السعودية : هل خففت المملكة القيود على بيع أو استخدام زينة أعياد الميلاد؟
[ad_1]
مع نهاية كل عام، تشهد مواقع التواصل العربية جدلا سنويا حول مظاهر الاحتفال بأعياد الميلاد واستقبال السنة الجديدة. واتجهت الأنظار هذه السنة إلى السعودية، حيث تداول نشطاء صورا قالوا إنها “توثق مظاهر “غير مألوفة لزينة أعياد الميلاد في عدد من المحلات التجارية بالعاصمة الرياض”.
وأثارت تلك المظاهر الكثير من السجالات والتجاذبات عبر المنصات الإلكترونية وأعادت النقاش بشأن التغيرات التي مرت بها المملكة خلال السنوات الأخيرة.
فما قصة تلك الصور؟
انطلق الجدل حول تلك الصور عقب انتشار تقارير لوسائل إعلام غربية رصدت الأجواء في شوارع السعودية مع اقتراب رأس السنة الجديدة.
ففي مقال نشر ٢٣ ديسمبر/كانون الأول أشارت صحيفة “وول ستريت جورنال”، إلى أن السلطات السعودية سمحت لأول مرة بنصب شجرة الميلاد وتعليق الزينة في عدد من المحلات هذا العام.
في حين نشرت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية صورا قالت إنها ترصد مظاهر الزينة والاحتفالات في مدينة الرياض، مضيفة بأن تلك المشاهد تظهر لأول مرة في تاريخ المملكة بهذا الشكل المعلن.
وتضمنت التقارير الصحفية صورا قالت إنها تظهر بعض المتاجر في الرياض، بعد أن ازدانت بأشجار التنوب الاصطناعية إلى جانب زينة أعياد الميلاد المختلفة كأكاليل الزهور وقبعات بابا نويل.
كما أشارت “بلومبيرغ” إلى أن أحد الفنادق صمم باحته الداخلية لكي تتناسب مع الأجواء الاحتفالية، بينما باعت بعض المخابز والمطاعم المعجنات الخاصة بأعياد الميلاد، خاصة كعكة “البانيتون” الإيطالية.
وقال أصحاب بعض المحلات التجارية إن “عرض زينة أعياد الميلاد لم يؤثر على المبيعات، إلا أنهم باتوا يشعرون براحة أكثر عند عرض تلك المنتجات مقارنة بالسنوات الماضية، عندما كانوا يحتفظون بها في غرف منفصلة”، بحسب ما ذكرته وكالة “بلومبيرغ” في تقريرها.
وعلى الرغم من ذلك فضل أصحاب تلك المحلات عدم الكشف عن هويتهم خوفا من تعرضهم لمضايقات.
فهل خففت السعودية القيود المفروضة على زينة أعياد الميلاد؟ وكيف تفاعل مغردون مع تلك التقارير؟
ترحيب وشجب وتشكيك.. فما الحقيقة؟
تفاعل قطاع واسع من المغردين العرب مع تلك التقارير الصحفية وتباينت الآراء حولها بين الترحيب والانتقاد.
فمن المغردين من أشاد بالتغيرات التي شهدتها المملكة في السنوات القليلة الماضية. ورأى بعضهم في الصور التي نشرتها الصحف الأمريكية دليلا على انفتاح المملكة على الأديان الأخرى.
إلا مجموعة أخرى من المعلقين العرب نددت بتلك المظاهر واعتبروها “مروقا وانحرافا عن تعاليم الإسلام”.
حتى أن بعضهم تحسر على الماضي ودعا إلى تفعيل صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمراقبة “المتجاوزين”.
وفي الوقت الذي شكك فيها سعوديون في التقارير المتداولة، أشارت بعض الحسابات السعودية على تويتر إلى أن “المملكة لا تزال تمنع استيراد أو بيع أشجار أعياد الميلاد”.
كما دعا سعوديون آخرون إلى “الإبلاغ عن المتاجر المخالفة” والاتصال بالجهات المعنية.
على النقيض، استنكر بعض السعوديين تلك الحملة واتهموا الرافضين لمظاهر الاحتفال بـ”الازدواجية”، قائلين إنهم يذمون “بيع زينة الميلاد، لكن يهرعون لالتقاط الصور إلى جوارها عندما يسافرون إلى الخارج”.
هيئة الزكاة والضريبة والجمارك تعلق
و في محاولة لحسم الجدل الدائر، شددت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك على “منع استيراد شجرة الكريسماس وأي شعارات تحمل علامات ديانات غير الإسلام”، بحسب ما نقلته جريدة “الرياض” وصحيفة “عكاظ”.
وبمعزل عن الصور التي نشرتها الصحف الأمريكية، تداول مغردون ومواقع عربية صورة لشجرة ميلاد كبيرة يمر أمامها رجل يعتمر عقالا ويرتدي لباسا خليجيا .
وادعى كثيرون أنها توثق استعدادات أحد الفنادق السعودية للاحتفال برأس السنة الميلادية وحولوها إلى أيقونة “تعبر عن التآخي وتشيد بالمملكة”.
وبعد إجراء بحث سريع، تبين لنا أن الصورة قديمة وتم التقاطها عام 2016 في فندق “بالاس” في دبي.
وعلى مدى عقود، لم تكن زينة عيد الميلاد متوفرة بشكل علني في السعودية، بينما كان الأجانب من المسيحيين يحتفلون بعيد الميلاد خلف الأبواب المغلقة. إلا أن روح المناسبة بدأت تخرج من السر إلى العلن، بحسب ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز في آخر مقال لها.
لكن الصحيفة الأمريكية لفتت أيضا إلى أن “عيد الميلاد لا يزال “محظورا ومحرما” في المملكة، ولا تظهر كلمة “عيد الميلاد” على واجهات المحلات”.
جدل متكرر
وطرحت تلك الصور والنقاش الدائر حولها تساؤلات عن مدى تقبل السعوديين للإصلاحات والتغيرات التي قادها ولي العهد محمد بن سلمان.
وثمة من يرى أن التباين في ردود الفعل بشأن زينة أعياد الميلاد يعكس الانقسامات داخل المجتمع السعودي حول التغيرات الاجتماعية.
وبينما يؤكد البعض على وحدة الشعب السعودي واصطفافهم حول قادتهم، يصف آخرون التغيرات بالشكلية.
في حين لم يستبعد آخرون توجه المملكة لتخفيف القيود المفروضة على الشعائر الدينية غير الإسلامية. ويدرج محللون أن ما يحدث يندرج في إطار التنافس مع الإمارات، وسعي بن سلمان إلى تحويل الرياض إلى مكان يمكن أن يزاحم دبي باعتبارها نقطة جذب للوافدين ومقر إقليمي للشركات الأجنبية.
من جهة أخرى، توقع مغردون أن يصدر قادة السعودية برقية لمعايدة المسيحيين على أراضيها، خاصة في ظل عدم تعليق أشهر الشيوخ البلاد على هذه المسألة هذا العام.
وعلى الرغم من أن تلك التوقعات لم تصدق، إلا أنها أعادت إلى الواجهة النقاش القديم حول مسألة تهنئة غير المسلمين بأعيادهم.
فقد سارع مغردون إلى التذكير بفيديوهات قديمة لشيوخ سعوديون “حذروا منها لعدم جوازها شرعا”.
في المقابل ، استشهد آخرون للتأكيد على صحة معايدة المسيحيين، بزيارات شيخ الأزهر أحمد الطيب للكاتدرائية المرقسية وتقديمه التهنئة للبابا تواضروس في مناسبة أعياد الميلاد. وقد أجاز شيخ الأزهر تهنئة المسلمين لغير المسلمين، في أعياد الميلاد وفي الأفراح واستدل بعدد من الآيات القرآنية، وقصص من السيرة الرسول محمد، وأقوال رجال دين مسلمين سابقين.
ولا يقتصر الجدل حول أعياد الميلاد وما يصحبها من مظاهر على السعودية.
ويرى مغردون أن الاحتفال بالمناسبة مسألة تتعلق بظاهرة عالمية باتت منتشرة بين كل الشعوب على اختلاف ثقافتهم أديانهم، بينما يعدها آخرون ظاهرة تدل على “ضعف الشخصية وتشبهها بالغرب”.
وسبق أن تعرّض العديد من الدعاة والشيوخ والمشاهير لحملات تشكيك، بعد أن تقدّموا بالتهاني للمسيحيين في عيد الميلاد. من بينهم الشيخ، حسن علي مرعب، المفتش العام المساعد لدار الفتوى في لبنان والداعية الإماراتي واللاعب المصري محمد صلاح.
وقبل أيام، أزالت السلطات الكويتية مجسما شبيها بشجرة عيد الميلاد، نصب في مجمع “الأفنيوز” الذي يعد واحدا من أكبر مراكز التسوق في البلاد، بعد أن اعترض مغردون كويتيون على وجوده.
[ad_2]
Source link