أخبار عربية

تغريدة فتاة هولندية تلفت النظر لتفشي الشعور بالوحدة في البلاد

[ad_1]

خط المساعدة يتيح للقراء مستقبلا أفضل في التفاعل الاجتماعي: "وبفضل مجموعة Join Us أصبحت أكثر انفتاحا

مصدر الصورة
JOIN US

كانت الفتاة الهولندية نادي فان دي ووترينغ، البالغة من العمر 25 سنة، تفكر في قضاء يوم آخر ترفّه فيه عن نفسها، بينما تغبط مَن هم في سنها ويستمتعون بحفلات صيفية في ضوء النهار.

وخطرت لها فكرة بينما كانت تنتظر دورها في عيادة أخصائي العلاج الطبيعي في مدينة نيميغان الهولندية، حيث قررت الفتاة الانفتاح على مواقع التواصل الاجتماعي على أمل العثور على شخص آخر حالته تشبه حالتها.

وكوفئت على ما أبدت من تفكير شجاع بفيض من الاستجابات، وحقق الهاشتاغ الذي أطلقته باللغة الهولندية، ويعني “البحث عن صديق”، رواجا كبيرا.

ولا توجد أرقام تشير إلى حجم العزلة الاجتماعية في هولندا، إذ أن الشعور بالوحدة موضوع نادرا ما يُطرح للنقاش في بلد عادة ما يوصف بأنه يعيش في عزلة وجدانية.

لكن التغريدة التي نشرتها دي ووترينغ ظهرت في أكثر من مليون رسالة، مما دلّ على أن أعدادا هائلة من الشباب الهولندي تتطلع إلى الهرب من الشعور بالوحدة.

كيف بدأ الأمر؟

رصدت الناشطة يولاندا فان غيرفي، ما حققته التغريدة من إعجابات ومشاركات، وعمدت من فورها إلى البناء على هذا الزخم.

وعبر مجموعة تحمل اسم “جوين أس” (الحق بنا)، دشنت يولاندا خطا ساخنا للأشخاص في المرحلة العمرية بين 12 و30 عاما.

وتسهم الاتصالات بالخط الساخن في مساعدة الشباب في تكوين أصدقاء في المنطقة. وتُستخدم البيانات للوقوف على حجم ما يعانيه الشباب من وحدة، ومن ثم مخاطبة الجهات المعنية للقيام بالمزيد لمساعدة الشباب في تنمية علاقاتهم الاجتماعية.

وقالت يولاندا لبي بي سي: “نتيح مساحة لمن يشعرون بالوحدة حتى يجدون مَن يستمع إليهم ومَن يتفاعل معهم في مجموعات شبابية متخصصة في التعامل مع هؤلاء”.

“لكنهم في حاجة إلى ما هو أكثر من ذلك؛ في حاجة إلى نصح وإرشاد للهرب من الوحدة. في حاجة إلى المساعدة بثلاث طرق: عمليات التواصل، وتنمية المهارات الاجتماعية، والكف عن النظر بسلبية إلى أنفسهم والعالم”.

ونجحت الفكرة في جذب اهتمام ودعم الحكومة الهولندية. وقد أثنى عليها وزير الصحة الهولندي، هوغو دي يونغ، الذي شجع الناس على استخدام الخط الساخن.

ما هو الشعوربالوحدة؟

تقول الإحصاءات العالمية إن نسبة تصل إلى 10 في المئة من شباب العالم يعانون “شعورا مزمنا بالوحدة”.

وتقول الباحثة غرينا لودور من جامعة تيلبورغ: “يرى الشباب الشعور بالوحدة على أنه شيء غير مقبول اجتماعيا”.

وتشير غرينا إلى نتيجة استطلاع للرأي أجرته قناة تلفزيونية بأن نسبة 60 في المئة من هؤلاء الشباب الشاعرين بالوحدة يقولون إنهم لن يتكلموا أبدا عن ذلك.

وتتفق الناشطة يولاندا قائلة: “كثير من الهولنديين يتكتّمون على الأمر طوال الوقت. وثمة خلط بين الوحدة والانعزالية، وهما مختلفان؛ فقد يشعر المرء بالوحدة رغم أن آخرين يحيطون به، وقد ينتابه شعور مؤلم بعدم القدرة على التواصل”.

وتعتقد الباحثة لودور أن الخط الساخن الجديد يمكن أن يساعد هؤلاء في الشعور بأنهم ليسوا وحدهم، فضلا عما يدل عليه من معاناة الكثيرين.

كيف صنعت تغريدة من فتاة فارقا؟

لا يخلو الأمر من سخرية عند القول إن الحافز على تدشين الخط الساخن لمساعدة الذين يعانون شعور الوحدة كان تغريدة عفوية.

وعادة ما تُتهم وسائل التواصل الاجتماعي بتعميق بحور العزلة بين الشباب.

ويمكن أن يمثل ذلك الخط الساخن مصدرا مهما لمجمتع المثليين والمتحولين جنسيا، أو غيرهم من مجتمعات الأقليات ممن لا يستطيعون أن يجدوا نظرائهم في الحياة الواقعية.

مصدر الصورة
NADÏ VAN DE WATERING

وتأمل مجموعة “جوين أس” أن يساعد الخط الساخن الشاعرين بالوحدة في تخفيف المعاناة الجسدية.

تقول يولاندا: “الشعور بالوحدة يمكن أن تتجاوز آثاره الحالة الوجدانية”؛ إذ يتسبب في الأرق وقد يدفع إلى إدمان المخدرات والكحول، ويمكن أن يؤثر على الجهاز المناعي.

وتضيف يولاندا: “تغريدة نادي أظهرت أن الشعور بالوحدة كان اعتياديا في هولندا، ولقد دقت هذه التغريدة ناقوس الخطر وفتحت الباب أمام طريق طويل لم تُتخَذ فيه غير خطوة البداية للتغيير”.

كيف أصبح حال دي ووترينغ؟

تلقت نادي دي ووترينغ 50 ألف رسالة خاصة ردًا على تغريدتها. بعض هذه الرسائل من أشخاص وجّهوا إليها دعوة لتناول مشروبات، وبعض الرسائل الأخرى كانت من أشخاص آخرين يشاركونها قصصهم مع الشعور بالوحدة ويطلبون منها النُصح.

تقول نادي: “نعم! التقيت عددا ضئيلا من الأصدقاء. ثمة اثنان يمكنني أن أدعوهما صديقين. والكثير جدا من التعليقات طيبة. وقد ظللت بلا أصدقاء طيلة 25 عاما، طوال حياتي، وهكذا فإن كل رد يعتبر لطيفا”.

وتنصح نادي دي ووترينغ بالتحدث وعدم الكتمان: “اعلم أنك لست وحدك، اتصل بالخط الساخن واحصل على العون. لأن الأمر خطير، وبالإمكان أن تجد أشخاصا آخرين على منصات وسائل التواصل الاجتماعي”.

وتفخر نادي بأن الهاشتاغ الذي أطلقته “البحث عن صديق” صادف رواجا واهتماما واسعا، وأثمر عن أصدقاء جدد بل وحتى علاقتين، على حد قولها.

وتتطلع الباحثة لودور في الخطوة التالية إلى إجراء دراسة مدتها ستة أشهر عن الشعور بالوحدة. وهي ترغب في متابعة الحياة اليومية لنحو 300 إلى 500 طالب في المدرسة الثانوية عبر استخدام تقنية البلوتوث.

وتوضح لودور: “سنرسل إليهم عددا من الأسئلة على هواتفهم المحمولة عما يفعلون، ومع مَن يكونون، وكيف يشعرون”.

وعبر تقنية البلوتوث يمكن للباحثة أن ترصد التفاعل بينهم، للوقوف على أثر عمليات التفاعل الاجتماعي اليومية على تغيير معدلات الشعور بالوحدة، ولماذا يظل البعض سجناء هذا الشعور بينما يتحرر منه آخرون.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى