أخبار عاجلةالعلوم النفسية والتربوية والاجتماعيةمقالات

الأمن الفكري … بقلم الدكتور مرزوق العنزي

مقال تم نشره في مجلة الوعي الإسلامي التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت

إيسايكو: الأمن الفكري … بقلم الدكتور مرزوق العنزي

الإعمار والتقدّم والنُّمو نتائج حتميّة للعمل الدؤوب والجد والاجتهاد لأبناء تلك المُجتمعات التي تنعم باستقرار فكري وسياسي واقتصادي واجتماعي قائم على ارتفاع مُستوى درجة الأمن والأمان في المُجتمعات، ليعمل الرّعيل الأوّل بما يمتلكون من تجارب علميّة ونتائج إيجابيّة قاموا بتعزيزها ونتائج سلبيّة قاموا بمُعالجتها، وبالتّالي قد تشكّلت لديهم خبرة مهنيّة كبيرة في مجال التخصّص الذي يخدمون مُجتمعاتهم من خلاله، بهدف إيصالها إلى الجيل الثاني من الأبناء الذي بدأ من حيث توقّف الآخرون من أهل الخبرة، ليعمل الجميع على إيصال أفكارهم وتجاربهم وإنجازاتهم وعطاءاتهم إلى الأبناء والأحفاد، فينعم الأوّلون والآخرون بحياة طيّبة آمنة مُستقرّة.

الأمن:

يُعدّ الأمن من أهم العوامل التي قامت عليها المُجتمعات، والذي يُشير إلى الاطمئنان، وعدم الخوف والإحساس بالثقة، إزاء إشباع احتياجات الإنسان الأساسية بما يتوافق مع الشّرع والقانون والعُرف، والأمن مطلب أو دافع أساسيّ من دوافع الكائن الحيّ بشكل عام، وتحديداً الإنسان بشكل خاص، كما أنّ دافع الخوف أو الرّغبة في الأمن وراء كثير ممّايقوم به الإنسان من سُلُوك، كالهُرُوب بعيداً عن مصادر الخطر، أو مُقاومة كائن يُريد أن يُسبّب له ضرراً، أو الجدّ والاجتهاد في التّحصيل حتى ترتفع مكانة الإنسان، ويزداد دخله فيُؤمِّن مُستقبله ويضمن تحقيق حاجاته الأساسيّة (1).

أهميّة الأمن:

إن كان البعض يرى الأمن في حقيقته مفهوماً أمنياً عسكرياً، وفي ذلك الكثير من الصحّة حيث بدأ الأمر كذلك ولا زال مُستمراً، إلاّ أنّ المقصود هُنا بالأمن، ما يتعلّق بالأمن الفكري الذي يأتي في ضدّه التطرّف الفكريّ، حيث يكتسب المفهوم أهميّته نتيجة لما يعيشه العالم من انفتاح بلا حدود، وكما يقولون فقد أصبح العالم قرية واحدة، ومن هُنا اختلف الواقع الذي كانت تعيشه المُجتمعات الإسلاميّة والعربيّة التي قامت في سابق عهدها بتربية الأبناء على أساليب التنشئة التقليديّة المُتمثّلة في البيت والمسجد والمدرسة والإعلام، وتحديداً بدأ الاختلاف بالتّزامن مع التقدّم التكنولوجيّ إلى جانب سهولة الحصول على أجهزة الحاسوب وأجهزة الاتّصال الحديثة في ظلّ توفّر خدمة الأنترنت التي أصبح وجودها بأسعار في مُتناول الأيدي! بل أصبحت تُقدّم في أغلب الأماكن العامّة بدون مُقابل، وبعد أن كان الحال في السّابق يقوم على تربية الأبناء والحفاظ عليهم من المُؤثّرات الخارجيّة السلبيّة، فقد أصبحت الآن الأسرة تعيش في ذهول لما تُعانيه من الغزو الفكريّ، حيث فقدت الكثير من الأُسر زمام الأُمور، ولم تعد تستطيع إحكام قبضتها على الأبناء المُراهقين كما كانت في السّابق، حيث أصبح المُربّي الأوّل هو جهاز الهاتف وما يحمله من تطبيقات يعمل من خلفها جهات وشخصيّات مجهولة في أغلب الأحيان، وهُنا انتقلت الأُسرة من دور المُربّي الأوّل إلى دور المُدافع الخجول عن الشّريعة والمبادئ والقِيَم العربية الأصيلة، وذلك في حال سمح لها الأبناء في ذلك! فانتقل الحال بالأُسرة من الأمن الذي كانت تعيشه إلى حالة من الخوف والقلق نتيجة لتفشّي الأفكار المُنحرفة بين أوساط الأبناء.

الخوف:

الخوف يأتي في مُقابل الأمن؟ فالخوف يُعدّ من الدّوافع الفطريّة الغريزيّة عند الحيوان والإنسان، بل إنّ التّحليل النفسيّ ينظر إلى أعراضالأمراض النفسية على أنها مُحاولات رمزيّة لِدَرء الخطر أو الخوف الذي يخشاه المريض على نفسه أو على موضوع يُحبّه (2).

الصّراع بين الأمن و الخوف:

يعيش الإنسان في صراع دائم فيما بين الأمن والخوف، يسعد عندما يتحقّق له الأمن في قلبه ومُحيطه الذي يعيش به، وفي مُجتمعه و وطنه بشكل عام، وفي المُقابل فإنّه يحزن في حال تغشّاه الحزن بسبب إنْسان يُريد خرق السّفينة التي تقلّهم إلى برّ الأمان ليهلك الجميع! نتيجة لفكرة مريضة تسلّلت ثُمّ تسلّطت عليه، فبلغت درجة التحكّم بمشاعره وعقله وسلوكه، فبدأت بتوجيه الإنسان نحو تحقيقها من خلال بعض الوسائل المُتاحة بِكلّ قُوّة دون أيّ مُراعاة لشُعور الآخرين أو حتّى أقلّ تقدير للمُحيط الذي يعيشه! وإن كانت نواياه صالحة إلاّ أنّه أضلّ الطّريق! قال رسول الله عليه الصلاة والسّلام: (مَثَلُ القائِمِ علَى حُدُودِ اللَّهِ والواقِعِ فيها، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا علَى سَفِينَةٍ، فأصابَ بَعْضُهُمْ أعْلاها وبَعْضُهُمْ أسْفَلَها، فَكانَ الَّذِينَ في أسْفَلِها إذا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا علَى مَن فَوْقَهُمْ، فقالوا: لو أنَّا خَرَقْنا في نَصِيبِنا خَرْقًا ولَمْ نُؤْذِ مَن فَوْقَنا، فإنْ يَتْرُكُوهُمْ وما أرادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وإنْ أخَذُوا علَى أيْدِيهِمْ نَجَوْا، ونَجَوْا جَمِيعًا) (3).

الفكرة المُتسلّطة:

تُعدّ الفكرة المُتسلّطة عرض مَرَضي يتمثّل في أن تثبت في ذهن المريض فكرة شاذّة لا يستطيع استبعادها من ذهنه لا بالحجج ولا بالمنطق كالوسواس والحوار والهذاء (4). وتُعدّ تلك الفكرة المُتسلّطة بداية انْحراف الفِكر والسّلوك على حدّ سواء، وفي ظلّ التطوّر التكنولوجيّ المُتسارع الذي يعيشه المُجتمع بدأ يُسيطر الانْحراف الفِكريّ المُتمثل في التطرّف الدينيّ والسياسيّ والاجتماعيّ على الإنْسان بِشَكل واضح للجميع! كما بدأت خُطورته والخَوْف من انْعكاس نتائجه السلبيّة على المُجتمع بجميع مُؤسّساته وأفراده، حيث انْحرف البعض عن جادّة الصّواب وتبنّوا الأفكار والمُعتقدات المُنْحرفة عنِ القُرآن الكريم والسنّة النبويّة الشّريفة والأعراف المُتوافقة مع الشّرع الحنيف السّائدة فيالمُجتمع والمبادئ والقِيَم العربيّة الأصيلة.

الانحراف:

يتناول مفهوم الانْحراف بشكل عام الانْحراف عمّا هو طبيعي أو مُتوقّع، أو انْحراف مُؤقّت في سُلوك الفرد عمّا هو مُعتاد منه (5). وأحياناً يعود انْحراف الفِكر والسُّلوك على الإنْسان فيُؤذي نفسه، كما يطغى المُنحرف أحياناً بالضّرر على المُحيطين به، ومن أخطر أنواع الانْحرافات ما يُعانيه أبناء المُجتمع من تقديسهم لبعض الأشخاص وطاعتهم مهما كلّف الأمر! لأنّه ترك نفسه رهن تصرّف الآخرين حتّى وإن عارضوا بأفكارهم ما جاء في الكتاب الكريم والسنّة النبويّة الشّريفة، والأدهى من ذلك والأمرّ إنْ كان هذا المُنحرف فكرياً يحتسب الأجر من الله في ذلك الفعل غير السويّ الذي يُخالف فيه الشّريعة السّمحاء!

تقديس البشر:

من بدايات وعلامات الانْحراف الفِكري تقديس الآخرين مهما كانت مكانتهم! ولو اتّبع الإنسان الكتاب الكريم والسنّة النبويّة الشّريفة بشكل صحيح لَمَا قدّس الأشخاص، ولَمَا اتّبعهم وسلّمهم عقله، فالقداسة للأنبياء والرُسل، وليس لسواهم شيء من التّقديس، ولكنّ الشّيطان استدرج النّاس بخطواته للدّخول من هذا الباب الضيّق نحو المجهول، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ) (6). فالشّيطان يُحرّض الأخ ضدّ أخيه كما فعل بقابيل وهابيل، فهي معركة أزليّة بين النّفس الأمارّة بالسّوء والنّفس اللوّامة، والمُوفّق من الله الذي يُرجّح كفّة النّفس اللوّامة ليصل بها إلى مرحلة النّفس المُطمئنّة التي هي هدف يسعى الجميع لتحقيقه والتلذّذ باطمئنانه وهدوءه.

فالإنْسان طوال حياته يعيش فيما بين الخير و الشرّ، و بين الأمن والخوف، وبين السّعادة و الشّقاء، وهنا تأتي الحاجة والأهميّة لإيجاد ميزان دقيق في الحياة، لماذا نُقدّس البعض مع علمنا بأنّهم بشر مُقصّرُون وسيذنبُون؟ لماذا نتّبعهم في علمهم وجهلهم؟ لماذا لا يكون الميزان في حياتنا الكتاب والسنّة؟ لماذا نُسلّم عُقُولنا لغيرنا؟ (7). ومن أهم! العوامل التي تدفع الإنسان نحو الانحراف الفكريّ؟ وقت الفراغ! فهو العدوّالأوّل حينما يُسيء استخدامه الإنسان، فسيأكل من دينه وصحّته الجسديّة والنفسيّة في حال لم يستثمره الإنسان بالشّكل الإيجابيّ الصّحيح.

وقت الفراغ:

قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ) (8). فالصحّة نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى، إلاّ أنّ البعض يستعملها في معصية الله، كما أنّ الفراغ كذلك، فهو نعمة من نعم الله يستثمرها الإنسان في العبادة ومُحاسبة النّفس والتأمّل، ولكنّ البعض يستعملها في معصية الله، ولعلّهما سببان رئيسان في انْحراف الإنسان فكراً وسُلوكاً، فالشيطان يُحرّضه من حيث لا يشعر، كما أنّ الصحّة والفراغ مطلب هام لجميع النّاس الأسوياء، فهُم بحاجة إليهما لتحقيق أهدافهم، وللانْحراف الفكري أسباب عديدة تتمثّل في أساليب التنشئة الاجتماعية التي تلقّاها الإنسان في مُقتبل العمر من خلال الأُسرة والمدرسة والمسجد والإعلام، كما أنّ له آثار سلبيّة على الإنسان والأُسرة والمُجتمع، ومن هُنا تأتي أهميّة المُعالجة.

معالجة الانحراف الفكري:

فكُلّ ابن آدم خطاء، الا أن الانحراف هو الحياد عن جادة الصواب والخروج عن الفطرة السليمة، والجُرأة على الله تعالى، واقتراف الذنوب، وإتيان الكبائر منها، التي تأبى النفس اقترافها لانحرافها عن الفطرة، وفعلها عند الله عظيم، ومُوجب لغضبه وسخطه، قال الله تعالى: (إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا) (9). فتكون النّفس مُضطربة متى ما اقترفت ذنباً عظيماً، لا يهدأ لها بال، وليس لها لذّة بشراب أو طعام، إلا برجوعها إلى الفطرة السليمة التي خلقها الله تعالى عليها، وأن يعود الفرد إلى السواء، باعترافه بذنبه وعصيان الله عز وجل، واستغفاره وتوبته منه، ومُعاهدة الله تعالى بأنّه لن يعود لذلك، ليُكفّر الله تعالى عنه ذنوبه، قال تعالى: (لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) (10).

ومن المُمكن مُواجهة الانحراف الفكري لدى مُختلف فئات المُجتمع من خلال ترسيخ العلم الشّرعي المُعتدل، ومُعالجة بعض سلبيّات التربية التقليديّة من خلال تعزيز التّفكير النّاقد، الحوار المُتكافئ فيما بين الأطراف، تعزيز الوعي، والمُناصحة، وجميع ذلك من خلال العمل المُؤسّسي تحت إشراف مُؤسّسات الدّولة مُتمثّلة في: وزارة الأوقاف، وزارة التربية، وزارة الإعلام، وزارة الشؤون، وجمعيات المُجتمع المدني الذي يُعزّز الفكر الوسطيّ المُعتدل المُنفتح على الآخرين نحو تحقيق استقرار فكري، نفسي، أمني، واجتماعي.

كما أنّ مُعالجة الانْحراف الفكريّ تحتاج إلى قرار وتكاتف وأدوات ووقت، وتتطلّب استراتيجيّات طويلة الأمد تُعالج الأسباب الجذريّة لانْحراف أفكار الشّباب، وتُوفّر بيئة داعمة لهم، على أنْ تكون هذه الجُهود مُؤسّسية وشاملة ومُتكاملة، مع التّركيز في خطّين مُتوازيين على الوقاية والعلاج.

وعليه ستكون عمليّة مُعالجة الانحراف الفكري سهلة ومرنة جداً تبدأ بالمُناصحة ثم الإقناع الذي يُعدّ فعل أو عملية حثّ شخص أو أشخاص آخرين على تغيير أفكارهم أو مُعتقداتهم أو اتّجاهاتهم أو مشاعرهم حول موضوع مُعيّن أو بعض المعلومات (11). ومن أحدث وأنجع العلاجات النفسية، العلاج المعرفي السّلوكي الذي يعمل على مُعالجة الأفكار غير السويّة التي بطبيعة الحال تدفع الإنسان نحو سُلوك غير سويّ، فالعلاج المعرفي السّلوكي يُساعد الإنسان على إدراك أفكاره غير السويّة ورُؤيتها بوضوح والتّفاعل معها بطريقة إيجابية.

ومضات سيكولوجيّة:

  • الفكر المُنحرف لا يحدّ من انحرافه إلاّ فكر سويّ، والتطرّف بالأقوال والأفعال لا تحدّ منه إلا قوّة القانون (12).
  • المُشكلة تبدأ مع الإنسان بسبب تلك التنشئة الاجتماعية السلبيّة التي تلقّاها في الطّفولة، ولو تلقّى الفرد المُنحرف فكرياً والمُتطرّف بالأقوال والأفعال رادعاً له في طُفولته، فستكون شخصيّته عند الكبر قريبة من السّواء، وهُنا تأتي أهميّة التنشئة الاجتماعية الإيجابيّة في تكوين شخصيّته (13).
  • من يتستّر على ابنه عندما تبدأ عليه علامات الانْحراف في الفِكر والتطرّف في الأقوال والأفعال، فإنّه حتماً سيكون من أوّل ضحاياه عندما يكبر ويتمكّن منه المرض (14).
  • الصّواب أنْ يعرض الإنسان فِكرته على الكتاب والسنّة، فإنْ وافقتهما فليصدح بها، وإنْ لم تُوافقهما؟ فلا يُقيّد نفسه الأبيّة بفكرة شقيّة (15).
  • النقاش الْمَوْضُوعِي فَائِدَة لِكِلا الطَّرَفَيْنِ وَلَكِنْ مَتَى مَا عَلِمْنَا بِأَنَّ الطَّرَفِ الْآخَرَ بَدَأَ بِالانْتِصَارِ لِنَفْسِهِ فَعَلَيْنَا التَوَقَّفَ عَنْ جَمِيعِ النَّقَاشَاتِ حِرْصاً عَلَى حِفْظ الوُدَ بَيْنَنَا (16).
  • اسْتَحْضِرَ الوُدّ الَّذِي بَيْنكَ وَبَيْنَ الْآخَرِ فِي حَالَ اخْتِلَافكَ مَعَه وَابْتَعِد عَنْ تَجْرِيح أُسْرَته أَوْ قَبِيلَتِهِ أَوْ وَطَنِهِ أَوْ مَذْهَبه وَسَلِّطَ الضَّوْء بِكُلِّ أَدَبِ عَلَى نُقْطَة الخِلَاف لَا غَيْرُها مِنْ دُون أَي تَحْلِيل يَمُدُّكَ بِهِ الشَّيْطَانِ وَأَعْوَانه فَذَلِكَ أَدْعَى لِتَقْرِيب وجْهَاتِ النَّظَرِ بَيْنَكُما وَمِنْ ثُمَّ الوُصُول إِلَى أَرْضِ مُشْتَرَكَةِ وَبِالتَّالِي إِزَالَة الخِلَافِ الوَهْمِيّ (17).
  • من علامات جودة الحياة إتقان فنون الحوار مُتكافئ الأطراف المُتمثّل بتحديد المفهوم الصحيح أساس الحوار، والاتّفاق على النقاط الهامّة المُراد مُناقشتها، والاتّفاق على مرجعيّة ترضي الأطراف المُتحاورة، والتحدّث بهُدوء، والإنصات بأدب، وتجنّب الدّخول بالنيّات، ومُناداة المُحاور الآخر بأفضل الأسماء أو بالكُنْيَة التي يُحبّها، وتوظيف الحُجّة والمعلومة الصّحيحة في مكانها المُناسب، واحترام وجهات النّظر، وإيصال وجهة النّظر الشخصيّة للآخرين مع الدّليل المُقنع بشكل ودّي، وعدم إجبارهم على تقبّل أُطروحاته، والنّقاش بموضوعيّة تامّة بعيداً عن الأهواء النفسيّة، وعدم الانتصار للنّفس أو حتّى التّفكير بالانتقام (18).

                                                                                          الدكتور مرزوق العنزي

الهوامش:

1- طه، فرج عبد القادر (2009). موسوعة علم النفس والتحليل النفسي، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، ص: 197.

2- طه، فرج عبد القادر (2009). موسوعة علم النفس والتحليل النفسي، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، ص: 197.

3- حديث شريف، صحيح البخاري.

4- طه، فرج عبد القادر (2009). موسوعة علم النفس والتحليل النفسي، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، ص: 966-967.

5- دافيد ماتسوموتو، ترجمة لؤي خزعل جبر (2024). قاموس كامبردج لعلم النفس، بيروت: المركز الأكاديمي للأبحاث، ص: 27.

6- سورة النور، الآية: ٢١.

7- العنزي، مرزوق، 2018، ومضات سيكولوجية، الكويت، دار المسيلة للنشر والتوزيع، ص: 103.

8- حديث شريف، صحيح البخاري.

9- سورة النساء، آية: 31.

10- سورة الزمر، آية: 35.

11- العنزي، مرزوق، (2016). الإيمانيات والارشاد للنفسي، الكويت: دار المسيلة، ص: 27.

12- العنزي، مرزوق (2019). ومضات سيكولوجية، الكويت: دار المسيلة للنشر والتوزيع، ص: 71.

13- العنزي، مرزوق (2019). ومضات سيكولوجية، الكويت: دار المسيلة للنشر والتوزيع، ص: 72.

14- العنزي، مرزوق (2019). ومضات سيكولوجية، الكويت: دار المسيلة للنشر والتوزيع، ص: 72.

15- العنزي، مرزوق (2019). ومضات سيكولوجية، الكويت: دار المسيلة للنشر والتوزيع، ص: 72.

16- العنزي، مرزوق (2019). ومضات سيكولوجية، الكويت: دار المسيلة للنشر والتوزيع، ص: 111.

17- العنزي، مرزوق (2019). ومضات سيكولوجية، الكويت: دار المسيلة للنشر والتوزيع، ص: 111.

18- العنزي، مرزوق (2017). ومضات سيكولوجية، الكويت: دار المسيلة للنشر والتوزيع، ص: 102.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى