غيلين ماكسويل: ماذا يعني الحكم الصادر بحق شريكة جيفري إبستين لضحايا جرائمهما؟
[ad_1]
- ندى توفيق
- بي بي سي نيوز – نيويورك
بصدور حُكم بالسجن لمدة 20 عاماً على غيلين ماكسويل يسدل الستار على أحد أكثر فصول سقوطها درامية في ختام محاكمة كبيرة شوهدت في جميع أنحاء العالم وكشفت بعضاً من أعمق أسرارها وجرائمها الفظيعة.
بالنسبة للناجيات من الاعتداء الجنسي، فإن ذلك يمثل نوعاً من المواساة وخطوة مهمة نحو تحقيق العدالة وتضميد الجراح.
لكنهن أكدن أنه لا يمكن أبداً إغلاق هذا الفصل من حياتهن بشكل نهائي ما دامت المعلومات المتعلقة بجرائم إبستين، من وفاته في السجن إلى العديد من شركائه، لا تزال محاطة بالسرية.
في حديثها إلى بي بي سي حول ما تعنيه إدانة ماكسويل بالنسبة لها، تذكرت آني فارمر التي كانت الضحية الرابعة التي قدمت إفادتها أمام المحكمة، والوحيدة التي فعلت ذلك باستخدام اسمها الحقيقي، كيف شعرت بالخوف عند دخولها قاعة المحكمة ولكن أيضاً كيف شعرت بالرهبة، مصممة على مواجهة ماكسويل.
وقالت: “الفتاة البالغة من العمر 16 عاما التي تعرضت للأذى كبرت وأصبحت امرأة الآن قادرة على استخدام صوتها لتروي قصتها وتحكي حقيقة ما حدث لها”.
ساعدت روايتها عن الاعتداءات التي تعرضت لها، والتي أكدتها شهادة والدتها وصديقها السابق، في تأكيد إدانة ماكسويل بالاتجار بالجنس. استمعت هيئة المحلفين إلى روايتها حول إخبار رئيس أختها الثري جيفري إبستين والدتها أنه كان يقيم مع الطلاب في مزرعته في نيو مكسيكو أمسية لمساعدتهم في خططهم الجامعية. وقال إن غيلين ماكسويل ستكون مرافقتها.
لكن عندما وصلت آني التي كانت في السادسة عشرة من العمر تبين أنها الوحيدة هناك. وقالت للهيئة أن ماكسويل قد أوقعتها في حبائلها لكي يعتدي عليها المهووس جنسيا بالقاصرات إبستين. في مرحلة ما خلال رحلتها المرعبة تجمدت المراهقة خوفاً، حيث طلبت منها ماكسويل خلع ملابسها لتقوم بتدليك ابستين الذي لمس ثدييها خلال ذلك.
وقد وجد المحلفون أن ماكسويل مذنبة في خمس من التهم الست الموجهة لها، بعد محاكمة استمرت شهراً وخمسة أيام كاملة من المداولات. ووجدوا أن شهادات المدعيات مدعومة ببيانات الشهود، والأدلة الأخرى أظهرت بما لا يدع مجالاً للشك أن ابنة رجل الأعمال الإعلامي البريطاني، روبرت ماكسويل، قد جندت فتيات قاصرات من أجل إبستين بغرض استغلالهم جنسيا من عام 1994 إلى 2004.
ورغم ذلك استمر محاموها في القول إنها كانت ضحية لإبستين الذي توفي في السجن في ظروف غير عادية قبل أن يواجه المحاكمة. كما أثاروا مخاوف بشأن معاملتها في السجن وتهديدات لها بالقتل. ووضعت ماكسويل تحت المراقبة وصنفت في قائمة الأشخاص الذين قد يقدمون على الانتحار، يوم الاثنين، اليوم السابق لإصدار الحكم.
أصيبت فارمر بخيبة أمل، لكنها لم تتفاجأ بتركيز ماكسويل على نفسها وكيف تم تدمير حياتها هي.
“شعرت مرة أخرى أنه كانت هناك فرصة أمامها لتقر بما فعلته لها وبطريقة ما للتعبير عن ندمها عما جرى لضحايا جرائمها، لكن بدلا من ذلك كان كل شيء يدور حولها وكيف أنها كانت الضحية أيضاً”.
قالت آني فارمر إنها حاولت لفترة طويلة أن تقنع نفسها بأن الاعتداء الجنسي الذي تعرضت له لم يكن له تأثير على حياتها. لكنها أدركت قبل بضع سنوات أن الأمر ليس كذلك. أوضحت أنه كان عليها إعادة بناء الثقة بنفسها وبغرائزها من جديد، لكنها لا تزال تعاني نفسيا وجسديا من تداعيات ما تعرضت له من انتهاكات و سوء المعاملة. فمنذ وقت ليس ببعيد عندما ربت أحد ضباط الأمن على صدرها في المطار فجأة كان رد فعلها على ذلك أنها تجمدت وانفجرت بالبكاء.
في الأيام التي سبقت الحكم على ماكسويل كانت آني فارمر تجد العزاء لدى زوجها وكلابها في منزلها الهادئ المطل على بحيرة، ويمثل حكم يوم الثلاثاء نهاية فصل أليم في حياتها.
وعلى الرغم من صعوبة سرد تلك اللحظات فإن فرصة إخبار هيئة المحلفين بما حدث كانت فرصة للشفاء، على حد قولها. وتعتقد أن هذه المحاكمة سلطت الضوء على الحقائق المتعلقة بكيفية حدوث مثل هذه الجرائم في كثير من الأحيان، وخاصة فيما يتعلق بعملية الاستمالة وهو مصطلح يستخدمه الخبراء لوصف كيفية قيام الجناة ببناء علاقات مع ضحاياهم بمرور الوقت، حتى يتمكنوا من استغلالهم سراً.
“عندما يجمع الجناة ما بين الهدايا وإيلاء الاهتمام والأشياء الإيجابية مع الإساءة ، فقد يكون الأمر محيراً للغاية خاصة بالنسبة لصغار السن لإدراك ما يحدث لهم لأن الظروف التي يوضعون فيها تبدو وكأنها مصممة لجعلنا نتساءل ونشك في أنفسنا بحيث نتوهم ونظن أن شخصاً يقوم بهذه الأشياء الجميلة بالتأكيد لن يحاول أن يؤذيني بهذه الطريقة”.
إنها تأمل أن يساعد ذلك الآخرين على الانتباه والتعرف على علامات الاستمالة عند حدوثها.
كما قدمت محاكمة ماكسويل للجمهور لمحة عن أسلوب حياتها وحياة ابستين الباذخ، وعلاقاتهما بالرؤساء والأمراء إلى ما كان يحدث خلف الأبواب المغلقة في عقارات إبستين الفخمة في فلوريدا ونيويورك ونيو مكسيكو وجزر فيرجن.
ورغم ذلك لا يزال الكثير من الغموض يحيط بما قامت به ماكسويل وصديقها الراحل ابستين.
وقال المحامي ديفيد بويز الذي يمثل عددأ من ضحايا ابستين بمن فيهم آني فارمر إن العديد من موكليه ينتابهم القلق من أنه على الرغم من الأسئلة المطروحة التي لم تتم الإجابة عليها، فإن وزارة العدل ستعتبر قضية إبستين بشكل عام قد باتت في حكم المنتهية الآن ولن تلاحق شركاءه الآخرين.
تُوصف أربع موظفات ومساعدات سابقات لإبستين وهن سارة كيلان وليزلي غرو ، وأدريانا روس ، وندا مارسينكوفا في اتفاقية عدم الملاحقة القضائية التي أبرمها ابستين مع المدعي العام في عام 2007 بأنهن “متآمرات محتملات”.
وقد أحاط الجدل أيضا بالأمير أندرو بعد ظهور الصورة ذائعة الصيت له مع ماكسويل وهو يلف بذراعه خصر المراهقة فيرجينيا جيوفري، التي كانت في السابعة عشرة من العمر حينها. ويمثل بويز أيضاً جيوفري التي اتهمت الأمير وإبستين بالاعتداء الجنسي عليها.
قام الأمير بتسوية الدعوى المدنية التي رفعتها جيوفري في وقت سابق من هذا العام، على الرغم من أنه لم يعترف بارتكاب أي خطأ. ولم يتم ذكر اسمه في محاكمة ماكسويل ولم يتم توجيه تهمة إليه بارتكاب أي جريمة.
قال بويز: “ما كان من الممكن أن تستمر كل هذه الانتهاكات وعلى هذا النطاق الواسع كل هذه المدة بدون تعاون وتواطؤ وتعاون العديد من الأشخاص، بعضهم أثرياء وبعضهم أصحاب نفوذ قوي في عالم السياسة”.
بعد خوضها معركة طويلة من أجل الاستماع إليها، قالت آني فارمر إنها والنساء الأخريات ممتنات لأنهن وصلن إلى هذا الحد في سعيهن للحصول على العدالة والمساءلة. وعلى الرغم من ذلك فإنها تشعر أن على وزارة العدل الإجابة على الكثير من الأسئلة فيما يتعلق بكيفية تعاملها مع هذه القضية.
قدمت هي وشقيقتها ماريا أقدم شكوى ضد إبستين إلى شرطة نيويورك ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وذلك في عام 1996. لمدة عقد من الزمن لم يحدث شيء، واستمر إبستين وماكسويل في إساءة معاملة أخريات. وأخيراً وبعد أن اتصل بها المحققون وتحدثوا إليها وإلى شقيقتها والعديد من الضحايا الأخريات في عام 2006، شعرت آني فارمر وكأنها تعرضت لـ “خيانة كبيرة” أخرى.
وقالت إن النساء تم “تجاهلهن” وتم إبرام الاتفاقية سيئة السمعة لعام 2007 مع إبستين.
وبموجب تلك الاتفاقية اعترف إبستين بالذنب في تهم أخف تتعلق باستدراج قاصر، بدلاً من تهمة الإتجار بالجنس الفيدرالية والتي كان من الممكن أن تؤدي إلى الحكم عليه بالسجن مدى الحياة لو جرت محاكمته عليها. وبدلاً من ذلك حُكم عليه بالسجن لمدة 13 شهرا ، وقضى نصف الوقت من مدة السجن في مكتبه ونال المتآمرون معه الحماية القانونية.
في عام 2019 ، تم القبض على إبستين بتهمة فيدرالية منفصلة للاتجار بالجنس، ومات في زنزانته في السجن في ظروف مريبة رغم صدور تقرير طبي يفيد بإقدامه على الانتحار.
قالت آني فارمر إنه حتى الآن لم تحصل النساء على إجابات على الأسئلة الأساسية مثل ما مصدر أموال إبستين، وكيف عملت مؤسسته؟ ومن هم شركاؤه في الجرائم التي اقترفها والذين تم حجب أسمائهم في وثائق المحكمة؟كما لم يُكشف عن ملابسات وفاة إبستين في السجن.
وأضافت: “هذا أمر يصعب على الناجيات تقبله والمضي قدما في حياتهن”. “سيبدو الانتصار فارغاً نوعاً ما إذا لم يتم الكشف عن مزيد من المعلومات”.
[ad_2]
Source link