هذا أنا … بقلم الأستاذ بدر سالم العنزي
إيسايكو: هذا أنا … بقلم الأستاذ بدر سالم العنزي
هذا أنا
يقول نزار قبائي (بعد قليل من التصرف مني)
أدمنت أحزاني
فصرت أخاف أن لا أحزنا
وطعنت آلافا من المرات
حتى صار يوجعني ، بأن لا أطعنا
ولعنت في كل اللغات
وصار يقلقني بان لا ألعنا . . .
یا سادتي :
عفوأ إذا أقلقتكم
هذا أنا . . .
هذا أنا . . .
هذا أنا. . .
هذه الكلمات أظن أنها لسان حال الابن الذي عاني الأمرين من أهله بالسب والشتم وعدم التقدير بسب ب انخفاض
مستواه الدراسي أو عدم نجاحه وحكر النجاح في الحياة بالنجاح الدراسي .
فهذا خطا من الأهل فكم ناجح في الحياة لم يكمل تعليمه أو كان ذو مستوى دراسي منخفض .
ولست في صدد تعداد المخترعين أو أثرياء العالم الذين لم يكملوا تعليمهم , وإنما أقول يكفي أن نحظی بابن
صالح ناجح في حياته وليس دراسته
فليس من المعقول أن يتخرج جميع الطلاب من كليات الطب أو الهندسة بل المطلوب إنسان صالح سوي في
حياته يستطيع بناء أسرة ويحق ق غاية وجود الإنسان في الأرض بعمارتها وتحقيق العبودية له
فكل في مجاله مفيد سواء كان طبيب أو مهندس أو ميكانيكي أو جندي يحمي الوطن , فصحابة رسول الله
رضوان ال له عليهم كان فيهم الفقيه والعسكري والشاعر , فلو قارنا مثلا بين عمر بن الخطاب وخالد بن الولید
الوجدنا الاختلاف الواسع بينهم فعمر محدث هذه الأمه وخالد سيف ال له المسلول .
وهذا أبو ذر الغفاري على ماكان منه من صحبه لرسول ال له وشجاعة وفروسية قبل إسلامه وبعده يسأل الرسول صلّ الله عليه وسلم الإمارة ولكن رسول ال له يرد عليه بأنك رجل ضعيف , فسابقته للإسلام وفروسيته
وشجاعته لم تؤهله للإدارة والأمارة وذلك ليس من عيب فيه وإنما هذه قدراته التي أعطاها الله إياه .
فيا عزیزي ولي الأمر كون ابنك غير متفوق أو غير ناجح في دراسته لا يعني هذا أنه فاشل أو فاسد.
فالمطلوب منا كاولياء أمور قبول أبنائنا کما هم لا كما نريدهم نحن , فلا ضرب ولا تعنيف ولا رفض للابن إذا لم يستطع التفوق أو إكمال دراسته .
فقد يكون الابن مخفق دراسيا ولكنه غير منحرف, ولكن إذا عومل بشدة أو كسقط المتاع بدون أي اعتبار له في المنزل ففي هذه الحالة قد يبحث عمن يحتويه ويحق ق له ذاته ويحترمه .
فالرسول صلّ الله عليه وسلم يقول : (اعملوا فكل ميسر لما خلق له)
ومحاسن الأخلاق كثيرة ليس بينها التفوق الدراسي.
الأستاذ بدر العنزي