ساديو ماني: هل يتأثر هجوم ليفربول برحيل النجم السنغالي عن صفوف الفريق؟
[ad_1]
من بين الدلالات على كون لاعب كرة قدم مميزا للغاية أن يمثل رحيله عن صفوف الفريق الذي يلعب له خسارة لا يمكن تعويضها بشكل كامل حتى لو تعاقد الفريق مع أحد أبرز المهاجمين في العالم.
فاستقدام لاعب مثل داروين نونيز يمثل تعزيزا لصفوف ليفربول في الموسم المقبل بشكل لا شك فيه، ولكن مغادرة نجمه السنغالي، ساديو ماني، ستترك فراغا لا يمكن تجاهله.
وبانتقال ماني إلى بايرن ميونيخ، يفقد أقوى خط هجوم في الدوري الانجليزي، حلقة اساسية من حلقاته. فهو الذي سجل 120 هدفا في 269 مباراة، ساعد بها فريق ليفربول في الفوز بكل الألقاب المتاحة.
تنظر بي بي سي سبورت في تأثير ماني في ليفربول، وكيف يمكن إعادة ترتيب هجوم الفريق لتعويضه.
مع اقتراب نهاية الموسم كثر الحديث عن محمد صلاح، وروبرتو فرمينو، وساديو ماني، عندما لم يؤكد أي منهم تمديد عقده مع الفريق إلى ما يعد 2023، حينها أصبح جليا أن واحدا منهم سيغادر الفريق.
وتعهد محمد صلاح، قبيل نهائي دوري أبطال أوروبا، بالبقاء للموسم المقبل. ولكن ماني بدا مترددا بشأن مستقبله في الفريق، ثم أفصح الآن عن رغبته في المغادرة.
وتمثل مغادرته حدا للمرحلة الأولى من قيادة يورغن كلوب لفريق ليفربول، التي وصل فيها إلى قمة كرة القدم العالمية.
فقد كان ماني أول لاعب استقدمه المدرب الألماني إلى ليفربول في 2016 بعقد قيمته 34 مليون جنيه استرليني، من فريق ساوثهامبتون، الذي تعود على إمداد ليفربول باللاعبين.
وسجل ماني في موسمه الأول مع ليفربول 13 هدفا ساعد بها فريقه في العودة إلى منافسة دوري أبطال أوروبا، ومهد الطريق إلى تتويجات باهرة بعدها.
فبعد عامين أصبح ليفربول بطلا لأوروبا، ثم فاز بالدوري الإنجليزي في الموسم التالي، لأول مرة منذ 30 عاما.
ووصل الفريق مرتين أخريين إلى نهائي دوري أبطال أوروبا أيضا. واحتل المركز الثاني في الدوري الانجليزي مرتين، بما فيها الموسم 2021-2022 الذي فاز فيه الفريق بكأس الاتحاد الانجليزي، وكأس الرابطة.
وبعد ماني، انضم محمد صلاح إلى ليفربول، ليشكلا مع روبرتو فيرمينو واحدا من أقوى الخطوط الهجومية في تاريخ الكرة الانجليزية. فقد سجل الثلاثي 338 هدفا في ستة مواسم في جميع المنافسات.
وأظهر ماني قدرة على اللعب في مناصب هجومية متعددة، إذا كان في الموسم الأول يلعب في الجناح الأيمن، ثم تحول إلى الجناح الأيسر تاركا الجهة اليمنى لمحمد صلاح، ثم استقر بعدها في وسط الهجوم، وأبرز مهارات متميزة في هذا المركز أيضا.
وبما أن الثلاثي قارب سن الثلاثين من العمر، فإن تجديد خط الهجوم بدأ فعلا في ليفربول، باستقدام دييغو جوتا، وبعده لويس دياز، ثم التعاقد من لاعب لاعب فولهام كارفالهو، الذي يعد من أبرز المهارات الشابة الصاعدة.
ويعد استقدام نونيز في موسم انتقالات الصيف خطوة أخرى من ليفربول لتعزيز صفوفه في الموسم المقبل.
ولكن الواقع أن مردود ماني لم يظهر عليه أي تراجع. بل إنه مستواه في النصف الثاني من موسم 2021-2022 كان متميزا، إذ أن مساهمته في مجهود الفريق كانت أكبر من أي لاعب آخر، حتى نهاية المنافسة.
فقد سجل ذهابا وإيابا أمام فياريال في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. وهو الذي منح لفريقه نقطة أمام مانشستر سيتي في الدوري الانجليزي في أبريل نيسان. وجددت رأسيته الرائعة أمام أستون فيلا حظوظ ليفربول في الفوز بالدوري الشهر التالي.
وسجل ماني 13 هدفا في 27 مباراة لعب فيها في مركز قلب الهجوم، بعدما ساعد منتخب السنغال في الفوز بكأس أمم أفريقيا في فبراير شباط، إذ سجل ضربة الترجيح الأخيرة أمام مصر.
ويقول لاعب مانشستر سيتي ومنتخب ساحل العاج السابق، يحيى توريه، في تصريح لبي بي سي، عن ماني: “كان أداؤه رائعا في الأربع أو الخمس سنوات الأخيرة”.
“دون انتقاص من أداء محمد صلاح الذي كان رائعا هو أيضا، ورحيم ستيرلينغ، وكريستيانو رونالدو، وليونيل ميسي، لا أفهم كيف أن لاعبا مثل هذا لا نجده ضمن الثلاثة المرشحين للكرة الذهبية. هذا مستحيل تقبله”.
“فمن حيث الفوز بالألقاب، بلغ كل القمم، إذ أن فريقه ليفربول موجود في كل منافسة، دوري أبطال أوروبا، الدوري الانجليزي، كأس الاتحاد، كأس الرابطة”.
أما الآن وقد غادر ماني فريق ليفربول، بعد مغادرة ديفوك أوريغي، واستعداد تاكومي مينامينو أيضا للمغادرة، فإن الأنظار كلها منصبة على اللاعب الذي سيقود هجوم الفريق الموسم المقبل.
داروين ونظرية التطور
لابد لمن يريد خلافة ماني أن يتمتع بحس تهديفي متميز. فقد حقق الرجل معدل 20 هدفا في الموسم الواحد، في جميع المنافسات مع ليفربول، كلها أهداف اجتهد في تسجيلها بالرأس أو الرجل،
وسجل الموسم الماضي 16 هدفا في الدوري الانجليزي أقل بقليل من عدد الاهداف التي توقعتها شركة تحليل البيانات الرياضية البريطانية أوبتا.
وبلغ نسبة 16.33 في المئة في تحويل الفرص إلى أهداف، أقل من لاعبين آخرين، ولكنه على قدم المساواة مع زميليه جوتا 16.67وصلاح 16.55.
ويتمتع ماني بقدرة على التموضع وتحين الفرص واستغلالها، هذا فضلا عن مهاراته العالية في المراوغة وتمرير الكرة، وهو ما يجعله مهاجما صعب المراس داخل وخارج منطقة الجزاء.
ويملك مؤهلات كبيرة من القوة والسرعة ليس فقط في المحاولات الهجومية فحسب وإنما أيضا في محاولات الضغط على المنافس في منطقته.
وحسب موقع إحصائيات كرة القدم، أف بي رف، فإن فريق ليفربول نجح فعلا في بحثه في سوق اللاعبين عن بديل لماني، إذ أن جوتا ودياز كلاهما يملك مهارات ومؤهلات قريبة من مهارات ومؤهلات النحم السنغالي.
فقد كان أداء جوتا الهجومي في المستوى، إذ حقق 21 هدفا و8 تمريرات حاسمة، وأظهر كفاءات ضغط أفضل من ماني نفسه، وقدرة على اللعب في مناصب هجومية متعددة.
وفي أشهر قليلة أثبت دياز على قدرته على التسجيل، والتمرير، وأكثر من ذلك على الجهة اليسرى. فقد مكنه أسلوب لعبه المباشر وقدراته الأفضل على المراوغة من تحقيق نسبة 1.54 في المئة في خلق الفرص في كل مباراة، مقابل نسبة 1.21 في المئة حققها ماني الموسم الماضي.
أما نونيز فيختلف أسلوب لعبه قليلا عن ماني، لأنه قلب هجوم أساسا، يميل إلى الجناحين عند الحاجة، ويتمتع بحس تهديفي متميز.
فقد سجل اللاعب، البالغ من العمر 22 عاما، 34 هدفا في 41 مباراة لفريق بنفيكا، من بينهم هدفان ضد ليفربول في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا. ولكن لولا براعة حارس ليفربول أليسون لسجل ثلاثة أو أربعة أهداف لوحده في ملعب أنفيلد.
فاللاعب يتمتع بمهارات فنية عالية، وبتحكم كبير في الكرة، وهو ما جعل كلوب سعيدا جدا باستقدامه. وقال عنه في تصريح لموقع ليفربول الإخباري: “إنه لاعب يملك جميع المؤهلات التي نبحث عنها. يرفع نسق اللعب، ويزيد من الحيوية، ويشكل تهديدا على المنافس في والوسط على الجناحين”.
ولكن فعالية نونيز أمام المرمى تبقى دون مستوى لاعبين آخرين، إذ أن نسبة تسجيله 0.31 في تسعين دقيقة، وهو ما يجعله في المركز 99 في ترتيب المهاجمين في أكبر الدوريات الأوروبية، حسب موقع أف بي رف.
ويعترف كلوب بأن نونيز “لاعب قابل للتطوير”، وإنه سيمنحه الوقت ليكون واحدا من الخيارات الهجومية الرائعة في فريق ليفربول.
وإذا كان ماني غادر ليفربول وترك فراغا، فإن تخطيط الفريق وإنفاقه على استقدام مهارات جديدة سيمكنه من إعادة ترتيب بيته وتشكيل خط هجومي ناري جديد.
[ad_2]
Source link