أخبار عاجلةنبذة عن إصدار جديد

الهواة… فرسان التراث وروّاد الذاكرة الخليجية … بقلم سعدون السوارج

إيسايكو: الهواة… فرسان التراث وروّاد الذاكرة الخليجية … بقلم سعدون السوارج

في قلب الخليج، حيث تتناغم أصوات التاريخ مع أنغام الحاضر، بزغت فكرة استثنائية حملها الكاتب الصفحي المبدع الأستاذ حافظ عبد الغفار، لتصبح نقطة مضيئة في سماء الثقافة والتراث. فكرة تجاوزت حدود الحلم، لتصبح واقعاً نابضاً بالحياة، حيث صاغ أول دليل شامل للهواة في دول مجلس التعاون الخليجي، جامعاً أسماء العشرات من كبار الهواة وأصحاب المتاحف الخاصة، ومقدماً مرجعاً لا غنى عنه لكل من يسعى للتواصل مع هؤلاء الرواد في مجال الهوايات التراثية والتاريخية.

هذا الكتاب، الذي ينبض بالشغف والاهتمام، ليس مجرد دليل، بل هو مرآة للهوية الخليجية، وجسر يربط بين الماضي والحاضر. في صفحاته، تتجلى روح الإبداع الفردي، وتلتقي مع رسالة وطنية سامية، تؤكد أن الهواية أكثر من شغف، بل هي رسالة ثقافية تحفظ إرث الأجيال وتكرّم من ساهموا في الحفاظ عليه.

الأستاذ حافظ عبد الغفار لم يكتفِ بإعداد هذا العمل الرائد، بل حرص على أن يكون أداة عملية للتواصل والتفاعل الثقافي. فقد قرر توزيع نسخ من الكتاب على الوزارات، والسفارات، والمجالس الشعبية، وكل المعنيين بالهوايات التراثية في الخليج، ليصبح الكتاب جسراً حياً بين أصحاب المتاحف الخاصة، والهواة، والمؤسسات الرسمية، ويُسهّل تنظيم الفعاليات والمهرجانات الوطنية بمشاركة هؤلاء الرواد، بما يعكس روح التعاون، والانتماء، والفخر بالتراث.

إننا إذ نحتفي بهذه المبادرة، فإننا لا نعبر فقط عن تقديرنا لإبداع المؤلف، بل نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لمملكة البحرين حكومةً وشعباً، لدعمها وتشجيعها مثل هذه المبادرات التي تساهم في صون التراث الخليجي وتعزيز الهوية الثقافية المشتركة. فهذه المبادرة، بكل تفاصيلها الدقيقة وروحها الإبداعية، تستحق أن تُسجل بحروف من ذهب في صفحات التاريخ الثقافي الخليجي.

تحية إجلال وتقدير للأستاذ حافظ عبد الغفار، الذي جعل من حبه للتراث رسالة، ومن جهده صرحاً يربط بين الهواة والدولة، ليظل اسمه خالدًا في سجل الإنجازات الثقافية. كل صفحة من كتابه تشهد على تفانيه، ودقته، وحبه الصادق للهوية الخليجية، كما تشهد على دعمه الدائم لكل من يسعى لإحياء التراث وحفظ الهوايات الخاصة في المنطقة.

هذا الكتاب ليس مجرد دليل، بل هو وثيقة فخرية ومذكرات تاريخية لكل من يقدّر الهواية، ويؤمن بأن التراث هو هوية، وأن الحفاظ عليه واجب وطني وإنساني. ومن خلاله، نستشعر عظمة المبادرة، وصدق الإخلاص، وعمق الالتزام، ليكون لكل قارئ رسالة واضحة: أن الإبداع، والحب، والوفاء للتراث، يمكن أن يُترجموا إلى إنجازات حقيقية تُسجل في التاريخ، وتُخلّد في ذاكرة الشعوب.

إنها بحق مبادرة تُلهم، وتربط، وتخدم، لتظل بصمة الأستاذ حافظ عبد الغفار منارة مضيئة في عالم الهوايات والتراث الخليجي، ومرجعاً لا يُنسى للأجيال القادمة، يُسجّل في سجل التاريخ بحرف من ذهب، ويخلّد روح الإبداع والتفاني والإخلاص لمملكة البحرين حكومةً وشعباً، ولكل من يعتز بالتراث الخليجي العريق.

بقلـم
الأستــــاذ/ سعدون مطلق السوارج
باحث في التراث الكويتي والخليجي

دولة الكويت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى