حذر ت روسيا الدول الغربية من أن إرسال أسلحة ثقيلة وأسلحة أخرى إلى أوكرانيا يشكل خطورة على الأمن الأوروبي.
وجاء تحذير المتحدث باسم ديمتري بيسكوف للغرب في معرض رده على خطاب وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، الذي حثت فيه حلفاء كييف على “تكثيف” الإنتاج العسكري لمساعدة أوكرانيا.
ولكن الحلفاء الغربيين أكدوا أن دعمهم لن يبلغ حد المواجهة العسكرية بين موسكو وحلف شمال الأطلسي “الناتو”.
غير أن بيسكوف قال في تصريحات صحفية إن: “ضخ أي أسلحة إلى أوكرانيا، ومن بينها الأسلحة الثقيلة، إجراءات تهدد أمن القارة، وتثير حالة من عدم الاستقرار”.
ويأتي ذلك بعد تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء من أن أي دولة تتدخل في أوكرانيا ستواجه ردا سريعا.
وقال بوتين، أثناء خطاب أمام أعضاء مجلس الدوما: “إذا حاول أحد من الخارج التدخل في أوكرانيا، فإن ردنا سيكون بسرعة البرق”.
وأضاف: “لدينا كل الأدوات (للرد) مما لا يمكن لأحد التباهي بها. ولن نتفاخر بها، (وإنما) سنستخدمها إذا لزم الأمر”.
وحذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الغرب من تشجيع أوكرانيا على شن هجمات داخل الأراضي الروسية.
وقالت إن “أي مزيد من الاستفزازات التي تدفع أوكرانيا إلى شن ضربات لأي منشآت روسية ستقابل برد قاس من روسيا”.
وكانت زاخاروفا تعلق على تصريحات لوزير شؤون القوات المسلحة البريطاني، جيمس هيبي، وقالت إن ادعاءه بأنه من “المشروع” لكييف شن ضربات داخل روسيا، تلقته أوكرانيا على أنه تصريح لها بالتصرف.
وحذرت زاخاروفا المسؤولين الغربيين الذين يزورون أوكرانيا بأنهم قد يكونون عرضة لضربات روسية انتقامية على أهداف أوكرانية.
وقالت: “المستشارون من الدول الغربية الذين يقيمون في مراكز صنع القرار في أوكرانيا لن يمثلوا بالضرورة مشكلة بالنسبة إلى إجراءات روسيا الانتقامية”.
“لا استجابة للسلام”
وتقول روسيا إن أوكرانيا لم تستجب لمقترح اتفاق السلام.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، في مؤتمر صحفي، إن روسيا لم تتلق حتى الآن ردا من أوكرانيا بشأن مقترحاتها الأخيرة لاتفاق سلام محتمل.
ونقلت رويترز عن زاخاروفا قولها “لم يتلق الجانب الروسي أي رد حتى صباح اليوم، وقت التحضير لهذا المؤتمر. وكان الجانبان قد التقيا لإجراء محادثات سلام في اسطنبول قبل شهر، لكن لم يحدث انفراج ملحوظ منذ ذلك الحين”.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن محادثات السلام ستستمر مع روسيا رغم الاتهامات الموجهة لموسكو بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية.
وشجب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي يزور المدن الأوكرانية التي دمرها الغزو الروسي، ما وصفه بـ”عبثية” هذه الحرب الدائرة في القرن الحادي والعشرين.
وقال غوتيريش عقب زيارته موقع القبر الجماعي في مدينة بوتشا: “هنا تشعر بمدى أهمية إجراء تحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين”.
وأضاف:” أقدم كامل الدعم للمحكمة الجنائية الدولية وأناشد الاتحاد الروسي القبول بالتعاون مع المحكمة. ولكن عندما نتحدث عن جرائم الحرب علينا أن لا ننسى أن الجريمة الأسوأ هي الحرب نفسها”.
وعلى الصعيد الإنساني، قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه يريد المساعدة في إقامة ممرات إنسانية للمدنيين العالقين في مدينة ماريوبول جنوبي أوكرانيا، خاصة مستودع ومصتع أزوفستال للصلب.
وجاءت تصريحات غوتيريش هذه خلال زيارته الأولى للعاصمة الأوكرانية كييف منذ بداية الغزو الروسي، التي من المقرر أن يجري فيها محادثات في وقت لاحق اليوم مع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي.
“مصادرة ممتلكات الأثرياء الروس“
ولا تزال الولايات المتحدة تسعى إلى تضييق الخناق على روسيا، إذ اقترح البيت الأبيض منح الحكومة سلطة أكبر لمصادرة ممتلكات الأثرياء الروس (الأوليغارش) وبيعها، وتحويل عوئداها إلى أوكرانيا.
وقال البيت الأبيض إن اقتراحا تشريعيا بهذا الصدد سيقدم إلى الكونغرس للنظر فيه.
ويأتي ذلك في أعقاب تشريع مماثل مرر في الفترة الأخيرة في مجلس النواب الأمريكي.
لكن خطط البيت الأبيض الجديدة تذهب إلى أبعد من ذلك، وتركز على التعاون بين وزارات العدل والخزانة والخارجية والتجارة.
وقال البيت الأبيض في بيان رسمي إن الإجراءات المقترحة ستسهل على الولايات المتحدة مصادرة عقارات الأوليغارشية وبيعها، واستخدام الأموال “لعلاج أضرار العدوان الروسي”.