روسيا وأوكرانيا: رئيس كبرى الشركات الأوكرانية للصلب يتهم موسكو بسرقة الإنتاج المتوجه إلى أوروبا وبريطانيا
[ad_1]
- سيمون جاك
- محرر شؤون المال والأعمال-بي بي سي
اتهم رئيس شركة “ميتنفيست”، أكبر شركة في أوكرانيا للصُلب، روسيا بنهب ما قيمته 600 مليون دولار من الصُلب من المصانع والموانئ في أوكرانيا.
وتملك هذه الشركة مجمع أزوفستال الذي كان آخر معقل للجنود والمدنيين الأوكرانيين في ماريوبول قبل فرض روسيا سيطرتها الكاملة على المدينة الساحلية الاستراتيجية.
وقال يوري رايزنكوف، المدير التنفيذي للشركة، إن الصلب يتم نقله إلى روسيا وبيعه، على الرغم من أن جزءا مما يتم نقله كان متوجهاً لزبائن في المملكة المتحدة.
ولم يعلق الكرملين على هذه الاتهامات.
“السرقة من الأوروبيين”
يقع مقر شركة “ميتنفيست” في مدينة ماريوبول، التي تعتبر مركزاً للتجارة والتصنيع، والتي سقطت في أيدي الروس في مايو/ أيار الماضي بعد قرابة ثلاثة أشهر من الهجوم المتواصل.
وقال رايزنكوف إن 300 من موظفي مصنع أزوفستال و 200 من أقاربهم قتلوا في الهجوم على المصنع، والذي يستحوذ هو ومصنع “إليتش” على 40 في المئة من إجمالي انتاج أوكرانيا من الصلب.
وكان زبائن أوروبيون قد دفعوا أثمان آلاف من الأطنان من الصلب، ومن بينهم بعض الزبائن في المملكة المتحدة.
وقال رايزنكوف إن مصادر عامة ومخبرين خاصين بالشركة أفادوا بأن الصلب يتم نقله إلى روسيا وبيعه في الأسواق الداخلية أو إلى بلدان في أفريقيا وآسيا.
وصرّح لبي بي سي قائلاً: “إن ما يفعلونه هو في الأساس نهب. فهم يسرقون ليس فقط منتجاتنا، وإنما أيضاً بعضاً من تلك المنتجات التي تخص زبائن أوروبيين. وبالتالي فإنهم ببساطة لا يسرقوننا نحن فحسب، وإنما يسرقون أيضاً من الأوروبيين”.
وقال إن الشركة تعمل على توثيق عملية السرقة قدر الإمكان وتجهز لاتخاذ إجراء قانوني في المستقبل.
وأضاف “في مرحلة ما، سيواجه الروس ليس فقط المحاكم الدولية وإنما أيضاً المحاكم الجنائية. وسنلاحقهم بأي شيء لدينا.”
وطلبت بي بي سي من وزارة الدفاع الروسية التعليق، لكنها لم ترد على الاتهامات الموجهة لها.
وقال البروفيسور ماركو ميلانوفيتش، وهو خبير في القانون الدولي بجامعة “ريدنغ”، إن هناك عدداً من الخيارات لمتابعة القضية، لكن فرص النجاح لا تبدو مضمونة.
وأكد لبي بي سي: “بصرف النظر عن الخيارات القانونية التي ستختارها “ميتنفيست”، فإنها عملية صعبة للغاية وبينما يعتبر النهب أمراً شائعاً في الصراع للاسف، إلا أن مقاضاة الدولة الناهبة والحصول على تعويض هو أمر نادر للغاية بالتأكيد”.
وأضاف: “غير أنهم ربما يريدون أن يحصلوا على رضا رمزي أكثر من المال، حيث أن تصنيف روسيا كدولة خارقة للقوانين سيكون أمراً كبيراً”.
المساهمة في الجهد الحربي
الشهر الماضي، قام فريق تقصي الحقائق في بي بي سي بتتبع مسار الحبوب المسروقة من أوكرانيا، وذلك في أعقاب ظهور أدلة متنامية على أن القوات الروسية في المناطق المحتلة تعمل على سرقة منتجات من المزارعين المحليين وشحنها إلى خارج البلاد.
وعلى غرار الكثير من الشركات الأوكرانية، أصبحت شركة “ميتنفيست” مؤسسة عسكرية في جانب منها وإنسانية في جانب آخر. وقال رايزنكوف إن العاملين في انتاج الصلب في شركته باتوا بأهمية الجنود بالنسبة للمجهود الحربي في أوكرانيا.
وقال: “شركتنا تصنع السترات الواقية من الرصاص، ونوفر الصلب للاستحكامات تحت الأرض وللعربات المدرعة. ولهذا السبب فإن الأشخاص العاملين في مصانع الصلب مهمون للانتصار الأوكراني بقدر أهمية المقاتلين في الجبهات الأمامية.”
وعلى الرغم من أن مصنع أزوفستال دُمر عملياً في الحصار الروسي، إلا أن رايزنكوف قال إنه واثق من أن اليوم سيأتي عندما سيعود منشأة مملوكة لأوكرانيا من جديد.
وأضاف: “أنا متفائل. رؤيتي للوضع هي أن روسيا قد خسرت هذه الحرب بالفعل وهي فقط مسألة وقت حتى يدركوا ذلك. الروس ليسوا بحاجة إلى ماريوبول، ولا إلى دونباس. فهم إما يريدون أوكرانيا كاملة أو لا شيء، وهو ما يعني أنه حتى لو توقفوا الآن، فإن أوكرانيا ستستعيدها. إنها مسألة وقت فقط.”
لكن ألن يحتاج ذلك إلى هجوم عسكري كبير من جانب القوات الأوكرانية المنتشرة على مساحات شاسعة من البلاد؟
قال رايزنكوف رداً على السؤال: “هل كان هناك هجوم كبير عندما توحدت ألمانيا مع ألمانيا الشرقية من جديد؟ هنالك طرق عديدة تستطيع بها أوكرانيا أن تستعيد أراضيها. إحدى تلك الطرق تتمثل في هجوم عسكري كبير، والطريقة الأخرى هي أن روسيا ستضطر إلى الخروج بسبب قضايا داخلية داخل روسيا. أو أخيراً، هناك طريق ثالث وهو أن تعود للتوحد من جديد في مرحلة ما من التاريخ.”
وقال إن حصار أزوفستال سيتذكره التاريخ كإحدى اللحظات الحاسمة في هذه الحرب.
وختم قائلاً: “إنها مأساة لصناعة الصلب الأوكرانية. ومأساة لسكان ماريوبول. لكنها في الوقت نفسه سيتم تذكرها كعمل بطولي للجيش الذي كان يحمي المصنع طوال أسابيع عديدة. وسيتم تذكرها كرمز لقوة شعب رائع. هكذا أتصور أنه سيتم تذكرها”.
[ad_2]
Source link