التأثيرات الإيجابية للغة الحوار بين الآباء والأبناء … بقلم الدكتورة هلا السعيد
إيسايكو: التأثيرات الايجابيه للغة الحوار بين الاباء والابناء … بقلم الدكتورة هلا السعيد
جميل ان يكون عملنا مغروس بعقولنا وقلوبنا وكل ما يدور من حولنا نجده شعاع يأخذنا لفكرة جديدة تذيد من ثقافتنا فيخرج معنا موضوع جديد
وامس دار حوار مع شاب في عمر العشرين مازال يدرس بالجامعه تخصص تكنولوجيا ذو ثقافه عاليه يحاور بالمنطق باسلوب منمق تطغي اللغه الاجنبيه بكلامه بحكم دراسته بمدارس اجنبيه اذهلني اذ قال يريد ان يألف كتاب ليس بتخصصه يريد ان يكتب بجانب نفسي وبحواري معه لمست دور اسرته بتكوين شخصيته التي تتسم بالقيادية متحمله المسؤوليه يعوض اسرته غياب الاب تجادلنا وتحاورنا فكان يتمتع بهدوء وعقلانيه جعلني افكر من المسؤول بوصول هذا الشاب الي هذا المستوي من الثقافه وهذا جعلني امسك قلمي لكتابه موضوع بعنوان ((التأثيرات الايجابيه للغة الحوار بين الاباء والابناء ))
اذا للاسرة دور كبير بتنميه ثقافة الحوار فالحوار عادة مكتسبة تغرس في الطفل وتكبر معه، فالقدرة على الحوار تفتح الأفق على التحليل والتفكير بطريقة منطقية ومن خلالها يسعى المرء لإثبات وجوده وتعزيز خطاه، وهذا الأمر يشجعنا على إدخال ثقافة الحوار في بيوتنا،وثقافة الحوار هي أسلوب الحياة الذي يفترض أن يكون سائدًا بين الآباء والأبناء ليكون عاملاً لذيادة الثقه بالنفس وعاملا مدعما لتكوين شخصيه الابناء من اجل نشر ثقافه التفاهم ، وركيزة أساسية للانسجام والتعايش والاتفاق على صيغة تقبل الآخر مع أفكاره وثقافته، واحتارمها مهما كانت متناقضة مع أفكار الآباء والأمهات. ومن هذا المُنطلق نرى أن ثقافة الحوار تؤسس لعلاقة ناضجة العناصر، تأكد علي علاقة بين الاباء والابناء يخيم عليها التواصل والتفاهم، ويتعلم الأبناء من خلالها أساليب المناقشة الهادئة البعيدة عن التزمت والعناد. وبهذا تتعمق لديهم قناعات اجتماعية إيجابية تؤهلهم للتكيف مع المجتمع.ولما كانت ثقافة الحوار تعني احترام الرأي الآخر فهي حتمًا ستقود إلى احترام الذات الإنسانية للأبناء، فلا نفرض عليهم آراءنا بوصفنا آباء ذو خبرة، وإنما نساعدهم على أن تتأصل فيهم هذه العادة الحميدة التي تمكنهم من التمتع بثمار نتائجها، وذلك عبر مساهماتهم في الحوار. وعندئذ تتحقق الصورة الجميلة علاقه الاخوة بين الاباء والابناء ، ويتعاملون معهم في إطار هذا المفهوم لتنشأ علاقة دافئة بين الطرفين.بهذا السلوك نمهد للدخول إلى عالم الأبناء الخاص ، وذلك لمعرفة احتياجاتهم وتسهيل التعامل معهم مما يساعد الآباء على تنشئة أبنائهم تنشئة سوية. وتحت مظلة الحوار تنمو شخصية الأبناء نموا متوازنا، وتتعمق ثقتهم بأنفسهم، فآراؤهم تحترم وتناقش بجدية مما يولد لديهم الدافع إلى التفكير السوي بعيدًا عن التعليمات والإملاءات ،يصلون إلى أهدافهم بفطنة ومحاكمة عقلية فتغتني حياتهم بثروة من التجارب والخبرات.ولتفادي بعض المخاطر يجب الحرص على بقاء قنوات الحوار مفتوحة، وجسور التواصل ممدودة بين الآباء والأبناء، وأنوه بالحوار المتجدد والمتطور الذي يواكب روح العصر ومعطياته. لذا أنصح أن يعيش الآباء عصر أبنائهم، وأن يروا الحياة بمنظار مشترك، ويناقشون الأمور بفكر يساير عصرهم، وسعي الدائم للإمساك بخيوط التفاهم المشترك. وللحوار طرق تختلف باختلاف من نتعامل معه ويحاوره، وهذا هو الأمر الذي يجب أن يعيه الآباء. ويجب أن تكون البداية من الأسرة، من الوالدين اللذين لا بد أن يكونا صداقة من نوع خاص مع أبنائهم، ليبث الطمأنينة في قلوب أبنائهم، وليشعروا أولادهم بأنهم مهما قالوا، ومهما فعلوا يستطيعون الاستمرار في التحاور والإفصاح عن آرائهم بدون خوف وبشكل منفتح مع الحفاظ علي الاحترام والتقدير ، يتعرض الأبناء خلال مراحل أعمارهم إلى مواقف تتعلق بمستقبلهم المهني والتعليمي. ويحتاجون في أحيان كثيرة إلى البوح لأسرهم بما في نفوسهم طلبًا للمشورة، والاستماع إلى رأي صائب يضعهم على الطريق الصحيح دون اللجوء لأراء خارجيه لا نعلم هل هي ارآء صحيه ام لا . ولكن ماذا لو كان الحوار غير موجود بين الأبناء والآباء؟ وهل يستفيد الأبناء أو الآباء من ذلك؟ بعض الآباء لا يتعاملون بمنطق الحوار مع أبنائهم ولكن يفرضون ويملون عليهم آراءهم وأفكارهم وطريقة حياتهم الاجتماعية والأكاديمية. فبعض الآباء الصارمين يجبرون أولادهم على الالتحاق بالمدارس والنوادي الخاصة واحيانا تصلب الاسرة برأيهم يقودهم الي طريق مغلق يكونون سببا بانعدام شخصيه ابنائهم ونوصلهم الي اكتساب سلوكيات غير جيدة فيصبحون لديهم غرور تكبر تعالي علي الاخرين ويكون مستقبلهم مستقبل فاشل سواء بالعمل وايضا بتكوين اسرة لذلك الحوار واحترام ارآء الابناء سوف تشجعهم على الاندماج الثقافي والاجتماعي الراقي كما انها تجعلهم أكثر نجاحاً من آبائهم . يفرض بعض الآباء القوانين على أولادهم مثل عدم الاختلاط مع أولاد جيلهم وذلك لحمايتهم من المشاكل الاجتماعية. وبالرغم من ان البعض يعتبر هذا الأسلوب فظًا وصارماً لا ضرورة له؛ إلا أن باستخدام الحوار مع الابناء سيصبحون أكثر اعتمادًا على النفس وأكثر تفوقًا من زملائهم. فهم يجتهدون في الدراسة وعندما يكبرون تتكون لديهم شخصية قوية ولا يتأثرون بمن حولهم. وهم يسعون لتحقيق أعلى المراتب دون إضاعة الوقت باللهو والعلاقات غير المفيدة .فهؤلاء يقدرون قيمة الوقت ويقيمون صداقات مع من يستطيع مجاراة مستواهم المهني والاجتماعي . وبذلك يكون لديهم اصدقاء علي نفس مستوي الاخلاق والتربيه فيكون الصاحب ساحب نحو الخير والابداع فيصل الابناء للنقاش مع الاباء دون مشكل وخاصه عندما تكون الاسرة متعلمة و مثقفة ومتفهمة لطبيعة هذا العصر. ولكن تربيتنا على عدم الحوار اضعفت الابناء وحددنا لهم مستقبل مجهول
وأنصح أن يأخذ الآباء بمنطق الحوار بشكل مستمر وأخذ رأي أبنائهم في اختيار قراراتهم. فكل أسرة تتعامل مع أبنائها حسب وعيها الاجتماعي، وثقافتها فيكون للحوار عدة أساليب، والصواب كما يرى عدد من التربويين ألا ينصاع أحد للضغط، ولعل المرونة وحسن الاستماع إلى الآخرين تقدم مبدأ تربوياً قابلًا للتطوير فكريا وهذا يعني الخضوع للنقاش وتبادل الآراء ووجهات النظر.
الدكتورة هلا السعيد