حرب الخليج: هل تسبّب غاز السارين في أعراض غامضة لجنود أمريكيين وبريطانيين شاركوا فيها
[ad_1]
- كارولين هولي
- محررة الشؤون الدبلوماسية – بي بي سي
قال علماء أمريكيون إنهم اكتشفوا السر وراء الحالة المرضية التي تعرض لها الآلاف من الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في حرب الخليج عام 1991، والتي كانت سببا في ظهور أعراض غامضة عليهم.
وأرجع العلماء، في دراسة جديدة، تلك الحالة المرضية إلى غاز الأعصاب السارين الذي أُطلق في الهواء عند قصف مخابئ الأسلحة الكيماوية العراقية.
وظهرت شكوى من قبل عدد كبير من المحاربين القدامى من أعراض تتضمن الوهن والإنهاك بعد انتهاء فترة خدمتهم.
لكن اكتشاف السر وراء “متلازمة حرب الخليج” ظل بعيد المنال لعقود طويلة.
ويُعد السارين من الغازات القاتلة، لكن روبرت هالي قائد الفريق البحثي الذي أعد الدراسة قال إن الغاز الذي تعرض له الجنود الأمريكيون أثناء حرب الخليج كان مخففا، ولذلك لم يكن قاتلا.
وأضاف: “لكنه كان كافيا لإصابة الناس بالإعياء في حال كانوا مهيئين وراثيا للإصابة بهذا المرض”.
وأشار إلى أن العامل الحاسم وراء إصابة الشخص بالإعياء من عدمها هو الجين المعروف باسم PON1، الذي يلعب دورا هاما في تكسير الكيماويات السامة في الجسم والقضاء عليها.
وكشف فريق هالي عن أن المحاربين القدامى الذين لديهم نسخة أقل فاعلية من هذا الجين الوراثي مرشحون بشكل كبير للإصابة بأعراض متلازمة حرب الخليج.
وأُجريت الدراسة، التي تم تمويلها بشكل كبير من جانب الحكومة الأمريكية، بمشاركة عينة عشوائية تتكون من 1000 من المحاربين القدامى الذين شاركوا في حرب الخليج.
وأوضح روبرت هالي، الذي يعمل في المركز الطبي بجامعة جنوب غرب تكساس، أن “هذه الدراسة هي الأكثر حسما” فيما يتعلق بأسباب تلك الأعراض الغامضة.
وقال: “أعتقد أنها (الدراسة) سوف تصمد في مواجهة أي انتقادات. وآمل أن تقودنا النتائج التي توصلنا إليها في علاج يخفف من حدة بعض هذه الأعراض”.
الكثير من الحالات البريطانية
شارك 50000 جندي بريطاني في حرب الخليج بعد غزو الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الكويت.
قال الفيلق البريطاني الملكي إن الأبحاث تشير إلى أن ما يصل إلى 33000 من قدامى المحاربين في حرب الخليج في المملكة المتحدة يمكن أن يكونوا مصابين بهذه المتلازمة، حيث طالب 1300 منهم بمعاش حرب بسبب ظروف مرتبطة بخدمتهم في الخليج.
وعلى مدار العقود الثلاثة الماضية، يقول محاربون قدامى إنهم واجهوا معاناة كبيرة حتى يؤخذ مرضهم على محمل الجد.
كان كيري فولر، من دودلي في ويست ميدلاندز ويبلغ من العمر 26 سنة، قبل حرب الخليج 1991 يتمتع بقدر كبير من اللياقة البدنية وكان يحب التسلق ويرتاد صالات التمرينات الرياضية عدة مرات أسبوعيا. لكنه الآن يعاني بشدة لمجرد النهوض من فراشه.
وفي سن الأربعين، أصيب فولر بسكتة دماغية. والآن، وهو في الثامنة والخمسين من عمره، يقول إنه يعاني من آلام مبرحة في العضلات والمفاصل وأنه يصرخ من شدة الألم كلما تحرك ليلا حتى يستيقظ جميع أفراد أسرته. كما يعاني من مشكلات في الذاكرة وصعوبات الكلام.
وقال فولر: “حتى عندما كنت في الخدمة العسكرية، كنت أصاب بالمرض وراء المرض، وصعوبة في التنفس، وإرهاق مزمن”.
وأضاف: “عندما تسائلت عما إذا كان للأمر علاقة بخدمتي العسكرية في الخليج وما تعرضت له هناك، كان خط المساعدة العسكري يقول ‘هذا هراء، لا دليل على ذلك. قرصان من الباراسيتامول، وانتهى الأمر”.
غياب الإجابات الإيجابية
رحبت الجمعية الوطنية للمحاربين القدامى في الخليج وأسرهم، وهي مؤسسة خيرية تقدم الدعم للجنود السابقين الذين عانوا من ذلك المرض، بالنتائج التي توصلت إليها تلك الدراسة.
وقالت الجمعية في بيان صدر في هذا الشأن: “لثلاثين سنة، تبرأت منهم وتجاهلتهم الحكومات المتعاقبة ولم يحصلوا على أي إجابات إيجابية على الأسئلة التي طرحوها عما إذا كانوا قد تعرضوا لمواد وغازات والأثر الذي نتج عن ذلك بدنيا وعقليا”.
وأضاف البيان: “نأمل أن تأخذ الحكومة البريطانية هذا التقرير بعين الاعتبار وأن ترد بتمكين المحاربين القدامى من إجراء فحوص” للكشف عما إذا كانت تلك المواد والغازات هي السبب وراء معاناتهم.
وتابعت الجمعية: “ونأمل أن يؤدي ذلك إلى علاج أكثر جدوى ومناسب لمن حُرموا منه لفترة طويلة”.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية: “نراقب دون توقف ونرحب بأي بحث يُنشر في جميع أنحاء العالم في هذا الشأن، كما نستمر في تقديم الدعم المالي للمحاربين القدامى الذين أصيبوا بأمراض جراء الخدمة العسكرية، وذلك من خلال صندوق التقاعد الخاص بوزارة الدفاع وبرامج التقاعد المهنية للقوات المسلحة”.
لكن الفيلق الملكي البريطاني قال إن هناك ندرة في “الأبحاث ذات الجدوى” التي تتناول متلازمة حرب الخليج في المملكة المتحدة.
[ad_2]
Source link