المنصات الإعلامية والإفساد التربوي … بقلم الدكتور أحمد لطفي شاهين
إيسايكو: المنصات الإعلامية والإفساد التربوي … بقلم الدكتور أحمد لطفي شاهين
في ظل سخافة وتفاهة صناعة المحتوى الالكتروني على المنصات الاعلامية المنتشرة حاليا بكثافة ومجانا ساتكلم اليوم عن فيلم أصحاب ولا أعز الذي هو فى حقيقته تجسيد حى وتطبيق عملي لاتفاقية( سيداو ) فى قالب درامي سينمائي !!!!
وقبل الخوض في الموضوع اود ان اذكركم بمبدأ تجاري مشهور :(عندما تكون البضاعة مجانا فالمُستهلك هو الضحية)
احداث الفلم كثيرة وللاسف الشديد اصبح الفلم ( ترِند ) وفي هذا دلالة على انحطاط الأخلاق عند عدد كبير من المشاهدين علماً ان ديننا يعلمنا قاعدة (أميتوا الباطل بتركه) وانا لم احضر الفلم ولم اكن انوي ان اتكلم عنه اصلاً لكن ما استفزني هو الضجة الاعلامية الكبيرة حول هذا الفلم ..
– المشهد المتكرر في الفلم هو الانفتاح والاباحية في العلاقات الاجتماعية حيث مجموعة اصدقاء وزوجاتهم بينهم علاقات بلا حدود وكلهم يتبادلوا السلام والقبلات والاحضان بشكل اعتيادي في رسالة مبطنة للمشاهد بان يعتاد على تلك التصرفات من باب (الاتيكيت ) ومن نفس الباب تتعري الزوجات وتكشف صدورها ورقابها واحداهن تخلع لباسها الداخلي امام المشاهد وتضعه في حقيبتها وتخرج وكأنه عادي في ترسيخ لقاعدة شاذة هي: ( الاحترام ليس في اللبس )..!! وهذه تصرفات شاذة لايقبلها اي إنسان طاهر شريف مهما كانت ديانته … وهذه قلة ادب وليست حضارة ولا رقي او تطور.
– من أخطر وأحقر مشاهد الفلم وجود بنت معها (واقي ذكري) بشكل طبيعي وتطلب من والدها أن يسمح لها أن تنام مع صديقها في منزله ونظراً لأن الاب ديمقراطي فإنه لا يرفض ويترك لابنته القرار ويقول لامها ان البنت صارت 18 سنة وانه طبيعي يكون لها علاقات وكأن المشكلة تنحصر في استخدام الواقي الذكري من عدمه وليس المشكلة في الزنا..!! وكأن الزنا حرية شخصية للبنت طالما اصبحت 18 سنة..!!
– ومن المشاهد الأخرى أن زوجة تدمن الخمر بدون علم زوجها أو يتظاهر انه لا يعلم…ونفس الزوجة تُقيم علاقه حٌب على الماسنجر مع صديقهما بسبب عدم اللقاء الجنسى بينها وبين زوجها وعندما يكتشف الزوج ذلك يغضب جداً.. ثم يهدأ وكأن شيئا لم يكن لانه يدعم حرية المرأة وهذا الزوج نفسه يستقبل صوراً إباحية على هاتفه بشكل طبيعي جدا وكأنه حلال.. يعني البيت كله غارق في الرذائل دون اي رادع او وازع.
– ثم يوجد في الفلم صديق لهم (ينتمي للمثليين) ويعلن ذلك للجميع.. ويستقبل الجميع الخبر بشكل طبيعي وتحضنه نساء أصدقائه بشكل عادي وكأن الاحتضان امر طبيعي بين النساء والرجال الغرباء.. وكأن المثلية انجاز يستحق التهنئة. ..لقد استطاع المخرج ان يعمّق هذه الجزئية من الفلم ويركز عليها ويجعل المُشاهد يتعاطف مع المثليين ويحبهم .. !! خصوصا المُشاهد صغير السن والمراهق والمراهقة الموجه لهم اصلاً هذا العمل.
– في مشهد اخر يكتشف الزوج ان زوجته تخونه مع صديقه لكنه لم يستطع مواجهتها احتراما للحرية والخصوصية… والغريب والعجيب أنه بعد كل هذه المصائب والكوارث الاجتماعية والأخلاقية يعود الجميع إلى منازلهم ويستمروا في رذيلتهم وكأن المطلوب من المُشاهد ان يشعر بأن ما يحدث شيء عادي وطبيعي وان يتقبله وان يستعد لأن يعيشه … الفلم يريد منا أن نتقبل الحياة في ظلال الخيانة والشك وعدم الثقة وهذه امور تنادي بها اتفاقية سيداو تحت مسمى الحرية وحرية المرأة.
– إن هذا العمل القذر موجه للأسرة العربية بالذات، وسيكون القادم أسوأ إن لم نتخذ موقفا حازما وحاسما ضد هذه الأعمال القذرة …
– ولمن لا يعلم ما هي اتفاقية ( سيداو ) فهي تسمى : اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ، وتنص على أنه لا فرق بين الرجل والمرأة نهائياً وتنص على أنه من حق الرجل الزواج برجل مثله ، والمرأة يمكنها الزواج من امرأة مثلها.. !!! وهذا امر يخالف كل الشرائع السماوية ويخالف الفطرة السليمة.
كما ان اتفاقية ( سيداو ) لا تجرّم العلاقات الجنسية خارج اطار الزوجية لكلا الزوجين بل وتشجع القيام بعمليات جنسية شاذة عند الشواذ والمثليين وعمليات تحويل الجنس
وتطلب منا عدم التعرض لأولادنا وبناتنا إن اختاروا الشذوذ الجنسي او الزنا تحت مسمى الحب والحرية الجنسية وكأننا حيوانات بل إن الحيوانات انظف مما يريدوا ان يوصلونا إليه وهذا ما اراد الفلم أن يرسخه في ذهن المشاهدين .
– وتنص اتفاقية سيداو على انه من حق المرأة ان ترتبط بمن تشاء و تنفصل متى تشاء وتعاود الارتباط متى تشاء وكأن الزواج لعبة وليس استقرار أبدي وبناء اسرة ناجحة.
(لقد كنت اريد ان اذكر آيات من القران الكريم تتعارض مع نصوص اتفاقية سيداو لكن القران الكريم ارقى من ان نقارنه بهذه الاتفاقية الوضعية الوضيعة).
– يجب علينا جميعا أن نفهم القضية القذرة التى يطرحها فيلم “أصحاب ولا اعز ” والتى يريدوا فرضها علينا.. هل تعلمون كم عدد الشباب والبنات الذين يشاهدون منصات اعلامية قذرة ويأخذون ثقافتهم منها بعيدا عن متابعة الوالدين؟ انهم عشرات الملايين من هذا الجيل المغيّب الذين يستقبلون ما تقدمه المنصات الموجهة من عهر ولواط ورذيلة ودياثة باستمرار إلي أن يصبح أمرا عاديا ثم مستحباً من قبل الشباب والبنات المغيبين المُضللين في ظل ما يسمى هواتف ذكية .
– يجب علينا ان نتابع ما يشاهده أطفالنا الذين لايفارقون المنصات الاعلامية الموجهة وهي كثيرة
وان نَحذَر من قضية التقليد خصوصا بين اوساط البنات اللاتي يحكمهن التقليد بسبب عقلية الغيرة عند غالبية منهن .
– يجب ان ننتبه الى اصابة اولادنا وبناتنا بانواع متعددة مرض التوحد والتوحد مرض خفي وله درجات وبدأ ينتشر في اوساط الكثير من المراهقين والمراهقات حيث ارتبطوا بهذا العالم دون وعي وفي ظل غياب الاهل عنهم .. والاهل ايضا اصيبوا باحد درجات التوحد دون ان يشعروا وهكذا ندور في حلقة لا ننفك عنها حاليا وننساق لمن خططوا لنا ذلك والدليل قارنوا بين استخدام ابنائنا للانترنت والهواتف وبين استخدام ابناء اليابانيين والاوروبيين عموما .. انهم يستفيدوا جدا من التطور الحالي بينما نحن نتضرر ..!! لماذا ؟ المسألة سوء استخدام فقط.
– إنني اخشى من خسف او زلزال او اي كارثة طبيعية تصيب مجتمعاتنا كعقاب من الله إذا لم تتم محاسبة هؤلاء الذين يدعون انهم راقيين ومنفتحين .. ولمن يدعي الانفتاح فإنني سآخذ قضية سيدنا لوط كنموذج للقياس كما يلي :
– ديمقراطياً : كان على لوط -عليه السلام- قبول رذيلة قومه كونهم يشكلون غالبية المجتمع..
– ليبرالياً: لا يحق ل.لوط -عليه السلام- أن ينهاهم عن رذيلتهم فهم أحرار في تصرفاتهم خاصة أنهم لم يؤذوا أحداً.
– علمانياً : مادخل الدين في ممارسات جنسية تتم برضى الطرفين ؟ فقوم لوط مساكين معذورين كونهم يعانون من خللٍ جيني أجبرهم [طبيعياً] على ممارسة الفاحشة بالوراثة .!
– مدنيا : الشواذ فئة من الشعب يجب على الجميع احترامهم وإعطاؤهم حقوقهم لممارسة الرذيلة بل ويحق لهم تمثيل أنفسهم في البرلمان ..
– لكن في دين الإسلام : لوط – عليه السلام – لم يكن قادراً على ردع قومه فأنكر رذيلتهم ونصحهم باللسان وكره بقلبه أفعالهم ثم غادرهم بأمر رباني بعد تكرار النصح والدعوة بلا جدوى..! ثم حلّت عليهم العقوبة الربانية في قوله تعالى: (فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّنْ سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ). ومن يذهب الى منطقة الخسف بقوم لوط يقشعر جلده عندما يشاهد المنطقة المنخفضة بقوة الخسف وكمية الكبريت في الصخور الناتجة عن حجارة السجيل الحارقة..
– إن الديمقراطية، والليبرالية، والعلمانية، والمدنية كلها مسميات تقف من خلفها الماسونية لتنازع الإسلام في أصوله وفروعه وأخلاقه، وتعاملاته ، للقضاء على الاسلام وعلى كل الديانات ..لذلك يجب ان ننتبه ونفيق.
– إن زوجة لوط عليه السلام لم تشترك معهم في الفاحشة ولكنها كانت( مُنفتحه ) تتقبل افعالهم ولا تُنكرها عليهم وتُوافقهم فيما يفعلونه فكان جزاؤها أن يخسف الله بها الارض مع قومها الفاسدين … انه درس قاسى لكل من ادعى المثالية والانفتاح في حدود الله..
ان كل من شارك في هذا الفلم وغيره من اعمال مشابهة هو آثم وإن كان يعلم خطورة وأبعاد ما قام به فتلك مصيبة وإن كان لا يعلم فالمصيبة اعظم.
اللهم هل بلغت ،، اللهم فاشهد
د.احمد لطفي شاهين
مستشار وخبير التدريب