أخبار عاجلةمقالات

التفكير الإيجابي ومشكلات الأسرة … بقلم الأستاذة مريم العتيبي

إيسايكو: التفكير الإيجابي ومشكلات الأسرة … بقلم الأستاذة مريم العتيبي

الاسرة هي مشروع باني ونامي اذا قامت على اسس متينة، من خلال قدرتها على الادارة والرعاية والاصلاح، هذه الاسس تضاف لمقومات الزواج الناجح، لذا تلعب ثنائية التفكير الايجابي والتفاؤل المكتسب دور الاسس لهذه الادارة لمشروع بناء الاسرة ونمائها، لذلك هذه الثنائية تلعب دور هام في التعامل مع المشكلات التي تواجه الاسرة مُكسبة الاسرة حسن إدارة لحياتها، حيث يوفر التفكير الايجابي والتفاؤل حلول واقعية للمشكلات، حيث يعد مشروع حياة الاسرة التي يجب ان تتماسك، تتوافق صحتها النفسية، حسن حالها، العيش الكريم لها، والاقبال على الحياة وفرصها.
نأتي للتعريف بالتفكير الايجابي الذي هو في الحقيقة عبارة عن اتجاه ذهني مهتم بالأفكار التي تؤدي للنمو والنجاح والتوسع، فهو اتجاه ذهني يتوقع نتائج جيدة وملائمه، حيث يمثل التفكير الايجابي النواة المعرفية للتعامل الفعال مع قضايا الحياة ومشكلاتها والتحديات، للتغلب على الشدائد والمحن، لذا هو توجه يملئ الطاقات مخرجاً الامكانيات من اجل العمل.
والتفكير الايجابي علاج ناجح يحافظ على المعنويات العالية والصحة النفسية، فهي عملية احلال افكار ايجابية بديلة للأفكار السلبية، بحيث تكون واقعية لعلاج المشكلات والتحديات التي تواجه الاسرة وافرادها، هذا النمط من التفكير يساعد الاسرة في مشروع حياتها بالتعاطي الواقعي مع ما اي امر يواجها، وفق هذا التفكير الايجابي الذي يقوم على مقومات اولى هذه المقومات:

⁃ الوعي: الوعي حول واقعهم الموضوعي لتصبح الاسرة بأفرادها على صلة بما هي عليه، ما تشعر به، ما تفكر فيه، والوعي هو المعرفة المباشرة بما نحن عليه، ما لنا وما علينا هو ايضا يشكل المقدمة لإدارة الاسرة حياتها بنجاح في اتخاذ القرارات والتصرف.

⁃ اليقظة الذهنية؛ يرتبط وعي الاسرة مع افرادها على صعيد التفكير الايجابي بتنشيط اليقظة الذهنية التي تتمثل في الانفتاح على الجديد في المحيط وسياقه، كما في داخل ذات الفرد، ولليقظة الذهنية مظاهر هي التفكير بالبديل، تجاوز الرؤية الحالية والواقع الحالي، حيث تعلم الاسرة اليقظة الذهنية ان تنظر للأمور ليست كما هي الان، بل الى ما يمكن ان يطرأ عليها من تحولات حاملة معها فرص، هذه اليقظة الذهنية تساعد الاسرة على إعادة النظر في كثير من المعوقات والمشاكل واساليب التعامل والتصرف، لإيجاد مخارج جديدة تخرج عنها.

⁃ البدائلية البناءة التي تكمل مثلث مقومات التفكير الايجابي للأسرة وافرادها، حيث تعد البدائلية البناءة القدرة الذهنية او الفكرية التي تتيح للأسرة ان تنظم واقعها الذاتي والاخرين في إضاءة جديدة بطرح جديد واسلوب جديد، يُمكن الاسرة من رؤية الامور والمشاكل بشكل مختلف يفتح التفكير على التحرك لإيجاد الحلول ، حيث تدعو الى التجديد والبحث عن الامكانيات في التعامل مع قضايا الواقع من منظور مختلف لحل مشكلاتها، دافعه الاسرة نحو التقدم والنماء تبعاً لا هدفها المراد تحقيقها بعد تحديد الاسرة تلك الاهداف ووسائلها، وتنفيذها وكم من الوقت اللازم لذلك، لذا تساعد الاسرة في دراسة المواقف للمشكلات مصححة اسلوب التعاطي معها.
مما سبق بعد اكتمال مثلث عقد مقومات التفكير الايجابي يتضح لنا اهمية التفكير الايجابي للأسرة ككيان وللأفراد كفرد في طريقة حل المشكلات، لان مشروع الحياة لا يخلو من تحديات وعراقيل ومشكلات ام ان تهدم تلك مشروع الاسرة او ان تتجاوز الاسرة ذلك لتبني مشروعها في الحياة برؤية جديدة قائمة على التفكير الايجابي الذي يأخذ بالأسرة نحو بر الامان.
يقول زيغ ريغلر:
” التفكير الايجابي فقط هو الذي يمنح قدراتك الحقيقية كامل الحرية والتصرف بينما التفكير السلبي يعيفك”.
تحرير الاخصائية الاجتماعية
مريم معيض العتيبي

مراجع
الدكتور مصطفى حجازي. (2015). الاسرة وصحتها النفسية. المعوقات. الديناميات. العمليات (المجلد الاولى ). الدار البيضاء، المغرب : المركز الثقافي العربي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى