في مناظرة تاريخية.. تنازع بايدن وترامب الصدارة في السباق نحو البيت الأبيض وسط أجواء مشحونة
إيسايكو: في مناظرة تاريخية.. تنازع بايدن وترامب الصدارة في السباق نحو البيت الأبيض وسط أجواء مشحونة
نيويورك (كونا): جرت المناظرة التاريخية بين الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن وغريمه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب في أجواء مشحونة سياسيا تبادل المتنافسان فيها الاتهامات والتهكم أحيانا في أول مواجهة شخصية بينهما ضمن سباقهما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024.
وبدأت المناظرة التي نظمتها شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية مساء أمس الخميس في مدينة (أتلانتا) بولاية (جورجيا) بغياب مصافحة الرئيس بايدن وسلفه ترامب ما ينذر بحدة المواجهة التي تعد الأولى من نوعها في التاريخ الأمريكي وتجمع بين رئيس في السلطة ورئيس سابق.
واستعرضت المناظرة التي تشكل منعطفا رئيسيا في نتائج السباق إلى البيت الأبيض ملفات وقضايا ساخنة محلية ودولية شملت إدارة الاقتصاد الأمريكي والمهاجرين والضرائب والعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا إلى جانب الحرب على غزة.
وحول الأزمة الأوكرانية ذكر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن الشروط التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا “غير مقبولة”.
وأشار ترامب مجددا كما فعل بانتظام خلال حملته الانتخابية إلى أنه سينهي العملية العسكرية الروسية إذا أعيد انتخابه من دون أن يقدم أي تفاصيل حول كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا التي دخلت عامها الثالث.
وفي المقابل وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه “مجرم حرب.. قتل آلاف الناس وأراد أن يؤسس الامبراطورية السوفيتية ويريد احتلال كل أوكرانيا ولن يتوقف عندها” متهما في الوقت ذاته منافسه ترامب بأنه قال لبوتين “افعل ما تشاء في أوكرانيا”.
وشدد بايدن على أن “الأموال التي قدمتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا لم تكن سائلة وإنما كانت على شكل أسلحة كما أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) قدم تعهدات أيضا بضمان أمن الدول”.
واعتبر الرئيس الحالي أن الدعم الأمريكي أنقذ كييف من السقوط في يد القوات الروسية ولم تتح واشنطن لبوتين فرصة لاحتلال العاصمة الأوكرانية كما أنه خسر القوات في الميدان.
وفي الإطار وجهت مذيعة (سي.إن.إن) التي أدارت المناظرة سؤالا إلى ترامب عما إذا كان سيدعم قيام دولة فلسطينية مستقلة لإنهاء الحرب على غزة غير أنه لم يجب بشكل مباشر واكتفى بالقول “يجب أن أرى” قبل أن ينتقل للحديث عن الاتفاقيات مع الدول الأوروبية.
أما الرئيس الديمقراطي فقد جدد التأكيد على دعم الاحتلال الإسرائيلي باعتبار الولايات المتحدة “أكبر مصدر” لهذا الدعم في العالم مضيفا “أننا سنواصل إرسال خبرائنا ورجال الاستخبارات لمعرفة كيف يمكنهم القضاء على (حماس) كما فعلنا مع (زعيم تنظيم القاعدة أسامة) بن لادن”.
واتهم بايدن حركة (حماس) بأنها “الطرف الوحيد الذي يريد استمرار الحرب” مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تزود الاحتلال الإسرائيلي بكل الأسلحة التي يحتاجها متى يحتاجها.
وردا على أقوال الرئيس بايدن اتهم ترامب الاحتلال الإسرائيلي بأنه هو الطرف الوحيد الذي يريد الاستمرار في الحرب ورأى أنه يتعين على بايدن “ترك إسرائيل لتكمل مهمتها لكنه لا يريد أن يفعل ذلك”.
وبين شد وجذب أثناء المناظرة أطلق الرئيس بايدن مجموعة انتقادات لاذعة ضد القضايا القانونية التي يواجهها ترامب واصفا منافسه الجمهوري ب”المجرم المدان” على خلفية إدانته ب34 تهمة جنائية في نيويورك.
من جهته نعت ترامب الرئيس الحالي بايدن بأنه “أسوأ رئيس في تاريخ بلادنا.. إذا فاز في هذه الانتخابات فلن يكون لدى بلادنا فرصة للخروج من هذا المأزق وربما لن يبقى لدينا بلد بعد الآن”.
وعقب بايدن على ذلك بالإشارة إلى استطلاع رأي للمؤرخين ذكروا فيه أن ترامب كان “أسوأ رئيس في التاريخ”.
وبشأن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة قال ترامب إنه سيقبل النتيجة “إذا كانت انتخابات نزيهة وقانونية وجيدة”.
وفي المقابل قال بايدن إنه يشك في أن ترامب سيقبل نتائج انتخابات 2024 إذا خسر واصفا الرئيس السابق ب”المتذمر”.
وأظهرت أحدث استطلاعات للرأي حول شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن ومنافسه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 تقاربا شديدا في السباق نحو البيت الأبيض وذلك قبيل مناظرتهما.
ويرى محللون بناء على سوابق تاريخية أن المناظرات الرئاسية يمكنها أن ترفع أو تخفض شعبية أي من المرشحين حسب أدائهما وتصريحاتهما في المناظرة خاصة بين الناخبين الذين لم يحسموا رأيهم بعد.