محمد بن سلمان: تعليق ولي العهد السعودي حول العلاقات مع إسرائيل وإيران يفتح أبواب التحليل والتكهن
[ad_1]
نشرت مجلة “ذي أتلنتيك” الأمريكية مقالا مطولا يغطي مقابلة أجرتها مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في المملكة، ستنشر في شهر أبريل/ نيسان 2022. تحدث المقال عن ظروف لقاء فريق العمل بالأمير وعن النقاط التي تناولها اللقاء وتحدث أيضا عن جوانب شخصية في حياة الأمير السعودي.
وقد نشرت وكالة أخبار السعودية واس مقاطع من تصريحات بن سلمان حول بعض أبرز القضايا التي تحدث فيها والتي تمس الشؤون الداخلية والعلاقات الخارجية للمملكة.
بعض التصريحات بشأن ملفات دولية كبيرة لاقت تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي. وأهمها ما قاله عن علاقة المملكة بكل من إسرائيل وإيران.
حليف محتمل
من بين أكثر النقاط التي أثارت الردود والتكهنات في تصريحات الأمير السعودية، حديثه عن علاقة بلاده بإسرائيل.
وبسؤاله عن رأيه في تطبيع دول خليجية علاقاتها مع إسرائيل قال بن سلمان إن “الاتفاق بين دول مجلس التعاون الخليجي هو ألَّا تقوم أي دولة بأي تصرف سياسي، أمني، اقتصادي من شأنه أن يُلحق الضرر بدول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، وجميع دول المجلس ملتزمة بذلك، وما عدا ذلك، فإن كل دولة لها الحرية الكاملة في القيام بأي شيء ترغب القيام به حسب ما ترى”.
أما عن موقف المملكة السعودية من إسرائيل فقد بدأ بن سلمان بالتعبير عن أمل في أن تُحل ما وصفها بـ “المشكلة” بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ثم قال إن المملكة “لا تنظر لإسرائيل كعدو، بل كحليف محتمل في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معاً، لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك”.
لقي التصريح، الذي لم يضمه مقال الصحيفة الأمريكية “ذا أتلنتيك” عن المقابلة، لكن نشرته وكالة أخبار السعودية “واس”، تفاعلا كبيرا عربيا وإسرائيليا.
انقسم العرب على مواقع التواصل الاجتماعي، في التعليق على خطاب الأمير بين موافق مرحب وبين مستنكر غاضب.
أما على الجانب الإسرائيلي، فقد نشر حساب إسرائيل بالعربية الرسمي على تويتر تغريدة ركز على قول الأمير “إن السعودية لا تنظر إلى إسرائيل كعدو بل كحليف محتمل في العديد من المصالح”.
وقبل ذلك نشر تغريدة فيها مقتطف من حديث الأمير عن التعايش السلمي بين معتنقي مختلف الأديان:
وسبق الموقع الرسمي لإسرائيل بالعربية في الاحتفاء بتصريح بن سلمان، الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين بتغريدة قال فيها “من الآن وصاعدا كل سعودي يقول بأن إسرائيل عدو يخالف توجهات سمو ولي العهد”.
ثم نشر كوهين على تيك-توك وتوتير فيديو يشكر فيه بن سلمان على تصريحاته ويتمنى أن يعقد “اتفاق سلام” بين إسرائيل والسعودية.
بعيدا عن الترحيب أو الغضب فتح تصريح بن سلمان أبوابا للتحليل والتكهن.
قرأ فيه البعض تمهيدا للإعلان عن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل. الأمر الذي كان يبدو للبعض مسألة وقت بعد عقد الإمارات والبحرين اتفاقات تطبيع مع إسرائيل.
هذه ليست المرة الأولى التي تنتشر فيها على مواقع التواصل الاجتماعي تكهنات بقرب عقد “اتفاق سلام” أو اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل.
فقد حدث ذلك سابقا بعد مقابلة أجرتها قناة العربية التلفزيونية مع رئيس الاستخبارات السعودية السابق وسفير السعودية في واشنطن لمدة 22 عاما، بندر بن سلطان آل سعود، وانتقد خلالها بشدة القادة الفلسطينيين الذين وصفوا تحركات دول الخليج حينها للسلام مع إسرائيل بـ”الخيانة” و”الطعنة في الظهر”.
لكن حتى الآن لم تعقد السعودية اتفاق تطبيع مع إسرائيل.
حديث بن سلمان مع “ذي أتلنتيك” عن العلاقة مع إسرائيل الذي جاء ردا على سؤال عن رأيه في ما يعرف بـ”اتفاق أبراهام” الذي طبعت بموجبه الإمارات علاقاتها معها، انتشر بشكل واسع.
لكن بعض من تداولوا تصريحات بن سلمان اكتفوا منها بجملة “لا تنظر لإسرائيل كعدو، بل كحليف محتمل في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معاً” ..
بينما سلط آخرون الضوء على الجزء الثاني منه والذي تضمن “شرط” حل “بعض القضايا”.
هذا “الشرط” رأى فيه البعض استبعادا لاحتمالية التطبيع، في المستقبل القريب على الأقل، إذا كان ما يقصده الأمير بحل بعض القضايا، الاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين أو حل ما يصفه الأمير السعودي بـ”المشكلة”.
جيران لا يمكننا التخلص من بعضنا
تحدث بن سلمان في لقائه مجلة “ذي أتلانتيك” عن شؤون داخلية وخارجية كثيرة وشخصية حتى.
لكن النقطة التي أثارت جدلا أيضاً هي حديثه عن العلاقة مع إيران.
قال الأمير “إنهم جيراننا، وسيبقون جيراننا للأبد، ليس بإمكاننا التخلص منهم، وليس بإمكانهم التخلص منا، لذا فإنه من الأفضل أن نحل الأمور، وأن نبحث عن سُبل لنتمكن من التعايش، وقد قمنا خلال أربعة أشهر بمناقشات، وسمعنا العديد من التصريحات من القادة الإيرانيين، والتي كانت محل ترحيب لدينا”.
حديث بن سلمان عن “التعايش” وحل الأمور” مع إيران بدا هو أيضا مشروطا بحل “مرض” لأزمة الملف النووي الإيراني.
حيث استدرك بن سلمان حديثه عن العلاقة مع إيران بالقول “لكن أعتقد أن أي بلد في العالم لديه قنابل نووية يُعد خطيراً، لذا نحن لا نود أن نرى ذلك، وأيضاً نحن لا نرغب في رؤية اتفاق نووي ضعيف؛ لأنه سيؤدي في النهاية إلى ذات النتيجة”.
حديث بن سلمان عن المحادثات السعودية الإيرانية لقي ردا من أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، الذي كتب على حسابه على تويتر: “ينبع الحضور النشط لبرنامج إيران في المحادثات الثنائية مع المملكة العربية السعودية، التي يستضيفها العراق، من الاستراتيجية المبدئية للجمهورية الإسلامية في مجال التعاون والصداقة مع جيرانها على أساس تأمين المصالح المشتركة والإقليمية”.
ختم شامخاني التغريدة بالقول “يجب ألا ننسى أن الكيان الصهيوني هو العدو الأكبر للعالم الإسلامي والعالم العربي”.
ولعل في هذه الجملة، مع ما سبق وقاله بن سلمان عن أن بلاده “لا تنظر لإسرائيل كعدو” ما يكفي لفهم أن الأمر أكثر صعوبة وتعقيدا من مجرد “نية” الأطراف التوجه نحو “السلام” وحل الخلافات.
وكانت السعودية وإيران قد عقدتا جولات من المفاوضات منذ أبريل / نيسان عام 2021 لتحسين العلاقات بينهما والتوصل إلى حل لعدد من الملفات العالقة بين البلدين وعلى رأسها ملف الحرب في اليمن.
[ad_2]
Source link