روسيا وأوكرانيا: سقوط مدينة خيرسون بيد الروس ولافروف يقول إن حرباً عالمية “لن تكون إلا نووية”
اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب “بالتفكير في حرب نووية”. وقال خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت الخميس إن “الكل يعلم أن حرباً عالمية ثالثة لا يمكن إلا أن تكون نووية”.
وقال لافروف “إذا كان البعض يضعون خطة حرب فعلية ضدنا، وأعتقد أنهم كذلك، عليهم التفكير ملياً”، مؤكداً أن بلاده “لن تسمح لأحد بزعزعة استقرارنا”.
جاءت تصريحات لافروف في وقت أفادت فيه الأنباء من أوكرانيا عن سيطرة الجيش الروسي على خيرسون في جنوب البلاد، أولى المدن الأوكرانية الكبرى التي تسقط بيد الروس منذ بداية الغزو.
كذلك أفادت الأنباء بأن العاصمة كييف شهدت بعد منتصف ليل الأربعاء العديد من الانفجارات الضخمة، وسط دويّ صافرات الإنذار، بعد سقوط أول المدن الكبرى
وقالت كبيرة المراسلين الدوليين في بي بي سي ليس دوسيت، إن صوت صافرات الإنذار بات الصوت المعبّر عن العاصمة، حيث لم يعد يغمض لأحد جفن.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لكرة نارية ضخمة برتقالية اللون تتوهج في سماء كييف.
ولا تزال قافلة من المصفحات الروسية الضخمة ترابض على أعتاب المدينة.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان لها إن “القافلة العسكرية الروسية لم تحرز تقدماً ملموساً على مدار ثلاثة أيام”.
وبحسب تقييم للمخابرات العسكرية البريطانية، فإن القافلة العسكرية الروسية، التي تقترب من العاصمة كييف من جهة الشمال، لا تزال على مسافة 30 كيلومتراً من وسط المدينة، وإنها تلقى مقاومة أوكرانية عنيدة”.
ماذا قال لافروف؟
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن حرباً عالمية ثالثة لن تكون إلا “نووية”.
وجاء تصريح لافروف في مؤتمر صحافي الخميس تعليقاً على خطاب للرئيس الأمريكي جو بايدن قال فيه إن البديل الوحيد للعقوبات هو حرب عالمية ثالثة.
وقال لافروف إن تلك الحرب ليست قائمة إلا في أذهان الساسة الغربيين – وليس الشعب الروسي.
وأضاف المسؤول الروسي: “إذا شُنّت حرب ضدنا، فعلى هؤلاء الذين يعدّون مثل هذه الخطط أن يفكروا ملياً في الأمر، وفي اعتقادي أن خططاً من هذا القبيل قيد الإعداد”.
وكرر لافروف مزاعم روسية بأن الحكومة الأوكرانية هي نظام نازي جديد، قائلاً إن عصابات تنهب القرى والمدن بما في ذلك ماريوبول.
ولم ترصد بي بي سي دليلاً داعما لتلك المزاعم.
وقال لافروف أيضاً إن الأوكرانيين “يحاولون الآن استخدام المدنيين كدروع بشرية”.
وأشار لافروف أكثر من مرة إلى هوليود، قائلاً إن على الناس ألا “يكتفوا بمشاهدة هذا الفيلم الهوليودي” الذي كتب الإعلام الغربي السيناريو الخاص به.
وقال لافروف إن حلف شمال الأطلسي ناتو يحاول تعزيز أمن الغرب على حساب روسيا.
وشبّه لافروف الولايات المتحدة بكل من نابليون وهتلر، قائلاً: “في الماضي، كان لنابليون وهتلر هدف هو إخضاع أوروبا – وكذلك هم الأمريكيون اليوم”.
وقال لافروف إن الولايات المتحدة تقف وراء قرار إلغاء خط غاز نوردستريم2.
“لا أثر لقوات أوكرانية”
على الأرض في أوكرانيا، تفيد تقارير بأن هناك نقصاً محتملاً في الغذاء والوقود، وبأن هناك مركبات روسية عالقة في الوحل، في ظل مقاومة أوكرانية للقوات الروسية.
وأكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أن مدن خاركيف، وتشرنيهيف، وماريوبول لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية.
وقال إيغور كوليخاييف، عمدة خيرسون، إن المدينة الساحلية جنوبي البلاد باتت تحت سيطرة القوات الروسية.
وعبر فيسبوك، قال كوليخاييف إن العَلم الأوكراني لا يزال يرفرف في سماء المدينة، لكن لا أثر لقوات أوكرانية.
“لن تنالوا من إيماننا”
وبعد أيام من قصف المدن الأوكرانية، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي: “حتى لو دمرتم كل الكاتدرائيات والكنائس، لن تنالوا من إيماننا العميق بأوكرانيا وبالرب، وبالشعب”.
وأضاف الرئيس الأوكراني “سنعيد بناء كل منزل، وكل شارع، وكل مدينة. ونقول لروسيا: ستدفعون ثمن كل ما فعلتموه ضدنا وضد بلادنا”.
غزو روسيا لأوكرانيا: تغطية مفصلة
حماية مؤقتة للنازحين الأوكرانيين
وقالت الأمم المتحدة إن مليون لاجئ نزحوا من أوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية الروسية، مشيرة إلى أن أكثر من نصف هذا العدد ذهب إلى بولندا، بينما قصدت أعداد كبيرة كلا من المجر، ورومانيا، وسلوفاكيا، ومولدوفا.
ويجتمع اليوم الخميس وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في بروكسل لمناقشة مقترحات بمنح حماية مؤقتة لهؤلاء النازحين الأوكرانيين.
ومن المقترح أن يُمنح هؤلاء تصاريح إقامة، وعمل، فضلاً عن الحصول على رعاية طبية، وتعليم مدة عام على الأقل.
وقالت المفوضية الأوروبية للشؤون الداخلية يلفا يوهانسن، إن هناك رغبة في ضمان ألا يكابد النازحون الأوكرانيون إجراءات رسمية مطولة.
وحول أعداد الضحايا من الجانب الروسي، تشير تقديرات بريطانية إلى أن الرقم الحقيقي “أعلى بكثير” من 498 قتيلا و1,597 مصاباً المعلنة في موسكو حتى الآن.