أخبار عاجلةمقالاتنشاطات علمية

النفاذ الرقمي الشامل .. تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في عصر التكنولوجيا … بقلم الدكتورة هلا السعيد

إيسايكو: النفاذ الرقمي الشامل .. تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في عصر التكنولوجيا … بقلم الدكتورة هلا السعيد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية اشكر الدكتور سيف الحجري على دعوتي الكريمة بان أكون ضيفة شرف الخيمة الخضراء لهذا اليوم

ونشكره على الاختيار المتميز لجميع المواضيع التي يطرحها بالخيمة الخضراء  وعلى اهتمامه الدائم بفئة ذوي الإعاقة وادماجهم بجميع مواضيعه

ونهنئه على النجاح الباهر الذي حققته الخيمة الخضراء للسنة التاسعة عشر على التوالي

ونتمنى له المزيد من التوفيق والنجاح

واليوم سوف أشارك بورقة عمل بعنوان

النفاذ الرقمي الشامل

تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في عصر التكنولوجيا

بسم الله الرحمن الرحيم

النفاذ الرقمي هو..تمكين الأشخاص ذوي الإعاقات من الوصول إلى المعلومات والخدمات الرقمية عبر الإنترنت باستخدام تقنيات مصممة بشكل مناسب لاحتياجاتهم . ويشمل هذا المجال ضمان أن الأشخاص ذوي الإعاقة يمكنهم التفاعل مع المواقع الإلكترونية، التطبيقات، الأجهزة الإلكترونية، والمنصات الرقمية الأخرى بطريقة سهلة وفعالة.

أنواع الإعاقات التي تتطلب النفاذ الرقمي:

أولا: الإعاقة البصرية:

الأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر أو العمى الكامل.

قد يتطلبون استخدام تقنيات مثل قارئات الشاشة(Screen Readers) أو التوجيه الصوتي.

ثانيا : الإعاقة السمعية:

الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع أو الصمم.

يمكنهم الاستفادة من الترجمات النصية أو الترجمة إلى لغة الإشارة.

ثالثا: الإعاقة الحركية:

الأشخاص الذين يعانون من ضعف الحركة أو الشلل.

قد يحتاجون إلى واجهات قابلة للتحكم عبر الأوامر الصوتية أو الأدوات المساعدة مثل الماوس القابل للتخصيص أو لوحة المفاتيح الافتراضية.

رابعا: الإعاقة المعرفية أو الذهنية:

الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في جوانب نمائية من الفهم أو التذكر أو التركيز.

يحتاجون إلى تصاميم واجهات بسيطة وسهلة الفهم، مع توجيه واضح ومباشر.

النفاذ الرقمي للأشخاص ذوي الإعاقة بين الإيجابيات والسلبيات:

هذا النوع من الوصول يعد أمرًا بالغ الأهمية لتحسين نوعية الحياة وتوفير الفرص التعليمية والاجتماعية والاقتصادية لهذه الفئة. ولكن، مثل أي تطور تكنولوجي، يرافقه عدد من الإيجابيات والسلبيات.

اهم الإيجابيات الرقمية للاشخاص ذوو الإعاقة:

1. تعزيز الاستقلالية: النفاذ الرقمي يمكن الأشخاص ذوي الإعاقة من أداء العديد من الأنشطة بشكل مستقل، مثل التسوق عبر الإنترنت، والتعليم عن بُعد، واستخدام التطبيقات الحكومية والخدمية.

2. فرص تعليمية أفضل: توفر الأدوات الرقمية مثل البرامج التعليمية والتطبيقات المساعدة فرصًا تعليمية متاحة للأشخاص ذوي الإعاقة. ويمكن للطلاب الوصول إلى المحتوى الدراسي بطريقة تتناسب مع احتياجاتهم.

3. التواصل الاجتماعي والتفاعل: توفر منصات التواصل الاجتماعي والاتصالات الرقمية للأشخاص ذوي الإعاقة فرصًا للتفاعل الاجتماعي وبناء العلاقات، مما يقلل من العزلة الاجتماعية.

4. الوصول إلى العمل عن بُعد: يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة العمل من المنزل باستخدام الأدوات الرقمية، مما يتيح لهم مزيدًا من الفرص الوظيفية دون الحاجة إلى التنقل.

5. تحسين جودة الحياة: توفر التقنيات الرقمية تطبيقات وأدوات مثل برامج قراءة الشاشة أو المساعدة الصوتية التي تسهم في تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وتحقيق مستوى عالٍ من الراحة والسهولة في استخدام الأجهزة.

السلبيات الرقمية التي يواجها الأشخاص ذوو الإعاقة:

السلبيات الرقمية يمكن أن تكون متعددة ومعقدة، حيث يتعرضون الأشخاص ذوي الإعاقة لعدة مخاطر خاصة نتيجة للسلبيات التي يوجهونها في التفاعل مع التكنولوجيا.

وسوف نلخص السلبيات بتحديات قانونية وتحديات الأخلاقية:

اولا: التحديات القانونية:

١– عدم توافق التقنيات:

القانون الدولي والمحلي يحتم على الحكومات و الشركات ضمان وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى التقنيات الحديثة بنفس القدر الذي يحصل عليه الأشخاص غير من ذوي الإعاقة. وللأسف بعض التطبيقات والأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مصممة بطريقة لا تتيح الوصول السهل للأشخاص ذوي الإعاقة ، ولا تتناسب مع بعض الاعاقات والاحتياجات.

٢التمييز الرقمي:

تصميم بعض المواقع والتطبيقات قد يكون معقدًا أو غير منظم، ومصمم بشكل لا يلبي احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة مما يجعل من الصعب على الأشخاص ذوي الإعاقة التعامل معها وبذلك يحرمهم من الوصول الكامل إلى المعلومات والخدمات الرقمية.

3- اعتماد مفرط على التكنولوجيا:

قد يؤدي الاعتماد الكبير على الأدوات الرقمية إلى جعل الأشخاص ذوي الإعاقة عرضة للصعوبات إذا

توقفت هذه التكنولوجيا عن العمل أو إذا لم يكن لديهم القدرة على التعامل مع مشاكل فنية.

٤محتوى غير مناسب:

المحتوى قد لا يكون مكتوبًا بطريقة تناسب احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، مثل عدم توفر الترجمات النصية للمحتوى السمعي أو المرئي.

٥نقص في التوعية:

قد لا يكون هناك وعي كافٍ من قبل مطوري البرمجيات أو المصممين حول أهمية جعل المنتجات الرقمية قابلة للوصول.

٦التكلفة الباهتة :

يستغل بعض الشركات برفع الاسعار بحجه انها متخصصه لذوي الاعاقة وتتطلب امور عديدة

٧الهجمات الإلكترونية والقرصنة:

الأشخاص ذوي الإعاقة قد يكونون أكثر عرضة للهجمات الإلكترونية مثل الفيروسات والبرمجيات الخبيثة بسبب استخدامهم لتقنيات خاصة مثل برامج القراءة الصوتية أو الأجهزة المساعدة التي قد تحتوي على ثغرات.

٨الخصوصية والأمان:

الأشخاص ذوي الإعاقة قد يكونون عرضة للانتهاكات التي تتعلق بالخصوصية، خصوصاً إذا كانت

بياناتهم الصحية أو المساعدة الرقمية تتعرض للتسريب أو الاستغلال، مثل إذا كانت تستخدم تقنيات تتبع أو مراقبة مثل التعرف على الوجوه أو الصوت.

٩التنمر الإلكتروني:

الأشخاص ذوي الإعاقة قد يكونون ضحايا للتنمر الإلكتروني، سواء من خلال التهديدات المباشرة أو التمييز في وسائل التواصل الاجتماعي أو منصات الإنترنت.

١٠– الاستغلال التجاري:

قد يتعرض الأشخاص ذوي الإعاقة للاستغلال من قبل الشركات التي تبيع لهم أدوات أو خدمات غير فعالة أو غير آمنة.

ثانيا: التحديات الأخلاقية:

1- الاستقلالية والمساعدة الذاتية:

يمكن أن يقدم الذكاء الاصطناعي أدوات رائعة لتحسين استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة، مثل تطبيقات المساعدة أو الأجهزة المساعدة، ولكن يجب أن يكون هناك توازن بين توفير المساعدة وبين الحفاظ على استقلالية الشخص.

2- التمثيل الاجتماعي:

يمكن أن يؤدي تطور الذكاء الاصطناعي إلى تصورات سلبية للأشخاص ذوي الإعاقة إذا لم يتم تضمينهم بشكل مناسب في تطوير هذه التقنيات.

3- الاعتماد على التكنولوجيا:

قد يؤدي الاستخدام المفرط للتكنولوجيا المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى تقليل التفاعل البشري، مما قد يكون له تأثيرات سلبية على رفاهية الأشخاص ذوي الإعاقة، مثل الشعور بالعزلة.

٤العدالة في استخدام الذكاء الاصطناعي:

استخدام الذكاء الاصطناعي في رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة قد يؤدي إلى قضايا تتعلق بـ العدالة والمساواة.

٥القلق من الاستبدال البشري:

الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى اعتماد مفرط على التكنولوجيا، مما قد يُثير قلقًا أخلاقيًا بشأن استبدال الإنسان في بعض المجالات مثل الرعاية الصحية أو التوجيه.

الحلول الممكنة لتحسين النفاذ الرقمي للأشخاص ذوي الإعاقة :

1-يجب على المطورون، الحكومات، ومنظمات الأشخاص ذوي الإعاقة العمل معًا لتصميم حلول شاملة ومناسبة عند بناء المواقع والتطبيقات بحيث يمكن الأشخاص ذوي الإعاقة، التفاعل مع المحتوى بسهولة.

2-يجب الامتثال لمعايير الوصول التي تقدم إرشادات حول كيفية جعل المواقع الإلكترونية قابلة للوصول.

3 يجب توفير أدوات مساعدة مثل قارئات الشاشة، والأدوات المساعدة للتحكم الصوتي، والترجمات النصية، وتعزيز دعم لغة الإشارة.

4- يجب إجراء اختبارات الوصول وتكون بصفة دورية للتحقق من مدى توافق المحتوى الرقمي مع احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة.

5-يجب توفير برامج تدريبية توعوية للمطورين والمصممين حول أفضل الممارسات لتحسين الوصول الرقمي للأشخاص ذوي الإعاقة.

6-مراعاة التكلفة بان تكون مناسبه لجميع الاشخاص ذوي الإعاقة

7-ضمان وجود قوانين صارمة لحماية خصوصية البيانات، مع مراعاة احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة عند تطوير السياسات.

8-تصميم الأنظمة بطريقة تتيح للأشخاص ذوي الإعاقة التحكم الكامل في تفاعلاتهم مع الذكاء الاصطناعي، مما يسمح لهم باستخدام التقنية بما يتماشى مع احتياجاتهم.

9- دعوة الأشخاص ذوي الإعاقة للمشاركة في عملية تصميم وتطوير الذكاء الاصطناعي لضمان أنهم ممثلين بشكل عادل في الحلول التكنولوجية.

١٠التوازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي والتفاعل الاجتماعي البشري، مع التأكيد على توفير الدعم النفسي والاجتماعي.

١١يجب أن تكون الخوارزميات والتقنيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي مفتوحة وشفافة وتخضع لمراجعات دورية للتأكد من أنها لا تخلق تمييزًا ضد الأشخاص ذوي الإعاقة.

12- يجب على الحكومات تطوير تشريعات قوية تحمي حقوق الخصوصية للأشخاص ذوي الإعاقة في السياقات التكنولوجية.

13- يجب تطوير تقنيات آمنة لحماية البيانات وحفظ الخصوصية بما يتوافق مع المعايير القانونية الدولية.

من خلال تبني هذه التوصيات، يمكن ضمان أن النفاذ الرقمي للأشخاص ذوي الإعاقة سيكون قوة إيجابية في تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة بدلاً من أن يخلق تحديات جديدة

ختامًا، تحسين النفاذ الرقمي للأشخاص ذوي الإعاقة يساهم في تعزيز الشمولية الرقمية ويمنحهم الفرصة للتفاعل بحرية مع العالم الرقمي

والسلام عليم ورحمة الله وبركاته

الدكتورة هلا السعيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى