العالم يترقب ما ستؤدي اليه الأزمة في أوكرانيا واتصالات رفيعة المستوى في الساعات الأخيرة لتجنب الحرب
إيسايكو: العالم يترقب ما ستؤدي اليه الأزمة في أوكرانيا واتصالات رفيعة المستوى في الساعات الأخيرة لتجنب الحرب
الكويت (كونا): يترقب العالم حاليا ما سيؤدي اليه الحراك الدائر حول أوكرانيا في وقت تتوقع الدول الغربية حصول غزو روسي تعززه الحشود القريبة من الحدود بين موسكو وكييف فيما تنفي روسيا نيتها القيام بذلك وتتهم الغرب بالتصعيد غير المبرر.
وقد بدا خلال اليومين الماضيين أن الحسم سيكون قريبا سواء لجهة حصول تحرك روسي أو عدمه حيث تتحضر كل الأطراف لكافة السيناريوهات ويترقب معها العالم بأسره ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من أحداث قد تؤدي إلى حرب طاحنة في حال حصل التحرك العسكري الذي يتوقعه الغرب مع ما يستتبع ذلك من عواقب على المشهد السياسي العالمي بأسره.
وترافق ذلك مع حركة سياسية ناشطة على مختلف الجبهات لعل أبرزها الاتصال الهاتفي الذي جرى اليوم السبت بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين والذي استمر ساعة ودقيقتين.
وبحسب البيت الأبيض فقد حذر بايدن خلال الاتصال نظيره الروسي من أن الولايات المتحدة وحلفاءها “سيردون بشكل حاسم” إذا غزت روسيا أوكرانيا مرة أخرى.
ونقل البيت الابيض عن الرئيس الأمريكي تأكيده أن “غزوا روسيا جديدا لأوكرانيا سينتج عنه معاناة إنسانية واسعة النطاق ويقلل من سمعة روسيا” كما كان واضحا مع بوتين أنه “بينما تظل الولايات المتحدة مستعدة للانخراط في الدبلوماسية وبالتنسيق الكامل مع حلفائنا وشركائنا فإننا مستعدون بنفس القدر لسيناريوهات أخرى”.
وعلى صعيد متصل تحدث وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن مع نظيرته البريطانية اليزابيث تروس عن “المخاوف الكبيرة والمشتركة من أن روسيا قد تفكر في شن مزيد من العدوان العسكري على أوكرانيا في الأيام المقبلة”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان إن بلينكن شدد على “أهمية العمل مع حلفائنا في حلف شمالي الأطلسي (ناتو) والشركاء الأوروبيين في المنطقة لفرض تكاليف سريعة وشديدة على روسيا ردا على أي عدوان عسكري آخر من جانب روسيا ضد أوكرانيا”.
وأضاف البيان أن الوزيرين أكدا كذلك أن “الجهود الدولية يجب أن تستمر في السعي إلى حوار هادف مع روسيا بشأن المخاوف الأمنية المشتركة التي قد تؤدي إلى حل دبلوماسي”.
وفي واشنطن أيضا قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي إن وزير الدفاع لويد اوستن أمر بسحب (قوات الحرس الوطني في فلوريدا) الموجودة في أوكرانيا للمساعدة في تدريب القوات الأوكرانية وإعادة نشرها مؤقتا خارج أوكرانيا على خلفية التوترات في المنطقة.
وأضاف كيربي في تغريدة على حسابه بموقع (تويتر) أن القرار جاء “من أجل سلامة موظفينا وأمنهم” مؤكدا في الوقت نفسه “الالتزام بعلاقتنا مع القوات المسلحة الأوكرانية”.
وعلى صعيد متصل بحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع نظيره الروسي سيرغي لافروف المخاوف حول شن روسيا هجوما عسكريا ضد أوكرانيا في الأيام المقبلة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان إن “الطريق الدبلوماسي لحل الأزمة لا يزال مفتوحا ولكنه يتطلب تخلي موسكو عن التصعيد والمشاركة في حوار بحسن نية”.
وفي باريس قال (قصر الاليزيه) إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي أن الحوار الصادق لا يتوافق مع التصعيد العسكري على الحدود الأوكرانية.
وذكرت الرئاسة الفرنسية في بيان أن الرئيس ماكرون نقل خلال مكالمته الهاتفية مع بوتين مخاوف شركائه الأوروبيين وحلفائه.
وأضاف البيان ان الرئيسين أعربا خلال الاتصال عن رغبتهما في مواصلة الحوار حول سبل المضي قدما في تنفيذ اتفاقات (مينسك) الخاصة بتسوية النزاع في شرق أوكرانيا وشروط الأمن والاستقرار في أوروبا.
ونبقى في باريس حيث أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لنظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي دعمه لسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية.
وذكرت الرئاسة الفرنسية في بيان ان الرئيسين أعربا خلال اتصال هاتفي عن رغبتهما في مواصلة الحوار في إطار “صيغة نورماندي” من أجل “تنفيذ اتفاقيات مينسك وإيجاد حل دائم في دونباس”.
وفي سياق متصل قالت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس الفرنسي تحدث هاتفيا كذلك مع المستشار الألماني أولاف شولتز وذلك في إطار التنسيق الوثيق بين فرنسا والمانيا قبل زيارة الأخير الى أوكرانيا وروسيا مطلع الأسبوع المقبل.
أما في المواقف الروسية فقد وصف وزير الخارجية سيرغي لافروف “الحملة الإعلامية” للولايات المتحدة وحلفائها حول “العدوان الروسي ضد أوكرانيا” بأنها “استفزازية”.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن لافروف أوضح خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن أن “واشنطن وحلفاءها يشجعون بذلك أوكرانيا على تقويض اتفاقيات مينسك والقيام بمحاولة قاتلة لحسم النزاع في شرق أوكرانيا بالقوة”.
وأضاف لافروف أن الردود التي أجابت بها واشنطن وحلف شمالي الأطلسي (ناتو) على المطالب الروسية بشأن الضمانات الأمنية “تجاهلت القضايا الأساسية” وخاصة المتعلقة بعدم تقدم الحلف نحو الحدود الروسية وعدم نشر أسلحة فتاكة بالجوار الروسي.
وشدد على أن بلاده ستعير هذه القضايا بالذات “الأهمية المركزية” لدى تقييم الوثائق التي قدمتها واشنطن و(ناتو) إلى روسيا مشيرا إلى رفض موسكو أي أعمال من شأنها أن تشكل انتهاكا للالتزامات في مجال “الأمن الموحد”.
وعلى صعيد التحركات العسكرية أعلنت روسيا عن بدء مناورات بحرية في البحر الأسود بمشاركة أكثر من 30 باخرة وسفينة حربية وسط تصاعد التوتر بشأن أوكرانيا.
وتتزامن هذه التحركات الروسية مع مناورات مشتركة تجريها موسكو أيضا في شرق بيلاروسيا تحت عنوان (حزم الاتحاد) بهدف “رد أي عدوان خارجي والتصدي للإرهاب” وتحذيرات أمريكية من “غزو روسي محتمل” ضد أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان على موقعها الالكتروني إن البواخر وقوات حرس الشواطئ البحرية انتقلت الى مناطق الإعداد القتالي في المرحلة الأولى من مناورات حربية تجري تحت قيادة قائد أسطول البحر الأسود الأدميرال إيغور أوسيبوف.
وأضاف البيان أن المناورات تهدف إلى “التدريب على حماية شواطئ شبه جزيرة القرم ومراكز مرابطة قوات الاسطول والمنشآت الاقتصادية وخطوط المواصلات البحرية والمنطقة البحرية الاقتصادية من مخاطر خصم افتراضي”.
وأشارت الى أن الطيران الحربي البحري وقوات حرس الشواطئ ستقوم بسلسلة من المناورات باستخدام الصواريخ والمدفعية والقصف الجوي ضد اهداف بحرية وبرية وجوية.
وفي تطور قد يكون على صلة بالأزمة حول أوكرانيا أعربت روسيا عن احتجاجها على قيام غواصة أمريكية باختراق المياه الاقليمية الروسية في المحيط الهادئ.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان انها استدعت ممثل الملحقية العسكرية الأمريكية في موسكو دون أن تشير الى هويته وأبلغته مذكرة احتجاج على قيام غواصة أمريكية بدخول المياه الاقليمية الروسية في منطقة الشرق الأقصى.
واعتبر البيان أن سلوك الغواصة الأمريكية “يشكل انتهاكا للقانون الدولي” قائلا إن هذه الأعمال “الاستفزازية” شكلت تهديدا للأمن القومي الروسي.