فيصل القاسم وحفيظ دراجي: تراشقهما يبرز انقساما أوسع حول سوريا والجزائر والقمة العربية
[ad_1]
لا تزال تداعيات تراشق إلكتروني، بين المذيع السوري فيصل القاسم والإعلامي والمعلق الرياضي الجزائري حفيظ دارجي حول عودة سوريا إلى مقعدها بالجامعة العربية، مستمرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وانعكس ذلك على أوساط المعلقين الجزائريين والسوريين، الذين انخرطوا بدورهم في سجال أوسع، حول احتمالات عقد ونجاح القمة العربية التي تعتزم الجزائر استضافتها.
كما جدد الاشتباك بين الإعلاميين نقاشا حول واقع الإعلاميين العرب في عصر الإعلام الرقمي، و”حرب الاصطفافات السياسية”.
كيف انطلق هذا السجال؟ وما أبعاده؟
خلال الفترة الماضية، كثر الحديث في وسائل الإعلام العربية عن احتمال تأجيل القمة العربية، المزمع عقدها في الجزائر في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وتناقل إعلاميون ومعلقون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تقارير وتدوينات تشكك في قدرة الجزائر على لم الشمل العربي، وبالأخص في ظل تباين المواقف العربية حول أبرز القضايا الرئيسية.
وعادة ما تقابل تلك التقارير بنفي من مسؤولين وصحفيين جزائريين، ممن أكدوا أن التنسيق قائم بين الجزائر والأمانة العامة للجامعة لضمان نجاح القمة المقبلة.
ويعد التوتر القائم بين الدول المغاربية والتباين بشأن عودة سوريا إلى الجامعة، من أبرز العقبات التي قد تحول دون انعقاد القمة المؤجلة منذ 3 سنوات.
بين النفي والتكهنات، هل تتأجل القمة مجددا؟
وقد تباينت آراء المعلقين بخصوص القمة المرتقبة عبر المنصات الرقمية.
ففي الوقت الذي يرى فيه معلقون أن أسباب التأجيل قد انتفت بإعلان دمشق عدم حضور القمة، يشير آخرون إلى وجود العديد من القضايا الخلافية التي قد تجعل الجزم بعقد القمة في موعدها أمرا صعبا.
وعلى مدى الساعات الماضية، شهد موقع تويتر نقاشا محتدما بين المغردين العرب بخصوص القمة وعلاقات الجزائر مع محيطها الإقليمي.
فثمة من يلوم الجزائر بسبب علاقاتها القوية مع إيران والنظام السوري، ومن يستغرب التقارب الجزائري الإثيوبي، خاصة في ظل تردد أنباء عن توقيع البلدين مجموعة اتفاقيات في مجالات مختلفة.
ويرى معلقون أن مواقف الجزائر تجاه إيران وإثيوبيا تعكس “عدم انحيازها للدول العربية المتصارعة مع تلك الدولتين”.
كما يقول آخرون إن التباين العربي بخصوص الأزمة الليبية وملف الصحراء سيدفع بالكثير من الدول العربية لإرجاء القمة بالجزائر، حتى تحل الملفات الخلافية.
في حين ينفي معلقون وسياسيون جزائريون تلك الانتقادات، ويؤكدون على الدور الهام الذي تلعبه بلادهم في دعم القضايا العادلة في المنطقة.
علاوة ذلك، يتهم البعض دولا معينة بـ”ممارسة حملات ممنهجة لعزل الجزائر وللضغط عليها لتغير مواقفها في قضايا مبدئية”.
تباين يؤججه اشتباك بين القاسم ودارجي
وقد بلغ النقاش أشده حول القمة العربية المرتقبة في الجزائر بعد انتشار تغريدات للمذيع السوري فيصل القاسم وللإعلامي الجزائري والمعلق الرياضي حفيظ دارجي.
بدأ السجال بتغريدة انتقد فيها القاسم حكومة الجزائر، واتهمها بازدواجية المواقف.
وقال الإعلامي السوري في سلسلة تغريدات إن “النظام الجزائري يتآمر مع إثيوبيا ضد مصر، ويتحالف مع إيران ضد العرب، ويعادي المغرب، وفي نفس الوقت يدعي أنه يريد جمع شمل العرب في قمة عربية”.
و عقب دراجي على كلام القاسم بالقول: “المهم أننا لا نخون .. ولا نفتخر بتدمير بلدنا لأجل إسقاط رئيسنا”. وأضاف: “الجزائر لم تقل بأنها ستلم شمل العرب لأنه لن يلملم، في ظل تفشي أنواع خطيرة من المخدرات وتزايد حجم التطبيع”.
وقد أثارت تغريدة دراجي غضب نشطاء سوريين معارضين، ما دفعه لنشره تغريدة أخرى يؤكد فيه دعمه لإرادة الشعوب في التغيير.
ثم ختم الصحفي الجزائري تغريدته بالقول:” لكنني ضد من يفرح لتدمير بلده، وضد من يحرض على بلدي، ويعتبر دعم فلسطين وجع رأس”.
وفي وقت لاحق، حذف كل من القاسم ودراجي تغريداتهما التي أثارت جدلا واسعا.
انقسام حول القاسم ودراجي
ويبدو أن تغريدة دارجي لم تنجح في إخماد غضب بعض الناشطين السوريين والعرب، إذ أطلق بعضهم عريضة تطالب بطرده من قناة بي إن سبورت.
في المقابل، انبرى قطاع من المغردين العرب للدفاع عن دراجي وانتقاد القاسم.
كما أطلق مغردون جزائريون وسما بعنوان #الجزاير_دولة_مبادىء للرد على الانتقادات التي طالت سياسات بلادهم الخارجية.
من جهة أخرى، انتقد فريق من المغردين “أسلوب الحوار المتدني الذي بلغ في بعض الأحيان مبلغ الردح”. وعاب آخرون على القاسم ودراجي “انغماسهما في حرب الاصطفافات الداخلية والخارجية”.
الصحفي والسياسي
ومن هنا، انطلق نقاش آخر حول أبعاد العلاقة وحدود التماس بين الصحفي والسياسي.
فالبعض يرى أن عمل الإعلامي في نشرات الأخبار والبرامج التحليلية يجب ألا يجعل منه واجهة لطرف سياسي معين، بل على العكس، فإن مهنة الصحافة تلزمه الحياد والموضوعية حتى خارج أوقات عمله.
وعلى النقيض، يرى البعض الآخر أن التعبير عن الرأي هو حق للصحفي، ويتعين ألا يمنع من التعبير عن مواقفه، خاصة في القضايا الوطنية والإنسانية.
الجامعة العربية
ومع استمرار المشاحنات، أطلقت مجموعة من المغردين العرب وسوما تهدف لتهدئة الجدل الدائر بين المغردين من الجانبين.
إلا أن المهاجمين من الطرفين وجدوا طريقهم عبرها وعادوا إلى تبادل الاتهامات، التي اشتدت حدة بعد أن أكد وزير الخارجية السورية، فيصل المقداد، تراجع بلاده عن حضور القمة تفاديا للانقسامات.
فمن المغردين من قرأ في ذلك انتصارا لموقف رافض لعودة بشار الأسد إلى الجامعة العربية، بينما وصف آخرون قرار دمشق بالمتعقل.
ودعا فريق ثالث إلى “إعلان وفاة الجامعة العربية”، باعتبارها كيانا “غير قادر على حل مشاكل المواطن العربي” وقالوا إن انعقادها من عدمه “لن يغير من الواقع في شيء”.
وتعتبر القمة العربية المرتقبة الرابعة التي تحتضنها الجزائر بعد أعوام 1973 و1988 و2005.
وتؤكد السلطات الجزائرية إتمام استعداداتها لاستضافة القمة، وأنها تتطلع إلى أن تحقق مبتغاها في أن تكون “قمة جامعة وكفيلة باسترجاع وحدة الصف العربي، وتعزيز العمل العربي المشترك حول أهم قضايا الأمة العربية”.
[ad_2]
Source link