مزارعو الشاي في سريلانكا يصارعون من أجل البقاء
[ad_1]
- اسكندر كيرماني
- بي بي سي نيوز كاندي سريلانكا
أوراق الشاي الكثيفة التي تغطي تلال وسط سريلانكا ينتهي بها المطاف في أكواب عبر مختلف مناطق العالم.
فالشاي هو أكبر صادرات البلاد. ويوفر للحكومة إيرادات تصل إلى مليار دولار سنويا، في الظروف العادية، ولكن الصناعة تعرضت إلى ضربة موجعة بسبب الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة.
ويـأتي أغلب شاي سريلانكا من مزارع صغيرة، مثل التي يملكها روهان تيلاك غوروسينغ، وتقع على مساحة فدانين قريبا من قرية كادوغوناوا.
ولكنه لا يزال يعاني من تأثير قرار مفاجئ اتخذته الحكومة العام الماضي، دون تفكير ملي، بمنع استعمال الأسمدة الكيماوية.
وقال في حديث لبي بي سي: “أنا أخسر الأموال، فبلا أسمدة ولا وقود لا يمكن حتى أن أفكر في مستقبل زراعتي”.
وتقرر حظر استعمال الأسمدة بهدف حماية احتياطي العملة الصعبة الناضبة في البلاد، وكان ذلك القرار واحدا من القرارات الكارثية في سياسة الرئيس المستقيل، غوتابايا راجاباكسا، إذ أدى إلى انهيار الإنتاج الزراعي.
وأُلغي القرار لاحقا، ولكن أسعار الأسمدة الكيماوية التهبت، فيما بعد، وأصبح من الصعب الحصول عليها، كما عجزت الحكومة عن استيراد مواد أساسية أخرى مثل الوقود والديزل.
فالاعتماد على الشاحنات لنقل أوراق الشاي من الحقول إلى المصانع يعني التأخر ويؤدي، حسب غوروسينغ، إلى جفافها والتقليل من جودتها.
ويقول: “قادتنا لا يهمهم توفير المواد الأساسية لنا”.
“هم الذين الذين علقوا الديون على رقابنا، بسرقة الدولارات وإنفاقها فيما يريدون. سريلانكا أصبحت الآن مثل سفينة عالقة في البحر”.
فالطوابير الطويلة في محطات البنزين لا تقتصر على العاصمة كولومبو، بل إنك ترى المنظر نفسه في مختلف مناطق الجزيرة.
وعصف الغضب الشعبي، الذي فاقمته جائحة كوفيد-19، بقطاع السياحة في البلاد، وأدى في النهاية إلى استقالة الرئيس راجاباكسا.
وأشار المحتجون إلى أنهم لن يقبلوا بتعيين رانيل ويكريمينسينغ، السياسي الذي يتوقع أن البرلمان سيوافق عليه خليفة للرئيس المستقيل.
ويعيب المعارضون على ويكيرمينسينغ أنه مقرب من عائلة راجاباكسا. فقد تولى منصب رئيس الوزراء ست مرات من قبل، وعليه فإنه لا يمثل التغيير، حسب المحتجين.
ولكن المزيد من عدم الاستقرار السياسي سيجعل معالجة الأزمة الاقتصادية أكثر تعقيدا.
وهناك تذمر كبير وسط أصحاب المصانع، فتصدير الشاي يوفر إيرادات مهمة من العملة الصعبة، والقطاع يشغل مليوني شخص ولكن مستويات الإنتاج انخفضت.
يقول ميزان محيي الدين الذي يملك عقارا كبيرا ومصنعا في أكومبرا: “نقص الوقود سبب لنا مصاعب كبيرة. وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فقد نضطر إلى غلق جميع المصانع”.
“في العادة نستعمل 20 شاحنة، ولكننا الآن نستعمل 8 شاحنات فقط. وبسبب انقطاع الكهرباء، بعض المصانع أغلقت أبوابها، لأنها كانت تعمل من 3 إلى 4 أيام في الأسبوع”.
وخفض مصنع محيي الدين عدد أيام العمل، إلى أن تمكن، بفضل قدراته المالية، من الحصول على الوقود من مستورد في القطاع الخاص.
أما المصانع الصغيرة فتجد صعوبات كبيرة، ولكن تأثير الأزمة الأكبر تتحمله الشرائح الأكثر فقرا.
فالعمال الذين يقطفون بأيديهم أوراق الشاي الطرية ويضعونها في أكياس مربوطة على خصورهم يتلقون أجورا أعلى بقليل من الحد الأدنى.
ولكن أسعار المواد الغذائية التهبت في سريلانكا. وقد ارتفع التضخم بنسبة خمسين في المئة، في يونيو/ حزيران، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ويشتكي العمال في مصنع محيي الدين من ارتفاع تكاليف المعيشة، يوما بعد يوم.
يقول نغاشوري: “في السابق كنا نتدبر أمورنا، ولكن الأسعار اليوم تضاعفت. كل ما نكسبه في اليوم ننفقه على الأكل”.
ويضيف بانتشاوارني: “لم نعد نتناول الغداء، نأكل في العاشرة صباحا ثم في المساء”.
وتسعى الحكومة السريلانكية إلى استيراد المزيد من الوقود، وتجري محادثات مع صندوق النقد الدولي، ولكن مصاعب الحياة اليومية مستمرة مهما تغير المسؤولون في الحكومة.
[ad_2]
Source link