الاغتصاب الجماعي في جنوب أفريقيا: احتجاجات تطالب بإعلان الطوارئ لمواجهة الاعتداءات الجنسية
[ad_1]
- نومسا ماسيكو
- بي بي سي نيوز – جوهانسبرغ
ظهرت دعوات إلى إعلان حالة الطوارئ في جنوب أفريقيا بعد اغتصاب جماعي تعرض له ثماني نساء أثناء تصوير فيديو موسيقى الشهر الماضي.
وحدثت تلك الواقعة في منجم مهجور في مدينة كروغرسدروب الشهر الماضي، لكن السلطات لم توجه أي اتهامات بالاغتصاب لأي من المشتبهين الذين ألقي القبض عليهم والبالغ عددهم 130 شخصا.
وقالت الشرطة إن الاتهامات لم توجه إلي أي منهم لأنها تنتظر نتيجة تحليل الحمض النووي.
وقالت تقارير إن أغلب المشتبهين من عمال المناجم الذين يعملون دون تصريح رسمي في المناجم المهجورة. كما يرجح أن معظمهم من المهاجرين إلى جنوب أفريقيا من دول الجوار.
وتسعى حشود غاضبة لتعقب عمال المناجم الأجانب وحرق منازلهم انتقاما لضحايا الاغتصاب الجماعي.
وتحدث ثلاثة من ضحايا جريمة الاغتصاب الجماعي عن محنتهم وكيف تسببت لهم في صدمة عنيفة وتركتهم في حيرة وعلامات استفهام كثيرة تدور في أذهانهن.
وقالت إحدى الناجيات: “في البداية ظننا أنا سنموت، إذ خرجوا علينا من بين الشجيرات وأشهروا في وجوهنا أسلحة نارية وهراوات. كما طلبوا منا أن ننبطح على الأرض وحاول بعضنا الفرار، لكنهم حاصرونا”.
وكل ما حدث بعد ذلك كان مروعا واستمر لفترة طويلة، إذ امتدت الاعتداءات الجنسية لساعات على ضحايا الحادث.
وقالت: “انبطحنا على الأرض وأمسكنا بأيدي بعضنا البعض.. رأيت إنه إذا كنت سأموت، فمن الأفضل أن يحدث ذلك وأنا أمسك بيد أختي، ولم نتوقف عن الصلاة والدعاء”.
واستبعد المغتصبون إحدى الضحايا بسبب بنيتها الضعيفة، والتي قالت: “قالوا إنني ليس لدي لحم بما فيه الكفاية، وأنني نحيفة جدا. بعدها ألقوني في حفرة ضحلة وحاولوا دفني حية وتغطيتي بالرمال”.
وروت ضحية أخرى يبدو عليها التوتر الشديد، وعيناها تغرورقان بالدموع، كيف تعرضت للضرب لرفضها التعاون مع الشخص الذي يغتصبها.
وقالت: “ركلني وطلب مني أن أرتدي ملابسي، لكن آخرين استمروا في اغتصابي الواحد تلو الآخر بينما شخص آخر يوجه فوهة سلاح ناري إلى رأسي”.
وأضافت: “كانت تلك هي اللحظة التي استسلمت فيها، فقد كنت أشعر أنني سأموت وأنني لا قِبَل لي بأي منهم. كما أنني لم أكن أستطيع الهروب”.
ويطالب ضحايا الاغتصاب الجماعي الذي شهدته مدينة كروغرسدروب الشرطة ببذل قصارى جهدها لتقديم المشتبهين إلى العدالة.
وقال الضحايا: “نريدهم خلف قضبان السجن، ونريد حماية لأجسادنا على مدار الساعة، كما نريد مساحة آمنة، ولا نريد أن يصيبنا الهلع لمجرد التفكير في الخروج من المنزل”.
وأضاف بيان أصدروه في هذا الشأن: “نريد أن نساعد الشرطة وأن نتعاون معها في التحقيقات حتى يتم التعرف على من اعتدوا علينا وتقديمهم للمحاكمة. ونريد أن نحقق العدالة لكل امرأة لم تنجو من الاغتصاب كما فعلنا نحن”.
عدالة الحشود
ظهرت مطالبات جماهيرية من قبل محليين للشرطة باتخاذ إجراءات صارمة في إطار مظاهرات سادها العنف في العديد من المدن الصغيرة المجاورة لمنطقة المناجم المهجورة غرب كروغرسدروب.
وجرد متظاهرون عمال مناجم أجانب من ملابسهم، وأوسعوهم ضربا، وأضرموا النيران في بعض منازلهم في محاولة لتطبيق عدالة الغوغاء.
وزعم المتظاهرون أن هناك جماعة من عمال المناجم المهاجرين يشكلون جماعة معروفة محليا باسم “زاما زاماس”، هي المسؤولة عن الجرائم البشعة وممارسات العنف التي تشهدها هذه المنطقة، مرجحين أن تلك الجماعة أيضا مسؤولة عن الاغتصاب الجماعي لثماني من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 19 و35 سنة.
وقال أحد المشاركين في الاحتجاجات: “لن نشعر بالأمان طالما يُسمح لهؤلاء الزاما زاما ( الاسم الذي يطلقه الناس في المنطقة على عمال المناجم غير الشرعيين) بالعيش بيننا، لذا قررنا أن ننفذ القانون بأيدينا”، وذلك بعد أن أطلقت الشرطة قنابل الصوت والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين الذين قطعوا الطرق.
وتشهد جنوب أفريقيا تصاعدا لموجة عدائية ضد الأجانب في الفترة في السنوات القليلة الماضية، مما يثير مخاوف حيال تصاعد غضب عام بسبب الاغتصاب الجماعي الذي تعرض له ثماني سيدات في منطقة مناجم مهجورة، والذي قد تستغله جماعات معادية للأجانب في البلاد لتحقيق أهدافها.
في غضون ذلك، ينتاب القلق بعض المحليين المشاركين في تلك المظاهرات حيال إمكانية تعرضهم لهجمات انتقامية.
وقال أحد هؤلاء: “نعلم أنهم سوف ينتقمون منا، وسوف تستمر دائرة الجرائم الوحشية بلا هوادة”.
وتعهدت الشرطة أن تبذل جهدا أكبر لحماية المرأة بعد أن اتهمها مواطنون بالفشل في التحرك بالسرعة الكافية.
وقال رئيس الشرطة في جنوب أفريقيا بيكي سيلي: “الاغتصاب من الجرائم المنتشرة هنا، إنه كالهواية”، وذلك أثناء توجيه خطابه إلى الجماعات التي تطالب بنزول الجيش للسيطرة على الأوضاع.
وأضاف: “نريد فريقا متخصصا من مفتشي الشرطة للتعامل مع عدد من قضايا الاغتصاب التي ارتكبت بدم بارد على وجه التحديد في بؤر انتشار تلك الانتهاكات”.
وتابع: “هؤلاء الزاما زاما أمروا ضحاياهم بأن يشاهدوا بعضهم البعض بينما يتناوب أعضاء الجماعة على اغتصابهن. ونحن كمجتمع لا يمكن أن نقبل أن يحدث ذلك، لذا لابد من العثور عليهم ومعاقبتهم”.
وتخصص جنوب أفريقيا شهر أغسطس/ آب للاحتفاء بالمرأة. وكان من المفترض أن تشهد البلاد احتفالات بالنساء على مدار الشهر الجاري، لكن بدلا من ذلك، لكن الواقع على الأرض يشير إلى أن النساء يخشون على حياتهن”.
وتُعد جنوب أفريقيا واحدة من الدول ذات المعدلات المرتفعة للاغتصاب والاعتداءات الجنسية، لكن معدل إدانة مرتكبي تلك الجرائم لا يزال منخفضا.
ومنذ ثلاث سنوات، أعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا العنف القائم على أساس النوع أزمة وطنية. وعقب واقعة التحرش الجماعي التي وقعت في منطقة المناجم المهجورة، طالب ناشطون، من بينهم نورما مبيلي بإعلان حالة الطوارئ حتى تُعطى الأولوية للتعامل مع قضايا الاغتصاب والاعتداءات الجنسية ويُقدم المتهمون فيها إلى محاكمات عاجلة.
وفي إطار الاستجابة لهذا الحادث البشع، طالب البعض بإخصاء مرتكبي جرائم الاغتصاب بوسائل كيميائية في مؤتمر السياسات لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم.
ولا يزال الكثيرون في جنوب أفريقيا يتساءلون عما إذا كان المسؤولون عن الاغتصاب الجماعي في كروغرسدروب سوف يقدمون إلى المحاكمة وتتم إدانتهم أم أن ذلك لن يتحقق.
وحال عدم تقديم المتهمين للعدالة، يتوقع أن تتحطم حياة الكثيرين على يد جناة جدد.
[ad_2]
Source link