قيس سعيّد: هل ينقذ حوار الرئيس التونسي البلادَ من “مصير مجهول”؟ – صحف عربية
[ad_1]
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
علقت صحف عربية وتونسية على الأزمة السياسية في تونس ومآلاتها في ظل دعوة الرئيس قيس سعيّد إلى حوار وطني،في كلمته بمناسبة عيد الفطر، مع المنظمات الاجتماعية مع استثناء المعارضة السياسية، في ظل اللاءات الثلاث التي أطلقها من قبلُ، وهي “لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف بمن خرّبوا البلاد”.
ويرى عدد من الكتاب أن الرئيس التونسي “لم يوفق في لاءاته الثلاث”، وأن الأحزاب لم تتعامل مع تلك “الصدمة” بطريقة إيجابية لاستعادة شعبيتها.
ويرى فريق آخر أن “حوارا لا يجمع الجميع لن يفضي إلى نتائج ملزمة”، مؤكدين مع ذلك أنه “لا مناص من انطلاق الحوار الوطني فورا وبدون شروط”.
وحذر فريق آخر من “ارتفاع منسوب الاحتقان السياسي بشكل مخيف”، وقال بعضهم إن البلاد “تتجه نحو مصير مجهول”.
وربط آخرون بين هذا الاحتقان والحرائق التي اشتعلت مؤخرا في تونس، مؤكدين أنها “مفتعلة لإرباك الرئيس”.
“مصير مجهول …في ظل أجواء مشحونة”
يرى فاروق يوسف في “العرب” اللندنية أن الرئيس سعيّد “ربما لم يوفَّق… في لاءاته الثلاث حين عممها على الجميع. ذلك موقف صادم. لكن الأحزاب هي الأخرى لم تتعامل مع تلك الصدمة بطريقة إيجابية بحيث تحولها إلى سبب لاستعادة شعبيتها، وهو ما يمكن أن تراهن عليه في أي انتخابات مقبلة”.
ويقول: “فقدت الأحزاب ثقلها الذي يمكنها من خلاله أن تجبر الرئيس على التخفيف من لاءاته، مساهمة منها في دفعه إلى إجراء حوار وطني حقيقي ينقذ البلاد من أزماتها السياسية والاقتصادية”.
ويتساءل: “هل سيُترك قيس سعيد وحيدا في قصر قرطاج؟”، مستدركا: “ذلك ما يجب أن تفكر فيه الأحزاب وهي تواجه وضعا قد يجر تونس إلى أوقات عصيبة يكون فيها الجمود السياسي عنوانا للانهيار الاقتصادي الذي يدفع ثمنه الشعب”.
ويعلق مختار الدبابي، في الصحيفة ذاتها، على دعوة الرئيس سعيّد إلى إجراء حوار وطني مع المنظمات الاجتماعية مع استثناء المعارضة، قائلا: “المقاربة منقوصة، لأن حوارا لا يجمع الجميع لا يفضي إلى نتائج ملزمة، ومع ذلك، فإن ما يهم هو أن يبدأ هذا الحوار”.
ويرى الكاتب أن “البلاد لم تعد تحتاج إلى خسارة الوقت، تونس أهم من حسابات السياسيين وأجنداتهم وخططهم، والذي يقدر منهم أن يبادر للقطع مع حالة الفراغ فليفعل”، مؤكدا أنه “لا الديمقراطية الشكلانية الاستعراضية عملت شيئا لإنقاذ الاقتصاد وحماية أوضاع الناس من مخلفات الأزمات، ولا الحكم الذي يراكم الصلاحيات عند جهة واحدة قد طمأن الناس على أمنهم وعيشهم”.
ويرى محمد بوعود في جريدة “الصحافة” التونسية أنه “لا مناص من انطلاق الحوار الوطني فورا وبدون شروط”، ويرصد أربع مراحل من تصاعد التوتر في البلاد.
- الأولى بدأت بما يسميه “صنبور التسريبات المنسوبة إلى نادية عكاشة [مديرة الديوان الرئاسي السابقة]، الذي مسّ الرئيس وعائلته وتطرّق إلى شؤونه الشخصية وهتك عرضه وتحدث حتى عن أموره الصحية والنفسية”.
- الثانية “كانت باشعال الحرائق التي شملت البلاد من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها، والتي لا يبدو أن هناك مجالا للشك أبدا في أنها مفتلعة وأن من يقف وراءها يعرف جيدا ما يفعله، ويعرف أنها ستؤذي البلاد والعباد، وستزيد في إرباك الرئيس”.
- والثالثة كانت “مرحلة الطعن والتشكيك في الصف الذي ساند 25 جويلية )يوليو ( وفتح وابل التهم والتشويه والشيطنة والافتراءات على اتحاد الشغل والاحزاب المساندة وعلى المنظمات الوطنية وعميد المحامين ورئيس الرابطة، وعلى اساتذة القانون الدستوري أصدقاء الرئيس، وطالت حملة التشويه كل من لا يقف في صفّ معارضة الرئيس”.
- ويسمّي المراحلة الرابعة “ذروة الحرب، كانت بالندوة الصحفية الفجائية التي أعلن فيها السيد نجيب الشابي رئيس جبهة الخلاص الوطني المناهضة للرئيس، عن ‘معلومات توفرت لديه تؤكد توجه السلطة (قيس سعيد) إلى حلّ الأحزاب السياسية وإمكانية وضع عدد من الشخصيات الوطنية والحزبية قيد الإقامة الجبرية'”.
ويقول إن وسائل الإعلام تناقلت الخبر أعلاه “على أساس أنه مسلّمة لا شك فيها، مرفقة إياه بتصريح غير مؤكد لعضو المكتب التنفيذي سامي الطاهري يقول فيه إن ‘الاتحاد لن يسمح بذبح الأحزاب’، بما أعطى صورة قاتمة عن مستقبل مجهول وخطير ينتظر البلاد في الأيام القريبة القادمة”.
ويضيف: “يبدو أن المراحل الأربع بدأت إلى حد الآن تؤتي أكلها، خاصة وألا أحد ينكر أنها أصابت الرئيس بالإرباك، وقدّمته في صورة العاجز عن الردّ على خصومه، أو نفي مزاعمهم، والعاجز أيضا عن تقديم خطاب للشعب يقطع جزما مع كل هذه الحملات”.
وتقول نجاة الحباشي في الصحيفة نفسها إنه “في ظل هذه الأجواء المشحونة والاحتقان السياسي الدائر والتنازع على النفوذ والزعامات، تتجه البلاد والتونسيون معا إلى مصير مجهول، كما تتدحرج القضايا الاقتصادية والاجتماعية إلى آخر قائمة القضايا الهامة لدى الفاعلين السياسيين والحال أنها حارقة واستعجالية وتتطلب تكاتف جهود الجميع من أجل تحقيق حد أدنى من الاستقرار لهذه البلاد”.
وحذر زياد كريشان في جريدة “المغرب” التونسية من “ارتفاع منسوب الاحتقان السياسي بشكل مخيف”.
ويقول: “لا يمكن للملاحظ النزيه ألا يرصد حجم الخطاب العنيف عند رئيس الدولة وعند أنصاره، وقوَامه التخوين المطلق لكل مخالف، ولكن النزاهة تقتضي أيضا الإقرار بارتفاع منسوب العنف اللفظي عند خصوم/أعداء الرئيس بدرجة أصبحت معها كل دعوة للعقل أو التعقل بلا أي رجع صدى”.
ويؤكد الكاتب أن “مسؤولية الرئيس كبيرة للغاية لأنه يمثل في نفس الوقت الدولة وطرفا سياسيا في حلبة هذا الصراع على السلطة وخطاباته الأخيرة، التي أراد من خلالها طمانة الرأي العام، إنما تبعث على القلق والانشغال لحجم التخوين الذي احتوته”.
ويمضي الكاتب في تحذيره، قائلا: “لا ينبغي لأحد أن يتساهل أو أن يستسهل مربع العنف ولا أن يتلاعب بالسلمية المطلقة للحياة السياسية، ولكن تحقيق كل هذا لابد لكل الخصوم /الأعداء من مراجعة عميقة للنفس وللخطاب، فالعنف كامن في الأذهان ومحاربته ينبغي أن تكون في الأذهان قبل الأعيان”.
ويربط راشد شعور في جريدة “الشروق” التونسية بين عدد من الحرائق التي شهدتها البلاد مؤخرا وبين زيادة التوتر السياسي.
ويقول: “ما يقع في تونس الخضراء قد تكون للصدفة فيها يد، لكن للتدبير فيه أيادٍ خفية تحرك الأحداث في اتجاه لا يخدم أحدا: لا مشعل النار والنافخ فيها، ولا مطفئها إن وُجد”.
ويضيف: “يلعبون بالنار وينفخون في الرماد ويقفزون ببهلوانية على حبال المصالح ويسيرون بين الجمر كالأفاعي بين كثبان صحارى ساخنة، رمالها محرقة ‘لا تبقي ولا تذر’، المهم مصالحهم وأهدافهم حتى لو كانت نيرانهم التي يشعلونها ‘وقودها الناس’ وحجارة البلد”.
[ad_2]
Source link