أخبار عاجلةمقالات

همسات مُكتئب … بقلم الأستاذة مريم العتيبي

إيسايكو: همسات مُكتئب … بقلم الأستاذة مريم العتيبي

لماذا أصبتني؟!

لماذا انتزعت الحياة مني؟!

لا تقنعني أنها جيناتي! وأنك من أسلافي مورّث!

 فهل أنت تداهمني لوحدي؟ أم أنك اكتفيت من تدمير حياة الآخرين؟ وجاء دوري؟ فوجدتني أرض خصبة لبذورك المسمومة؟!

قبل أيام كنت أقرأ عبارة لصاحبها (ايمرسون) ودمعي يسابقني “إن ما يوجد خلفنا، وما يوجد أمامنا تُعد أشياء طفيفة مُقارنة بما يكمن داخلنا”

الآن فقط! علمت أنك تستهدف أفكاري، تهدمني وتطفئ وهجي واشتعالي!!

لماذا سكنت أفكاري؟!

لماذا افكاري تحديدا؟! وكيف جعلتها تتحكم في تصرفاتي، مُطلقة الأحكام بلا وضوح ولا معاني، راسمة لها درباً غير واقعي، مُغيرة من نظرتي للحياة، فتثور دوما أعصابي، وكذلك تدمر ذاتي، وغضبي لا يهدأ، وألمي الذي بداخلي جرى في دمي مع وريدي وشرياني، لقد حولت تركيزي على جراحي، موقظ النائم منها مُشعل اليقظ فيها، عيشتني شعور الظلم والإساءة، وحمل الذنب بلا خطيئة، افقدتني راحتي وسلامي، كل ذاك من عيشي في دوامة آلامي وصراعاتي!!

لوثت نمط أفكاري، اضحيت في سبعة أغصان لشجرة تفكير المُكتئب، لا أظهر من غصن الشعور بالكراهية، الا إذا انتقلت لغصن يشعرني بالنقص والدونية، الى آخر يجعل احساسي مُتورط في مشاكل لا واقعية وعقدة ذنب وهمية، ثم غصناً يقتلني بديمومة الفشل، الى غصناً يكويني بعدم كفايتي ومسايرتي لزمن حالي وانتهاء زمني، فارتفع الى غصناً وحيداً فيه اسير في عالمي الواسع، الى غصناً مُنقاد في براثن الإدمان ولا أستطيع أن أمارس هواياتي، أجبني:

لماذا لوثت أفكاري، وحبستني في زنزانة آلامي؟!

كم مُضاد سيحد من خطرك نحوي، وكم من علاج سيقضي على تلاعبك بأفكاري.

كان هذا حوار مُكتئب لأفكاره وخيالاته المضطربة، فالذي يقرأ أفكار مرضاه! يستطيع علاجهم، ففي داخل الافكار السلبية توجد الحلول الناجعة لاستئصالها.

بقلم الاخصائية الاجتماعية

مريم معيض العتيبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى