لماذا شعرت الملكة إليزابيث الثانية بالندم بعد مأساة أبرفان؟
[ad_1]
شهدت الملكة إليزابيث الثانية مآس لا حصر لها في جميع أنحاء العالم خلال 70 عاما جلستها على العرش.
ولكن كانت هناك مأساة في قرية تعدين صغيرة في جنوب ويلز لم تنسها أبدا. وفي الواقع، قيل إن رد فعلها على كارثة أبرفان كان من أكبر الأمور التي ندمت عليها في عهدها.
لقد قُتل 116 طفلا و 28 شخصا بالغا عندما انهار طرف منجم فحم (جبل نفايات الفحم) الذي كان مُقاما فوق منحدر جبلي فوق قرية أبرفان حيث تسبب سقوط الأمطار إلى تراكم المياه داخل الحافة وانزلاقها فجأة مما أدى إلى اجتياح مدرسة ابتدائية ومنازل مجاورة بشكل كارثي في 21 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1966.
وبينما زار الأمير فيليب واللورد سنودون ورئيس الوزراء آنذاك هارولد ويلسون موقع الحادث في اليوم التالي، انتظرت الملكة 8 أيام قبل أن تذهب إلى القرية الواقعة بالقرب من مرثير تيدفيل لتواسي المجتمع المحلي بعد فترة وجيزة من إقامة جنازة جماعية.
وقد أثار تأخرها في الذهاب إلى أبرفان بعض الانتقادات، وقال الراحل لورد تشارترس، السكرتير الخاص السابق للملكة، بعد سنوات من الحادث إنه شعر أنه قدم لها نصيحة سيئة.
وقال: “قلنا لها أن تبتعد عن أبرفان حتى زوال الصدمة الأولى”، مضيفا أن ذلك كان أكثر أمر ندمت عليه في عهدها.
لكن بالنسبة لأولئك الذين كانوا في حداد بالقرية، لم يكن هناك شيء سوى الحب والاحترام للملكة التي شعروا أنها ساعدتهم في أحلك ساعاتهم.
وقال جيف إدواردز، آخر طفل تم إنقاذه من المدرسة والذي دأبت الملكة على تسميته بـ “الطفل الصغير ذو الشعر الأشقر” : “قدومها إلى أبرفان عقب الحادث مباشرة لم يكن مناسبا”.
ومضى يقول:” إن المشكلة في أي زيارة ملكية هي أن لديك حاشية تتولى زمام الأمور فيما كانت أعمال الإنقاذ مازالت مستمرة، وبالتالي فإن حضورها في وقت سابق كان سيضيف إلى الارتباك العام”.
وأضاف قائلا إن المأساة أثرت عليها بشكل واضح وهزتها بشكل لمسه من رآها تسير من المقابر إلى منزل محلي.
وتابع إدواردز، الذي عمل كرئيس بلدية وعمدة مستقل لمرثير تيدفيل: “عندما دخلت الملكة ذلك المنزل، شعرت بالحزن حقا وكان عليها أن تجمع شتات نفسها قبل أن تواصل لقاء الأقارب والعائلات الذين فقدوا أطفالهم وأقاربهم”.
وسارت الملكة إلى طريق موي وهو الشارع الذي يؤدي إلى مدرسة بانتغلاس الابتدائية حيث تجمع الأهالي المكلومون لمقابلتها.
وقالت ماري مورس: “لقد التقتنا وتحدثت إلينا ولم أفكر فيها كملكة حقا”.
وتتذكر مارلين براون، التي قضت ابنتها جانيت نحبها في الحادثة وهي في العاشرة من عمرها: “كان بوسعك أن ترى أنها كانت عاطفية للغاية، كان يمكنك أن ترى أنها مهتمة، بشكل حقيقي”.
في ذلك الوقت، كان للملكة نجلان أكبر سنا، الأمير تشارلز والأميرة آن، ولكن أيضا طفلان صغيران جدا حيث كان إدوارد يبلغ من العمر عامين فقط وكان أندرو يبلغ من العمر 6 أعوام، وهو نفس عمر العديد من الأطفال الذين لقوا حتفهم.
وأضافت دينيس مورغان قائلة: “بالنسبة لي في ذلك اليوم، لم تأت كملكة، ملكتنا، بل جاءت كأم للتعاطف وتقدير ما مر به الجميع في ذلك اليوم”.
وقالت مارجوري كولينز، التي توفي ابنها أنتوني واين البالغ من العمر 8 سنوات في المأساة، إن زيارة الملكة ساعدت المجتمع المحلي أكثر من أي شيء آخر.
وأضافت قائلة: “كانوا فوق السياسة والضجيج وأثبتوا لنا أن العالم معنا وأن العالم يهتم”.
وقال الصحفي بريان هوي، المولود في كارديف والذي غطى كارثة أبرفان، لبي بي سي ويلز إن وسائل الإعلام العالمية كانت موجودة لتصوير اللحظة.
وأضاف قائلا: “لم أصدق كم كانت متعاطفة، كنت أعلم أنها ستكون كذلك لأن لديها أطفالا صغارا في ذلك الوقت، كان أندرو وإدوارد مازالا طفلين صغيرين وقد جعلها ذلك تشعر بالآباء والأمهات الموجودين هناك”.
ومضى يقول:”لكنها كانت رائعة للغاية وكانوا يتحدثون إليها ويطرحون عليها أسئلة ويخبرونها بما شعروا به وكان من المحبب للغاية رؤية ذلك”.
واستمرت علاقة الملكة بأبرفان طوال فترة حكمها.
وقالت إيلين ريتشاردز، التي فقدت ابنتها سيلفيا البالغة من العمر 9 سنوات في المأساة، إن الملكة وعدتها بالعودة لفتح المدرسة الجديدة عندما يتم بناؤها.
لقد أوفت بذلك الوعد وذهبت لزيارة القرية 3 مرات أخرى.
وفي الواقع، كلما كانت في المنطقة تحولت أفكارها إلى أبرفان.
فعندما كانت في زيارة رسمية لمرثير تيدفيل في عام 1997 سألت عن مدى بُعد القرية.
وقال إدواردز: “إنه عندما تم إخبارها أن القرية على بعد ميل واحد فقط، أصرت على أن زيارة أبرفان مدرجة في خط سير الرحلة”.
وفي ذلك الوقت، كان هناك غضب لأن صندوق أبرفان للكوارث، الذي تم إنشاؤه لمساعدة العائلات المكلومة، قد تعرض للمداهمة من قبل الحكومة لدفع ثمن إزالة الأطراف المتبقية من المنجم والتي تطل على القرية.
وقد رفض مجلس الفحم الوطني، الذي ثبتت مسؤوليته عن الكارثة، دفع تكاليف الإزالة.
وأضاف إدواردز قائلا: “كانت تلك الزيارة مفيدة في عودة مبلغ 150 ألف جنيه إسترليني تم اقتطاعه من صندوق كارثة أبرفان لدفع كُلفة إزالة أطراف المنجم إلى الصندوق”.
وكانت الزيارة الأخيرة للملكة إلى أبرفان في عام 2012 عندما افتتحت مدرسة جديدة لأطفال القرية، وهي مدرسة ينيسووين الابتدائية.
ويتذكر إدواردز قائلا: “لقد كانت تشارك بشكل كبير فيما يتعلق بالكيفية التي يجب أن تتم بها الزيارة”.
وأضاف قائلا: “لقد أرادت أن يرى الأطفال السيارة الملكية، لذلك تقرر أنها ستصل بالسيارة، كما أرادت أن يرى الأطفال المروحية وهي الطريقة التي أرادت المغادرة بها”.
ومضى يقول:”كانت السماء تمطر في الأسابيع السابقة، وقال المسؤولون إنه لا يمكنك المغادرة بالمروحية لأنها قد تغوص في الوحل”، لكنها أصرت قائلة “أريد أن يرى الأطفال المروحية”.
وصلت المروحية وهي مزودة بزلاجات للحيلولة دون غوصها في الوحل.
وقال إدواردز: “عندما دخلت الملكة المروحية، بدأت تمطر وكانت الأجواء عاصفة قليلا، كانت المروحية تتجه للخلف والذيل يتجه مباشرة إلى القائم في ملعب الرغبي، كنا جميعا نشير بشكل محموم ونلوح لها للمضي قدما. وقد أعاد الطيار المروحية للأسفل ليعاود الانطلاق بشكل عمودي وقد دفع الغبار الناجم عن ذلك الجميع إلى الخلف، كان ذلك مثيرا للغاية، ولقد رأى الأطفال المروحية بالتأكيد”.
ولخص الصحفي بريان هوي، الذي كتب العديد من الكتب عن العائلة المالكة، علاقة الملكة بقرية التعدين الويلزية الصغيرة قائلا: “كانت أفضل لحظات الملكة في ويلز هي أيضا أتعسها”.
وأضاف إدواردز قائلا: “أبرفان عبارة عن مجتمع تعدين صغير يتراوح عدد سكانه بين 3 و4 آلاف نسمة، وأعتقد أنه لا يوجد مكان في المملكة المتحدة يمكنه القول إنه كان على علاقة وثيقة معها بهذه الطريقة”.
كما قالت الملكة نفسها في رسالة شخصية قرأها الأمير تشارلز على المجتمع المحلي في الذكرى الخمسين للكارثة: “أتذكر جيدا زيارتي الخاصة مع الأمير فيليب بعد الكارثة والزهور التي قدمتها لي فتاة صغيرة والتي حملت بطاقة كُتب عليها عبارة مفجعة “من أطفال أبرفان المتبقين”.
وأضافت قائلة في رسالتها:” عدنا في مناسبات عديدة منذ ذلك الحين، وقد تأثرنا دائما بشدة بالثبات والكرامة والروح التي لا تقهر التي تُميز سكان هذه القرية والوديان المحيطة بها.
واختتمت قائلة: “في هذه الذكرى السنوية المحزنة أرسل تمنياتي الطيبة لكم جميعا. إليزابيث آر”.
[ad_2]
Source link