روسيا وأوكرانيا: توقعات بتأثر قطاع السياحة في مصر بسبب الحرب
[ad_1]
تواصل السلطات المصرية عمليات ترحيل السياح الروس والأوكرانيين العالقين في مصر منذ اندلاع الحرب في فبراير/شباط الماضي.
وقررت الحكومة المصرية تنظيم جسر جوي لترحيل نحو 35 ألف سائح من العالقين داخل المنتجعات السياحية المصرية المختلفة، مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
كما نظمت مصر بالتعاون مع بعض الدول المجاورة لأوكرانيا سلسلة رحلات خاصة لنقل السياح الأوكرانيين من مدينتي شرم الشيخ والغردقة على ساحل البحر الأحمر، بعد أن أمضوا أياما في ضيافة بعض القرى السياحية التي كانوا فيها على نفقة الحكومة، بعد أن تعذر سفرهم وفق الجداول الزمنية الخاصة برحلاتهم بسبب اندلاع الحرب.
ترتيبات العودة المفاجئة
أبدت إيلينا، وهي سائحة أوكرانية في مصر، لبي بي سي غضبها بعد أن اضطرت إلى قطع عطلتها على نحو مُفاجئ وعدم استكمال برنامج زيارتها لمصر بعد غزو روسيا لبلدها، بعد يوم واحد فقط من وصولها إلى منتجع شرم الشيخ.
تقول إيلينا إنها لم تتمكن من زيارة الأهرامات، وقد كانت تخطط للذهاب إلى الغردقة ورؤية بعض المتاحف التي كانت تتابع صورها داخل المنشورات السياحية الخاصة بمصر، غير أن كل هذه الخُطط باتت مؤجلة، بسبب اتخاذ الشركة المنظمة لرحلتها السياحية قراراً مُفاجِئاً بعودة الفوج السياحي الذي تنتمي إليه إلى سلوفينيا، لتعود إلى مراكز إيواء جهزت على عجل، لاستيعاب آلاف الأوكرانيين الفارين من أتون الحرب في بلادهم.
أما السائحة الروسية، كاترينا زاخاروفا، فقد أمضت ساعات طويلة على هاتفها المحمول تتفقد بريدها الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي على أمل معرفة أي أخبار عن عائلتها وشقيقها الذي يعمل في الجيش الروسي، بعد أن علمت من وسائل الإعلام أن الحرب قد بدأت، بينما كانت تستعد لمُغادرة شرم الشيخ بعد انتهاء رحلتها السياحية.
تقول كاترينا لبي بي سي إن الأمور تغيرت كثيرا في المدينة الساحلية الهادئة وانتقل السياح الروس والأوكرانيون إلى عدد من المنتجعات السياحية التي خصصتها الحكومة المصرية لإقامة السياح العالقين بسبب الحرب، وتضيف: “الأمر أشبه بمعسكرٍ للكشافة أو رحلة مدرسية جماعية” داخل شرم الشيخ.
حزمت كاترينا أمتعتها ضمن فوج سياحي مكون من 50 شخصاً بانتظار إشارة من الشركة المُنظِمة لرحلتها للتوجه إلى المطار في رحلة العودة إلى روسيا.
وتقول كاترينا إنهم يحتاجون إلى الهدوء وإمدادهم بالمعلومات الكافية عن تطورات الأوضاع وبيانات رحلات الطيران، مع ضرورة توفير الماء والغذاء داخل المطار الذي يشهد ضغطاً كبيراً حاليا بسببِ استمرار عمليات ترحيل السياح العالقين.
تأثيرات سلبية على قطاع السياحة
ووفقا لأرقام وزارة السياحة وغرفة المنشآت السياحية المصرية يمثل السياح الروس والأوكرانيون نحو 40 في المئة من حجم السياحة الشاطئية التي تأتي إلى مصر سنوياً، وهو الأمر الذي يشير إلى دخول قطاع السياحة في أزمة حقيقية بعد توقعات بموسم سياحي رائج، عقب تخفيف إجراءات مكافحة كورونا عالميا.
يقول أحمد حبيب، مدير إحدى المُنشآت السياحية في شرم الشيخ، إن السياح الروس والأوكرانيين كانوا يمثلون نحو 60 في المئة من إجمالي السائحين الأجانب الذين يزورون المدينة الساحلية سنوياً، وكانت لهم رحلات منظمة بجداول ومواعيد ثابتة تحقق نسب إشغال عالية بفنادق ومنتجعات المدينة، اقتربت قبل اندلاع الأزمة من 100 في المئة تقريبا.
ويضيف حبيب أن المدن السياحية في الغردقة وشرم الشيخ عانت من “ست سنوات عجاف” انقطعت فيها رحلات السياحة الروسية والأوكرانية المنتظمة، قبل أن تعود بشكل تدريجي نهاية العام الماضي بعد استئناف رحلات الطيران العارض “الشارتر” إلى المنتجعات السياحية المصرية، إذ وصلت نسب الإشغال لأكثر من 80 في المئة، رغم تطبيق الإجراءات الاحترازية لمكافحة انتشار فيروس كورونا.
وعانى القطاع السياحي في شرم الشيخ والغردقة في أعقاب حادثة سقوط طائرة الركاب الروسية “متروجيت” فوق شبه جزيرة سيناء عام 2015، بعد أن اتخذت السلطات الروسية قرارا بتعليق رحلاتها إلى شرم الشيخ وكافة المطارات المصرية.
تغيير خطط صُناع السياحة
وفي حديثه إلى بي بي سي، يقول باسل السيسي عضو غرفة المنشآت السياحية باتحاد الغرف التجارية المصري، إن قطاع السياحة كان ينتظِرُ رواجا ً كبيراً خلال موسم العُطلات الحالي، بعد تخفيف الإجراءات الاحترازية التي كانت مفروضة بسبب وباء كورونا، غير أن بدء الحرب الروسية الأوكرانية، تسبب في أزمة كبيرة للقطاع وتوقعات بتغيير خُطط صُناع السياحة خلال الفترة المقبلة.
ويوضح باسل أن العديد من منظمي الرحلات الروسية والأوكرانية ينوون التوجه إلى بعض الأسواق البديلة في شرق أوروبا مثل بولندا والتشيك وسلوفينيا وغيرها من البلدان التي يقترب فيها ذوق السائحين من رغبات وأذواق السُياحِ الرُوسِ والأوكران، لأن الأزمة سوف تأخذ وقتاً طويلاً وتأثيراتها ستكون ممتدة على حد تعبيره.
ويعول عضو غرفة المنشآت السياحية المصرية على السياحة الداخلية باعتبارها “طوق نجاة” لإنقاذ قطاع السياحة الذي تأثر سلبياً بفعل سنوات من الأزمات المتلاحقة، منذ كارثة سقوط الطائرة الروسية عام 2015 مروراً بأزمة كورونا وانتهاءً بالغزو الروسي لأوكرانيا.
ووفقا لأرقام وزارة السياحة المصرية، فقد تجاوزت إيرادات قطاع السياحة في العام المنقضي 13 مليار دولار أمريكي، مع عودة السياح الروس إلى المنتجعات السياحية المصرية، بعد توقف دام لنحو ست سنوات، إثر حادثة سقوط الطائرة الروسية.
كانت إيرادات قطاع السياحة المصري قد انخفضت خلال عام 2020 بنحو 70 في المئة بسبب أزمة فيروس كورونا وغلق العديد من المنشآت السياحية والفندقية بسبب الإجراءات الاحترازية، وقيود السفر والتنقل التي طالت أغلب دول العالم، حيث سجلت الإيرادات أربعة مليارات دولار فقط هبوطاً من 13 مليار دولار في العام السابق لتفشي الوباء.
[ad_2]