أخبار عاجلةمقالات

دور الرياضة في تعزيز الصحة النفسية للأشخاص ذوي الإعاقة … بقلم الدكتورة هلا السعيد

إيسايكو: دور الرياضة في تعزيز الصحة النفسية للأشخاص ذوي الإعاقة … بقلم الدكتورة هلا السعيد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بحكم تخصصي كمعالجة نفسية ومدير العام لمركز الدوحة العالمي للاشخاص ذوي الاعاقة

حبيت ان اسلط الضوء علي جانب مهم بحياة الاشخاص ذوي الاعاقة الجانب النفسي بتقديم مداخلة بعنوان

(دور الرياضة في تعزيز الصحة النفسية للأشخاص ذوي الإعاقة)

بسم الله الرحمن الرحيم

الجميع يعلم باهمية الرياضة لجميع فئات المجتمع بما فيهم فئة الاشخاص ذوي الاعاقة وحيث تعد رياضة الاشخاص ذوي الاعاقة من الممارسات المهمة التي تعمل على زيادة الادراك العام للاشخاص ذوي الاعاقة وتمده بالنواحي المعرفية وتنمية القدرات العقلية , وتنمي لديه الجانب الاجتماعي والعاطفي والنفسي ، كما انها عملية تربوية تأهيلية يستمد منها ذوي الاعاقة اسلوباً نموذجياً لحياته , يجعله طاقة ابداعية تسهم في بناء المجتمع .

وسوف اسلط الضوء بمداخلتي على جانب هام وهو الجانب النفسي والعاطفي

وحيث تعد الرياضة أحد الوسائل الفعّالة لتعزيز الصحة النفسية والجسدية للأفراد بشكل عام، وللأشخاص ذوي الإعاقة بشكل خاص.

إذ لا تقتصر فوائد الرياضة على تحسين اللياقة البدنية فقط، بل تمتد لتشمل تحسين الحالة النفسية وتعزيز الثقة بالنفس، وتساعدهم على مواجهة التحديات اليومية التي قد يواجهونها بقوة، ومن خلال ممارسة الرياضة يستطيعون تحقيق إنجازات قد تبدو بعيدة المنال في مجالات أخرى. وتساعد على تطوير مهاراتهم الحركية والاجتماعية، مما يساهم في تحسين نوعية حياتهم بشكل عام.

ومن خلال البرامج التدريبية التي تطبق مع الاشخاص ذوي الاعاقة المنتسبين في المركز  فيوجد برامج تقليدية وبرامج حديثة يتبعها المركز ومن البرامج الحديثة  البرنامج الرياضي حيث يمارسه طلبة المركز يوميا من خلال متخصصين بالمركز ، وايضا استحدثنا برنامج جديد من الرياضة يعتمد على جانب حركي سمعي بصري بالدمج ما بين الجانب الرياضي الحركي والجانب الايقاعي الموسيقي واظهرت النتائج  التحسن بجوانب متعددة عند جميع فئات ذوي الاعاقة ( من جوانب حركية وسمعية واجتماعية ونفسية) ،

ومن الفوائد النفسية التي عادت على طلاب المركز من ممارسة الرياضة فهي عديدة ، بدءًا من تقليل مستويات القلق والاكتئاب وصولاً إلى تعزيز روح المشاركة والانتماء، ودعم الاستقلالية النفسية للأشخاص ذوي الإعاقة، وتقوية الروابط الاجتماعية بالتمارين الجماعية وتمكينهم من التعامل مع التحديات اليومية بشكل أكثر إيجابية.

اهم الفوائد النفسية من ممارسة الرياضة على فئات ذوي الاعاقة:

اولا: تحسين الثقة بالنفس:

عندما يمارس الأشخاص ذوو الإعاقة الرياضة، فإنهم يشعرون بإنجازات صغيرة وكبيرة، مما يعزز من ثقتهم في قدراتهم. والنجاح في إتمام تمرين رياضي أو تحقيق هدف بسيط يعزز من شعورهم بالكفاءة والقدرة على التغلب على التحديات.

ثانيا: تقليل مشاعر القلق والاكتئاب:

الرياضة تساهم في إفراز الهرمونات الإيجابية مثل الإندورفين، والتي تعمل كمسكن طبيعي وتحسن من المزاج. هذا يمكن أن يساعد في تقليل مشاعر القلق والاكتئاب التي قد يعاني منها الأشخاص ذوو الإعاقة نتيجة للعزلة أو التحديات اليومية.

ثالثا: تعزيز الشعور بالانتماء والتواصل الاجتماعي:

من خلال المشاركة في الأنشطة الرياضية، يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة بناء علاقات اجتماعية مع الآخرين، مما يقلل من مشاعر العزلة الاجتماعية.

الرياضة تتيح لهم التفاعل مع الآخرين وتكوين صداقات، مما يساهم في تعزيز الروابط

الاجتماعية والشعور بالانتماء.

رابعا : تحسين المرونة النفسية:

التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة في ممارسة الرياضة تعلمهم الصبر والمثابرة يمكن لهذه التجارب أن تبني مرونتهم النفسية، مما يساعدهم في التعامل بشكل أفضل مع تحديات الحياة اليومية.

خامسا: تقليل التوتر والإجهاد النفسي:

النشاط البدني يساعد في تقليل مستويات التوتر والإجهاد النفسي، حيث أن الحركة

والتمرينات الرياضية تعمل على تهدئة الجهاز العصبي وتحسين القدرة على التعامل مع الضغوط النفسية.

سادسا: تعزيز الشعور بالإنجاز والتحفيز:

إن تحقيق الأهداف الرياضية، مهما كانت صغيرة، يعزز من شعور الشخص بالإنجاز والقدرة

على تحسين ذاته. هذا يعزز من الدافع الشخصي للاستمرار في التقدم والنجاح في جوانب

أخرى من الحياة.

سابعا: تحسين الصورة الذاتية:

من خلال المشاركة في الرياضة، يشعر الأشخاص ذوو الإعاقة بأنهم يتحـدون الصور النمطية الاجتماعية التي قد تحد من قدراتهم. هذا يمكن أن يؤدي إلى تحسين صورة الذات وتقوية الهوية الشخصية.

ثامنا : تحقيق الاستقلالية والاعتماد على الذات:

الرياضة تمنح الأشخاص ذوي الإعاقة فرصة لإظهار استقلاليتهم وقدرتهم على العمل بشكل مستقل في بيئة رياضية، وهو ما ينعكس إيجابًا على حياتهم اليومية ويمنحهم شعورًا بالتحكم في حياتهم.

من خلال هذه الفوائد النفسية، يمكن أن تكون الرياضة عاملًا محوريًا في تحسين الحالة النفسية للأشخاص ذوي الإعاقة، وتعزيز قدرتهم على التعامل مع تحديات الحياة بشكل أكثر

بعض التوصيات:

1- يجب تنظيم جلسات رياضية مدعومة بالدعم النفسي، حيث يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة الاستفادة من التوجيه النفسي أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية، مما يسهم في تحسين حالتهم النفسية بشكل أكبر.
2- تشجيع الأشخاص ذوي الإعاقة على المشاركة في الرياضات التنافسية، حيث أن التحدي الرياضي يعزز الثقة بالنفس ويساهم في تطوير مهاراتهم الشخصية والاجتماعية.

بتنفيذ هذه التوصيات، يمكننا تعزيز المشاركة الرياضية للأشخاص ذوي الإعاقة، وبالتالي تحسين صحتهم النفسية والجسدية، مما يساعدهم على التفاعل بشكل أكثر إيجابية مع المجتمع.

واخيرا ……اجعل الرياضة نهج حياة لكي تحقق الجودة بالحياة

كمستشارة نفسية ولك تجارب معاشة ما هي رسالتك للاسر؟

رسالتي لأسر ذوي الإعاقة هي……. أن الدعم العاطفي والنفسي يعد من الأسس المهمة في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة ولاسرهم.

وسوف ألخص رسالتي ببعض النصائح التي تساعدهم على عملية الدعم العاطفي والنفسي:

1. التقبل غير المشروط: تقبل الطفل أو الشخص ذي الإعاقة كما هو دون أي أحكام أو مقاومة، فهذا يقوي العلاقة ويساعد على بناء الثقة بالنفس له ولعائلته.

2. الدعم العاطفي المستمر: يحتاج الشخص ذوو الإعاقة إلى بيئة مليئة بالحب والاحترام. الدعم العاطفي من الأسرة يعزز الشعور بالانتماء والأمان، مما يؤثر بشكل إيجابي على تطور الشخص.

3. التثقيف والوعي: زيادة الوعي حول نوع الإعاقة واحتياجاتها الخاصة، من خلال استشارة المتخصصين والبحث عن معلومات علمية، يساعد في تلبية احتياجات الشخص بشكل أفضل.

4. الصبر والمرونة: قد تواجه الأسرة تحديات يومية في رعاية الشخص ذي الإعاقة. التحلي بالصبر والمرونة في التعامل مع المواقف الصعبة يعزز القدرة على التكيف ويقلل من التوتر.

5. دعم التواصل والتفاعل الاجتماعي: من المهم أن يتيح للأسرة والطفل فرصًا للتفاعل مع المجتمع بشكل طبيعي. تفعيل العلاقات الاجتماعية يعزز ثقة الشخص بنفسه ويقلل من الشعور بالعزلة.

6. البحث عن الدعم المهني: سواء كان من خلال مستشار نفسي أو أخصائي اجتماعي أو أي خدمات تأهيلية أخرى، فإن الدعم المهني يقدم الأدوات والاستراتيجيات التي تساعد في إدارة التحديات اليومية.

7. العناية بالأسرة: من المهم ألا تنسى الأسرة نفسها، فالعناية بالنفس والراحة النفسية للأفراد في الأسرة تجعلهم قادرين على تقديم أفضل رعاية ودعم لمن يحتاج.

العلاقة بين الأسرة والأشخاص ذوي الإعاقة تكون مليئة بالتحديات، لكنها أيضًا مليئة بالفرص للتعلم والنمو. تأكدوا دائمًا أن الحب، الدعم، والاحترام هو ما يمكن أن يجعل هذه الرحلة تجربة غنية لكافة أفراد الأسرة.

دور الأسرة في دعم أبنائها في مجال الرياضة :

تعتبر الممارسات الرياضية الحديثة من الوسائل الفعّالة التي يمكن أن تدعم الأسرة في رعاية أبنائها من ذوي الإعاقة، من خلال توفير الاسرة لبيئة رياضية ملائمة لابنائها مما يسهم في تعزيز صحتهم البدنية والنفسية، وتعمل على تحسين مهاراتهم الاجتماعية والحركية، وتعزيز استقلاليتهم وتطوير قدراتهم، ما ينعكس إيجاباً على جودة حياتهم اليومية ويساعد في دمجهم بشكل أفضل في المجتمع.

الدعم الأسري في الرياضة لا يقتصر فقط على تقديم النصائح أو الحوافز المادية، بل يشمل أيضًا الدعم العاطفي والنفسي، مما يساهم في تحفيز الأبناء لتطوير مهاراتهم، والتغلب على التحديات، والاستمتاع بتجربة رياضية شاملة.

وتظهر دور الاسرة بدعم ابنائها من ذوي الاعاقة بالجانب الرياضي بالامورالتالية:

1. تشجيع المشاركة الرياضية: من المهم أن تشجع الأسرة أطفالها على ممارسة الرياضة

بشكل منتظم. الدعم في اختيار الرياضة التي تناسب قدراتهم واهتماماتهم يعزز حبهم لها

ويشجعهم على الالتزام بها.

2. تحفيز الروح الرياضية: تساعد الأسرة في غرس القيم الرياضية مثل العمل الجماعي، الصبر، احترام الآخرين، والتعامل مع الفوز والهزيمة بشكل إيجابي. هذه القيم تساهم في بناء شخصية قوية ومتوازنة لدى الأبناء.

3. توفير البيئة المناسبة: يجب على الأسرة توفير بيئة داعمة للرياضة في المنزل، مثل تحديد أوقات خاصة لممارسة الرياضة، تشجيع الأبناء على ممارسة التمارين في أوقات فراغهم، أو توفير المعدات الرياضية اللازمة.

4. التواصل مع المدربين: التواصل الجيد مع المدربين أو المعلمين الذين يتعاملون مع الأبناء في الرياضة يساعد الأسرة على فهم التطورات والاحتياجات الخاصة بالأبناء، سواء من حيث التدريبات أو من حيث الصحة النفسية والبدنية.

5. التوازن بين الدراسة والرياضة: الدعم يعني أيضًا مساعدة الأبناء على إيجاد التوازن بين دراستهم وممارستهم للرياضة، حيث يمكن للأسرة تنظيم وقتهم بحيث يتمكنون من التميز في كليهما.

6. التحفيز العاطفي: تشجيع الأسرة للأبناء في الأوقات التي يواجهون فيها صعوبات أو إحباطات في الرياضة يعزز الثقة بالنفس ويحفزهم على الاستمرار.

7. التقدير والاحتفال بالإنجازات: مهما كانت الإنجازات صغيرة أو كبيرة، يجب على الأسرة أن تحتفل بها، ما يعزز الشعور بالفخر والإنجاز لدى الأبناء.

8. الاهتمام بالصحة: الأسرة تلعب دورًا مهمًا في تعليم الأبناء أهمية الحفاظ على الصحة الجسدية، بما في ذلك التغذية السليمة والراحة الكافية والوقاية من الإصابات، مما يساهم في تطورهم الرياضي.

9. للاسرة دور كبير بتحبيب ابنائها بممارسة الرياضة: حبب ابنك بممارسة الرياضة بطريقة جيدة دون اجباره عليها حتي لا يكره الرياضة خذها من مبدأ اللعب مع ابنك .

10. اكتشف موهبة رياضية عند ابنك : حاول خلال ممارسة الرياضة مع ابنك ان تكتشف موهبة وتعمل على تنميتها

11. من المهم ان تكونو كاسر قدوة حسنة بممارسة الرياضة : لا تطلب من ابنك امرا وانت لا تقوم به اجعل ممارسة الرياضة هدف اساسي في حياتك

ان تنظيم برامج رياضية أسري (جماعي) مثل المشي او الجري او السباحة او لعب الكرة وغيرها من الرياضات مما يشجع على مشاركة أفراد الأسرة مع الشخص ذي الإعاقة في الأنشطة الرياضية، مما يعزز التفاعل العاطفي والاجتماعي.

بتنفيذ هذه الامور، يمكننا تعزيز المشاركة الرياضية للأشخاص ذوي الإعاقة، وبالتالي تحسين صحتهم النفسية والجسدية، مما يساعدهم على التفاعل بشكل أكثر إيجابية مع المجتمع.

وفي النهاية للاسرة دور كبير وهام في دعم أبنائها في مجال الرياضة يعد أساسيًا ومؤثرًا في تنمية مهاراتهم البدنية والنفسية والاجتماعية .

واخيرا ……اجعل الرياضة نهج حياة لكي تحقق الدعم العاطفي والنفسي وبذلك تحقق الجودة بالحياة

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى