G7 قمة الانقسامات والخلافات
[ad_1]
بمشاركة كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورؤساء الحكومات البريطاني بوريس جونسون والإيطالي جوزيبي كونتي والياباني شينزو آبي والكندي جاستن ترودو، تنعقد قمة مجموعة البلدان الصناعية السبع الكبرى «G7» في منتجع بياريتس الفرنسي المطل على المحيط الأطلسي على مدى ثلاثة أيام، بضيافة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وسط أزمات عالمية مشتعلة وخلافات حادة حول جملة من القضايا، على رأسها حرائق غابات الأمازون والخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والملف النووي الإيراني.
وهو ما سيصعب مهمة عراب القمة ماكرون في تحقيق نتائج ملموسة.
ويريد ماكرون أن يركز زعماء الاقتصادات الكبرى، على الدفاع عن قضايا الديموقراطية والمساواة بين الجنسين والتعليم وتغير المناخ. وقد دعا ماكرون زعماء من آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية للمشاركة في القمة من أجل دعم تلك القضايا العالمية.
لكن ربما يتغير جدول أعمال ماكرون بسبب اشتداد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة وجهود الحكومات الأوروبية المكثفة من أجل تخفيف التوتر بين واشنطن وطهران وتصاعد التنديد الدولي بشأن الحرائق في غابات الأمازون.
وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي إن ماكرون يبحث عقد مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ختام هذه القمة وإنه قرر بالفعل عدم إصدار بيان ختامي لتجنب تكرار الفشل الذي لحق بالقمة السابقة في كندا.
وقال مسؤولون أميركيون إن ترامب سيسعى للترويج لسياساته المتعلقة بتقليص الضرائب وتخفيف اللوائح والضغط على الحلفاء من أجل اتباع النموذج الذي يتبناه لتجنب المشكلات التي تواجه الاقتصاد العالمي.
وفي خطاب متلفز قبل القمة ذكر الرئيس الفرنسي، أنها سوف تشهد تعهدات بشأن البيئة وصحة محيطات العالم من صناعات النقل البحري والنسيج.
وقال ماكرون: «لأول مرة سوف نتواصل مع شركات النقل البحري لخفض السرعة.. هذه الوسيلة هى إحدي الطرق الأكثر فعالية لخفض الانبعاثات. وإنها المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك».
وأضاف أن ممثلي «نحو نصف» صناعة انتاج النسيج العالمية سيكونون حاضرين و«للمرة الأولى سيكون هناك تعهد للتحرك بمواعيد وبأهداف».
وتابع ماكرون: «30% من النفايات في المحيطات تأتي من صناعة النسيج.
و8% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الموجودة في العالم تأتي من صناعة النسيج».
وفرضت حرائق غابات الأمازون نفسها على جدول اعمال القمة في اللحظة الأخيرة.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن «مبادرات عملية» لمكافحة الحرائق «يمكن أن تتبلور» خلال القمة، مطالبة بجعل هذه «الأزمة الدولية» أولوية للقمة.
وشكلت هذه القضية البيئية عامل انقسام آخر ينضم الى الملفات التي تضعضع المجموعة، حيث عبرت برلين عن تحفظات بعدما أعلنت باريس أنها ستعرقل مشروع اتفاق تجاري بين السوق المشتركة لأميركا الجنوبية (ميركوسور) والاتحاد الأوروبي.
لكن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الموجود في بياريتس حذر بأنه من «الصعب تصور» أن يصادق الاتحاد الأوروبي على اتفاق مماثل، طالما أن البرازيل «تسمح بتدمير» الأمازون.
ويبدو أن الحوار بين القادة سيكون حادا حول مسألة الرسوم على المجموعات العملاقة للإنترنت وإنعاش الاقتصاد العالمي والحرب التجارية بين بكين وواشنطن غداة تبادلهما رسوما جمركية جديدة.
وبشأن الملف النووي الإيراني، سيبلغ ماكرون ضيوفه بمضمون لقائه مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف أمس الأول، الذي رأى في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن مقترحات باريس لحلحلة الأزمة مشجعة.
ويرتقب كذلك بشدة لقاء ثنائيا مقررا صباح اليوم، بين دونالد ترامب وجونسون في أول ظهور عالمي بهذا المستوى له منذ توليه رئاسة الحكومة. ويعتبر مراقبون انه سيكون نجم القمة.
ولم يعرف إن كان الرئيس الأميركي سيشجع جونسون الذي يشيد بمؤهلاته، على ترجيح انجاز خروج بريطانيا من الاتحارد الاوروبي «بريكست» بلا اتفاق.
وقال البيت الأبيض إن ترامب «متحمس جدا» لمناقشة اتفاق التبادل الحر بين البلدين في المستقبل.
وسيسعى رئيس الوزراء البريطاني الجديد، لتحقيق التوازن بين عدم تنفير حلفاء بريطانيا الأوروبيين وعدم اغضاب ترامب وربما تهديد العلاقات التجارية في المستقبل.
ومع ذلك قلل ديبلوماسيون من احتمال أن يتحد جونسون وترامب ضد باقي الزعماء بسبب التحالف الوثيق بين سياسة بريطانيا الخارجية وأوروبا فيما يتعلق بمجموعة من الملفات بدءا من إيران ومرورا بالتجارة وانتهاء بتغير المناخ.
وفي مواجهة هذه القضايا الراهنة الكثيرة، سيحاول المنظمون الفرنسيون الدفع قدما بملفات أخرى مثل مكافحة اللامساواة والتعليم في أفريقيا وحماية المحيطات.
ويأمل المنظمون في التوصل إلى «مبادرات ملموسة» مع القادة المدعوين مثل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورؤساء ست دول إفريقية.
ومن الملفات الخلافية ايضا، العلاقة مع روسيا التي اعلن ترامب دعمه لإعادتها للقمة وهو ما يرى الأوروبيون أنه سابق لأوانه.
فقد ذكر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أنه يود دعوة أوكرانيا، بدلا من روسيا، القمة، فيما عارض بشدة إعادة موسكو للمجموعة، مشددا على أن القمة سوف تكون «اختبارا صعبا للوحدة والتضامن» للاقتصادات الديموقراطية الرائدة في العالم.
وقال توسك بشأن دعوة مبدئية لروسيا لحضور قمة مجموعة السبع، لتكون مجموعة الثماني«كان يعتقد أنها (روسيا) ستمضي قدما في مسار الديموقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان».
وتابع في «سأحاول إقناع المشاركين في القمة بأنه سيكون من الأفضل دعوة أوكرانيا، كضيف، في اجتماع جي7 المقبل».
وكان قد تم طرد روسيا من المجموعة بعد ضمها للقرم في عام 2014 من أوكرانيا.
ست نقاط أساسية يجب متابعتها خلال قمة مجموعة السبع
فيما يلي ست نقاط أساسية يجب متابعتها خلال قمة مجموعة السبع المنعقدة مدينة بياريتس في فرنسا:
اختبار وحدة الغرب: تمر مجموعة السبع بمرحلة صعبة، فهذا النادي للقوى الليبرالية الكبرى الذي يواجه معارضة لهيمنته من قبل القوى الجديدة، يعاني من انقسامات داخلية خصوصا منذ انتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة.
هل ستكون فعالة بشأن الأزمات الحالية الكبرى؟ يحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحقيق ذلك عبر دعوة دول أخرى مثل الهند والتحرر من البيان الختامي.
وقال «بدلا من التفاوض على تصريحات سنحاول تحقيق تقدم حول تحالفات» بين دول نواياها حسنة.
وهو يأمل بذلك تجنب الإخفاق الذي شهدته القمة الأخيرة في كندا عندما رفض ترامب البيان الختامي بعدما قام بتوقيعه.
محور جونسون ـ ترامب: سيكون هذا اللقاء أول قمة دولية يحضرها بوريس جونسون بصفته رئيسا للحكومة البريطانية، قبل أسابيع من موعد خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر.
وستكون تصريحاته بشأن الخروج من التكتل الأوروبي موضع متابعة دقيقة، لاسيما وأنه سيعقد لقاء على انفراد مع ترامب الذي يضاعف التصريحات القاسية بحق الاتحاد.
هل سينبثق عن القمة محور «جونسون-ترامب» يؤدي إلى انعكاسات متتالية على الملفات الديبلوماسية الأخرى؟
قال مصدر ديبلوماسي بريطاني «أعرف أن شائعة تفيد أننا سنغير موقفنا بعد اللقاء مع الرئيس الأميركي لكنكم لن تروا تغييرا جذريا في مقاربتنا».
غابات الأمازون تحترق: فرضت الحرائق التي تشهدها منذ أيام غابات الأمازون «رئة العالم»، نفسها على جدول أعمال القمة. وبعد اتهام الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو «بعدم التحرك»، قرر ماكرون وجونسون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تولي معالجة المشكلة التي أصبحت «أزمة دولية».
وقال ماكرون للموقع الاخباري الالكتروني «كونبيني»: «سنحاول تعبئة العالم لجمع تبرعات من أجل إعادة تشجيرها في أسرع وقت ممكن».
ويريد الرئيس الفرنسي الذي يضع المناخ «في صلب مجموعة السبع»، الحصول على تعهدات من القادة، بمن فيهم ترامب المشكك في النظريات حول البيئة، تمهيدا لقمة الأمم المتحدة للأرض في سبتمبر المقبل.
تظاهرات وأعمال عنف: تخضع كل منطقة بلاد الباسك وبالتحديد منتجع بياريتس لإجراءات أمنية مشددة تتمثل بانتشار 13 ألفا ومائتي شرطي ودركي يدعمهم الجيش.
والسلطات تخشى وقوع أعمال عنف خصوصا في مدينة بايونا القريبة من بياريتس، خلال المظاهرات التي دعي إليها بالتزامن مع القمة.
الأزمة النووية الإيرانية: يأمل ماكرون في أن ينتزع من نظرائه مبادرات تهدئة في الأزمة الإيرانية من أجل إنقاذ الاتفاق الدولي الموقع في 2015 حول البرنامج النووي الإيراني الذي انسحبت الولايات المتحدة منه بينما تهدد طهران بالخروج منه تدريجيا.
والتقى ماكرون أمس الأول في باريس وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي قال إن الأمور «تسير في الاتجاه الصحيح».
الحرب التجارية: استؤنفت بقوة الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، التي يمكن أن تؤثر على كل العالم.
وتبادل البلدان فرض رسوم جمركية عقابية.
فقد زادت بكين الرسوم على بضائع أميركية بقيمة 75 مليار دولار ردا على زيادة الولايات المتحدة الرسوم على بضائعها في الأول من أغسطس.
وما كان من الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلا أن رد بالإعلان عن زيادة جديدة في الرسوم على سلع صينية بقيمة إجمالية تبلغ 550 مليار دولار.
بوريس جونسون.. نجم القمة في أول حضور دولي
يعد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أبرز المشاركين في قمة مجموعة السبع في بياريتس التي تشكل أول حضور له على الساحة الدولية، وسيقوم خلالها بلقاء مرتقب بشدة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب المؤيد لـ «بريكست» بدون اتفاق.
وأكدت مديرة مركز دراسات «معهد من أجل الحكومات» برونوين مادوكس «سنرى ما إذا كان بوريس جونسون قادرا على أن يظهر وجها آخر للعالم»، غير ذاك الذي أظهره حين كان وزيرا للخارجية، معتبرة أن جونسون كان «مخيبا للآمال» في ذلك الدور في إشارة إلى هفواته.
ولعب جونسون دوره كرئيس للوزراء على المستوى الدولي من خلال محاولته فرض رؤيته حول «بريكست» على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين وعلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس.
أما اللقاء الأكثر ترقبا فهو مع دونالد ترامب الذي قد قال إنه ينتظر «بفارغ الصبر» أن يلتقي جونسون الذي سبق أن أبدى الرئيس الأميركي إعجابه به وتحدث معه أكثر من مرة هاتفيا.
واعتبرت الباحثة في مركز «أوبن يوروب» آنا ناديبايدزي أن «طبيعة الرسالة التي سيرسلها (جونسون) لها أهمية كبرى»، فهي «مؤشر على الاتجاه الذي ستسلكه المملكة المتحدة بعد بريكست».
وسيسمح نجاح دولي لجونسون بأن يثبت مكانته كقائد على المستوى الداخلي، بحسب مادوكس، إلا أن انتكاسة على المستوى الدولي قد تؤدي إلى إضعافه في وقت يواجه فيه انتقادات عديدة في المملكة المتحدة، وفي ظل تكهنات بإمكانية إجراء انتخابات مبكرة.
ويرى خبراء أنه سيكون هناك ثمن مقابل اتفاق تبادل حر سريع مع الولايات المتحدة، ولا يستبعدون تحولا جزئيا في السياسة الخارجية البريطانية.
وأوضح الباحث المتخصص بالسياسة الخارجية الأميركية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في بريطانيا دينا ألين «أظهر ترامب بوضوح أنه يرى التجارة عرضا» لا ربح فيه للطرف الآخر، متابعا «لا أرى سببا في أن يتحول ترامب فجأة ليكون لطيفا وكريما مع المملكة المتحدة».
[ad_2]