عبد الله حمدوك: هل تصب استقالة رئيس الوزراء في صالح الحكم العسكري في السودان؟- صحف عربية
[ad_1]
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
تناول عدد من الكتّاب في صحف سودانية استقالة رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، وتداعياتها على المشهد السوداني والسيناريوهات المحتملة على مستقبل قيادة البلاد.
واعتبر البعض استقالة حمدوك بأنها “خاطئة وخطيرة” وأن العسكريين هم الرابحون منها. وآخرون أنحوا باللائمة على حمدوك حينما قبل التوقيع على اتفاق مع العسكريين عاد بموجبه إلى منصبه بعد الانقلاب الذي قاده قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
ويرى فريق ثالث أن حمدوك حاول أن يكون “كلمة السر في موازنة صعبة بين طرفي الحكم المدني والعسكري”، وأنه “اختار الانسحاب”.
“أمر مؤسف”
قالت صحيفة “الصيحة” السودانية نقلا عن الأمين العام لحزب الأمة القومي، الواثق البربر، قوله إن لاستقالة حمدوك “تداعيات سياسية ودستورية كبيرة… وخطوة حمدوك ستعيد رئيس السودان إلى الحكم العسكري مؤقتا، لكن مع استمرار الضغط الشعبي المحتمل ربما تسارع القيادة الحالية في تعيين رئيس وزراء مدني”.
كما نقلت الصحيفة عن المتحدث باسم حزب المؤتمر السوداني، نور الدين بابكر، قوله إن “عودة حمدوك إلى منصبه بعد اتفاق مع رئيس مجلس السيادة لم تغير في المشهد شيئا، فاستمرت المظاهرات والحراك المناهض، وسيحدث نفس الشيء بعد استقالته”، مرجحا أن “استقالة حمدوك ستزيد من الحماس لاستكمال مهام الثورة”.
وقالت صحيفة “سودان تريبون” نقلا عن وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، جبريل إبراهيم، وصفه استقالة حمدوك في هذا التوقيت “بالأمر المؤسف للغاية”.
وقال: “دعونا نحيل هذه المحنة إلى منة وفرصة للم الشمل والعبور بالوطن إلى بر الأمان. مسئولية القوى السياسية اليوم وحاجتها إلى الوقوف مع النفس ومراجعة المواقف أكبر من أي وقت مضى”.
“استقالة خاطئة وخطيرة”
وصف مرتضى الغالي، في صحيفة “الراكوبة”، استقالة حمدوك بأنها “استقالة خاطئة وخطيرة لا كاسب منها غير “الانقلابيين”.
ويرى أن الخطوة “قرار شديد الخطورة على الوضع الحالي في السودان يجعل ظهر الثورة مكشوفا ويجعل حياة الشباب الذي يتظاهر سلميا لحماية الثورة مكشوفا في وقت يواجهون فيه القتل الصريح برصاص الانقلاب الحي”.
ويقول: “لو كان حمدوك بقى في منصبه المُعترف به مراسيميا ودوليا (على الأقل)، حتى بدون تشكيل وزارة وحتى من غير عمل، لكان في ذلك رمزية تقلل شيئا ما من توحش الانقلابيين. أما باستقالته هذه فهو يترك الميدان خاليا للانقلابيين ليعيثوا فسادا كما شاءوا”.
ويضيف: “نحن لا نتفق مع قراءة حمدوك (وقد نكون مخطئين) بأن أزمة البلاد هي أزمة سياسية بالمطلق؛ إنما هي في جوهرها أزمة بين الشعب جميعه وبين الانقلابيين المسلحين وفلولهم!! لو كان حمدوك أجرى معادلة مرتجلة وسأل نفسه من هو الطرف الأكثر سعادة وإفادة من استقالته لأحجم عن تقديمها”.
وينحي سيف الدولة حمدناالله، في صحيفة “الراكوبة”، باللائمة على حمدوك في “توقيع الاتفاق الإطاري مع الانقلابيين في استقوائهم على الثورة، بما جعل الموقف الدولي والاتحاد الأفريقي من رفض الانقلاب يتراجع، وقد كان حمدوك والانقلابيون معا يعتقدون أن استمرار حمدوك في رئاسة الوزارة سوف يؤدي للحفاظ على المكاسب التي تحققت بعد قيام الثورة من رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب وإعفاء للديون”.
ويقول: “نحن نظلم الوطن برهن مصيره ومستقبله على وجود أو غياب أفراد، والواجب الآن أن نلتفت إلى مواضع الضعف التي تتسبب في تأخير انتصار الثورة وإنهاء حكم الانقلاب، بما يكلف ذلك من أرواح ودماء، وهي أخطاء واضحة أهمها غياب الاتفاق على البرنامج والرؤية لمرحلة ما بعد زوال حكم العسكر”.
رحلة “الشهد والدموع”
وصف عبد الله برير، في صحيفة “التغيير”، استقالة حمدوك بأنها وضعت “نهاية رحلة ‘الشهد والدموع'”.
وتناول الكاتب المحطات التي مر بها رئيس الوزراء المستقيل منذ وصوله أرض السودان حينما “ارتفعت أجنحة التفاؤل وبلغت أحلام السودانيين عنان السماء بعد وصول ‘المؤسس المنقذ'”، مرورا بالضائقة الاقتصادية “التي أقلقت مضاجع السودانيين، جعلت أصابع الاتهام بالتقصير تشير إلى عبد الله حمدوك”، ثم “اصطدم الرجل بتمترس العسكر الذي غلوا أيديهم عن موارد البلاد المتوفرة لديهم”.
ويقول الكاتب إن حمدوك “حاول أن يكون كلمة السر في موازنة صعبة بين طرفي الحكم المدني والعسكري”، إلا أن محاولة الانقلاب العسكري أجبرته على “الميل إلى أحد طرفي النزاع واضطره لخلع عباءة الدبلوماسية بعد رفضه لانقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان”.
ويرى أنه بالاستقالة “اختار حمدوك الابتعاد، بعد رحلة من الشهد والدموع، وعد فيها السودانيين بالعبور والانتصار، ليختار الانسحاب في نهاية المطاف، دون أن يصل بنفسه وبالشعب إلى الضوء في آخر النفق”.
[ad_2]
Source link