الصحة النفسية وعلاقتها بتطور طلابنا مِن ذوي الإعاقة … بقلم الأستاذة وفاء ماهر

إيسايكو: الصحة النفسية وعلاقتها بتطور طلابنا مِن ذوي الإعاقة … بقلم الأستاذة وفاء ماهر
الصحة النفسية: مفتاح التطور لطلابنا من ذوي الإعاقة
فى العاشر من أكتوبر من كل عام، يتجدد الاحتفال بـ اليوم العالمي للصحة النفسية،
وهو مناسبة عالمية لتسليط الضوء على أهمية الصحة النفسية كحق أساسي من حقوق الإنسان
. هذا اليوم ليس مجرد تذكير، بل هو دعوة للعمل والتأمل في كيفية دعم صحة أفراد مجتمعاتنا،
وخاصة الفئات الأكثر احتياجًا للدعم مثل طلابنا ذوي الإعاقة.
العلاقة المحورية بين الصحة النفسية وتطور الطلاب من ذوي الإعاقة
– العلاقة بين الصحة النفسية والتطور الأكاديمي والاجتماعي للطلاب ذوي الاعاقة هي علاقة متجذرة وأساسية.
غالبًا ما يواجه هؤلاء الطلاب تحديات فريدة تتجاوز مجرد الإعاقة أو التحدي وتشمل:
الضغط الاجتماعي والوصم: قد يتعرضون للتنمر أو الشعور بالاختلاف، مما يؤثر سلبًا على تقدير الذات والثقة بالنفس.
صعوبات التواصل والتعبير: قد يجد البعض صعوبة في التعبير عن مشاعرهم أو احتياجاتهم، مما يؤدي إلى الإحباط والقلق.
الجهد الإضافي للتكيف: يتطلب منهم بذل جهد أكبر للتكيف مع البيئة المدرسية والمناهج، مما يزيد من مستويات التوتر.
عندما تكون الصحة النفسية جيدة، يكون الطالب أكثر قدرة على:
التعلم الفعال: الانتباه والتركيز واستيعاب المعلومات بشكل أفضل.
بناء العلاقات: التفاعل الإيجابي مع الأقران والمعلمين وتطوير مهاراتهم الاجتماعية.
تنظيم السلوك: التحكم في الانفعالات والاستجابة للتوجيهات بهدوء وفعالية أكبر.
لذا، فإن الاهتمام بصحتهم النفسية هو في الواقع استثمار مباشر في إمكاناتهم الأكاديمية والشخصية ومفتاح لدمجهم الناجح في المجتمع.
الخدمات الأساسية التي يجب توفيرها لهم
لضمان بيئة تعليمية وداعمة، يجب أن تتضافر جهود المؤسسات التعليمية والمجتمعية لتوفير الخدمات التالية:
خدمات الصحة النفسية المدرسية المتخصصة: توفير أخصائيين نفسيين واجتماعيين مدربين على التعامل مع الطلاب ذوي الإعاقة واحتياجات أسرهم.
برامج الإرشاد الفردي والجماعي: جلسات مصممة لمساعدة الطلاب على إدارة القلق، وتطوير مهارات التأقلم، وبناء الثقة بالنفس، ومهارات حل المشكلات.
تدريب الكادر التعليمي: يجب تزويد المعلمين بالمهارات اللازمة للتعرف على علامات الضيق النفسي لدى الطلاب،
وكيفية توفير بيئة صفية داعمة وإيجابية تخلو من الحكم المسبق أو التنمر.
دمج الأنشطة العلاجية: إدخال أنشطة مثل العلاج بالفن، والموسيقى ، واللعب، كوسائل بديلة وفعالة للتعبير عن المشاعر ومعالجة الصعوبات النفسية.
دعم الأسرة: توفير مجموعات دعم لأولياء الأمور وورش عمل لمساعدتهم على فهم كيفية دعم الصحة النفسية
لأبنائهم في المنزل.
توصيات إلى ولي الأمر بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية
بمناسبة هذا اليوم، نوجه هذه التوصيات إلى أولياء أمور طلابنا الأبطال:
كن المرآة الإيجابية: ركز على نقاط قوة طفلك ومهاراته، وليس فقط على التحديات التي يواجهها. عزز ثقته بنفسه من خلال الثناء الصادق والمكافأة على الجهود المبذولة، بغض النظر عن النتيجة.
استمع بصدق وتفهم: خصص وقتًا يوميًا للاستماع لطفلك دون مقاطعة أو إصدار أحكام. اسمح له بالتعبير عن غضبه أو قلقه، وشاركه عبارة (أنا هنا من أجلك- أو أنا أتفهم شعورك) لتعزيز شعوره بالأمان العاطفي.
علمهم مهارات التأقلم: ساعد طفلك على تعلم استراتيجيات بسيطة للتعامل مع التوتر والقلق، مثل تمارين التنفس العميق أو أخذ (استراحة عقلية) قصيرة.
حافظ على روتين مستقر: الروتين اليومي يمنح الأطفال، وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، شعورًا بالتحكم والأمان، مما يقلل من القلق والتوتر .
اعتنِ بصحتك النفسية أولاً: لا يمكنك أن تملأ كأس طفلك وهو فارغ. تأكد من أنك تحصل على الدعم والراحة اللازمين. صحتك النفسية هي الأساس الذي تبني عليه صحة طفلك.
إن الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية يجب أن يكون دافعًا لنا جميعًا لتبني منظور شامل يتفهم أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، وأنها حق أساسي لطلابنا ذوي الإعاقة لكي يتمكنوا من التطور والازدهار والوصول إلى أقصى إمكاناتهم.
بقلم الأستاذة : وفاء ماهر
باحثة دكتوراه بالصحة النفسية