مجتمع الميم: حملة السلطات في الكويت للإبلاغ عن علم قوس قزح “تغذي وصمة العار” تجاه المثليين
[ad_1]
- نسرين حاطوم
- مراسلة بي بي سي نيوز عربي لشؤون الخليج
نشرت وزارة التجارة والصناعة الكويتية تغريدة على حسابها في تويتر، يوم الأحد، تدعو فيها الناس في الكويت إلى المساهمة في حملة تقودها لمصادرة منتجات وسلع تحمل صورة ما يعرف بـ “علم قوس قزح”- الذي يعد شعارا لمجتمع الميم.
وحثت الوزارة المواطنين على المشاركة في الحملة التي حملت عنوان “#شارك_في_الرقابة”، عبر “الإبلاغ عن العلم أو أي شعارات أو جمل تدعو أو توحي بمخالفة الآداب العامة “، حسب منشورها .
وبحسب التغريدة، فإن العلم الذي وصف بأنه “مخالف للآداب العامة” يحتوي على ستة ألوان فقط، مقارنة بألوان الطيف الشمسي السبع.
تغريدة وزارة الصناعة والتجارة، قوبلت بتفاعل واسع من المغردين الذين بدأ بعضهم بتحميل صور لمنتجات تحمل رسوما لقوس قزح أو حتى بعض الألوان الموجودة ضمن ألوان الطيف حتى وإن لم يكن لها أي علاقة بـ “علم المثليين” ومطالبة الناس بالابتعاد عن هذه المنتجات.
في المقابل عرض بعض المغردين صورا لمنتجات بألوان مختلفة طالبين المساعدة في تحديد ما إذا كانت تندرج ضمن إطار “المنتجات المخالفة”.
لم تعلن الوزارة عن السبب الذي قادها إلى إطلاق الحملة الأخيرة، لكنها تأتي بعد أيام قليلة من قيام السلطات السعودية بمصادرة منتجات تحمل ألوان قوس قزح في إطار حملة “لمواجهة المثلية الجنسية”.
وكان مسؤولون أمريكيون هناك قد نشروا عبر الإنترنت علم قوس قزح – الذي يعد شعارا لمجتمع الميم – ورسالة دعم من الرئيس، جو بايدن، بمناسبة الفعاليات التي يشهدها شهر يونيو/ حزيران اعتزازا بالهويات الجنسية للمنتمين لهذا المجتمع.
وترى الباحثة في حقوق مجتمع الميم في منظمة هيومن رايتس ووتش، رشا يونس أن تغريدة وزارة التجارة الكويتية تقع في إطار التضييق على هذه الفئة في المجتمع الكويتي.
وتقول في مقابلة مع بي بي سي نيوز عربي إن: “منشورات كهذه لا تلغي فقط حرية التعبير وتغذّي وصمة العار تجاه مجتمع الميم فحسب، بل تجعل من موضوع مناقشة حقوق هذه الفئة أمرا ممنوعا على الإطلاق”.
وتضيف: “دعوة الناس إلى الإبلاغ عن رموز وشعارات مجتمع الميم تساعد في نشر خطاب حكومي مؤذ، حيث تعتبر الحكومة الكويتية أن المطالبة بحقوق المثليين تهديد للأخلاق العامة والنظام الاجتماعي”، وهو ما سينعكس برأيها على زيادة التمييز ضد هؤلاء وإبعادهم عن الحياة العامة داخل وطنهم.
ويؤكد سعد (اسم مستعار)، وهو كويتي ينتمي إلى مجتمع الميم في الكويت، أن الفئة الأكثر عرضة للاضطهاد في بلاده هي فئة العابرين جنسيا.
ويقول لبي بي سي إن “المجتمع الكويتي بات يتقبّل ولو بشكل غير علني مثليي الجنس من الرجال والنساء، لكنّه مازال يستهدف بقسوة فئة العابرين جنسيا”.
وردا على سؤال حول امتلاكه لمنتجات وملابس تحمل رموز مجتمع الميم، يؤكد سعد إنه يملك الكثير منها في غرفته ويرتدي بعضها أحيانا.
لكنه يشدد أنه لا يجاهر بعرضها في صالون المنزل حيث يعيش مع أهله مثلًا، بل يكتفي بعرضها في غرفته التي يعتبرها ملاذا له، رغم أن عائلته أبدت “تفهما ومحبة ودعما في موضوع اختيار ميوله الجنسية”.
كما يشير إلى أنه لا يرتدي مثل هذه الملابس أينما كان لأنه يدرك أن الناس قد لا تتقبل فكرة أنه مثلي الجنس، كما يقول.
وعن قرار وزارة التجارة والصناعة الأخير، يقول سعد: “من المؤسف أننا في العام 2022 وما زلنا ندعو الناس إلى اعتماد خطابات الكراهية!”.
ويضيف: “نحن لا نطلب منهم أن يصبحوا داعمين لنا ولا أن يحملوا علمنا، لكن أقلّه لا تنشروا هذه الخطابات ودعوا الناس تعيش كما تريد”.
واستغرب سعد لجوء الوزارة إلى حث المواطنين على الإبلاغ عن المنتجات التي تحمل ألوان قوس قزح معتبرا أن “على الوزارة حثّ مواطني الكويت على الإبلاغ عن أمور تدخل في صلب اهتمامات المواطن الكويتي كالفساد والوضع المعيشي والغلاء”،
كما أعرب عن اعتقاده أن الدعوات الأخيرة تأتي في إطار محاولة “صرف انتباه المواطن الكويتي عن المشاكل الحقيقية عبر إلهائه بأمور سخيفة”.
سعد لفت أيضا إلى أن العلم الذي نشرته وزارة التجارة والصناعة الكويتية هو العلم القديم لمجتمع الميم، ما يشير بحسبه إلى أن “هناك جهلا وعدم إلمام بهذه المواضيع من قبل السلطات الكويتية”.
وأكد: “على الوزارة أن تثقّف نفسها أكثر وأن تعلم أن هذا العلم قديم وأن هناك أعلاما جديدة ومتعدّدة كعلم العابرين transflag أو علم الدب bearflag”
[ad_2]
Source link