أخبار عاجلةالعلوم النفسية والتربوية والاجتماعية

التكافل الإلكتروني للأشخاص ذوي الإعاقة … بقلم الدكتورة هلا السعيد

إيسايكو: التكافل الإلكتروني للأشخاص ذوي الإعاقة … بقلم الدكتورة هلا السعيد

هل سمعتم عن عبارة التكافل الالكتروني للاشخاص ذوي الاعاقة

في الوقت الذي تعتبر فيه منصات التواصل الاجتماعي هي لغة العصر ومساحة التواصل بين الناس لتبادل الأفكار بأسرع الطرق وأسهلها انتشارا، وبالرغم من أنها تحمل جوانب إيجابية وسلبية؛ لكن هنالك مساحة مضيئة لهذه المواقع، عندما تتجه نحو التسويق والترويج لإبداعات الموهوبين، والتعريف بأشخاص بحاجة للدعم لما يملكونه من مبادرات أو مواهب بمجالات متعددة تستحق أن يعرف بها للآخرين.
ويلجأ عدد من المؤثرين على منصات التواصل في دول عديدة عربيه واجنبيه، لمشاركة الصور والمنشورات، وكذلك مقاطع الفيديو التي تنقل موهبة شخص ما أو مبادرة معينة وذلك على صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي لمساعدتهم وايصال ابداعاتهم لأكبر فئة من المجتمع ولدى المتابعين لديهم.
لربما بثمن ولربما انساني بدون ثمن
وتنتشر عدد من الصفحات على موقع “انستغرام” و”فيس بوك”، لمواهب أشخاص من ذوي الإعاقة، إذ يتلقون الدعم من قبل عائلاتهم، عبر تعليمهم حرفة ما تساعد على بناء الثقة من جديد بأنفسهم وبيع منتوجات يصنعونها بأنفسهم، ويتم نشر صور وفيديوهات لما يقومون به، وبالتالي يلجأ عدد من المؤثرين ممن يملكون عددا كبيرا من المتابعين للترويج لصفحات هؤلاء الأشخاص لتعميمها.
وبذلك تعتبر منصات التواصل الاجتماعي وجدت لخدمة البشر، ولها دور إيجابي كبير إذا ما تم استخدامها بالطريقة الصحيحة، ويمكن ان يستفيد منها الكثيرون،
و أن مساعدة الغير بهذه الطريقة تولد الحافزية والدافعية والاستمرار بالعمل والإنجاز لتحقيق النجاح. وبهذه الطريقة يمنح الشخص الفرصة لتوصيل أفكاره والتواصل مع الناس، و أن هذا المعنى الإيجابي والمنطقي للانفتاح، بأن العالم أصبح قرية واحدة، وهذا التحفيز له مردودات نفسية إيجابية تدعم الشخص وتشعره بأهميته والاحساس بالذات وبالسعادة والقدرة بالتعبير عن اخباره.
إلى ذلك، دعم الآخرين يمنح الشخص حالة من الإبداع والتطور، وأيضا يمنح المجتمع فرصا للتعرف على إمكانيات موجودة من حولهم.
وبذلك يعتبر الدور الذي يلعبه كل شخص يمتلك عددا من المتابعين، دورا كبيرا إذ يقوم بالترويج لموهبة شخص لديه صفحة على إحدى المنصات، ويستحق أن يصل صوته إلى أكبر قدر ممكن من الناس.
أن هناك حسابات على هذه المنصات هي نافذة لكثير من الأشخاص، وتفتح المجال لهم للحديث عن مبادراتهم وأعمالهم التي تستحق، ويتم دعم من يمتلكون فعلا الموهبة الحقيقية وبحاجة لتسليط الضوء عليهم هو أمر مهم للغاية ويساعد على الانتشار.
وهذا يمكن الموهوب وهو في بداية طريقه، من التعريف به ومساعدته على بيع منتوجات يصنعها بيديه ويسعى لايصالها لأكبر عدد، كما تزيد من ثقته واعتماد على ذاته،
أن استخدام المؤثر لصفحته لمساعدة الموهوبين والمبدعين أمر بغاية الأهمية ويفيد الآخرين ويصنع الفرق لديهم، خصوصا مع التفاعل الكبير والتجاوب الذي يظهر مع من يستحق فعلا الدعم.
أن منصات التواصل الاجتماعي وُجدت لتشبيك الناس مع بعضهم بغرض الاستفادة من خبرات الآخرين، وتقريب المجتمعات من بعضها البعض.
أن “العالم الرقمي” سهل من إمكانية التواصل مع الغير خارج حدود الحلقات الاجتماعية، أن المحتوى الايجابي من قبل المستخدم له قيمة عالية ومصداقية في هذا الشأن.
و أن لغة التواصل مبنية على المشاعر، فإذا تم استخدامها بطريقة صحيحة يمكن إن تحدث فرقا كبيرا في حياة أحدهم.
وبذلك فان الاستخدام الإيجابي لمواقع التواصل الاجتماعي هو الذي يحفز الناس دائما على مساعدة الآخرين بعيدا عن الاستخدام الخاطئ لهذه المواقع.
وبهذه الطريقة، يتم تحفيز الأشخاص الذين لديهم مواهب ومشاريع، وتشجيعهم وتبني موهبتهم ومبادراتهم، و لا بد من أن يتم تحفيز هؤلاء الأشخاص الموجودين في المجتمع للخروج للعلن، خصوصا أن هناك الكثير منهم لديهم مواهب وأفكار لكن لم تخرج للعلن.
وة أن هذه الطريقة في التعامل مع “السوشال ميديا” تفتح الأبواب نحو الخير والمساعدة، وهذا يسمى “التكافل الإلكتروني”، بحيث يساعد الأشخاص بعضهم البعض، مبينا أنها مساندة اجتماعية بناءة تخدم مختلف الفئات.

وهنا جاء السؤال الهام ما هو
التكافل الاجتماعي ؟؟؟
للاجابه …. فهو نظام اجتماعي وأخلاقي يقوم على التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع، بحيث يتحمّل كل فرد مسؤولية تجاه الآخرين، خاصة في حالات الحاجة أو الفقر أو المرض أو المصائب. وهو من القيم الإنسانية والإسلامية الأساسية التي تعزز التماسك والاستقرار داخل المجتمع.

أنواع التكافل الاجتماعي:
1. التكافل الأسري:
يتمثل في دعم أفراد الأسرة لبعضهم البعض، مثل إعالة الوالدين أو مساعدة الأبناء والزوجة أو رعاية كبار السن.
2. التكافل الديني:
يرتبط بالزكاة والصدقات والوقف، حيث يقدّم القادرون دعمًا ماليًا أو ماديًا للفقراء والمحتاجين وفقًا لأحكام الشريعة.
3. التكافل الاقتصادي:
يتجلى في توفير فرص عمل، أو توزيع عادل للثروات، أو تأمينات اجتماعية وصحية تضمن الحياة الكريمة للجميع.
4. التكافل الصحي:
يشمل تقديم الرعاية الطبية والدعم النفسي والمعنوي للمرضى، سواء من قبل الدولة أو الأفراد أو الجمعيات.
5. التكافل في الكوارث والمحن:
يظهر في دعم المتضررين من الكوارث الطبيعية أو الأزمات الاقتصادية أو الحروب، من خلال التبرعات أو حملات الإغاثة
٦- التكافل الالكتروني:
هو امتداد رقمي حديث لمبدأ التكافل الاجتماعي، يتم عبر أدوات العصر الرقمي، مما يسهل الوصول للمحتاجين ويزيد من فعالية المساعدات.
يستخدم الوسائل التقنية والمنصات الإلكترونية لتقديم الدعم والمساندة بشكل أسرع وأكثر شفافية وفعالية

أمثلة على التكافل الإلكتروني:
• منصات تبرع إلكتروني لشراء أجهزة لذوي الإعاقة.
• تطبيقات تتيح طلب خدمات مساعدة فورية.
• منصات تعليمية رقمية مجانية ومهيأة لذوي الإعاقة.
• مواقع توظيف مصممة خصيصًا لاستيعاب قدراتهم.
اذا …. التكافل الالكتروني هو احد انواع التكافل الاجتماعي

التكافل الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة؟
مفهوم التكافل الاجتماعي للاشخاص ذوي الاعاقه….
هو مبدأ إنساني وأخلاقي يقوم على تضامن أفراد المجتمع مع الفئات المحتاجة، ومنهم ذوو الإعاقة، بهدف:
• تلبية احتياجاتهم الأساسية (الصحية، التعليمية، المعيشية).
• دعم اندماجهم في المجتمع.
• حماية حقوقهم وتعزيز كرامتهم.

أشكال التكافل الاجتماعي التقليدي تشمل:
• دعم مالي من الدولة أو الجمعيات الخيرية.
• توفير فرص تعليم وتأهيل.
• التوظيف الميسر وتهيئة بيئة العمل.
• الدعم الأسري والمجتمعي.

التكافل الإلكتروني للاشخاص ذوي الاعاقه …….
هو مفهوم حديث يجمع بين مبادئ التكافل الاجتماعي وتقنيات التحول الرقمي، ويُقصد به استخدام المنصات الإلكترونية والأدوات الرقمية لتقديم دعم إنساني واجتماعي للفئات المحتاجة، مثل ذوي الإعاقة، بطرق مبتكرة، شفافة، وسريعة.

كيف يمكن استخدام التكافل الإلكتروني مع ذوي الإعاقة؟
ممكن ان يكون عن طريق…
1. دعم مالي مباشر عبر منصات إلكترونية
• إطلاق منصات تبرعات إلكترونية مخصصة لتوفير الأجهزة المساعدة أو تغطية تكاليف العلاج والتعليم.
• نموذج: تمويل شراء كرسي متحرك ذكي عبر تطبيق تبرعات.
2. منصات تعليمية متخصصة مجانية
• توفير محتوى تعليمي رقمي مهيأ لذوي الإعاقة (نصوص ناطقة، لغة إشارة، محتوى بصري).
• دعم الطلاب ذوي الإعاقة في المناطق النائية.
3. توفير فرص عمل عن بُعد
• إطلاق منصات توظيف مخصصة تربط ذوي الإعاقة بفرص عمل مرنة مدعومة.
• تضمين أدوات مساعدة داخلية (قارئات شاشة، أوامر صوتية، تخطيط مرئي مبسط).
4. مجتمعات دعم إلكتروني
• إنشاء منتديات ومنصات تواصل بين ذوي الإعاقة وأسرهم لتبادل الخبرات والحلول.
• تنظيم لقاءات وجلسات دعم نفسي عبر الإنترنت.
5. استخدام التطبيقات الذكية لخدمات التكافل
• تطبيقات توفر خدمات مثل حجز مواعيد تأهيل، استشارات طبية، أو مساعدة قانونية.
• مثال: تطبيق يتيح لذوي الإعاقة طلب مرافقة أو نقل خاص بضغطة زر.

فوائد التكافل الإلكتروني لذوي الإعاقة
• سهولة الوصول للدعم بدون قيود جغرافية.
• الشفافية في التبرع وتوزيع الموارد.
• التمكين الرقمي والاستقلالية في إدارة احتياجاتهم.
• تعزيز الدمج المجتمعي عبر التفاعل والمشاركة في منصات مفتوحه

اذا الفرق الاساسي بين التكافل الاجتماعي للاشخاص ذوي الاعاقه والتكافل الالكتروني للاشخاص ذوي الاعاقه يكون هو في الوسيلة، أما الهدف فهو مشترك: دعم وتمكين ذوي الإعاقة والمساهمة في تحقيق العدالة المجتمعية.

الدكتورة هلا السعيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى