أخبار عربية

العملية التركية في سوريا: “لا أصدقاء للأكراد إلا الجبال والريح”

[ad_1]

جنازة مقاتلة كردية

مصدر الصورة
DELIL SOULEIMAN

Image caption

11 الف شاب وشابة سقطوا في معارك تحرير المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية

أهدى الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش لصديقه الشاعر والروائي الكردي السوري سليم بركات قصيدة تحمل عنوان “ليس للكردي إلا الريح” يقول في أحد مقاطعها: “كان يخاطب المجهول: يا ابني الحُرّ! يا كبش المتاه السرمديّ. إذا رأيتَ أباك مشنوقاً فلا تُنْزِلْهُ عن حبل السماء، ولا تُكَفِّنْهُ بقطن نشيدك الرَّعَوِيَّ. لا تدفنه يا آبني، فالرياحُ وصيَّةُ الكرديِّ للكردي في منفاهُ، يا اُبني .. و النسورُ كثيرةٌ حولي وحولك في الأناضول الفسيح”.

عنوان القصيدة ليس سوى صدى لمقولة راسخة لدى الأكراد عبر التاريخ مضمونها أن لا صديق لهم سوى الجبال فهو مأواهم وملاذهم الأخير عندما تضيق الدنيا بهم. وهم اليوم يرددون هذه المقولة أكثر من أي وقت مضى.

“الأمر أشبه بالجحيم

تعيش صافيناز في بلدة قرب الحدود السورية التركية، وطالها القصف التركي بمجرد بدء العملية العسكرية التركية بالاشتراك مع قوات المعارضة السورية الموالية لها في استهداف المناطق الكردية يوم الأربعاء.

وقالت صانعة الأفلام والناشطة، التي تبلغ من العمر 27 عاما، إن القصف الجوي والمدفعي المتكرر على بلدة رأس العين دفعها وأسرتها إلى النزوح.

وذكرت لـ بي بي سي في صباح يوم الخميس الماضي، قبل ساعات من إعلان حصار المدينة: “أنا خارج المدينة، ومعي أمي المريضة. أما أخي بقي في الداخل. وصلتني أنباء عن احتمال مقتل ابن عمي. لا يوجد مكان آمن لأحد”.

وتابعت: “أخشى أن تكون هذه المرة الأخيرة التي أرى فيها مدينتي”.

“إردوغان كاذب”

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن الهدف من العملية العسكرية هو إقامة “منطقة آمنة” بعمق 32 كيلومترا، بطول الحدود التركية السورية، وإعادة توطين مليوني لاجئ سوري فيها.

كما قال إنه يريد دفع قوات وحدات حماية الشعب الكردية إلى داخل سوريا، بعيدا عن حدود بلاده. وأصر على أن الوحدات ما هي إلا امتداد لحزب العمال الكردستاني والذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تنظيما إرهابيا.

وتنفي وحدات حماية الشعب هذا الاتهام. وهي المكون الأساسي في تحالف الميليشيات العربية-الكردية، الذي يُعرف بقوات سوريا الديمقراطية. كما كانت شريكا هاما على الأرض في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وشككت صافيناز في صدق نية إردوغان بشأن “منع قيام ممر إرهابي بطول حدود بلاده الجنوبية، وحرصه على استعادة السلام في المنطقة”.

وقالت: “إنه كاذب، يريد القضاء على الأكراد… بل رأس العين كلها، وسائر المدن التي تعيش فيها عرقيات أخرى بجانب الأكراد”.

لكنها أكدت ثقتها في أن قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب سيبذلان كل ما في وسعهما لصد الهجوم التركي، وسيخرجون من المعركة منتصرين.

“إنهم أبناء هذه الأرض. هم إخوتنا وأخواتنا. ومع كل ما يحدث، وهذا الصمت العالمي، ما زلت أثق في أن النصر لأصحاب الحق”.

مصدر الصورة
EPA

Image caption

رأس العين تعرضت لقصف المدفعية الثقيلة بمجرد بدء العملية التركية

وقال آزاد جودي، وهو كردي إيراني-بريطاني، وهو قناص في صفوف وحدات حماية الشعب، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من المنطقة الحدودية مع بدء العملية التركية “أشبه بطعنة في الظهر”.

وكان الجيش الأمريكي قد حاول منع العملية التركية عن طريق إقرار “آلية أمنية” في المنطقة الحدودية. وتعاونت وحدات حماية الشعب ودمرت تحصيناتها.

ويقول جودي، في مقابلة مع بي بي سي يوم الأربعاء، إنه “في أغسطس/آب، توصلنا لاتفاق بشأن آلية أمنية. وانسحبنا بناء على هذا الاتفاق. ودمرنا المواقع القتالية التي كنا قد بنيناها لصد الهجمات التركية المحتملة، وسلمناها للقوات الأمريكية”.

“لا أصدقاء لنا سوى الجبال”

وقال جودي إن قوات سوريا الديمقراطية ليست مجهزة بالمدفعية الثقيلة ومضادات الطائرات والدبابات التي يمكنها صد الهجوم التركي. لكننا “سنقاوم مهما كان الثمن”

وأضاف: “تعرض الأكراد مراراً للخيانة والخذلان في الماضي. ودائما ما نقول إنه لا أصدقاء لنا سوى الجبال. الولايات المتحدة كأي دولة أو حكومة، ستفعل ما يخدم مصالحها. ونحن نعرف ذلك”.

كما قال إن ترامب وغيره من الساسة الأمريكيين “تلقوا معلومات كاذبة” بشأن الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وعبر جودي عن مخاوفه حال هروب سجناء التنظيم من السجون الكردية إذا تعرض حرس هذه السجون للهجوم التركي.

مصدر الصورة
AFP

Image caption

القوات الأمريكية انسحبت من المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا مع قرب بدء العملية التركية

وتابع جودي: “الحرب لم تنتهي. لن نسمح بهرب السجناء. لكن تخيل لو ضاق الخناق، واشتدت الحرب، وأصبحنا نواجه أكثر من جبهة. سيزيد مثل هذا الوضع من صعوبة التحكم في السجناء”.

وأضاف: “الأكراد هم الوحيدون الذي قاتلوا تنظيم الدولة الإسلامية. الحكومتان السورية والعراقية لم تتمكنا من صد التنظيم. نحن وحدنا قاومناهم. وإذا أصبحنا مهددين، قد تنتعش آمال التنظيم في إقامة الخلافة”.

وترجح صافيناز أن تركيا تواصلت مع خلايا تنظيم الدولة الإسلامية النائمة في شمال شرق سوريا، وأنها ستطلب منهم مهاجمة الأكراد. وبالفعل وردت تقارير يوم الأربعاء عن تعرض قوات سوريا الديمقراطية لهجمات من قِبل عدد من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت صافيناز: “أخشى، بل أعتقد، أنهم سيتحركون قريبا. هم بالفعل شنوا هجوما بالقرب من رأس العين وفي الرقة. وأعتقد أن هناك المزيد من الهجمات قريبا”.

وفي المقابل، تقول تركيا إن تحركها العسكري في شمال سوريا يهدف إلى محاربة الإرهاب، وإنها تريد قيادة الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.

وتشكك صافيناز في جدية تهديدات ترامب “بتدمير الاقتصاد التركي” إذا “تجاوزت الحدود”.

مصدر الصورة
EPA

Image caption

قوات سوريا الديمقراطية قالت إنها ستدافع عن المنطقة “بأي ثمن”

وتساءلت “ما تعريف تجاوز الحدود؟ هم بالفعل يهاجمون كل مكان. لا يهمهم المدنيين، ولا قلب المدينة”.

وتابعت: “ترامب لن يفعل شيئا. كل ما يهمه هو المال. ولا يهتم بـ 11 ألفا قُتلوا أثناء قتال ومقاومة تنظيم الدولة الإسلامية”.

وتصر صافيناز على البقاء في أرضها وعدم النزوح لأي مكان آخر في سوريا”لن أترك روجافا. لن أتحرك أبدا”.

وطالبت الشعوب حول العالم أن يعبروا لحكوماتهم عن غضبهم إزاء هذا الوضع.

“فالدول لا تهتم لأمرنا. الدول لا تهتم بأخذ مواطنيها المنتمين لتنظيم الدولة الإسلامية من سجوننا. طالما تغاضت الدول عن الأخطار التي نواجهها منذ زمن. حان الوقت ليعلو صوت الشعوب المؤمنة بالحرية وحقوق الإنسان”.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى