اللحظة الحالية … بقلم الأستاذة مريم العتيبي

إيسايكو: اللحظة الحالية … بقلم الأستاذة مريم العتيبي
نكبر في العمر…
تمضي الأيام مُسرعة، نسير في اتجاهات او ذات الوجهة، تتغير الأهداف كل عام، نمضي بلهفة الوصول لذاك الامل الذي حددناه مسبقاً، نظن انا سنكون في سعادتنا بنيله، نتمسك بكل شيء يحي شعورنا، لكن نفتقد أحيان ان هذه اللحظة هي التي تستحق الاحتفال، ربما رمزية الوصول مُبهرة، ساحرة، ذات اثراً فنتازي، لكن هي فقط النتيجة المحصلة لتلك الخطوات…
• ماذا عن تلك اللحظة التي تنقلنا الان، كيف الشعور فيها، هل السعادة تغلفها، هل وجدنا فيها حياة ام هي مجرد لحظة عابرة كاي لحظة لا تستحق ان تبقى في الذاكرة…
حكمة مارتن سليجمان (عالم النفس الإيجابي):
“الانغماس الكامل في اللحظة الحاضرة يخلق سعادة أعمق وأكثر استدامة من أي متعة عابرة.”
نعم اللحظة الحالية او الحاضرة كما اسماها مارتن هي التي تملك فيها الشعور الحقيقي، هي التي تُشكل سعادتك او تعاستك، هي واقعة تحت سيطرتك انت، لهذا حينما تختار بفكرك ان تعيشها انت قررت ان تسعد فيها، والعيش هنا يسمح لك ان تقضيها كيف ما رسمها فكرك، اما سعادة من افكارك الإيجابية او تعاسة تجتر فيها لحظاتك الماضية التي خرجت من سيطرتك …
هذه اللحظة تحتاج منك صدق تعامل معها، ان تستثمرها بصدق، نحو ما تريد ان تصل له في المستقبل، بدون ان تفقد قوتك او تجعلها تحت القلق الذي يشكك في كل إجراء تتخذه نحو المستقبل، صدقك بالاستثمار كفيل بخفض القلق في هذه اللحظة وكفيل أيضاً في احياء شعور السعادة لديك كشعورك بالسعادة لانك فاعل او باني في هذه اللحظة.
• من الأفكار التي تجعل لحظتك إيجابية تزيد محصول السعادة لديك، هي انجاز صغير تفعله، فكرة جديدة تطبقها، رياضة تمارسها، ثمره تزرعها، سلام تنشره في لحظتك، عادات يومية إيجابية تساهم في احياء اللحظة الحالية بطابع السعادة او شعور السعادة بدون ان تفقدها، بدون ان تنسى خطواتك الصغيرة الجدية نحو مستقبلك.
نتيجة تلك في الغد أكملت لك طوب البناء في شعور سعادتك، انك ترتكز على أساس متين مُتشكل من لحظات سابقة عشتها بسعادة ولحظات حالية تعيشها بسعادة لا تخرج كليهما عن عادات إيجابية تبني فيك قيم سليمة، تثبت فيك قيم صحيحة، تجعلك انسان عاش اللحظة الإيجابية بهندسة إيجابية نحو مستقبله المشرق.
بقلم
الاخصائية الاجتماعية
مريم العتيبي