كيف ستؤثر أزمة التصريحات المسيئة للنبي محمد على “هنود الخليج” ؟
[ad_1]
- نسرين حاطوم
- مراسلة بي بي سي نيوز عربي لشؤون الخليج
عادت الأزمة التي أشعلتها تصريحات نوبور شارما المتحدثة باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند حول النبي محمد في دول عدة ومن بينها دول مجلس التعاون الخليجي، لتجد السكينة والسلام بعد فورة تصريحات خليجية ندّدت بالإساءة إلى النبي محمد ووصلت إلى مطالبة بعض دول الخليج الحكومة الهندية باعتذار رسمي وإدانة فورية، وهو ما لم تنفذه الحكومة الهندية التي اكتفت بإقالة المسؤولة عن التصريحات من منصبها الحزبي.
فكيف هو وضع الجالية الهندية في الخليج وما هو رأي الشارع الخليجي فيما حصل؟
أثارت تصريحات شارما حول النبي محمد مخاوف عدة حول مصير عشرة ملايين هندي تقريبًا يعيشون في دول مجلس التعاون الخليجي، وعاد كثير من المراقبين بالذاكرة إلى الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين دول الخليج ولبنان على خلفية تصريحات وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي حول الحرب في اليمن وكيف تفاعلت المسألة لتصل إلى سحب التمثيل الدبلوماسي ووقف الصادرات اللبنانية إلى بعض دول الخليج.
غير أن حملات الاستنكار والدعوات لمقاطعة المنتجات الهندية من الأسواق الخليجية، التي لقت صدى لدى بعضهم، لم تؤثر على حياة الهنود اليومية. فرغم انتشار وسم #مقاطعة ـ المنتجات ـ الهندية إلا أن كثيرين اعتبروا أن حملات المقاطعة لن تؤتي ثمارها خاصة أن كثيراً من الخليجيين والمقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي اعتبروا أن مقاطعة البضائع الهندية ستؤثر سلبًا على حياتهم اليومية إذ أن أسعارها مناسبة أكثر من غيرها من المنتجات والبضائع.
وتُعتبر الجالية الهندية من الجاليات الأقدم في دول مجلس التعاون الخليجي وهي جالية لا تقتصر على العمّال فحسب إذ يعمل الآلاف في مراكز متقدّمة وبارزة، ولا سيما في مجالات الهندسة والأعمال والاتصالات والقطاعات المالية والمصرفية والعقارية. ولطالما تميّزت الجالية الهندية بأنها من الجاليات التي لا تثير مخاوف أمنية أو هواجس من أي نوع في الشارع الخليجي، وهي جالية يصفها كثيرون بأنها “جالية مسالمة وهادئة”.
جالت بي بي سي نيوز عربي في شوارع العاصمة البحرينية المنامة والتقت عددًا من الهنود الذين أبدوا ارتياحهم لوجودهم في البحرين معتبرين أنهم يعيشون في تناغم مع الآخرين وأن لا فرق دينيًا بين الهندوس والسيخ والمسلمين هناك.
أكّد أحد الهنود الذين يعيش في البحرين منذ أكثر من عشرين عامًا، بأنه لم يشعر بالقلق أو الخوف عند اندلاع الأزمة، لافتًا إلى أنهم استمروا في الذهاب إلى معبدهم الهندوسي في المنامة بشكل عادي حتى أن العديد من البحرينيين كانوا يزورون معبدهم.
في السياق ذاته أشارت شابة هندية من ولاية كيرلا الهندية أنها لم تشعر بأي رد فعل معاد للجالية الهندية في البحرين وقالت لبي بي سي نيوز عربي: ” الناس هنا يعيشون في تناغم وليس هناك أي مجال للانقسام بين الجاليات”.
وتُعتبر دول الخليج مصدرًا لـخمسة وخمسين في المئة من التحويلات المالية إلى داخل الهند.
ومن هنا، يرى فهد الشليمي ، رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام في مقابلة مع بي بي سي نيوز عربي أن الهند كانت ستصبح المتضرّر الأكبر في حال حصل خلاف مع الخليج، ولا سيما مع وجود نحو عشرة ملايين هندي في الخليج، معتبرًا أن بعض الأحزاب في الهند تتحدّث بهذا الخطاب المتطرّف ضد المسلمين لتحصيل مكاسب انتخابية، على حد قوله. وأضاف الشليمي: “عالجت الدول الخليجية الموضوع بسرعة كبيرة لأن على أراضيها جالية هندية هي من أكبر الجاليات في الخليج ولا تريد أن يتطوّر الأمر إلى الأسوأ”.
وأضاف، “حدثت مشاكل مشابهة مع الدنمارك وفرنسا بعد نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول وعولج الأمر بسلاسة”، مستبعدًا أن يتطوّر الأمر إلى خلاف عابر للحدود، وقال:”لم ولن يكون هناك أي ترحيل للعمالة الهندية، فاحترامهم واحترام حقوقهم واجب”.
وتشير الأرقام غير الرسمية إلى أن حجم التجارة الخارجية بين دول الخليج والهند يبلغ 115 مليار دولار سنويًّا، لذا يرى الشليمي أن مقاطعة البضائع أسلوب تلجأ إليه الشعوب وليس الحكومات لأن الحكومات تنظر إلى مصالحها.
فالهند تصدّر إلى دول مجلس التعاون مواد كيميائية وتركيبات أدوية ومجوهرات وأحجارًا كريمة فيما تستورد من الخليج النفط والغاز، وبالتالي تُعتبر الهند رابع أكبر مشتر للغاز الطبيعي المسال في العالم، فالدوحة أكبر مورّد للغاز الطبيعي المسال للهند.
والهند هي أيضًا ثالث أكبر مستهلك ومستورد للنفط في العالم إذ تستورد نحو 84 في المئة من احتياجاتها النفطية، وبالتالي فإن اعتمادها على الطاقة الخليجية أمر لا مفر منه.
وتشير أرقام رسمية صادرة عام 2021 إلى أن الهند تستورد بالدرجة الأولى حاجاتها النفطية من منطقة الشرق الأوسط (العراق تليها السعودية) بنسبة 52.7% ، وتأتي القارة الأفريقية في المرتبة الثانية بنسبة 15% فيما تحتل الولايات المتحدة المرتبة الثالثة بنسبة 14%.
أما أكثر خمس دول مصدّرة للنفط إلى الهند فهي: أولًا: العراق تليها الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثم نيجيريا ومن بعدها السعودية وتأتي الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الخامسة.
[ad_2]
Source link