شاب يؤسس منصة تعليم عالمية يعدها البعض “بديلا للتعليم الجامعي”
[ad_1]
على الرغم من أن فريدي فيغا لا يكره الجامعات- بل يفتخر بأنه كان طالبا في كلية علوم الحاسوب بالجامعة الوطنية الكولومبية بالعاصمة بوغوتا، التي تعد واحدة من أفضل جامعات كولومبيا- إلا أن لديه اعتراضات على النظام الدارسي في الجامعات.
وفي سن المراهقة تعلم فيغا بنفسه طرق إنشاء تطبيقات ومنتجات تفاعلية عبر برنامج فلاش، الذي كان يحظى بشعبية كبيرة آنذاك، ونجح في الحصول على وظيفة مؤقتة في هذا المجال وهو في الرابعة عشرة من عمره، وتنقل بعدها في وظائف مختلفة. وعندما بلغ 17 عاما، أسس موقع “كريستالاب”، لمشاركة المعلومات في مجال البرمجة.
وكان فيغا يمارس عمله في الوظيفة المؤقتة أثناء الدراسة في الجامعة. لكن النجاح في الجامعة، على حد قول فيغا، يتطلب التفرغ للدراسة.
واجتذب موقع “كريستالاب” الكثير من الزوار من جميع الدول التي تتحدث الإسبانية، ووصل عدد زوار الموقع في أوج شهرته إلى ثلاثة ملايين زائر شهريا. وكان عائد الإعلانات يكفي لتغطية رواتب فيغا وموظفيْن آخريْن، وهذا يعد نجاحا كبيرا بمقاييس فيغا، الذي تكفلت أمه، التي تنتمي للطبقة العاملة، بتربيته، واشتكى يوما من أنه ليس لديه المال الكافي لشراء ماسح ضوئي لتحويل نسخ الكتب الورقية إلى رقمية.
ويقول فيغا: “توقفت في أحد الأيام عن الذهاب للجامعة، فقد رأيت أنني كلما بذلت مجهودا في موقع كريستالاب، زادت شهرته وعدد زواره”.
وبعد ست سنوات، أنشأ منصة للتعليم الإلكتروني مع منافس سابق، وأطلق عليها اسم “بلاتزي”. وتقدم هذه المنصة دورات قصيرة عبر الإنترنت في مهارات رئيسية، ليساعد من خلالها فيغا المبرمجين الشباب في أمريكا اللاتينية في السير على خطاه لتحقيق النجاح عبر التعليم الذاتي، وتوفير مسار جديد غير تقليدي للترقي في السلم المهني.
- لماذا تحث الشركات في اليابان موظفيها على القيلولة خلال العمل؟
- “الإنترنت الفضائي” يغير طبيعة فرص العمل في المستقبل
نظام مخالف للمنطق
ويحظى فيغا، الرئيس التنفيذي لشركة “بلاتزي”، باحترام وتقدير جميع موظفيه في مختلف فروع الشركة في بوغوتا ومدينة مكسيكو سيتي وسان فرانسيسكو ومدريد. ويتبنى فيغا، البالغ من العمر الآن 33 عاما، في عمله منهجا يمزج بين الصرامة والصراحة والتفكير العملي والحرص على مصلحة العمل، وهذا يدخل في صميم هدف الشركة التي تساعد الناس في تعلم مهارات تمكنهم من جني المال سريعا.
وحققت منصة بلاتزي، التي تضم 110 موظفا، انتشارا واسعا في فترة وجيزة، وتوفر نحو 300 دورة دراسية مختلفة لأكثر من مليون طالب. وقد يعود جزءا من نجاحها إلى التركيز على المهارات ذات الصلة بالتكنولوحيا، كالبرمجة وتقنيات التصميم أو التسويق عبر الإنترنت.
وقد زاد الطلب على هذه المهارات في دول أمريكا اللاتينية، التي تعاني نقصا شديدا في الكفاءات في سوق العمل، إذ تجد الشركات صعوبة كبيرة في العثور على الموظفين الذين يتمتعون بالمهارات المطلوبة، وقد أدى نقص المعروض من الكفاءات إلى زيادة الرواتب.
وأشارت إحصاءات للبنك الدولي إلى أن 50.7 في المئة فقط من الشباب في أمريكا اللاتينية يكملون تعليمهم بعد المرحلة الثانوية. لكن هذه النسبة تضم الطلاب الذين يدرسون بالمعاهد الفنية والتجارية، وليس الجامعات فقط.
وبينما تسهم الشهادة الجامعية في تحسين الدخل، فإن فرص الالتحاق بالجامعة غير متكافئة. إذ لا يمثل الطلاب من الشريحة الأكثر فقرا من المجتمع سوى ربع عدد طلاب التعليم العالي.
ويتنافس الطلاب بشراسة للفوز بمكان في الجامعات المرموقة، إذ لا تقبل جامعة كولومبيا الوطنية مثلا سوى طالب واحد من بين كل 16 طالبا. وثمة تفاوت كبير في تكاليف الدراسة بالجامعة. وبينما لا تزال الدراسة مجانية في بعض الجامعات الحكومية، فإن تكاليف الدراسة في الجامعات الخاصة قد تصل إلى 15 ألف دولار سنويا.
وتشترط معظم الجامعات انتظام الطلاب في الحضور، ما يجعل الاحتفاظ بالوظيفة شبه مستحيل.
ويرى فرانشيسكو كاجياو، المستشار التعليمي الكولومبي، وغيره من الخبراء، أن الحل هو زيادة الأماكن بالجامعات لتلبية الطلب على الدراسة الجامعية، ويقول إن نفقات الدراسة يجب أن تُخفض، ويتعين على الحكومات أن تستثمر في التعليم.
لكن فيغا يرى أن المشكلة ليست في عجز الجامعة عن استيعاب الطلبة بل في نظام التعليم الجامعي برمته. ويقول إن نمودج التعليم الجامعي تجاوزته الأحداث.
ويقول فيغا: “إن نظاما يلزم الطلاب بقضاء أربع سنوات في الجامعة ويثقل كاهلهم بديون ضخمة ثم يحصلون على وظيفة ويقضون عامهم الأول في تعلم المهارات التي يحتاجونها في العمل، هو نظام مخالف للمنطق”.
وتتيح منصة “بلاتزي” للطلاب الذين يريدون الالتحاق بقطاع التكنولوجيا منهجا دراسيا مختلفا، إذ يختار الطلاب الدورات التي يحتاجونها في حياتهم العملية. فإذا كنت تريد أن تتعلم إنشاء موقع إلكتروني، قد تبدأ بدورة في مبادئ البرمجة، ثم تتعلم لغتين من لغات البرمجه، وتصميم مواقع الويب وبعض برامج تصميم الرسوم المتحركة.
وتبلغ قيمة الاشتراك السنوي في المنصة 299 دولارا، لإتاحة فرص التعلم لشرائح أكبر من المجتمع. إذ أشار استطلاع للرأي أجرته الشركة إلى أن نصف الطلاب المشاركين في دورات “بلاتزي” الذين شاركوا في استطلاع الرأي يتقاضون أجورا أقل من الحد الأدنى للأجور.
هل يصلح هذا النظام كبديل للدراسة الجامعية؟
أثار النمو المتسارع لشركة “بلاتزي” جدلا في بعض الأوساط، حول مدى قدرة هذه المنصة والمنصات الأخرى على شاكلتها، على تقديم مسار أفضل للتوظيف بدلا من التعليم الجامعي، في وقت تزايدت فيه وتيرة التطورات التكنولوجية.
ويقول مانويل أوجيدا، مطور برامج وطالب بمنصة بلاتزي: “إن بعض الجامعات لا تغير برامجها الدراسية لسنوات. ويجب أن يكون مبرمج الكمبيوتر ملما بكل التطورات الجديدة في عالم البرمجة”.
ويرى فيغا أن المهارات التي يتعلمها الطالب من منصة بلاتزي لا تقل عن تلك التي يتعلمها من الجامعة، رغم أن الشركة تعلن على موقعها الرسمي أنها تكمل الدراسة الجامعية ولا تحل محلها.
وتقول نيكول شابايال، رئيسة الموظفين بالشركة، إن الشركة تقدم حلولا للطلاب الذين ليس لديهم ما يكفي من الوقت والمال للدراسة في الجامعة.
لكن أوبدوليو فيلاسكويز، رئيس جامعة سافانا، إحدى أكبر جامعات كولومبيا، يقول إن الجامعة تلعب دورا أكبر في تعليم الطلاب المهارات التي يحتاجونها في حياتهم، مثل تعلم التفكير المستقل.
ويرى سباستيان ريز، مدير عمليات بشركة برمجيات وأحد خريجي بلاتزي، أنه لا وجه للمقارنة بين الجامعة ومنصة بلاتزي، فإن منصة بلاتزي تساعد فقط على تعلم التطورات الجديدة التي طرأت على المجال.
ويرى فيلاسكويز أن النموذج الذي تقدمة بلاتزي لا يصلح لجميع المجالات المعرفية، كالمحاماة والطب وعلم النفس. لكن فيغا يقول إن الشركة تتيح دورات تعليمية في العلوم الإنسانية، لكنها لن تتوسع في هذا المجال لأنه غير مجد اقتصاديا. ويبرر ذلك بالقول إن الطلاب يلتحقون بالدورات التعليمية عبر الإنترنت لتحسين دخولهم، ومعظم الطلاب لا يرون أن دراسة العلوم الإنسانية ستساعدهم على جني الكثير من المال.
لا تتوقف عن التعلم
تساعد الجامعات أيضا الطالب على تكوين شبكة معارف من زملاء الدراسة والأساتذة قد تساعده في العثور على وظيفة، وبعض الشركات الكبرى تعلن صراحة عن تفضيلها لخريجي الجامعات المرموقة.
لكن فيغا يرى أن كل هذا تغير الآن، ويقول إن الكثير من الشركات الآن لا تهتم بمؤهلات المتقدم للوظيفة. إذ تنشر الشركات الناشئة إعلانات الوظائف الشاغرة على موقع “لينكد إن”، أو على صفحات المجموعات المهنية على موقع فيسبوك وتوظف المتقدمين للوظائف بناء على خبراتهم ودرجاتهم في الاختبارات الفنية.
وقد دشنت بلاتزي خدمة للإعلان عن الوظائف للطلاب، وتطور طرقا جديدة لتوطيد العلاقات بينهم. وتتوقع الشركة أن يساعدها طلابها السابقون الذي أسسوا شركات ناشئة ناجحة، مثل شركة “ترانكوي” التي ابتكرت روبوت اختاره أحد أكبر صناديق الاستثمار بوادي السيليكون.
لكن هذه المنصة تمتاز أيضا عن قطاع التعليم الرسمي بميزة “التعليم المستمر”. إذ اجتذبت الشركة مجموعة كبيرة من المشتركين الدائمين، في وقت بات فيه واضحا أن نجاح العاملين سيتوقف على مدى قدرتهم على تطوير مهاراتهم ومعلوماتهم.
وتقول ديانا ريز، زوجة فيغا والتي رافقته منذ أن كان يدير شركة “بلاتزا” من شقتها، إنه لم يتوقف قط عن التعلم. وكلما أراد أن يؤدي مهمة ما كان يتعلم المهارات المطلوبة لتأديتها.
وقد ألهم طموح فيغا وأصوله المتواضعة الكثير من الطلاب للانضمام لمنصة “بلاتزي”، ويقول فيغا: “إن النجاح لا يتوقف لا على الجامعة المرموقة التي تخرجت فيها ولا على مركز العائلة التي نشأت في كنفها”.
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Worklife
[ad_2]
Source link