السعودية ولبنان: هل ينسف الخلاف بين نصر الله والملك سلمان فرص تحسين العلاقات بين البلدين؟
[ad_1]
تبدو العلاقات بين لبنان، والمملكة العربية السعودية، على موعد مع تأزم جديد، ربما يبدد ثمرة كل الجهود، التي بذلت لترميم العلاقات بين بيروت، ومعظم العواصم الخليجية، عقب الأزمة الدبلوماسية الأخيرة، التي سببها وزير الإعلام اللبناني المستقيل، جورج قرداحي، جراء تصريح له قبل توليه الوزارة، كان قد هاجم فيه سياسة السعودية ودول الخليج، بشن حرب على اليمن.
نصر الله يهاجم
أما التأزم الجديد المتوقع، فقد بدت دلائله، بعد ماورد في كلمة للأمين العام لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله، بمناسبة الذكرى الثانية، لمقتل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، وأبي مهدي المهندس النائب السابق لرئيس الحشد الشعبي العراقي، في غارة أمريكية بمحيط مطار بغداد في 3 يناير/ كانون الثاني عام 2020.
وهاجم نصر الله في كلمته المملكة العربية السعودية، متهما إياها بدعم الإرهاب، في معرض رده على تصريحات للعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أدلى بها في 30 كانون الأول/ ديسمبر 2021 وحث فيها السلطات اللبنانية، على تغليب مصالح شعبها و”إيقاف هيمنة حزب الله الإرهابي” على حد وصفه.
ووجه نصر الله حديثه للملك سلمان قائلا: “يا حضرة الملك، الإرهابي هو الذي صدر الفكر الوهابي الداعشي إلى العالم وهو أنتم، الإرهابي هو الذي أرسل آلاف السعوديين، لينفذوا عمليات انتحارية في العراق وفي سوريا وهو أنتم، الإرهابي هو الذي يشن حربا 7 سنوات على الشعب المظلوم في اليمن، ويقتل الأطفال والنساء ويدمر البشر والحجر وهو أنتم”.
وأضاف نصر الله: “الإرهابي هو الذي يقف إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، في كل حروبها، ويفتح لها أرضه وقواعده العسكرية، لتمارس جرائمها ضد الإنسانية وهو أنتم. الإرهابي هو الذي يمول كل جماعات الفتن والحروب الأهلية، في لبنان والمنطقة وهو أنتم”.
وبدا أن الأمين العام لحزب الله اللبناني، كان يدرك حجم العاصفة التي ستثيرها كلماته، التي وجهها للقيادة السعودية إذ أنه قال قبل أن يدخل في حديثه بهذا الشأن “بعرف رح تقوم القيامة بكرا”، مسلما بأن كلامه قد يجهض مساعي رئيس الحكومة اللبنانية لرأب الصدع مع المملكة ودول الخليج، فأضاف قائلا “ورح يقولوا خرب لنا العلاقات مع السعودية”.
وقد صدقت توقعات نصر الله، إذ أنه ومنذ أنهى خطابه الذي وجه فيه تلك الاتهامات للسعودية بالإرهاب، وردود الفعل لم تتوقف سواء داخل لبنان أو داخل السعودية، التي واجه مسؤولون وإعلاميون فيها، حديث نصر الله بردود فعل قوية وغاضبة.
حكومة ميقاتي تنأى بنفسها
على الصعيد الداخلي في لبنان، سارع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، إلى إصدار بيان عاجل، شدد فيه على أن كلام الأمين العام لـ”حزب الله” بحق المملكة، “لا يمثل موقف الحكومة اللبنانية والشريحة الأوسع من اللبنانيين”.
وأشار ميقاتي في بيان الحكومة، إلى أن مواقف نصر الله المسيئة للسعودية والخليج، تسئ إلى اللبنانيين قبل سواهم، مؤكدا أنه “ليس من مصلحة لبنان الإساءة إلى أي دولة عربية، خصوصا دول الخليج”، خاتما البيان بالدعوة إلى “الرأفة بهذا الوطن”، قائلا “بالله عليكم إرحموا لبنان واللبنانيين وأوقفوا الشحن السياسي والطائفي البغيض”.
من جانبها أعربت الرئاسة اللبنانية، عن حرصها على علاقات لبنان العربية والدولية، لاسيما مع دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية، ونقل حساب الرئاسة في “تويتر” عن الرئيس ميشال عون قوله: “حريصون على علاقات لبنان العربية والدولية لاسيما مع دول الخليج وفي مقدمتها السعودية، وهذا الحرص يجب أن يكون متبادلا لأنه من مصلحة لبنان ودول الخليج على حد سواء”.
غضب في السعودية
على الجانب السعودي، قوبلت تصريحات الأمين العام لحزب الله اللبناني، بغضب شديد من قبل أمراء سعوديين وإعلاميين، ورد الأمير عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز، على تصريحات أمين عام “حزب الله”، مطالبا إياه بإعطاء نماذج عن عمليات تنظيم “داعش” الإرهابي ضد إيران.
وخاطب بن مساعد نصر الله، في سلسلة تغريدات عبر حسابه في “تويتر” قائلا : “أخيرا يا كاذب العصر يا أبا رغال: كدنا أن نصدق من خطابك أن إيران جمعية خيرية يعم خيرها وسلامها العالم ودستورها ينص على تصدير الورود وأغصان الزيتون إلى العالم”.
أما سفير السعودية لدى لبنان، وليد البخاري، فقد غرد في نفس الاتجاه على تويتر، منتقدا نصر الله دون ذكر اسمه حيث قال في تغريدة له إن ” افتراءات أبي رغال العصر وأكاذيبه لايسترها الليل وإن طال ولا مغيب الشمس ولو حرمت الشروق والزوال”.
وتأتي تصريحات الأمين العام لحزب الله اللبناني الأخيرة، في وقت تحاول السلطات اللبنانية، إصلاح العلاقات مع السعودية التي تدهورت بصورة ملحوظة، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حين استدعت المملكة سفيرها من بيروت وحظرت جميع الواردات اللبنانية.
وجاءت الخطوة السعودية، بعد تصريحات لوزير الإعلام اللبناني المستقيل، جورج قرداحي، الذي قال في مقابلة تلفزيونية، أجريت معه قبل توليه المنصب، إن الحرب في اليمن عبثية، ووصفها بأنها عدوان من قبل التحالف الذي تقوده السعودية، وفي مطلع كانون الأول/ديسمبر الماضي، استقال قرداحي، من منصبه في خطوة تبعتها عدة خطوات من قبل الحكومة اللبنانية، مدعومة بتدخل فرنسي لإصلاح العلاقات بين البلدين.
تأثيرات على العمالة اللبنانية
ويعمل ويعيش في منطقة الخليج، الآلاف من اللبنانيين، الذين أشارت عدة تقارير، إلى أنهم يحبسون أنفاسهم خشية الترحيل، مع كل أزمة بين لبنان والسعودية، أو أي من دول المنطقة، خاصة الشيعة منهم ومن يرتبطون بحزب الله.
ويتفاوت انتشار اللبنانيين، في دول الخليج من حيث العدد، إذ تأتي السعودية في المقدمة، ويقيم بها نحو 300 ألف لبناني، ثم الإمارات بنحو 200 ألف مقيم. وفي المرتبة الثالثة الكويت،التي تضم نحو 50 ألف لبناني. أما قطر فتأتي رابعاً بنحو 25 ألف لبناني، ثم البحرين بنحو 5 آلاف لبناني، بينما تحل سلطنة عمان، في المرتبة الخامسة بنحو 4 آلاف لبناني.
ويرسل هؤلاء بنحو 60 بالمئة، من مجمل تحويلات المغتربين اللبنانيين حول العالم، والتي تشكل في مجملها نحو 20 بالمئة، من الناتج المحلي. علماً أن قيمة التحويلات الخارجية تتفاوت بين الأرقام الرسمية، التي تشير إلى تحويل ما بين 7 إلى 8 مليار دولار سنوياً، وبين الأرقام غير الرسمية التي تشير إلى دخول نحو 12 مليار دولار.
وانتقد مجلس التنفيذيين اللبنانيين بالسعودية، والذي يضم رجال أعمال ومدراء تنفيذيين، ماورد في خطاب نصر الله الأخير، خاصة ماقاله عن أن السعودية بشكل خاص، والخليج بشكل عام، يتخذ اللبنانيين العاملين لديه “رهائن” ليهدد بهم الدولة اللبنانية.
وقال المجلس في بيان مطول له: “توجه المجلس الى أصحاب مقولة ‘الرهائن’ بالسؤال: كم من اللبنانيين تواقين إلى مغادرة لبنان وفورا؟ والى أي مكان في العالم؟ وباي ثمن؟ وأن حلمهم هو إيجاد فرصة عمل في احدى دول الخليج العربي وفي المملكة العربية السعودية تحديدا؟.. وما اوصلنا الى هذا الدرك المفجع إلا تلطي المفسدين بعباءة حزب إيران في لبنان”.
هل يقوض الخلاف بين حزب الله اللبناني والسعودية جهود الحكومة اللبنانية لإصلاح العلاقات بين البلدين؟
كيف رأيتم اتهام الأمين العام لحزب الله للسعودية بالإرهاب؟
ولماذا برأيكم يتجدد الخلاف بين الجانبين بين وقت وآخر؟
هل تتفقون مع ماقالته الحكومة اللبنانية من أن حديث نصر الله يسئ للبنانيين قبل غيرهم؟
وكيف ترون نأي حكومة ميقاتي بنفسها عما قاله حسن نصر الله؟
هل ترون للخلاف القائم بين حزب الله والسعودية تأثيرا على اللبنانيين العاملين والمقيمين بالسعودية ودول الخليج؟
وهل من الممكن أن تقوم السعودية بترحيل عمال لبنانيين ردا على نصر الله؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 6 كانون الثاني/ يناير
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link