جنود هناك لأننا غادرنا. لقد فزنا. لقد غادرنا. حققت الولايات المتحدة النصر”، وهو الحديث الذي كان مخالفا لحقيقة ما جرى.
فبعد ساعات من خطابه أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن إرسال 3000 جندي أمريكي، بما في ذلك سربان من الطائرات المقاتلة، إلى المملكة العربية السعودية “لضمان وتعزيز الدفاع” عنها.
وأشار متحدث باسم البنتاغون إلى زيادة القوات الأمريكية في منطقة “القيادة المركزية” في الشرق الأوسط وأفغانستان بحوالي 14 ألف جندي منذ شهر مايو/آيار الماضي
وهكذا فإنه يبدو أن الحروب التي لا تنتهي ليست في طريقها للنهاية بعد.
الجدول الزمني لبيانات الولايات المتحدة
6 أكتوبر/تشرين أول – البيت الأبيض يصدر بيانا يعلن الانسحاب من شمال سوريا بعد أن تحدث ترامب مع أردوغان هاتفيا.
7 أكتوبر/تشرين أول- بعد انتقادات من حزبه، يدافع ترامب عن سحب القوات. ويغرد قائلا “تركيا وأوروبا وسوريا وإيران والعراق وروسيا والأكراد سوف يضطرون الآن للتعامل مع الوضع” ، كما هدد بتدمير ومحو الاقتصاد التركي
8 أكتوبر – يقول ترامب إن تركيا حليف قوي للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلس “ولكن بأي حال من الأحوال لم نتخلى عن الأكراد ، وهم أشخاص مميزون”
9 أكتوبر/تشرين أول – بومبيو يقول إن الولايات المتحدة “لم تمنح تركيا الضوء الأخضر”
10 أكتوبر/تشرين أول – أخبر ترامب المراسلين أن الأكراد “لم يساعدونا في الحرب العالمية الثانية. لم يساعدونا في نورماندي، على سبيل المثال”. ثم يعود ويقول في وقت لاحق “آمل أن نتمكن من التوسط” بين الأكراد وتركيا. وذلك في إطار خيارات أخرى تشمل نشر الجيش الأمريكي أو “القيام ببعض الأمور الاقتصادية القوية ضد تركيا”.
[ad_2]
Source link