أخبار عاجلة

نظرة تاريخية بين السنة القمرية و الهجرية

[ad_1]

  • المصادر التاريخية لا تعطينا السبب الحقيقي لإدراج أيام النسيء في الحسابات الفلكية
  • رحلة الهجرة استمرت 26 يوماً ولكن بداية التاريخ الهجري كانت في 1 محرم ـ 4 أكتوبر 622 ميلادية
  • هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم بدأت الخميس 27 من صفر السنة الأولى للهجرة ـ 9 سبتمبر 622 ميلادية
  • التاريخ الهجري بدأ استخدامه في زمن الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه

بقلم الفلكي عادل يوسف المرزوق

بسبب بداية السنة الهجرية الجديدة وعطلتها، نتطرق في حديثنا عزيزي القارئ إلى السنة الهجرية والاختلاف في بداية كل شهر هجري وخصوصا مع بداية شهر رمضان المبارك وكذلك تحديد يوم عيد الفطر وعلى سبيل المثال في هذا الاختلاف، فقد أعلنت بعض الدول الإسلامية أن بداية العام الهجري الجديد هو يوم السبت والموافق 31/8/2019 حسب التقويم الميلادي وهو العام 1441 منذ الهجرة النبوية الشريفة التي قام بها سيد البشر من مكة إلى المدينة.

لكن ثمة معلومات تاريخية بسيطة لابد من ذكرها هنا عن التقويم الهجري أو القمري.

فقبل الإسلام بفترة طويلة وبسبب المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وحالة الامن في شبه الجزيرة العربية كانت بعض القبائل العربية تصل متأخرة عن مواعيد الحج مما يؤدي الى بعض المشاجرات والتلاسن بين هذه القبائل، فرأى سادة قريش انه من الجيد ان تنظم مواعيد أشهر الحج وأشهر التجارة وأشهر الحرم، فقررت قبيلة قريش دعوة سادة كل العرب في شبه الجزيرة العربية إلى مؤتمر عام يعقد في مدينة مكة المكرمة، وانعقد المؤتمر عند الكعبة المشرفة لقدسية المكان، فيما يمكن ان يسمى مؤتمر لكل سادة العرب في مدينة مكة عام 412 ميلادية أي قبل ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم (163) سنة هجرية وهو ما يعادل (159) سنة ميلادية، أي ان هذا المؤتمر انعقد في سنة 265 قبل الهجرة، وذلك بقصد الاتفاق على تقويم قمري موحد يشمل جميع قبائل العرب، إذ إن الاختلاف بين قبائل العرب بسبب الاختلاف في مواعيد بداية مواسم الحج والاشهر الحرم وحركة التجارة في ذلك الزمن.

وقد حضرت قبيلة قريش هذا الاجتماع بسبب انعقاد المؤتمر في مكة متمثلة في كل سادة قريش، وكان من بينهم سيد قريش في ذلك الوقت وهو مرة بن كعب الذي هو الجد السادس للرسول صلى الله عليه وسلم، كما حضر مع مرة بن كعب ابنه كلاب بن مرة وهو أيضا الجد الخامس للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كان بين العرب تباين كبير في وضع الأشهر القمرية من حيث بدايتها أو نهايتها او أشهر الحج أو الأشهر الحرم وغيرها من هذه الأمور بين القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية، وينسب إلى كلاب بن مرة أنه هو أول من سمى الأشهر العربية المستعملة إلى الآن في هذا المؤتمر.

ففي هذا الاجتماع او المؤتمر، اتفقت كل قبائل العرب على عدد من الأشهر وأسمائها والأنشطة المرتبطة بكل شهر، واختيرت أسماء الأشهر التي نعرفها حاليا بعد أن كانت القبائل تطلق أسماء مختلفة على الأشهر، حيث خصص بعض الأشهر للحج، حيث ان أشهر الحج هي ثلاثة أشهر ذو القعدة وذو الحجة ومحرم، وهي الأشهر الحرم عند العرب قبل الإسلام، وهي فترة الذهاب والعودة من والى مكة المكرمة ليأمن الحجاج بعدم تعرضهم للعدوان في هذه الفترة، أما شهر رجب فهو للعمرة نصف الشهر للذهاب والنصف الآخر للعودة.

كذلك اتفق على الأشهر الحرم، التي يحرم فيها القتال، واستمرت حتى بعد ظهور الإسلام.

وهذه الأشهر هي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب، كما خصص بعض الاشهر للحرب وبعضها للتجارة واتفقوا على كيفية بداية الشهر القمري بحسب الرؤية وتعمد رؤية اهل مكة للهلال إذا كان هناك اختلاف بسبب وجود الكعبة المشرفة في مكة الكرمة.

أيام النسيء وهي خمسة أيام كان العرب يضيفونها أو يحذفونها من العام القمري حسبما يرونه مناسبا لهم، وهي من الأيام التي استخدمت فلكيا قبل الإسلام، وهي من الأيام التي حرمها الإسلام فيما بعد، ويرجع سبب تحريم هذه الأيام إلى الاختلاف الشديد الذي تتسبب فيه هذه الايام في حساب مواقيت الشعائر والمناسبات الإسلامية، ولكن نرى ان المصادر التاريخية لا تعطينا السبب الحقيقي في ادراج أيام النسيء في الحسابات الفلكية، ولكن اعطتنا افتراضات غير مؤكدة، فالفرضية الأولى تشير إلى انها كانت طريقة ابتدعت وذلك للتحايل على عدد أيام الأشهر الحرم إذا أراد العرب الحرب أو السلم خلال الأشهر الحرم، والفرضية الثانية تشير إلى أنها كانت رهنا في الزيادة أو النقصان وذلك بسبب عدم دقة حساب دورة القمر حول الأرض في ذلك الوقت.

ومن خلال هاتين الفرضيتين نلاحظ هنا ان الاختلافات كانت موجودة منذ القدم، خصوصا حول بداية الشهر القمري، وهو امر ليس بجديد، وبسبب هذا الاختلاف أيضا فقد امر الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه باعتماد التقويم الهجري في الدولة الإسلامية والذي كان يعرف قبل الإسلام بالتقويم العربي نسبة إلى اجتماع سادة العرب في المؤتمر الذي عقد في مكة المكرمة سنة 412 ميلادية، ولكن هذا التقويم اكتسب لفظة «الهجري» بعد ربطه بالهجرة النبوية الشريفة، فلم يعتمد هذا التقويم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك في فترة حكم خليفة رسول الله أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

فمن المعروف ان التقويم القمري والذي يعرف عند عامة الناس بالتقويم الهجري لأسباب دينية يعتمد كليا على حركة القمر والتي تسمى فلكيا بالدورة النجمية والتي فيها الشهور العربية حيث تبدأ بشهر محرم الذي هو أول الشهور في السنة الهجرية، ولكن الدورة النجمية او السنة الهجرية كما هو معروف مدتها أقصر بالنسبة لدوران الأرض حول الشمس.

فالسنة الهجرية أو السنة القمرية أو الدورة النجمية كما يسميها الفلكيون مدتها 354 يوما وهي أقصر من السنة الشمسية أو السنة الميلادية بمدة 11 يوما.

فقد سميت السنة الهجرية بهذا الاسم نسبة إلى هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة والتي كانت تسمى في ذلك الوقت «يثرب»، أما الميلادية فقد سميت بالميلادية نسبة إلى ميلاد السيد المسيح عليه السلام.

أما السنة الهجرية والتي تبدأ في يوم 1 محرم ويعتقد الكثير من الناس انه اليوم الذي هاجر فيه الرسول صلوات الله وسلامه عليه، فواقع الحال فإن الهجرة بدأت في يوم الخميس 27 من شهر صفر السنة الأولى للهجرة الموافق 9/9/622 حسب التقويم الميلادي.

فرحلة الهجرة الشريفة هذه التي غيرت وجه التاريخ بأكمله استمرت 26 يوما بدأت منذ لحظة خروج الرسول صلى الله عليه وسلم من بيته في مكة المكرمة إلى وقت دخوله يثرب (المدينة المنورة) فقد دخل الرسول صلى الله عليه وسلم (مدينة يثرب المدينة المنورة) في يوم الاثنين 23 ربيع الأول من نفس السنة الموافق 4/10/622 ميلادية، ولكن كانت بداية التاريخ الهجري في يوم 1/(محرم)1/1 هجري الموافق يوم الخميس 18/7/622 ميلادية.

وكان هذا التاريخ معروفا عند كل الصحابة رضوان الله عليهم جميعا وكانوا متأكدين من تاريخ حدوثه وكان يحدد به الحدث، حدث هذا الامر قبل سنة الهجرة أو بعد سنة الهجرة، وعلى هذا الأساس اختيرت سنة الهجرة لبدء التاريخ في الدولة الإسلامية بعكس تاريخ مولد الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لم يكونوا متأكدين من صحة تاريخه حيث يشير التاريخ الى عدة تواريخ تشير الى يوم مولده الشريف، فقد أشارت أغلب المصادر التاريخية إلى أن يوم ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت في يوم الاثنين 22 ابريل 571 ميلادية (22/4/571) الموافق 10 ربيع الأول سنة 53 قبل الهجرة الشريفة.

كما حدثت مناسبات إسلامية مهمة مثل تاريخ نزول الوحي أول مرة على الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد اختلف في تاريخ النزول، حيث ذكر ان الوحي نزل في يوم الاثنين 15 من رمضان الموافق 10/8/610 ميلادية او يوم الاربعاء 24 رمضان عام 13 قبل الهجرة الموافق 19/8/610 ميلادية، والمؤكد انه نزل في شهر رمضان المبارك الذي يوافق شهر أغسطس أو شهر ثمانية أي ان القرآن نزل به الوحي اول مرة على الرسول صلى الله عليه وسلم في فترة الصيف.

ولكن السؤال الذي يتردد عند أغلب الناس هو متى بدأ استخدام التاريخ الهجري كتاريخ رسمي للدولة الإسلامية حيث تشير المعطيات التاريخية إلى ان التاريخ الهجري بدأ استخدامه في زمن الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويعتقد ان بداية استخدام التاريخ الهجري كانت في السنة الثانية من فترة حكمه أي بعد 4 سنوات من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم أي بعد 15 سنة من الهجرة الشريفة.

فالهجرة النبوية حدثت قبل 1441 سنة هجرية أي قبل 1397 سنة ميلادية، بمعنى لو افترضنا أننا نستخدم شهور السنة الهجرية في السنة الشمسية كما هو الحال في السنة الصينية لكنا الآن نحن في سنة 1397 من الهجرة.

(يتبع)

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى