الفلسطينية إسراء غريب بين غياب التشريعات “الرادعة” و”الذكورية البالية”
[ad_1]
علقت صحف عربية على وفاة الشابة الفلسطينية إسراء غريب بصورة غامضة، والتي أثارت الشكوك حول احتمال تعرضها لعنف أسري أدى لمقتلها، في الوقت الذي تداول فيه رواد مواقع التواصل الاجتماعي الخبر باعتباره “جريمة شرف”.
وأدان كُتّاب ما وصفوه ﺑ “الجريمة الكاملة”، كما أدانوا “انقسام” الآراء حول إدانة هذه الجريمة.
وحذر كتاب من استمرار تفشي ما سموه “أيديولوجيا القتل” في مجتمعاتنا العربية.
- هل ماتت أم قتلت؟ وفاة غامضة لفتاة فلسطينية تعيد جدل “جرائم الشرف” في البلدان العربية
- وفاة إسراء غريب : هل تبرر مجتمعاتنا العنف بدعوى حماية الشرف؟
‘غياب التشريعات الرادعة’
يقول هاني المصري في “القدس” الفلسطينية إنه رغم تعدد الروايات حول موت إسراء، فإن هناك ميلا لتصديق رواية “جريمة الشرف”، ويضيف: “السبب بسيط لكونها يمكن أن تحدث كما حدثت جرائم لا حصر لها على خلفية ما يزعم أنه الشرف، رغم أن الشرف منها بريء. بل إن ضحايا هذه الجرائم في الكثير من الأحيان يتبين أنهن عذراوات، ويكون سبب القتل التغطية على جرائم سفاح القربى، أو حرمان الضحية من الميراث، أو جراء خلاف حول أمر ما، أو استسهال اللجوء إلى العنف كدليل على انتشار ثقافة العنف، وبخاصة ضد الإناث”.
وانتقدت ريم الميع في “الرأي” الكويتية التكاسل في إدانة الجريمة اعتقاداً بأنه “ضرب أدى إلى الموت”.
وتقول: “فتاة تُقتل بكل وحشية، وهناك من يجلس في برجه العاجي يُناقش أوجه الموضوع الأخرى”، مضيفة: “فثمة قضايا لا حياد فيها ولا تحتمل أنصاف وأرباع الحلول، والتصدي لها قضية أخلاقية لا تنحصر في شخصيات أو شخوص معينة، ولماذا ننتظر أن تقتل فتاة على يد رجل – أياً كانت صفته – لنخفف عقوبته لأنه رجل قتل امرأة؟… الجريمة واحدة والعنصرية واحدة!”
ويتفق حسن مدن في “أخبار الخليج” البحرينية مع هذا الرأي، ويقول: “موجع ما جرى لإسراء؛ موجع ما يجري للكثير من نسائنا وفتياتنا العربيات في غياب التشريعات الرادعة”.
‘الذكورية والرجعية البالية’
تتساءل عزة كامل في “المصري اليوم”: “ماذا فعلت إسراء؟ وبأي ذنب قُتِلت؟”
وتقول: “جريمة مكتملة الأركان، شارك فيها الجميع، الأسرة والمجتمع بتقاليده الذكورية والرجعية البالية”، مضيفة: “لم تشفع لها استغاثتها وتوسلاتها، فالأهم هو إنقاذ الشرف الرفيع الرجولي”.
وفي “عكاظ” السعودية، تدين عبير الفوزان “جرائم الأخلاق” ضد المرأة في العالم بأجمعه.
وتقول: “الجرائم التي تُقترَف في حق المرأة ليست وقفاً على بلد دون آخر، فالانتهاكات تبدأ من بلاد الهند إلى فارس إلى الدول العربية وأقاصي الصين وأمريكا اللاتينية. باختصار إنها انتهاكات متوارثة تستخدم أحياناً ضد بعض الدول سياسياً، لكن حالما تهدأ السياسة يُغفَل عن المرأة”.
وتضيف الكاتبة: “في مثل هذه الحادثة التي هزت الكثير من الناس شعوباً وقبائل، نساءاً ورجالاً، كباراً وصغاراً لا تجد شرفاً ولا عاراً تم غسله، بل فتاة مقتولة ظلماً، وعائلة متخبطة حولها ألف علامة استفهام فيها من الحقد والحمق الشيء الكثير”.
‘أيديولوجيا القتل’
تحذر سوسن أبو سندس في “الرأي” الأردنية من استمرار تفشي “أيديولوجيا القتل”، وتقول: “مستقبل المجتمع هو الضحية الأكبر، لأنه يحمل على كاهله أفكاراً ما لبثت أن أصبحت ثقافة، تحظى بالشرعية القانونية والقبول الاجتماعي، ثقافة بالية تعطي أحدهم الحق بأن يتجرأ ليهدر دم أخته أو ابنته بحجة الحفاظ على شرفه وعرضه”.
وتضيف أبو سندس: “تلك علامة واضحة بأننا نعيش بمجتمع أقل ما يوصف به بالحيواني، بسبب التربية والتنشئة التي قدمت مدخلات مغلوطة لحقائق زائفة في عقول بعض الذكور ومنحتهم شرعية باطلة”.
وتقول نجوى بركات في “العربي الجديد” اللندنية: “ما زلنا نسمّيها جرائمَ شرف أفعالَ القتل التي تبيح انتزاع حيوات عناصر ضعيفة، منتهكة الحقوق، مهيضة الأجنحة، في مجتمعاتٍ تقدّس الفحولة، والذكورية، والاستبداد، والاستقواء، والتعسّف، معتبرين أن هناك ما يبرّر اقترافها، واهبين لمرتكبيها، سلفا ومجانا وبكل سخاء، أسباباً تخفيفيةً ترفع عنهم نسبةً كبيرة من الذنب، إن لم يكن الذنب كلّه”.
[ad_2]
Source link