كأس الأمم الأفريقية: قصة التمرد الذي يلقي بظلاله على المنافسات في الكاميرون
[ad_1]
- جيمس كوبنال
- بي بي سي نيوزداي، ليمبي، الكاميرون
فيما يتألق مجموعة من لاعبي كرة القدم الصغار وهم يتعرقون خلال لعبهم في وقت متأخر من فترة الظهيرة، تثير أحذيتهم سحبا صغيرة من الغبار أثناء العدو.
هم يلعبون على مرمى حجر من الأمواج الرائعة للمحيط الأطلسي، وفي ظل القمة المثلثة لجبل الكاميرون.
كما أنهم متحمسون بشكل واضح لأن مدينتهم ليمبي تستضيف مباريات كأس الأمم الأفريقية (أفكون) التي انطلقت فعالياتها يوم الأحد الماضي.
ويقول إريك: “إنه لمن دواعي السرور الكبير لنا نحن الكاميرونيين أن نرحب بأشخاص من بلدان أخرى في هذه البطولة الرائعة”.
بينما يقول فريدريك، الذي يلعب كحارس مرمى لأحد أفضل الفرق في ليمبي إنه لا يطيق الانتظار حتى يلقي نظرة على نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز مثل المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني.
وهو حتى الآن لم يتمكن من مشاهدتهما إلا على شاشة التلفزيون.
ومضى يقول:”ربما يمكنني التحدث معهما، والترحيب بهما، سأكون سعيدا جدا”.
ومدينة ليمبي هي الوحيدة في مناطق الكاميرون الناطقة باللغة الإنجليزية التي تستضيف مباريات كأس الأمم الأفريقية، ومثلما يلوح جبل الكاميرون فوق أرضية ملعب إريك وفريدريك، هناك ظل كئيب يخيم على البطولة هنا.
فمنذ ما يقرب من 5 سنوات، تمزقت مناطق الكاميرون الناطقة بالإنجليزية بسبب الحرب الأهلية.
وكان الفرنسيون والبريطانيون قد قاموا بتقسيم الكاميرون، وترك هذا الإرث الاستعماري فجوة لغوية.
وشكا الناطقون بالإنجليزية، لعقود بعد الاستقلال، من تهميشهم مع تركز القوة السياسية والاقتصادية في أيدي الأغلبية الناطقة بالفرنسية.
وقاد المحامون والمعلمون في عام 2016 حركة احتجاجية سلمية في مناطق الكاميرون الناطقة بالإنجليزية، فتم القبض على العديد منهم وفي غضون بضعة أشهر كانت المنطقة في حالة حرب.
“الجحيم على الأرض”
لا أحد يعرف بالضبط عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم، على الرغم من اتهام كل من الجماعات الانفصالية والقوات الحكومية بارتكاب فظائع.
ولقد تم إجبار أكثر من مليون شخص على ترك منازلهم.
ويقول أكامي كينغسلي نغول، الذي كان يدير مدرسة في مونيينغ الواقعة في شمال ليمبي: “كان الأمر أشبه بالجحيم على الأرض”، وقد اضطر إلى الفرار عندما بدأ الرصاص ينهمر.
وتابع قائلا: “احترق كل شيء كنت أمتلكه، منزلي وكل شيء آخر”.
وبعد عودة معظم المدرسين والتلاميذ إلى ليمبي، عادت المدرسة للعمل مرة أخرى وإن كان ذلك في مكان مستأجر حيث تجعل الجدران الخشبية في الطابق الأرضي من المبنى المكون من ثلاثة طوابق ذلك المبنى يبدو وكأنه حل مؤقت.
وتعين على المعلمين التعامل مع العديد من الصعوبات، بما في ذلك الطلاب الذين فاتتهم سنوات عديدة من التعليم.
ولم يعد أحد يذهب إلى المدرسة. ومثل معظم سكان الكاميرون في المناطق الناطقة بالإنجليزية، تحولت ليمبي إلى ما يُعرف هنا باسم “مدينة الأشباح” بسبب تهديدات الجماعات الانفصالية بمهاجمة أي شخص يذهب إلى العمل أو المدرسة.
وتعرضت مدارس أخرى في المنطقة للهجوم حيث قُتل تلاميذ ومدرسون.
و ليس ذلك كل شئ. يشعر الشاب أوغسطين أكوا بالسعادة لأنه وجد مكانا آمنا في مدينة ليمبي، لكنه يقول إنه والعديد من الطلاب النازحين الآخرين يكافحون من أجل تغطية نفقاتهم “فشراء الكتب المدرسية صعب، حتى الحصول على ما يكفي من الطعام، فهذه هي الصعوبات التي نواجهها”.
لكن ذلك لم يمنعه من متابعة دراسته، وهو يحلم بأن يصبح مهندس بترول حتى يتمكن من إعالة أسرته.
ولقد وجدت تصميما مماثلا لدى النازحين الذين التقيت بهم في مدينة ليمبي، فهم مصممون على تحسين حياتهم.
ومثال آخر هي رينغنويو لوفيتا نغالا التي أنشأت خدمة نظافة غود غريس كلينينغ سيرفيس لمنح النازحين مثلها فرص العمل في التنظيف وغسيل الملابس وإزالة الأعشاب الضارة والزراعة وغيرها من الخدمات.
وفي الشهر الجيد، يمكن للناس أن يكسبوا أكثر من 40 دولارا، وهو ليس بالمبلغ الكبير ولكنه يكفي لدفع الإيجار أو الرسوم المدرسية.
ويأمل الكثيرون في أن تجلب كأس الأمم الأفريقية القليل من الراحة من مخاوفهم اليومية.
وليس فقط أولئك الذين شردهم الصراع في المناطق الناطقة بالإنجليزية هم الذين يشعرون بآثاره.
ففي فندق سيما بيتش، وهو مبنى قديم مترامي الأطراف يقع بجوار البحر مباشرة، اضطروا إلى تسريح 80 في المئة من موظفيهم في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب الأزمة ووباء كوفيد.
وقد تجلب كأس الأمم الأفريقية الوفود والمشجعين إلى الفنادق وتبقي الأسواق نشطة، لكن ماذا سيحدث بعد البطولة؟
وهناك أيضا سؤال حول ما إذا كانت ممارسة مباريات كأس الأمم الأفريقية في ليمبي أمرا خطيرا.
فالانفصاليون لا يريدون أن تقام البطولة هنا وهددوا بتعطيلها.
تعزيز الأمن
اعترف إينغامبا إيمانويل لودو، وهو مسؤول رفيع المستوى في الكاميرون، بأن قنبلة انفجرت مؤخرا. وعلى الرغم من عدم إصابة أحد، لكنه قال إن السلطات ستبقي الفرق والمشجعين في أمان تام خلال البطولة.
وكجزء من هذا الجهد، يمكن رؤية جنود مدججين بالسلاح من وحدة النخبة، لواء التدخل السريع، وهم يقومون بدوريات في شوارع مدينة ليمبي.
ويعتقد فيليكس أغبور بالا، المحامي والناشط في مجال حقوق الإنسان والذي كان من أبرز الأصوات المناهضة للتهميش في المرحلة السلمية من النضال، أن الحكومة والانفصاليين يفتقدون المرونة.
ويقول بالا إن على الانفصاليين إعلان وقف لإطلاق النار خلال البطولة، ويجب على الحكومة إطلاق سراح السجناء بمن فيهم الزعيم الانفصالي أيوك تاب.
وحتى الآن يبدو أن هناك القليل من الدلائل على حدوث ذلك، فهناك القليل من المؤشرات على أن الجانبين يثقان ببعضهما البعض بما يكفي للانخراط في نوع من المناقشات اللازمة لإنهاء الأزمة.
ويشير ناشطون مثل إستر نغومو أومام إلى أنه بينما يتقاتل الرجال فإن النساء والأطفال هم الأكثر معاناة.
وتأمل السلطات في أن تتمكن كأس الأمم الأفريقية من جمع الناس معا، وحتى أولئك الذين يشككون في الحكومة المركزية قد يذهبون إلى الملعب في ليمبي لمشاهدة ألمع نجوم كرة القدم في القارة.
ومع ذلك، سوف يستغرق الأمر أكثر من ذلك بكثير لتضميد جراح السنوات القليلة الماضية.
الإرث الاستعماري الفريد للكاميرون
• استعمرتها ألمانيا عام 1884
• القوات البريطانية والفرنسية تجبر الألمان على المغادرة عام 1916
• انقسمت الكاميرون بعد 3 سنوات حيث ذهبت 80 في المئة من مساحتها إلى الفرنسيين و 20 في المئة إلى البريطانيين
• حصلت الكاميرون التي تديرها فرنسا على استقلالها عام 1960
• بعد استفتاء عام 1961، تم تقسيم الأراضي البريطانية حيث صوت جنوب الكاميرون للانضمام إلى الكاميرون، بينما انضم شمال الكاميرون إلى نيجيريا الناطقة باللغة الإنجليزية
أبرز المحطات في تاريخ الكاميرون
- 1520 – أنشأ البرتغاليون مزارع قصب السكر ودشنوا تجارة الرقيق في الكاميرون.
- القرن السابع عشر – استولى الهولنديون على تجارة الرقيق من البرتغاليين.
- 1884 – أصبحت الكاميرون مستعمرة ألمانية.
- 1911 – بموجب معاهدة فاس، الموقعة لتسوية أزمة أغادير حول الصراع الفرنسي الألماني على المغرب، تنازلت فرنسا عن أراضيها في الشرق والجنوب لألمانيا.
- 1916 – القوات البريطانية والفرنسية تجبر الألمان على مغادرة الكاميرون.
- 1919 – إعلان لندن يقسم الكاميرون إلى مناطق إدارية فرنسية (80 في المئة) وبريطانية (20 في المئة). وتنقسم المنطقة البريطانية إلى شمال وجنوب الكاميرون.
- 1960 – حصلت الكاميرون الفرنسية على استقلالها وأصبحت جمهورية الكاميرون، وكان أحمدو أهيجو أول رئيس للبلاد.
- 1961 – انقسمت مستعمرات الكاميرون البريطانية بين الكاميرون ونيجيريا بعد استفتاء.
- 1966 – تشكل الاتحاد الوطني الكاميروني من 6 أحزاب رئيسية ليصبح الحزب الشرعي الوحيد في البلاد.
- 1972 – أصبحت الكاميرون دولة اتحادية بعد استفتاء وطني، وتم تغيير اسمها إلى جمهورية الكاميرون الاتحادية.
- 1982 – رئيس الوزراء بول بيا يخلف الرئيس أهيجو الذي استقال.
- 1983 – ذهب الرئيس السابق أهيجو إلى المنفى بعد أن اتهمه الرئيس بيا بتدبير انقلاب.
- 1984 – انتخاب الرئيس بيا لأول ولاية كاملة كرئيس، حيث قام بتغيير اسم البلاد إلى جمهورية الكاميرون.
- أكتوبر 1992 – أُعيد انتخاب بول بيا في أول انتخابات رئاسية متعددة الأحزاب في الكاميرون.
- 1994 – اشتعال القتال بين الكاميرون ونيجيريا حول شبه جزيرة باكاسا المتنازع عليها والغنية بالنفط.
- 1996 – مزيد من الاشتباكات الحدودية الكاميرونية النيجيرية.
- مايو 1996 – الكاميرون ونيجيريا تتفقان على وساطة الأمم المتحدة بشأن شبه جزيرة باكاسا.
- مايو 1997 – حزب الرئيس بيا، الحركة الديمقراطية الوطنية الكاميرونية (الاتحاد الوطني الكاميروني سابقا)، يفوز بأغلبية المقاعد في البرلمان وسط مزاعم بحدوث مخالفات.
- أكتوبر 1997 – إعادة انتخاب الرئيس بيا في اقتراع قاطعته أحزاب المعارضة الرئيسية.
- 1998 – صنفت الكاميرون على أنها أكثر دول العالم فسادا من قبل منظمة الشفافية الدولية لمراقبة الأعمال.
- يونيو 2000 – البنك الدولي يوافق على تمويل مشروع النفط وخطوط الأنابيب في الكاميرون وتشاد على الرغم من الانتقادات الشديدة من نشطاء البيئة وحقوق الإنسان.
- أكتوبر 2000 – الكنيسة الكاثوليكية في الكاميرون تندد بالفساد قائلة إنه تغلغل في جميع مستويات المجتمع.
- أكتوبر 2001 – تزايد التوتر بين الحكومة والانفصاليين الذين يمارسون الضغط لصالح 5 ملايين من المتحدثين باللغة الإنجليزية في البلاد، وقد أسفرت الاضطرابات عن 3 قتلى واعتقالات عديدة.
- أكتوبر 2002 – حكم محكمة العدل الدولية يمنح الكاميرون السيادة على شبه جزيرة باكاسي الغنية بالنفط، لكن نيجيريا التي تحتل قواتها المنطقة ترفض الحكم.
- يونيو 2006 – وافقت نيجيريا على سحب قواتها من شبه جزيرة باكاسي لتسوية نزاعها الحدودي الطويل مع الكاميرون. كما وافق نادي باريس على إلغاء جميع ديون الكاميرون البالغة 3.5 مليار دولار تقريبا.
- نوفمبر 2007 – اشتباه في قيام مسلحين نيجيريين بقتل 21 جنديا كاميرونيا في شبه جزيرة باكاسي.
- فبراير 2008 – إضراب النقل في جميع أنحاء البلاد احتجاجا على أسعار الوقود يتحول إلى سلسلة من المظاهرات المناهضة للحكومة في العاصمة ياوندي مما أسفر عن مقتل 17 شخصا على الأقل.
- ابريل 2008 – البرلمان يعدل الدستور للسماح للرئيس بيا بالترشح لولاية ثالثة في عام 2011. والمعارضة تدين هذه الخطوة باعتبارها “انقلاب دستوري”.
- يناير 2011 – الكاميرون تحصل على قرض صيني لبناء ميناء بحري عميق في كريبي، وهي محطة لخط أنابيب نفط من تشاد.
- أكتوبر 2011 – فاز بول بيا في انتخابات الرئاسة بأغلبية ساحقة، وقد رفض معارضوه النتيجة.
- فبراير 2013 – اختطفت جماعة بوكو حرام أسرة فرنسية مكونة من 7 أفراد بالقرب من الحدود النيجيرية ثم أطلق سراحها بعد شهرين.
- يناير 2014 – إطلاق سراح قس فرنسي اختطفه مسلحون إسلاميون في أقصى شمال الكاميرون في نوفمبر 2013.
- مايو 2014 – الكاميرون تنشر حوالي ألف جندي على الحدود مع شمال نيجيريا لمواجهة التهديد المتزايد من عمليات التوغل والاختطاف من قبل بوكو حرام.
- أكتوبر 2014 – إطلاق سراح 27 رهينة اختطفتهم بوكو حرام في الكاميرون في وقت سابق من العام بينهم 10 عمال صينيين وزوجة نائب رئيس الوزراء.
- يناير 2015 – تشاد تتعهد بتقديم دعم عسكري للكاميرون ضد بوكو حرام.
- نوفمبر 2016 – احتجاجات عنيفة ضد فرض اللغة الفرنسية في المناطق الناطقة بالإنجليزية من الكاميرون.
- مارس 2017 – استمرار اضطرابات الأقلية الناطقة باللغة الإنجليزية في المناطق الشمالية والجنوبية الغربية.
- مارس 2018 – مقتل جنديين في اشتباكات مع انفصاليين في مناطق ناطقة باللغة الإنجليزية.
- أكتوبر 2018 – الرئيس بول بيا يفوز بفترة ولاية سابعة في تصويت تميز بضعف الإقبال وترهيب الناخبين.
[ad_2]
Source link