أخبار عربية

الحرب السورية: هل تمسي خان شيخون ساحة للمواجهة بين تركيا والتحالف السوري الروسي؟


هل تمسي خان شيخون ساحة للمواجهة بين تركيا وكل من سوريا وروسيا؟

مصدر الصورة
Getty Images

ناقشت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، تطورات الأوضاع في إدلب السورية مع تقدم القوات الحكومية وانسحاب فصائل من المعارضة المسلحة من بلدة خان شيخون.

وكال العديد من المعلقين انتقادات لأنقرة جراء موقفها من العمليات العسكرية الدائرة في البلدة الواقعة جنوبي إدلب، وتوقع بعضهم “صداماً” بين سوريا وروسيا من جهة، وتركيا من جهة أخرى.

وتمتلك تركيا التي تدعم المعارضة السورية، قوات عسكرية في إدلب، إحدى المناطق القليلة غير الخاضعة لسيطرة الحكومة، في إطار اتفاق مُبرم مع روسيا العام الماضي بهدف إنشاء ما يعرف بمنطقة خفض التصعيد. وتتمتع بلدة خان شيخون بأهمية استراتيجية كونها تقع على الطريق السريع الواصل بين دمشق وحلب.

‘المأزق التركي في سوريا’

في صحيفة الثورة السورية، رأى عبد الرحيم أحمد أن “استعادة خان شيخون تشكل علامة بارزة في خريطة الحرب على الإرهاب وخطوة مهمة على طريق إنهاء الحرب ضد سوريا، ففرار الإرهابيين الكبير منها ومن بلدات ريف حماة سيشكل نموذجاً لمتوالية هزائم أخرى في محافظة إدلب”.

واعتبر الكاتب أن التطورات في خان شيخون تمثل رسالة إلى من وصفهم بـ “القابعين على أوهامهم ما بعد الفرات شرقاً” مفادها “التسليم بواقع تملك فيه الدولة السورية قرارها، وتفرض كلمتها بعيداً عن بازارات الأمريكي والتركي التي لا تعدو عن كونها تراجعاً بطعم الهزيمة”.

وأشارت افتتاحية الخليج الإمارتية إلى “المأزق التركي في سوريا”، موضحة أن “اتفاقات خفض التصعيد الموقعة مع روسيا بدأت تتساقط فعلياً على الأرض بالمشاركة الروسية النشطة في إنهاء الوجود المسلح الموالي لتركيا في مناطق شمال غرب سوريا”.

وحذرت وفاء العرفاوي في صحيفة المغرب من أن “يفتح هذا التطور الباب أمام صدام جديد بين النظام السوري مدعوما بروسيا والجانب التركي الذي يراهن على معركة ‘إدلب’ لتحقيق نقاط تقدم في سوريا”.

وأضافت الكاتبة: “تخشى تركيا التي تحاول عبر جهود مضنية فرض رؤيتها في الشمال السوري خشية تزايد نفوذ الأكراد قرب حدودها ما يشكّل تهديداً صريحاً لأمنها القومي … ويرى مراقبون أن هذه التطورات الميدانية قد توحي بقرب ساعة الصفر قبل اندلاع معركة ‘إدلب’ المؤجلة لسنوات طويلة”.

‘خان شيخون تقلِب المَوازين’

بالمثل، قال صهيب عنجريني في الأخبار اللبنانية إن أنقرة تبدو في حالة “لا تُحسد عليها، ظاهرياً على الأقل”، كما عكست المجريات العسكرية “حالة تخبّط شديد في صفوف المجموعات المسلحة”، إذا أن “التطورات الميدانية المتسارعة التي تشهدها محافظتا إدلب وحماة تمهّد لتحول شديد الأهمية في المشهد السوري بأكمله”.

وتبنّى محمد خروب رأيا مشابها في مقاله بالرأي الأردنية، قائلا إن “خان شيخون تقلِب المَوازين” وإن أنقرة “خرجت خاسِرة من المعركة … وسقطت ورقة سوتشي التي استثمرتها. انكشفت الخلافات بين ثُلاثي أستانا ولم يعد ثمة شكوك بأن الأمور ذاهبة إلى الصِدام، بعد أن لم يعد ثمّة فرصة ‘لإقناع’ أنقرة بأن لعبة شراء الوقت قد انتهت، وأن ‘عاما’ انقضى ولم تُنفِّذ اتفاق سوتشي الخاص بإدلب الذي وقّعه الرئيسان الروسي والتركي في 17 أيلول الماضي”.

وأشار عبد الباري عطوان في صحيفة رأي اليوم اللندنية إلى أن الرئيس التركي أمام خيارين، “الأوّل: أن يقف إلى جانب حُلفائه في جبهة ‘النصرة’ و’أحرار الشام’ والفصائل التي تُقاتل تحت مظلّتهما في إدلب وريفها، ويُرسل قوّاته للدفاع عنها في مُواجهةِ الهُجوم السوري الروسي المُشترك؛ والثاني: أن يذهب إلى موسكو ويبحث عن حل سياسي مع الرئيس بوتين يتعهّد فيه بنزع سلاح هذه الفصائل، وخُروجها بالتّالي، وتسوية أوضاع المُقاتلين السوريين في إطار عفو سوري عام”.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى