روسيا وأوكرانيا: ضغوط دولية على روسيا لاستئناف شحن الحبوب الأوكرانية
[ad_1]
تتزايد الضغوط الدولية التي تتعرض لها روسيا من أجل إنهاء الحصار الذي تفرضه على الموانئ الأوكرانية من أجل التخفيف من وطأة أزمة الغذاء التي تسبب فيها الغزو الذي شنته ضد أوكرانيا.
ودعا وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، موسكو إلى إرسال إشارات ملموسة لإنهاء هذا الوضع ، محذرا من أن ملايين الأشخاص قد يموتون إذا لم يتم استئناف شحنات الحبوب.
ودعا عبد الله بو حبيب، وزير خارجية لبنان، إلى ضرورة تحرك الأطراف المعنية للتعامل مع الموقف، مؤكدا أن العالم لا يمكن أن يظل تحت رحمة أزمة عسكرية في أوروبا.
يأتي ذلك وسط استمرار مساعي تركية للوساطة بين طرفي الصراع من أجل التوصل إلى تسوية، إذ استضافت أنقرة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لإجراء محادثات في هذا الشأن.
ونفى لافروف أن تكون روسيا مسؤولة عن اعتراض طريق السفن التي تنقل الحبوب من أوكرانيا، ملقيا باللوم على كييف التي قال إن “عليها أن تطهر المياه بالقرب من الموانئ من الألغام”.
في المقابل، رفضت كييف الضمانات “الواهية” التي أطلقها لافروف بأن موسكو لن تستغل الموقف إذا سمحت لأوكرانيا باستئناف شحن الحبوب عبر الموانيء المطلة على البحر الأسود.
وتحدث وزير الخارجية الروسي عن تلك الضمانات، بعد محادثات مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، الذي يحاول لعب دور الوساطة بين طرفي الصراع من أجل التوصل إلى اتفاق على فتح ممر بحري آمن لاستئناف تصدير المواد الغذائية من منطقة شرق أوروبا.
لكن كييف أعربت عن قلقها إزاء إمكانية أن يؤدي استئناف الشحن من تلك الموانئ لجعلها عرضة لخطر المزيد من الهجمات الروسية من البحر.
وقال وزير خارجية أوكرانيا أوليغ نيكولينكو، في تغريدة دونها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن هناك “حاجة إلى معدات عسكرية لحماية السواحل الأوكرانية وقوات بحرية للقيام بدوريات لحراسة الممرات التجارية في البحر الأسود”.
وحذر من أنه “لا يمكن السماح لروسيا باستغلال ممرات شحن الحبوب في شن هجمات على جنوب أوكرانيا”.
وساطة تركية
و أعلن وزير الخارجية التركي أوغلو خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء مع نظيره الروسي لافروف عن إمكانية استحداث آلية لفتح ممر آمن في البحر الأسود لنقل الحبوب والمنتجات.
وقال أوغلو: “نتحدث عن آلية يمكن إنشاؤها بين الأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا وتركيا لاستحداث ممر لنقل الحبوب، وأنقرة ترى أن هذه الآلية قابلة للتطبيق”.
وأضاف: “إذا كان هناك منتجات سيستوردها العالم من أوكرانيا وروسيا فيجب علينا تمهيد الطريق لذلك معا”، مشيرا إلى وجود أجواء أكثر إيجابية مما كانت عليه قبل أسابيع قليلة للعودة إلى المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا. وأوضح أن أفكارًا مختلفة طُرحت بخصوص تصدير الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق الدولية، مبينا أن لدى الأمم المتحدة خطة في هذا الصدد.
وقال وزير الخارجية الروسي لافروف إنه يأمل أن تُحل المشكلات المتعلقة بصادرات الحبوب المهمة لأوكرانيا – طالما أن كييف تزيل الألغام من المياه حول موانيها.
وزعم لافروف أن روسيا فعلت دورها بالفعل من خلال تقديم الالتزامات الضرورية حتى تتمكن السفن من الإبحار بأمان.
ويوم الاثنين قال زيلينسكي: “في الوقت الحالي لدينا ما يتراوح بين 20 و25 مليون طن من الحبوب عالقة. وقد يصل ذلك إلى ما يتراوح بين 70 و75 مليون طن في فصل الخريف”.
وبناء على طلب من الأمم المتحدة، عرضت تركيا خدماتها لمرافقة القوافل البحرية من الموانئ الأوكرانية، على الرغم من وجود ألغام – جرى الكشف عن بعضها بالقرب من الساحل التركي.
ويتهم الجانبان بعضهما بعضا بتدمير المناطق الزراعية، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم نقص الغذاء العالمي.
وقال الجيش الأوكراني يوم الثلاثاء إن “أولئك الذين يتظاهرون بالقلق إزاء أزمة الغذاء العالمية هم، في الواقع، من يدمرون الحقول الزراعية والبنية التحتية، التي تندلع فيها الحرائق على نطاق واسع”، مشيرا إلى الهجمات على مدينة ميكولايف الجنوبية التي “تتعرض للقصف كل يوم”.
من جانبها، وأكدت الحكومة الروسية على ضرورة إلغاء جميع العقوبات الغربية المفروضة على موسكو من قبل قوى الغرب قبل ان يستأنف شحن الحبوب والمواد الغذائية الروسية إلى السوق العالمي.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن “الرئيس بوتين قال إنه يجب وقف العقوبات المباشرة وغير المباشرة المفروضة على روسيا”.
وأضاف بيسكوف أن العقوبات، التي فرضها الغرب على روسيا ردا على الغزو الروسي لأوكرانيا، تؤثر على التأمين على قطاع الشحن، ونظم السداد، ووصول السفن الروسية إلى الموانئ الأوروبية.
وأكد أنه حتى الآن لن تجر “مناقشات موضوعية” في سبيل إزالة تلك العقوبات.
ويمثل إنتاج روسيا وأوكرانيا حوالي ثلث الإمدادات العالمية من القمح مع وجود روسيا بين أكبر منتجي المخضبات الزراعية على مستوى العالم.
نقل أكثر من ألف جندي أوكراني إلى روسيا
وعلى الصعيد الميداني، أفادت تقارير بأن أكثر من 1000 جندي أوكراني أُسروا في ماريوبول قد نقلوا إلى روسيا، وفقا لوكالة أنباء “إيتار تاس” الروسية المملوكة للدولة.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن مصدر في إنفاذ القانون قوله إن الجنود نُقلوا إلى روسيا للتحقيق معهم.
وقال المصدر نفسه إنه سيكون هناك المزيد من عمليات نقل السجناء، لكن الجانب الأوكراني لم يؤكد هذه الأنباء.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قال في وقت سابق إنه يعتقد أن روسيا تحتجز أكثر من 2500 من المدافعين عن مجمع آزوفستال للصلب – بما في ذلك أفراد من حرس الحدود والشرطة والدفاع الإقليمي.
وكان جنود المارينز وحرس الحدود ومقاتلو آزوف من القوات الأوكرانية قد أوقفوا التقدم الروسي لأكثر من ثمانين يوما – ووفروا وقتا ثمينا لأوكرانيا للدفاع عن نفسها – وبالتالي فهم أبطال قوميون بالنسبة للأوكرانيين.
وبعد إلقاء القبض عليهم، كانت هناك دعوات من السياسيين الروس لمعاملتهم ليس كأسرى حرب، وإنما “كإرهابيين ومجرمي حرب”.
وهناك مخاوف من أن يكون نقلهم إلى روسيا “للتحقيق” بداية لهذه العملية ونهاية لآمال الأوكرانيين في إعادتهم من خلال تبادل الأسرى، وفقا لمراسل بي بي سي، جو إنوود، من كييف.
القوات الأوكرانية “صامدة“ في سيفيرودونتسك
تقول أوكرانيا إن روسيا أوقفت جميع العمليات الأخرى للتركيز على هجومها على سيفيرودونتسك. وقال حاكم المنطقة إنه يتوقع أن يكثف الغزاة قصفهم بالمدفعية والصواريخ على المدينة قبل أن يشنوا ما وصفه بهجوم ضخم.
لكن سيرهي هايداي، حاكم منطقة لوهانسك، قال إن الأوكرانيين لن يتخلوا عن سيفيرودونيتسك، حتى لو اضطروا إلى الانسحاب إلى مواقع أقوى.
ويزعم الجيش الأوكراني أنه نجح في “صد” الهجوم الروسي في سيفيرودونتسك: أحد الجيوب الأخيرة في منطقة لوهانسك الشرقية التي لم تسقط بعد في أيدي قوات الاحتلال.
وأفادت تقارير بأن المدينة شهدت هجمات روسية وهجمات مضادة أوكرانية خلال قتال عنيف في الأيام الماضية – ويقول محللون إنه من الصعب معرفة أي جيش يسيطر على أي منطقة.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديثها الصباحي إن الدفاعات الأوكرانية “صامدة” في مدينة سيفيرودونتسك الشرقية المضطربة، على الرغم من الهجمات الروسية من ثلاثة اتجاهات.
وأضافت وزارة الدفاع أنه من غير المحتمل أن يكون أي من الجانبين قد استولى على مناطق كبيرة هناك خلال اليوم السابق.
وبينما تركز روسيا هجماتها على منطقة دونباس الشرقية، فإنها لا تزال في موقع “دفاعي” في أماكن أخرى.
وحققت القوات الأوكرانية “بعض النجاح” في هجماتها المضادة في منطقة خيرسون، واستعادت موطئ قدم إلى الشرق من نهر إنغوليتس.
ويجد كلا الجانبين صعوبة في استخدام القوات في شن هجمات جديدة مع الحفاظ على الخطوط الدفاعية عبر جبهة طولها 500 كيلومتر (310 ميلا).
وتوقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه المسائي بالفيديو يوم الثلاثاء أنه “سيأتي اليوم الذي سيتجاوز فيه عدد الخسائر، حتى بالنسبة لروسيا، الحد المسموح به”.
وقبل أيام فقط كان يبدو أن مدينة سيفيرودونتسك على وشك السقوط في أيدي الروس، لكن القوات الأوكرانية شنت هجمات مضادة وتمكنت من الصمود، على الرغم من التحذيرات بأن القوات الروسية تتفوق كثيرا من حيث العدد.
[ad_2]
Source link