التحرش الجنسي: السعودية تهدد بسجن ناشري الشائعات على وسائل التواصل الاجتماعي
[ad_1]
- سباستيان أشر
- محرر الشؤون العربية – بي بي سي
حذرت السلطات السعودية من أن أي شخص ينشر شائعات “لا أساس لها” على وسائل التواصل الاجتماعي قد يواجه عقوبة السجن لمدة خمس سنوات بالإضافة إلى غرامة مالية كبيرة.
يأتي ذلك بعد أن أدى إلغاء حفلة غنائية في مدينة الرياض إلى ظهور تقارير على الإنترنت عن تعرض شابات للتحرش الجنسي في طريق عودتهن إلى منازلهن.
بعض النساء أبلغن بي بي سي عن مخاوفهن إزاء نشر معلومات حول ما جرى بعد إلغاء الحفلة.
وبدا مسؤول الترفيه في السعودية وهو يسخر من ادعائاتهن في عدد من التغريدات.
وهذا هو التطور الأخير في الصدام الثقافي والاجتماعي الذي ولده انفتاح السعودية من مجتمع متقشف ومحافظ جداً إلى مجتمع يستضيف الآن فعاليات ترفيهية كبيرة.
وكان الحفل الذي طال انتظاره، والذي تحييه فرقة “ستراي كيدز” الكورية الجنوبية، قد ألغي في اللحظة الأخيرة من مساء يوم 14 يناير/ كانون الثاني بسبب الرياح الشديدة. وقد عانى المعجبون الذين خيبت آمالهم في إيجاد وسيلة للعودة إلى بيوتهم من مكان الحفلة في ضواحي العاصمة السعودية.
وبدأت تقارير بالظهور على وسائل التواصل الاجتماعي تتحدث عن فقدان بعض الفتيات، وتطلق تحذيرات أيضاً من التحرش الجنسي. وبدا أن هناك ذعراً على الأقل على الإنترنت. وانتشرت الوسومات، مما عزز من الشعور بالخطر.
ولا تزال الحقيقة غير واضحة حتى الآن.
وذكر الكثير من الأشخاص الذين يقولون إنهم كانوا هناك بأنه لم تقع حوادث كهذه وأن المنظمين قاموا بعمل جيد في ظروف صعبة.
ربما تكون القضية قد تعززت بحقيقة أنه بحلول المساء، نُشرت صور لرجال يفترض بأنهم يتحرشون بالنساء- ولكن بعض تلك الصور أخذت بشكل عشوائي من حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي أو ببساطة من حسابات لمشاهير. وقوضت هذه المشكلة تأكيدات عدد من النساء بأن هذه الحوادث وقعت.
ونشر رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه السعودية، تركي آل الشيخ عدداً من التغريدات لاحقاً بدا فيها وكأنه يسخر من التقارير حول التحرش باعتبارها ملفقة تماماً.
وسرعان ما ظهرت حسابات وهمية، تسخر من التقارير التي تحدثت عن التحرش أو عن فقدان فتيات، وتتهم من نشرها أو أعاد نشرها بالكذب من أجل تشويه سمعة السعودية وإحراجها.
لكن العديد من النساء اللواتي تحدثن لبي بي سي سابقاً حول مخاوفهن من تعرض النساء للتحرش في الفعاليات الترفيهية في المملكة، يؤكدن على أن بعض ما تم الإبلاغ عنه حقيقي. وهن يعترفن بأن هذا يصعب إثباته- حيث لا يبدو أن هناك مقاطع فيديو أو صور تدعم مزاعمهن، لكن مخاوفهن تتعدى هذا الأمر.
تقول هؤلاء النساء إن بعض من نشروا التقارير على وسائل التواصل الاجتماعي أو استضافوا نقاشات على الإنترنت حول ما يعتقدون أنه حدث تلقوا تهديدات وأغلقت حساباتهم. ويعتقدون بأن رد الفعل الرسمي يهدف إلى تكميم أفواه أولئك الذين قد يشوهون الصورة الجديدة للسعودية، باعتبارها مركز ترفيه مفتوح ومُرحب بالجميع في المنطقة.
ويتخوفن من أن يؤدي ذلك إلى تثبيط النساء عن الحديث علناً حول تجاربهن مع التحرش الجنسي-وهو أمر مقيد بالفعل بالعادات الاجتماعية التقليدية السائدة في المملكة.
تأتي هذه الضجة حول حدث ترفيهي بعد أسابيع من مهرجان “أم دي أل بيست” الموسيقي الذي استمر أربعة أيام في الرياض، والذي اجتذب ليس فقط مئات الآلاف من الأشخاص، وإنما أيضاً نوعاً من ردة الفعل السلبية من جانب العناصر المحافظة في المملكة.
وكان منظمو الحدث قد أصدروا مدونة سلوك نصت على أنه لن يكون هناك تسامح أبداً مع أي شكل من أشكال التحرش.
ومما عزز الشعور بجدية السلطات السعودية في التعامل مع هذه المسألة هو القضية الحديثة لرجل أدين بالتحرش الجنسي. ونُشر اسمه في وسائل الإعلام المحلية- وهي المرة الأولى التي يتم فيها هذا.
ويقول أنصار المشروع الطموح لولي العهد السعودي في فتح المملكة أمام العالم، إن هذه هي مجرد مشاكل بسيطة، ولا مناص من حدوثها عندما يمر مجتمع تقليدي بمثل هذه التغييرات الكبيرة.
لكن بالنسبة للنساء اللواتي عبرن عن قلقهن حول ما يعتقدن أنه جرى يوم 14 يناير/ كانون الثاني، فإن الخوف هو أن تكون حريتهن للتعبير عن رأيهن قد تم تقييدها بشكل أكبر.
[ad_2]
Source link