التايمز: أن تتنشق عطراً لم يشمه أحد منذ 2000 عام
[ad_1]
اهتمت الصحف البريطانية الصادرة الثلاثاء بقصة رجل الأعمال الثري، جيفري إبستين الذي مات في سجنه في الولايات المتحدة، وذلك مع اقتراب شبكة الفضائح الجنسية المحيطة به من العائلة المالكة البريطانية نفسها، ومزاعم بتورط الأمير أندرو ابن ملكة بريطانيا وشقيق ولي العهد الحالي، بمعاشرة قاصر ومداعبة أخرى، كما ركزت المقالات التي تناولت الموضوع على الدور الذي لعبته غيزلين ماكسويل، مديرة أعمال إبستين في تسهيل وصول الفتيات القاصرات إلى أصدقائه من السياسيين البارزين وقادة الطبقة المخملية.
كيف كانت رائحة فاتنة مصر؟
غابت تقريباً التغطيات الخاصة بمواضيع عن منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، ما عدا بعض المتفرقات، ومنها موضوع لطيف عن أشهر فاتنات التاريخ، كليوباترا، في صحيفة التايمز، يقول إن العلماء تمكنوا من إعادة تركيب عطر يعتقدون أن كليوباترا كانت تتعطر به، وذلك بعد أن كانت حفريات في موقع مدينة تيموس الفرعونية كشفت عام 2012 عما يظن الخبراء أنه بيت صانع عطور من تلك الفترة.
واستخدمت البقايا التي عثر عليها في القوارير وبمساعدة صيغ عطور وجدت في نصوص تعود إلى تلك الحقبة في تركيب عطر يعتقد أنه كان يحظى بشعبية كبيرة آنذاك.
وتقول الصحيفة إن عطور ذلك الزمان لم تكن سائلة وشفافة كما هي اليوم، وإنما مراهم ثخينة ومشبعة بالتوابل، ومعدة بحيث تظل رائحتها تفوح من الجسم لوقت طويل.
وهذه ليست المرة الأولى، كما تذكر الصحيفة التي يعاد فيها تركيب عطور مشاهير من التاريخ، فسبق أن تمكن العلماء من تركيب الكولونيا التي صنعت خصيصاً لنابليون خلال فترة نفيه في جزيرة هيلينا.
وتشير الصحيفة إلى تراجع أهمية الرائحة في الثقافة الغربية اليوم، لدرجة أن دراسة جديدة أظهرت أن نصف المراهقين لو خيروا بين فقدانهم حاسة الشم أو كمبيوتراتهم المحمولة (لابتوب)، لاختاروا الأول مضحين بحاسة الشم.
وفي التايمز أيضاً وعن نفس الموضوع كتب توم نويلز أن الكثير من علماء التاريخ حاولوا تحديد شكل كليوباترا ومدى جمالها، ولكن عدداً أقل بكثير تساءل عن رائحتها.
ويقول نويلز إن فريقاً من علماء الآثار وخبراء العطور تمكنوا من تركيب عطر، يقولون إنه كان بمثابة “شانيل 5” في ذلك الزمن، وأن ملكة مصر القديمة ساحرة الجمال من المحتمل أنها تعطرت به.
ويذكر الكاتب الأسطورة التي تقول بأن كليوباترا قبل إبحارها لزيارة مارك أنطونيو في طرسوس، تعمدت غمس أشرعة مركبها الملكي الذهبي بالعطر بحيث تصل رائحة عبيرها إلى الشاطئ قبل أن وصولها الفعلي بوقت طويل.
وعثر على وصفة العطر بعد عقد كامل من الحفريات التي قام بها فريق من علماء الآثار من جامعة هواي في موقع في شمال القاهرة يدعى تل التيماي، وهو موقع مدينة تيموس الفرعونية التي بنيت عام 4500 قبل الميلاد.
إلا أن هذه الاكتشافات لا يمكن الجزم بصحتها، فكما ينقل الكاتب عن ماندي أتفيل أخصائية العطور لدى “بيركلي” في كاليفورنيا والتي ساهمت عام 2005 في إعادة تركيب عطر لمومياء طفل فمن الأرجح أن كليوباترا كان لديها العطّار الخاص بها، والذي يصنع لها عطرها الخاص، برائحة مميزة، وتضيف أتفيل “لا أعتقد أبداً أن أحداً يعلم بالتأكيد ما الذي كانت تستخدمه”.
ولكن يبقى الأمر كما يقول روبرت ليتمان، أحد العلماء الذين أعادوا تركيب ما يقولون إنه عطر كليوباترا “المثير هنا أن تتنشق عطراً، لم يشمه أحد طوال 2000 عام”.
لا أصدقاء سوى الجبال
ومن عالم العطر، والتاريخ وسحر كليوباترا الذي لا ينضب إلهامه، ننتقل إلى صحيفة (الغارديان) حيث نطالع مقالاً عن الكاتب الكردي الإيراني بيهروز بوتشاني، الذي فاز مؤخراً بالجائزة الوطنية في أدب السيرة الذاتية والتي تبلغ قيمتها 25 ألف دولار، وهي الجائزة الثانية، التي لا يتمكن هذا الكاتب اللاجئ من استلامها بنفسه، فهو يدخل سنته السادسة من الإقامة في أحد مخيمات احتجاز المهاجرين التي تديرها أستراليا في جزيرة مانوس في بابوا غينيا الجديدة.
ويتحدث كتاب بوتشاني الذي يحمل عنوان “لا أصدقاء سوى الجبال” عن رحلته من أندونيسيا إلى أستراليا على ظهر مركب، وثم القبض عليه وسجنه في جزيرة مانوس من قبل السلطات الأسترالية، التي تواصل رفضها طلبه لدخول أراضيها.
وكان بوتشاني، الصحفي والناشط هرب من إيران عام 2013 خوفاً من تعرضه للملاحقة.
وفاز هذا الكتاب، كما تقول الصحيفة، بعدة جوائز أدبية أسترالية منها جائزة فيكتوريا الأدبية التي تبلغ قيمتها 125 ألف دولار، وهي الأعلى قيمة في البلاد.
واقتصر حضور بوتشاني حفل توزيع الجائزة على حديث عبر تطبيق واتس آب، وقال فيه “لا أريد أن أتحدث عن الأدب، ولكن أريد أن أقول إنني أعتقد أن المجتمع الأدبي كجزء من المجتمع المدني في أستراليا، هو جزء من مقاومتنا لهذا النظام، وأنا أثمن ذلك كثيراً، وأشكر كل من قدّر عملي”.
ووجه انتقاداً لاذعاً للحكومة الاسترالية قائلاً “أظن أن التاريخ سيحكم على هذا الجيل، وسيحكم علينا في هذه الفترة المظلمة والصعبة من تاريخ أستراليا”.
عصامية أم ممثلة للفساد والسرقة في أفريقيا؟
أما في صحيفة (التايمز) فنقرأ مقالاً لكريستيان أريكسون عن إيزابيل دوس سانتوس، ابنة حاكم أنغولا السابق خوسيه إدواردو دوس سانتوس، التي ظهر مؤخراً أنها تملك عقاراً في لندن قيمته أكثر من 13 مليون جنيه إسترليني.
ويقول أريكسون إن إيزابيل تمضي حياتها في لقاءات مع نخبة مشاهير العالم في حين أن ثلث السكان في البلد الذي حكمه والدها طوال 38 عاماً يعيشون على أقل من جنيهين في اليوم.
وكشف امتلاك إيزابيل لهذا القصر الواقع خلف بوابات محروسة ضمن أحد المجمعات الأكثر سرية في لندن، بعد أن حصلت على إذن بهدم القصر، وبناء ما وصفه الكاتب بـ “قصر جبل الجليد” مؤلف من أربعة طوابق مع مسبح تحت الأرض.
وإيزابيل دوس سانتوس (46 عاماً) ابنة ديكتاتور أنغولا السابق، والتي تعتبر من أهم الوجوه في المجتمع المخملي، تقدم نفسها على أنها “مستثمرة عصامية، صنعت نفسها بنفسها”، رغم وجود تساؤلات عن مصادر ثروتها، كما يزعم منتقدون أنها بمثابة “الفتاة الغطاء” للفساد والسرقة في أفريقيا، وتسلط التفاصيل المتسربة عن منزلها الفاخر الضوء على قضية الثروات العائدة إلى أنظمة أجنبية فاسدة والتي دخلت السوق العقارية في بريطانيا.
وكانت إيزابيل اشترت قصرها في حي كينسينغتون اللندني الراقي بمبلغ 8.65 مليون جنيه إسترليني عام 2007 ومن دون قرض من البنك، ويقدر سعر العقار اليوم بـ 13.3 مليون جنيه.
ويضيف المقال أن هناك من يعتبر إيزابيل بمثابة رمز للفساد والسرقة، التي تفشت في أنغولا كنتيجة مباشرة لحكم والدها، بحيث احتل البلد الموقع 165 من أصل 180 في تصنيف الدول من حيث درجة الفساد.
وأثارت هذه القصة مطالبات بالتحقيق بأصل ثروة إيزابيل، تصل إلى المطالبة بمصادرة العقار ما لم يكشف غموض مصادرها.
أما المدافعون عن ابنة الديكتاتور السابق الذي يعتبر من الأطول حكماً في أفريقيا فيقولون إنها سيدة أعمال مستقلة واستثماراتها في شركات أنغولية تتمتع بكامل الشفافية.
وكان خوسيه إدواردو دوس سانتوس، عين ابنته عام 2016 رئيسة لشركة البترول سونانغول المملوكة للدولة، إلا أنها أقيلت في السنة اللاحقة من قبل خلفه الرئيس لورينسو، وتعرضت للتحقيق عام 2018 بشأن تحويلات مالية أجرتها عبر الشركة اعتبرت مثيرة للشبهات.
وفي رسالة على إنستغرام في عيد الأب كتبت إيزابيل عن أبيها “إنه كان وما يزال موجهي العظيم، صديقي الأروع، وعمود العائلة والبلد. الرجل الذي أفتخر به جداً، وأرى فيه نفسي كثيراً”.
[ad_2]
Source link