الشخصية السادية … بقلم الدكتور مرزوق العنزي
إيسايكو: الشخصية السادية … بقلم الدكتور مرزوق العنزي
جاءت تسمية السادية نتيجة لما قام به الروائي الفرنسي (ماركيز دي سادا 1740-1814) من جرائم وحشية عندما كان يتلذذ باستخدام العنف ضد ضحاياه أثناء ممارساته الجنسية الشاذة، فهو لا يؤمن بالقيود الشرعية أو القانونية أو الأخلاقية، فكل ما يهمه هو تحقيق المتعة الشخصية دون النظر إلى أي اعتبار أو أي ضابط مجتمعي، ومن هنا اقترن الإسم بالفعل، فالشخص الذي يستخدم أبشع الأساليب من شتم لضحيته وتقييدها وضربها للحصول على متعة جنسية! أصبح شخصا ساديا.
وينظر الناس إلى صاحب الشخصية السادية بعين الرحمة والشفقة، فهم يرون صاحبها مريض نفسي يعاني من اضطراب الشخصية، وأنه يحتاج إلى المساعدة والعلاج النفسي، بهدف مساعدته على ممارسة حياته بشكل سوي.
وقد أصبحت كثير من سمات الشخصية السادية هي خصائص ملازمة لبعض الشخصيات التي تستمتع بإهانة وتحقير وذل الطرف الآخر سواء أكان شريك حياته أو زميل في الدراسة أو العمل أو أحد أفراد المجتمع، حتى اعتقد ذلك المتسلط في نفسه حينما يتوسله المستضعفون بأنه من عالية القوم! كما اعتقد المستضعفون من حوله بأنه شخصية ارستقراطية! ومهما كانت رؤيته لنفسه أو رؤية الناس إليه فهو في حقيقته مريض نفسي بحاجة للعلاج أو مجرم يستحق العقاب.
ومن سمات الشخصية السادية أنها تصل إلى ذروة متعتها عندما ترى الألم والحسرة في عيون الآخرين! وفي المقابل فإنها تضطرب عندما ترى الناس مستقرين آمنين، فصاحب تلك الشخصية المريضة يتميز بالغلظة في تعامله مما يدفعه ذلك إلى الاعتداء على الآخرين حتى تصبح تلك الحالة العرضية لديه هي سمة ملازمة لشخصيته، فقد أصبح لديه خبرة بالتلاعب في مشاعر وعواطف الآخرين من خلال ممارسته للإرهاب بكل أنواعه، فسعادة هذا المريض تكمن في خشية الآخرين من عقابه، كما أنه يصل إلى قمة النشوة عندما يمارس ضد الآخرين أبشع الألفاظ وأشنع أنواع الضرب، فهو يشعر بقوة شخصيته وقمة جبروته عند إهانة الآخرين! فسلوك الشخصية السادية قائم على العنف والتنمر والتسلط والسيطرة.
كما أن صاحب الشخصية السادية متعصب لرأيه دائم الشك وفاقد للثقة بالآخرين، ولا يشعر بالذنب بعد ممارسته للعدوان ضد ضحاياه، ولا يقبل الانتقاد أبدا، بل إنه ينتقم من أي شخص يوجه له انتقادا مهما كانت دوافع ذلك الانتقاد. باختصار شديد فإن صاحب الشخصية السادية هو شخص متجرّد من إنسانيته.
الدكتور مرزوق العنزي