طالبان: محادثات في النرويج بين وفد من الحركة ومبعوثين من الولايات المتحدة والدول الأوروبية
[ad_1]
تُعقدُ في النرويج اليوم محادثات بين مسؤولين كبار في حركة طالبان الأفغانية ومبعوثين من واشنطن والدول الأوروبية وشخصيات من المجتمع المدني الأفغاني.
وتركز المحادثات التي تجري في أوسلو على حقوق الإنسان والأزمة الإنسانية في أفغانستان، حيث يهدد الجوع الملايين من السكان.
وهذه هي الزيارة الأولى لوفد من حركة طالبان إلى أوروبا منذ عودتها إلى السلطة في أغسطس/ آب الماضي عندما بدأت القوات الدولية بالانسحاب النهائي من أفغانستان. وسيرأس وفد الحركة وزير الخارجية في حكومتها أمير خان متقي.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن الموضوعات التي ستطرح على جدول الأعمال هي “تشكيل نظام سياسي تمثيلي والاستجابة للأزمات الإنسانية والاقتصادية الملحة والمخاوف الأمنية وتلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان، وبخاصة تعليم الفتيات والنساء”.
وتأمل حركة طالبان بأن تساعد المحادثات على “الانتقال من جو الحرب إلى وضع سلمي”، حسبما قال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد لوكالة فرانس برس.
ولم تعترف أي دولة حتى الآن بحكومة طالبان، وقد أكد وزير الخارجية النرويجي، أنيكين هويتفيلد، على أن المحادثات “لا تمثل إضفاء للشرعية على طالبان ولا اعترافاً بها”.
وقال هويتفيلد: “لكن علينا أن نتحدث إلى سلطات الأمر الواقع في البلاد. لا يمكننا أن نسمح للوضع السياسي بأن يقود إلى كارثة إنسانية أسوأ”.
مشاركة حكومة طالبان
لقد تدهور الوضع الإنساني في أفغانستان بشكل كبير منذ أغسطس/ آب الماضي. فقد حذرت الأمم المتحدة من أن خمسة وتسعين في المائة من الشعب الأفغاني سيعانون من الجوع.
وقد توقفت بشكل مفاجئ المساعدات الدولية، التي مولت حوالي 80 في المائة من الميزانية الأفغانية، وجمدت الولايات المتحدة مبلغ 9.5 مليار دولار من الأصول الأفغانية في البنوك الأمريكية.
وارتفعت معدلات البطالة بشكل كبير ولم تُدفع رواتب موظفي الحكومة منذ شهور في البلاد التي دمرتها موجات عديدة من الجفاف.
وتقول الأمم المتحدة إنها تحتاج إلى 4.4 مليار دولار من الجهات المانحة هذا العام لمواجهة الأزمة الإنسانية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة إنه “سيكون من الخطأ إخضاع شعب أفغانستان لعقاب جماعي فقط لأن سلطات الأمر الواقع لا تتصرف بشكل لائق”.
وقال كاي إيدي، وهو مبعوث سابق للأمم المتحدة إلى أفغانستان، لوكالة فرانس برس: “لا يمكننا أن نستمر في توزيع المساعدات بالالتفاف على طالبان.”
وأضاف “إذا كنت تريد أن تكون فعالاً، فعليك أن تُشرك الحكومة بصورة أو بأخرى”.
وينتظر المجتمع الدولي ليرى كيف سيحكم المتشددون الإسلاميون أفغانستان، بعد أن داسوا على حقوق الإنسان خلال فترة حكمهم الأولى بين عامي 1996 و 2001.
وبينما تزعم حركة طالبان أنها باتت تواكب الحداثة، إلا أن النساء ما زلن يتعرضن للاستبعاد من الوظائف الحكومية ولا تزال المدارس الثانوية مغلقة في وجه الفتيات.
اعتراضات
وفي اليوم الأول من المحادثات التي تجري خلف أبواب مغلقة، من المتوقع أن يلتقي وفد طالبان مع أفراد من المجتمع المدني الأفغاني، من بينهم قيادات نسوية وصحفيون.
وقالت نرجس نيهان، وهي وزيرة أفغانية سابقة للمناجم والبترول تعيش الآن في النرويج، إنها رفضت دعوة للمشاركة في المحادثات.
وقالت إنها تتخوف من أن تؤدي المحادثات إلى “تطبيع طالبان وتقويتها، في حين لا يوجد مجال لأن تتغير”.
وقالت: “إذا نظرنا إلى ما جرى في المحادثات خلال الأعوام الثلاثة الماضية، فسنجد أن طالبان استمرت في الحصول على ما تريد من المجتمع الدولي والشعب الأفغاني، لكن لا يوجد شيء واحد قدموه من جانبهم”.
وتساءلت الوزيرة السابقة قائلة: “ما هي الضمانة لالتزامهم بوعودهم هذه المرة؟”، مشيرة إلى أن الناشطات والصحفيين ما زالوا يتعرضون للاعتقال في أفغانستان.
وفي هذه الأثناء، انتقد داوود مراديان، رئيس المعهد الأفغاني للدراسات الاستراتيجية المقيم الآن خارج افغانستان، مبادرة السلام النرويجية.
وقال إن “استضافة أعضاء بارزين في طالبان تلقي بظلال الشك على الصورة العالمية للنرويج كبلد يهتم بحقوق النساء، في وقت رسخت طالبان عملياً نظام فصل عنصري على أساس الجندر”.
يُذكر أن النرويج لديها سجل حافل بالوساطة في الصراعات، بما في ذلك في الشرق الأوسط وسيريلانكا وكولومبيا.
[ad_2]
Source link