وفاة 46 مهاجراً في شاحنة مهجورة بمدينة سان أنطونيو الأمريكية جراء الحرارة والجفاف
[ad_1]
- أنجيليكا كاساس في سان أنطونيو وليو ساندس
- بي بي سي نيوز
عُثر على 46 شخصاً على الأقل قضوا في شاحنة مهجورة في ضواحي مدينة سان أنطونيو بولاية تكساس الأمريكية.
وقال مسؤول في الإطفائية إن 16 شخصاً، بينهم أربعة أطفال، نقلوا أيضاً إلى المستشفى.
وكانت حرارة الناجين مرتفعة ويعانون من أعراض ضربة الشمس والإنهاك الناجم عن الحرارة.
وتُعتبر مدينة سان أنطونيو، التي تبعد 250 كيلومتراً عن الحدود المكسيكية- الأمريكية، طريق عبور رئيسية لمهربي البشر.
ويستخدم مهربو البشر في الغالب الشاحنات لنقل المهاجرين الذين لا يملكون أوراقاً ثبوتية بعد أن يلتقوا بهم في مناطق نائية حالما يتمكنوا من عبور الحدود إلى الولايات المتحدة.
وقال رون نيرنبيرغ، عمدة مدينة سان أنطونيو: “كان لديهم عائلات… وكانوا على الأرجح يبحثون عن حياة أفضل. الأمر ليس إلا مأساة إنسانية مرعبة”.
وقال تشارلز هود، مدير الإطفائية في سان أنطونيو، إن العاملين في خدمة الطوارئ وصلوا في البداية إلى المكان في حوالي الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (الساعة الحادية عشرة مساء بتوقيت غرينتش) بعدما وردتهم تقارير عن وجود جثة.
وقال: “ليس من المفترض بنا أن نفتح شاحنة لنرى أكواماً من الجثث في داخلها. لم يأت أحد منا إلى العمل متخيلاً ذلك”.
وأضاف بأن الشاحنة، التي تركها السائق، كانت خالية من التكييف ولم يكن بداخلها مياه للشرب.
موجة حر
ويُعتبر الجو في سان أنطونيو حاراً جداً في أشهر الصيف، إذ وصلت درجة الحرارة هناك الاثنين إلى 39.4 درجة مئوية، وهناك اشتباه بأن يكون الضحايا قد قضوا جراء الإنهاك الحراري والجفاف.
وقال وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إبرارد إن اثنين من مواطني غواتيمالا كانوا بين من نقلوا إلى المستشفى. ولم تتضح على الفور جنسية بقية الضحايا.
واعتقل ثلاثة أشخاص وسُلّم التحقيق في القضية إلى العملاء الفيدراليين.
وأُرسل القنصل العام المكسيكي روبن مينوتي إلى مكان الحادث وقالت القنصلية في سان أنطونيو إنها ستقدم “كافة أشكال الدعم” إذا كان هناك مواطنون مكسيكيون بين القتلى.
وقال حارس أمن يدعى إدوارد رينا ويعمل في ساحة لتجميع الخشب على بعد ياردات فقط عن مكان الحادث، إنه لم يتفاجأ بسماع الخبار عندما قدم للعمل بورديته الليلية. وقال إنه شاهد في مرات لا حصر لها مهاجرين يقفزون من القطار الذي يمر بجوار المكان الذي عُثر على الشاحنة فيه.
وقال رينا: “اعتقدت عاجلاً أم آجلاً أن أحدهم ما سيتعرض للأذى. إن العصابات التي تجلبهم إلى هنا لا تهتم بهم”.
وتكررت هذه القصة في سان أنطونيو من قبل، ولكن ليس بهذا الحجم. ففي العام 2017، عُثر على 10 مهاجرين قتلى داخل مقطورة جرار مشابهة خارج متجر والمارت – في الجانب الجنوبي من المدينة.
تعتبر الجهة الواقعة أقصى جنوب سان أنطونيو معبراً يضم طريقين سريعين رئيسيين يربطان المدينة بالبلدات الحدودية في تكساس.
إن وجود مجتمعات ريفية بأغلبها وبضع ساحات للخردة ومجموعة من الأحياء النامية في هذا الجزء من المدينة يجعل من السهل على شاحنة بهذا الحجم ألا تلفت انتباه أحد- إلى أن يحدث العكس.
وقال وزير الأمن الداخلي الأمريكي أليخاندرو مايوركاس، الذي تولت وزارته التحقيق في الحادث: “إن مهربي البشر أشخاص قساة القلوب ليس لديهم أدنى اعتبار للأشخاص الضعفاء الذين يستغلونهم ويعرضونهم للخطر من أجل جني الأرباح.”
أما حاكم ولاية تكساس الجمهوري غريغ آبوت فقد ألقى بالمسؤولية عن الوفيات على الرئيس جو بايدن، واصفاً إياها بأنها “نتيجة لسياساته القاتلة المتعلقة بالحدود المفتوحة”.
لكن بيتو أورورك، المرشح الديمقراطي الذي يخوض الانتخابات منافساً لآبوت، قال إن التقارير الواردة حول الحادث مدمرة ودعا إلى إجراء سريع من أجل “تفكيك حلقات تهريب البشر واستبدالها بمواقع موسعة لاستقبال الهجرة الشرعية”.
وتُعتبر الهجرة قضية سياسية خلافية في الولايات المتحدة، إذ احتجز عدد قياسي بلغ 239 ألفاً من المهاجرين الذين لا يحملون أوراقاً ثبوتية في مايو/ أيار الماضي بينما كانوا يحاولون عبور البلاد من المكسيك- والكثيرون منهم تنقلوا عبر طرق خطرة للغاية وغير آمنة.
ويبدو أن مسؤولي تطبيق القانون الأمريكيين في طريقهم إلى تجاوز الرقم القياسي لحالات الاعتقال على الحدود الذي سجل في 2021 والبالغ 1.73 مليون حالة اعتقال، في ظل استمرار عبور أعداد كبيرة من المهاجرين من دول أمريكا الوسطى مثل هندوراس وغواتيمالا والسلفادور.
وينتهي المطاف بالكثير من المهاجرين غير الشرعيين، الفارين من الفقر والعنف في أمريكا الوسطى، إلى دفع مبالغ طائلة لمهربي البشر من أجل مساعدتهم في عبور الحدود الأمريكية.
حوادث متكررة
وخلال السنوات الأخيرة، وقعت الكثير من الحوادث المشابهة لمهاجرين لقوا حتفهم خلال رحلتهم، ولكن لم يكن أي من تلك الحوادث بحجم ما اكتُشف الاثنين من حيث عدد القتلى.
وعقب اكتشاف المأساة، غرّد رئيس الأساقفة الكاثوليك في سان أنطونيو غوستافو غارسيا- سيلر، على تويتر قائلاً: “ارحمهم أيها الرب. كانوا يأملون بحياة أفضل”.
وأضاف في تغريدته قائلاً: “مرة أخرى، يؤدي غياب الشجاعة في التعامل مع الإصلاحات في موضوع الهجرة إلى قتل وتدمير الأرواح”.
وفي حديث لبي بي سي من سان أنطونيو، قال المراسل المحلي لشبكة “كينز 5” مات هيوستن: “فهمنا للوضع حالياً هو أنه إذا كان هذا حادثاً يتعلق بتهريب البشر- كما يبدو الأمر- فسيكون الحادث الأكثر فتكاً من نوعه في التاريخ الأمريكي.”
وقال إن المخاطر التي تواجهها العائلات التي تعبر الحدود إلى الولايات المتحدة هائلة- ففي الأيام الأخيرة تعرضت المنطقة لموجة حر.
[ad_2]
Source link