مسؤولية الأبناء وتخلي الآباء عنهم … بقلم الأستاذة مريم العتيبي
إيسايكو: مسؤولية الابناء وتخلي الاباء عنهم … بقلم الأستاذة مريم العتيبي
قال تعالى: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا} (سورة الكهف، آية46)
ذكر الله المال والبنون في هذه الآية هما زينه الحياة الدنيا لما فيهما من القوة والرفعة لمن يملكها
وهذه الزينة تحتاج مُراعاة ومُداراة، ففي الابناء ما يبنى به المجتمعات ان صلحوا وفيهم ما يهدمها ان فسدوا، والابناء في الصغر والتنشئة الاولى واقعون تحت مسؤولية والديهم، فكما للام مسؤوليات للاب كذلك دور كبير في رعاية اسرة، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيّته، …. والرجل راعٍ على اهل بيته، وهو مسؤول عنهم،) متفق عليه.
وجهنا قدوتنا الرسول صلى الله عليه وسلم ، بأنواع المسؤوليات ومراتبها في هذا الحديث الشريف، والتي من ضمنها دور الاب في رعاية اسرته، ومسؤوليته عنهم، حيث فسر العلماء معنى الراعي وهو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه وما هو تحت نظره، لذا هو مطالب بالعدل فيما تحت نظره مع مراعاة المصالح الدينية والدنيوية، دور الاب لا يقتصر على المادة والرفاهية المادية، كما نشاهده اليوم وتخليه عن رعاية ابنائه، مما سبب بروز مشكلات الابناء وتنامي معها المشكلات الأسرية، حيث عرف الدكتور محمدالدويش مشكلة تخلي الاباء عن مسؤولية تربية الابناء بانها: تخلي تام او تخلي جزئي للاب عن المهمات المتعلقة به فيما يتصل برعاية الاولاد وإلقاء المسؤولية في ذلك على الام، باختلاف درجات التخلي الكلية او الجزئية، ولهذه المشكلة الاسرية صور عديدة تظهر في:
⁃ عدم اهتمام الاباء بالواجبات الدينية متجاهلين ابنائهم في ذلك، مقصرين في دور غرس القيم الدينية فيهم، من أمثلتها الصلاة، الصيام، صلة الارحام وغيرها، تجاهل الاب تعليم أطفاله لهذه القيم يضعهم في خانه غياب القيمة الروحية التي تتغذى بالقيم الدينية، مما يجعلهم أكثر هشاشه وضعف قابلين للانحراف، فعلى الاب الاهتمام بالواجبات الدينية وإيقاظهم للصلاة، والحرص على صيامهم وصله ارحامهم.
⁃ ايضا من صور التخلي عدم متابعه سلوك الابناء وعلاقتهم الاجتماعية مع الاخرين، وعدم معرفه ميولهم وهواياتهم، فالأب الصالح سيحرص كل الحرص على معرفه الدائرة المحيطة بأبنائه ذكوراً واناث، ومما يستسقون منه معارفهم وافكارهم زارعاً فيهم اهميه الرفقاء الصالحين.
⁃ كذلك من صور التخلي غياب الاباء عن المنزل بدافع العمل وانغماسهم في العمل ومسؤولياتهم وتقديم حياتهم العملية على حياتهم الاسرية، مما يجعل الابناء في حالة فقدان لإبائهم مؤثرا هذا الفقد على صحة النفسية بالمقام الاول.
⁃ ايضا من صور التخلي اهمال متابعة الاباء لأبنائهم دراسيا ومساعدتهم في الصعوبات التي تواجههم في حياتهم العلمية، مما يجعل الابناء عُرضه للتأخر الدراسي والتخلف الدراسي، فعلى الاباء الاهتمام بأطفالهم وتنمية طموحاتهم العلمية وتسخير جهودهم لتحقيق هذه الطموحات.
⁃ ومن صور التخلي عن مسؤولية الابناء اهمال صحتهم الجسدية والنفسية واحتياجاتهم.
هذه بعض صور التخلي والاهمال من قبل الاباء تجاه مسؤولياتهم في رعاية اطفالهم، حيث تنشا المشكلة مناسباب وعوامل عديدة كما ذكرتها الدكتورة منيرة القاسم في جانبان أحدهم يتعلق بالأب والاخر بالأم نفسها، حيث اوضحت الدكتورة الاسباب كالتالي:
⁃ 1/ عوامل تتعلق بالأب نفسه (الزوج):
⁃ جهله بمسؤولياته وواجباته
⁃ عدم تربية (الاب نفسه) على تحمل المسؤولية
⁃ كثرة انشغاله بالعمل عن اسرته
⁃ كثرة سفره ورحلاته
⁃ تعدد الزوجات له دور كبير في اهمال مسؤوليات ابنائه
⁃ سوء خُلق الاب وانحرافه
⁃ 2/ عوامل تتعلق بالأم:
⁃ عدم إشراكها الاب في مسؤوليات الاسرة واهتماماتهم
⁃ إحساس الام العالي بالمسؤولية في ظل اب لا مبالي وعديم مسؤوليه
⁃ سلبيه الام وافتقارها لروح المبادرة
⁃ الاستقلال المادي للام له دور في مشكله التخلي من جانب الاب عن مسؤولية اطفاله.
تظهر هذه المشكلة” تخلي الاباء عن مسؤولية ابنائهم” لتكون سبباً رئيسياً في كثير من المشاكل التي يقوم بها الابناء لتكون سبب من اسباب انحرافاتهم السلوكية ممتدا للمجتمع هذا الضرر، فمعادلة التربية الصحيحة المتعلقة بالأبناء من وجهة نظري كأخصائية اجتماعية هي كالتالي:
القدوة الصالحة+ الاحتواء+ التوجيه
فكم من اب من خلال هذه المعادلة اخرج جيل صالح ونافع في مجتمعه.
تحرير الاخصائية الاجتماعية
مريم معيض العتيبي
المراجع