“الناتو العربي”: ما هي أبرز التحالفات العسكرية السابقة في الشرق الأوسط ولماذا فشلت؟
[ad_1]
عندما أعلن العاهل الأردني عبد الله الثاني مؤخرا عن تأييده تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط مشابه لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، لم تكن المرة الأولى التي تُطرح فيها هذه الفكرة.
ويعود المسعى الأمريكي لتحقيق هذا الهدف إلى بداية الحرب الباردة مع السوفييت عندما تعاملت واشنطن مع المنطقة على أنها قطعة واحدة في سعيها لاحتواء الشيوعية.
على الرغم من زوال التهديد السوفيتي، إلا أن السعي للتوصل إلى اتفاقية أمنية جماعية مثل منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لا يزال جذابا للغاية في الشرق الأوسط.
وفي الوقت الذي ساعد فيه الناتو في ضمان 70 عاما من النمو الاقتصادي والتعاون السياسي في أوروبا، ينفرد الشرق الأوسط بـ “السجل الأكبر للصراعات في النصف الثاني من القرن العشرين”.
ويرجع البعض فكرة الناتو العربي لحقبة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الذي جمع للمرة الأولى قادة الدول الخليجية في كامب ديفيد، واتفق معهم على دورية عقد هذه الاجتماعات، والعمل على خلق جبهة واحدة متحدة لمواجهة التحديات المشتركة سواء كانت إيران أو التنظيمات الإرهابية.
ثم دعا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى مشروع حلف الناتو العربي أو تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي “ميسا” أو “الناتو العربي” كما اصطلح على تسميته إعلاميا، ويضم دول الخليج الست بالإضافة إلى مصر والأردن.
وكان المُعلن أن هدف هذا التحالف هو “التصدي للتوسع أو العدوان أو التهديدات الإيرانية”، بالإضافة إلى التهديدات الإرهابية المحيطة بالمنطقة بشكل عام.
وقبل أيام، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية خبرا يتعلق بلقاء مسؤولين عسكريين أمريكيين مع نظرائهم في كل من إسرائيل والأردن ومصر وعدة دول خليجية. ونسبت الصحيفة إلى مصدر مطلع القول إن الاجتماع عقد في مدينة شرم الشيخ المصرية، وتناول استكشاف سبل التنسيق ضد تنامي قدرات إيران الصاروخية وبرنامجها للطائرات المسيرة.
وقد علقت صحف عربية على تزايد الحديث عن فكرة تدشين “ناتو عربي” أو “ناتو شرق أوسطي” قبيل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية منتصف الشهر المقبل، وهي القمة التي سيحضرها عدد من قادة دول المنطقة.
وأكد عدد من الكُتاب أن فكرة تدشين تحالفات عسكرية في المنطقة باءت كلها بالفشل، ويشير هؤلاء إلى عدد من الأحلاف التي تشكلت على مدار العقود الماضية، بداية من “حلف بغداد” في خمسينيات القرن الماضي.
ويرى آخرون أن فكرة تدشين حلف كهذا سيكون موجها ضد إيران، وذلك عبر “إدماج إسرائيل كقوة عسكرية” في المنطقة، محذرين من أن هذا سيضعف القضية الفلسطينية من ناحية ويزيد الاستقطاب الطائفي في المنطقة من ناحية أخرى.
ويرى فريق ثالث أن تدشين “ناتو عربي إسرائيلي” ضد إيران غير وارد حاليا، مستشهدين بالدور الذي يلعبه العراق في التقريب بين السعودية وإيران في ظل تقارير تتحدث عن قُرب عودة العلاقات بين الرياض وطهران.
وبصفة عامة لم تحقق محاولات زيادة التعاون الدفاعي الإقليمي في الشرق الأوسط سوى الحد الأدنى من النجاح أو باءت الفشل، ونتيجة لذلك، ليس للشرق الأوسط تحالف عسكري خاص به تحت أي مسمى.
وقد بُذلت خلال القرن الماضي محاولات عديدة لترسيخ ترتيبات أمنية في المنطقة. وقد سار بعض تلك التحالفات، مثل حلف بغداد، على نموذج الناتو وكان مدعوما من القوى الغربية.
وقد دفعت موضوعات مثل الوحدة العربية الدول إلى التقارب في أنماط تتراوح من جامعة الدول العربية إلى الجمهورية العربية المتحدة.
كما تُظهر العديد من المنظمات شبه الإقليمية مثل مجلس التعاون الخليجي طريقة بديلة للمضي قدما في التعاون العسكري.
وأخيرا، تُعد التحالفات العسكرية التي تشكلت أثناء الحروب ضد إسرائيل، والتحالفات المستمرة ضد مجموعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية، من أشكال التحالفات العسكرية المؤقتة في المنطقة.
ومن خلال دراسة المحاولات السابقة والمستمرة للتعاون الدفاعي الإقليمي، يظهر عاملان مهمان ومستمران يتسببان في حالة شبه دائمة من عدم التعاون وهما انعدام الثقة وتباين الأهداف بين دول الشرق الأوسط. بحسب موقع ريال كلير ديفينس الأمريكي المتخصص في الشؤون العسكرية.
لكن ما هي قصة التحالفات العسكرية السابقة في المنطقة؟
حلف بغداد
في منتصف خمسينيات القرن الماضي، أُعلن عن تشكل “حلف بغداد” الذي ضم بريطانيا والعراق وتركيا وباكستان وإيران، وذلك بهدف إيقاف المد السوفييتي أثناء الحرب الباردة وكان ذلك في عهد فيصل الثاني آخر ملوك العراق .
وقد ظهر ذلك الحلف في نفس الوقت الذي ظهر فيه حلف الناتو ومنظمة معاهدة جنوب شرق آسيا حيث حاولت تلك التحالفات إحاطة الاتحاد السوفيتي بسلسلة من المنظمات العسكرية الموالية للغرب.
وقد ظهرت فكرة التحالفات الثلاثة بعد أن عاد وزير الخارجية الأمريكي جون فوستر دالاس إلى واشنطن من رحلاته في الشرق الأوسط واقترح تشكيلا دفاعيا لدول تمتد عبر أوراسيا لاحتواء الشيوعية.
وقد فشل الحلف في الحصول على دعم واسع النطاق من دول الشرق الأوسط وافتقر إلى هوية مشتركة حيث تضمن الديمقراطية القومية في تركيا، والمملكة الشيعية في إيران، والدولة السنية الناشئة في باكستان، والعراق الذي خرج من قبضة الاستعمار مؤخرا.
ولم يثق السعوديون بالحكام الهاشميين في العراق، وعارضت مصر أي تحالف يمكن أن يكون امتدادا جديدا لـ”الإمبريالية الأوروبية”، كما أضر تورط بريطانيا في أزمة السويس بالحلف.
وقد دعمت واشنطن الحلف، لكنها لم تنضم إليه لتجنب استفزاز إسرائيل أو مصر أو المملكة العربية السعودية.
ويعد حلف بغداد واحدا من أسباب انقلاب 1958 الذي أطاح بالحكم الملكي في العراق، ليعلن عبد الكريم قاسم في 24 مارس/آذار 1959 انسحاب العراق من الحلف الذي لم يكمل عامه الرابع، وتغير اسمه إلى “الحلف المركزي” وانتقلت مكاتبه إلى تركيا.
و لم يقم الحلف المركزي مطلقا بإنشاء مقر عسكري دائم أو دمج قوات الدول المشاركة به. واستمر الحلف المركزي حتى عام 1979 عندما انسحبت إيران بعد ثورتها، وفي ذلك الوقت توقفت باكستان أيضا عن التعاون.
جامعة الدول العربية “قوة الردع العربية”
انبثقت جامعة الدول العربية عن الحركة القومية العربية في منتصف القرن التاسع عشر حيث سادت رغبة واسعة في قيام أمة عربية موحدة.
وفي أوائل الأربعينيات من القرن الماضي، دعا مصطفى النحاس، رئيس الوزراء المصري آنذاك، كلاً من رئيس الوزراء السوري، جميل مردم بك، ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية، بشارة الخوري، إلى القاهرة لمناقشة فكرة إقامة كيان يعمل على توثيق التعاون بين البلدان العربية المنضمة إليه.
وبعد ذلك بعدة أشهر بدأت سلسلة من المشاورات بين ممثلين من مصر، والعراق، وسوريا، ولبنان، والمملكة العربية السعودية، والأردن، واليمن، أسفرت عن التوصل إلى بروتوكول الإسكندرية بقيام جامعة الدول العربية التي أُعلنت في 22 مارس/آذار من عام 1945 .
و لقد حاولت الدول الأعضاء وفشلت في تبني دور عسكري منذ قيام الجامعة.
وعندما انهار حلف بغداد والحلف المركزي، حاولت الولايات المتحدة عدة مرات التواصل مع جامعة الدول العربية وتوسيع ترتيباتها الأمنية.
وقد دعا ميثاق الجامعة إلى التعاون العسكري بين الدول الأعضاء، كما نصت معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي لعام 1950 على قيام الدول الأعضاء بالدفاع عن بعضها البعض ردا على العدوان.
وكانت الكويت مهمة الردع العسكرية الرسمية الوحيدة للجامعة في عام 1961 عندما ساعدت قوة قوامها 33 ألف رجل معظمهم من المصريين في منع ضم العراق لذلك البلد.
وفي عام 1976، أعلنت الجامعة عن تشكيل قيادة عسكرية عربية موحدة وتم نشر قوة قوامها 30 ألف جندي يُطلق عليها اسم “قوة الردع العربية” في لبنان خلال الحرب الأهلية لكنها فشلت بشكل ملحوظ، وقد استمر العنف بلا هوادة، واحتلت القوات السورية أجزاء من لبنان حتى عام 2005.
وربما كان فشل الجامعة العربية في التصرف بانسجام خلال الحرب الإيرانية العراقية هو الفشل الأكبر لها حيث قدمت سوريا وليبيا الدعم والأسلحة لطهران بينما أقرضت دول الخليج مئات الملايين من الدولارات لبغداد التي دعمها الأردن.
ومنذ ذلك الحين، حفز هذا الانقسام والآراء المتباينة للجامعة حول القضايا الرئيسية على تشكيل منظمات شبه إقليمية أكثر تماسكا مثل دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي عام 2015 شكلت الجامعة قوة مشتركة مقرها مصر في عام 2015 وتتألف من 40 ألف جندي من دول مختلفة.
ويمكن لأي دولة عربية أن تطلب نشر هذه القوات للمساعدة في مكافحة الإرهاب أو تهديدات الأمن القومي.
وعلى الرغم من طول عمرها، يُنظر إلى الجامعة العربية على نطاق واسع على أنها فاشلة بسبب عدم قدرتها على حل النزاعات.
ووجدت الأبحاث التي قارنت جامعة الدول العربية مع منظمة الدول الأمريكية ومنظمة الوحدة الأفريقية أن الجامعة كانت الأقل نجاحا في التوسط في حل النزاعات.
وكان التحدي الرئيسي للجامعة هو التناقض بين هدفها الأصلي (الوحدة العربية) والمنافسات الشرسة بين الدول الأعضاء حديثة الاستقلال.
المحاولات الوحدوية
جرت عدة محاولات في القرن العشرين لتشكيل دولة قومية عربية واحدة كان أبرزها الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا في عام 1958.
وكان العامل الأكبر الذي ساهم في فشل الاندماج بعد 3 سنوات هو “سيطرة دولة عربية (مصر)على غيرها”.
فبعد نقل المستشارين الموثوق بهم إلى سوريا وعلى رأسهم عبد الحكيم عامر، بدأ الرئيس المصري جمال عبد الناصر بإبعاد كبار الضباط السوريين من الجيش وحل الأحزاب السياسية السورية، وانتشرت المخاوف بين السوريين من أن يصبحوا تابعين في أرضهم. وطالبت الطبقات المتعلمة والمحافظة في سوريا بعملة واقتصاد منفصلين للحفاظ على مستوى معيشتهم. وقد أنهى انقلاب الجيش السوري تجربة الجمهورية العربية المتحدة في عام 1961.
وتشكل الاتحاد العربي كحصن للهاشميين ضد المشاعر الشعبوية المدفوعة بالوحدة بين مصر وسوريا.
وقد اقترح الأردن، تحسبا لوجود سوريا مُعسكرة ومُعادية في شمالها، اتحادا مع العراق لتقوية النظامين الملكيين.
وكان الأردن، مثل سوريا، هو الطرف الأضعف في العلاقة لكنه احتفظ بعدد من المناصب الوزارية البارزة لمسؤوليه، واحتفظت كل من بغداد وعمان بوضعهما كعاصمتين وطنيتين.
ومع ذلك ، بمجرد انتهاء الجمهورية العربية المتحدة بانقلاب عسكري سوري في دمشق، تفكك الاتحاد العربي بعد انقلاب عسكري عراقي في بغداد.
وقد حاولت الحكومة العراقية الثورية المشكلة حديثا تشكيل اتحاد جديد مع دمشق والقاهرة، لكن القيادة السورية ظلت متشككة في عبد الناصر وتلاشى هذا الاقتراح.
ولطالما كانت الوحدة هي المبرر الذي تستخدمه الدول العربية للتدخل في الشؤون الداخلية لبعضها البعض.
فبينما كانت الجمهورية العربية المتحدة تكافح من أجل البقاء، عملت السعودية على كسب ولاء مجموعات من البدو السوريين.
وطوال الستينيات من القرن الماضي، تنافست مصر والمملكة العربية السعودية على السيادة الإقليمية.
وقد اندلعت الحرب في اليمن عندما انضم الجيش المصري إلى القوات الجمهورية اليمنية لإحداث ثورة في شبه الجزيرة العربية.
وأدركت الكويت أيضا أن احتلال العراق لأراضيه عام 1990 لن ينتهي إلا باللجوء إلى الولايات المتحدة بدلا من دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي النزاعات التي شهدتها المنطقة مؤخرا شاركت جهات خارجية مثل السعودية وإيران وتركيا بعمق في الحرب الأهلية السورية، فيما سعت مصر وقطر والعديد من دول الخليج إلى مصالح فردية متناقضة في ليبيا.
كما أن عقودا من التنافس على النفوذ الإقليمي تقلل الثقة بين دول الشرق الأوسط حيث تتنازع الإمارات وإيران على جزر في الخليج. واستمرت الخلافات بين قطر والبحرين لسنوات حتى تدخلت لاهاي. ولعبت مزاعم العراق بشأن الكويت دورا في غزو عام 1990. وتطالب كل من الإمارات والسعودية بالمياه الإقليمية بالقرب من قطر. وتنازعت الجزائر والمغرب على حدودهما عام 1963.
كما كان العرب ينظرون إلى تركيا بتشكك طوال معظم القرن العشرين، فهي عضو في الناتو وشاركت في إنشاء حلف بغداد تحت القيادة البريطانية.
مجلس التعاون الخليجي “درع الجزيرة”
تأسس مجلس التعاون الخليجي في عام 1981 عند اندلاع الحرب العراقية الإيرانية لتوفير قوة دفاع موحدة ضد إيران.
وقد اتخذ المجلس قرار تشكيل قوة درع الجزيرة في نوفمبر/تشرين الثاني 1982، حيث أقرت دول مجلس التعاون في دورتها الثالثة بالعاصمة البحرينية المنامة توصية وزراء الدفاع بتأسيس قوة دفاع مشتركة.
وتألفت تلك القوة في البداية من 5 آلاف جندي فقط. وفي عام 1986 تمركزت قوات درع الجزيرة في حفر الباطن شمال شرق السعودية.
وعندما انتهت الحرب في عام 1988، ظلت تلك القوة رمزية إلى حد كبير.
وفي عام 1990 فشلت قوات درع الجزيرة في منع العراق من غزو الكويت.
وفي عام 1992 خيمت ظلال كثيفة على العلاقات الخليجية عندما اشتبكت القوات القطرية والسعودية مع بعضها البعض في اشتباك حدودي.
وفي عام 2011 ، انتشرت القوات السعودية والإماراتية في البحرين تحت راية درع الجزيرة لدعم حكامها السنة لإخماد تظاهرات الأكثرية الشيعية في البلاد.
وقد قامت الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي بضخ استثمارات كبيرة بشكل فردي في الإنفاق الدفاعي حيث تقوم جيوشها بتشغيل معدات تم شراؤها من العديد من البلدان، وتكمل أنظمة الصواريخ والاستخبارات والاتصالات المتطورة أصولها القتالية.
وعلى الرغم من استثماراتها الكبيرة، فشلت دول مجلس التعاون الخليجي في دمج الأجهزة العسكرية منذ بدء المناقشات حول هذا الموضوع في عام 1993.
وقد وقعت دول مجلس التعاون الخليجي اتفاقية دفاع مشترك في عام 2000 لمحاولة بناء تعاون عسكري. واستمرت هذه الجهود في عامي 2002 و 2003 أثناء الغزو الأمريكي للعراق. وفي عام 2005 ، اتفقت قيادة دول مجلس التعاون الخليجي على زيادة القوة المشتركة ودمج أسلحة جديدة لتوسيع قدرات درع الجزيرة.
وقد دفعت المساعي العسكرية المشتركة في العقد الماضي بعض المراقبين إلى الاعتقاد بأن آفاق تعاون أمني أكبر لدول مجلس التعاون الخليجي تلوح في الأفق.
فقد تزامن التدخل في البحرين مع التدخل في ليبيا عام 2011 ، وتم الإعلان في قمة دول مجلس التعاون الخليجي عام 2012 عن القوات البحرية المشتركة ووحدات مكافحة الإرهاب فضلا عن حرب 2015 ضد الحوثيين في اليمن.
وكان يمكن النظر إلى تلك الأنشطة على أنها إنجازات دفاعية جماعية، لكن شهد النصف الثاني من العقد الماضي تراجعا في التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي ككيان بسبب الخلافات بين قطر وتحالف ضم السعودية والإمارات والبحرين ومصر. وتعود تلك الخلافات إلى مسألتين: دعم قطر المزعوم للإسلام السياسي وجماعات مثل الإخوان المسلمين، وعلاقاتها الوثيقة بإيران.
وقد تم احتواء هذه الخلافات مؤخرا.
تحالفات خلال الحروب العربية الإسرائيلية
خاضت الدول العربية وإسرائيل حروبا في أعوام 1948 و 1967 و 1973. وفي كل حرب منها، تشكل تحالف من الدول العربية، وكانت أغلب تلك التحالفات مرتجلة، وقصيرة العمر، وتفتقر إلى أي تكامل أو تنسيق رئيسي.
ودفع قيام إسرائيل في عام 1948 جيرانها العرب للتحرك عسكريا. ورغم أن عدد سكان الدول العربية يفوق عدد سكان إسرائيل بشكل كبير، لكنها فشلت في تدريب وتجهيز وتنسيق قواتها على مستوى مناسب.
وفي المقابل، كانت الوحدات الإسرائيلية مستعدة للحرب، وكانت قواتها أفضل تجهيزا من الدول العربية.
واندلعت الحرب مرة أخرى في عام 1967 بعد تصاعد التوترات بين الطرفين.
فخلال معركة جوية مع سوريا في ابريل/ نيسان من عام 1967 أسقط سلاح الجو الإسرائيلي 6 طائرات مقاتلة سورية من طراز ميغ. بالإضافة إلى ذلك، أشارت تقارير المخابرات السوفيتية في مايو/ أيار إلى أن إسرائيل كانت تخطط لحملة ضد سوريا، وعلى الرغم من عدم دقة المعلومات، فقد زاد التوتر بين إسرائيل وجيرانها العرب.
وكان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر قد تعرض في السابق لانتقادات حادة لفشله في مساعدة سوريا والأردن ضد إسرائيل. كما اُتهم بالاختباء وراء قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة المتمركزة على الحدود المصرية مع إسرائيل في سيناء. ومن ثم فقد تحرك الآن لإظهار دعمه لسوريا بشكل لا لبس فيه، ففي 14 مايو/آيار من عام 1967 حشد ناصر القوات المصرية في سيناء. وفي 18 مايو/ أيار طلب رسميا سحب قوة الطوارئ الدولية المتمركزة هناك.
وفي 22 مايو/أيار أغلق عبد الناصر خليج العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية، وبذلك فرض حصاراً فعليا على مدينة إيلات الساحلية في جنوب إسرائيل. وفي 30 مايو/ أيار وصل العاهل الأردني الملك حسين إلى القاهرة لتوقيع اتفاقية دفاع مشترك مع مصر ووضع القوات الأردنية تحت القيادة المصرية وبعد ذلك بوقت قصير انضم العراق أيضا إلى التحالف.
وفي 5 يونيو/حزيران من عام 1967 اندلعت الحرب التي استمرت 6 أيام حيث قامت إسرائيل بتدمير الجيوش المصرية والسورية والأردنية بالكامل، واستولت على مساحات كبيرة من الأراضي المجاورة، ورسخت نفسها كقوة عسكرية مهيمنة.
وكانت حرب 1967 كارثة على الدول العربية وأدت إلى انتكاسة دائمة لحركة القومية العربية.
وفي عام 1973، هاجمت القوات المصرية والسورية إسرائيل لاستعادة الأراضي المفقودة في شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان.
وقد فاجأ الهجوم إسرائيل واستعادت مصر السيطرة على أجزاء من سيناء وأدت الحرب في النهاية إلى اتفاقيات كامب ديفيد.
وأدت معاهدة السلام مع مصر والاعتراف بإسرائيل إلى انقسامات كبيرة في العالم العربي.
التحالفات العسكرية الراهنة
التحالف الحالي الأكثر وضوحا في الشرق الأوسط هو التحالف بقيادة السعودية في اليمن حيث دخلت القوات السعودية والإماراتية اليمن في عام 2015 لدعم الحكومة المعترف بها دوليا ضد الحوثيين المدعومين من إيران الذين أطاحوا بالحكومة.
ولا تزال الحرب مستمرة حتى الوقت الراهن. وقد تباينت أهداف القادة السعوديين والإماراتيين مع استمرار الصراع حيث تدعم الإمارات بشكل أساسي الجماعات الانفصالية في جنوب اليمن التي تسيطر على مدينة عدن الساحلية.
كما دعمت دول الشرق الأوسط حملة مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية بدرجات متفاوتة من الحماس حيث نفذت البحرين غارات جوية في سوريا، ونفذ الأردن ضربات وقدم مرافق تدريب ودعم عمليات قتالية جوية، كما قدمت قطر تسهيلات وتصاريح التحليق للقوات الأمريكية، وقدمت السعودية منشآت تدريب وقواعد.
كما دعمت دول الشرق الأوسط عمليات حلف الناتو في أفغانستان حيث ساهمت الإمارات وقطر والأردن في قوات التحالف الدولي التي تواجدت في افغانستان.
[ad_2]
Source link