كيف ندرب أنفسنا على القراءة؟ بقلم الدكتورة سارة المطيري
إيسايكو: كيف ندرب أنفسنا على القراءة؟ بقلم الدكتورة سارة المطيري
القراءة سر الحياة ، فمن لا يقرأ يعيش في ظلام دامس، تتعثر خطواته، ويظل طريقه، يعش أبد الدهر بين الجحور .
وأول آية نزلت على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم : (( اقرأ بسم ربك الذي خلق ….) وهذا يرشدنا إلى أهمية القراءة في حياة البشرية، فهي النور الذي يضيء حياة الأمم والشعوب، فالإنسان يقرأ ليتعلم ، يقرأ لتدبر ، يقرأ ليتطور ، يقرأ ليساير التطورات العلمية ، ومن يقرأ يتدبر ويتفكر بالكون وما فيه من كائنات، وعلينا أن نخلق الدافع في نفوسنا ونفوس أبنائنا من حب للقراءة والاطلاع، وتكوين عادات قرائية، وتعيين الوقت للقراءة مع الاستعانة بشريك للقراءة نتبادل معه الآراء ووجهات النظر حول ما تم قراءته، ولابد أن نسأل أنفسنا بعدة أسئلة منها : لماذا نقرأ؟ سنجد أن أسباب القراءة كثيرة ، نقرأ لنتعلم، ونقرأ لنتدبر ، ونقرأ لنجد ضآلة نبحث عنها، نقرأ لندرس، نقرأ للإجابة على أسئلة الواجبات الدراسية والاستعداد للاختبارات، نقرأ لنتسلى ويمضي وقتنا بدون هدف وفائدة……
وعلى العاقل أن يحسن تمضية وقته فيما ينفعه، ولنضع لنا أهدافا قرائية مرجوة من وراء القراءة …فالقراءة بناء …بناء ذاتي وبناء لكل ما يحيط بنا…فعلينا التخطيط الجيد للقراءة واستقطاع الوقت من جدولنا اليومي للقراءة، ولا بد من تهيئة المكان للقراءة حتى نبحر فيما نقرأ ونشق عباب البحار بخيالنا في المادة المقروءة وهذا يتطلب تهيئة الجو المناسب في مكان القراءة من مكان هادئ ومريح حتى نتحصل في النهاية على ثمرة لقراءاتنا ، وهذا يعني من مرور القراءة بعدة مراحل لأنواع القراءة حتى نصل لغايتنا من القراءة ، فنقرأ قراءة استكشافية في دقائق محدودة لنصدر حكما على الكتاب الذي نقرأه وتكون البداية مقدمة الكتاب حتى نتعرف على دوافع المؤلف وغاياته، كذلك نقرأ فهرس الكتاب لنصل لما نبحث عنه ، كذلك قراءة المصادر التي اعتمد عليها المؤلف…
ومرات كثيرة ونحن نتجول بين ثنايا الكتب تكون قراءاتنا انتقائية لأن هناك موضوعات ما …نريد الكتابة فيها فننتقي من الكتب والمراجع ما يلبي حاجتنا من القراءة، والباحث في هذا الموقف يقرأ قراءة تحليلية وكثير من الكتاب من سبروا أغوار هذه المسألة وفصلوا فيها، منهم عبدالكريم بكار قد أوضح أنه على القارئ أن ينتبه للغة المستعملة في الكتاب ، ومنها المصطلحات ، كذلك مما يسهل قراءة أي كتاب معرفة المصادر والمراجع التي اعتمد عليها المؤلف، والكتاب الجيد يقدم حلولا لقضايا مطروحة ويطرح تساؤلات تستدعي الوصول للإجابات الشافية الكافية .
وحتى تكون قراءاتنا هادفة، لا بد نعرف سمات القارئ الجيد ، ومنها على سبيل المثال :
-المثابرة على القراءة .
-تمتع القارئ بقابلية جيدة لاستيعاب الجديد .
-القدرة على الاستجابة لنبض العصر الثقافي.
-القارئ الجيد هو من يستطيع أن يتعامل مع الكتب التي عزم على قراءتها .
واكتساب اللياقة القرائية التي يتمتع بها الكاتب من خلال التجربة التي مر بها وحتى يعي التجربة جيدا يتطلب منه تحديد الكم المقروء من الكتب التي توجد عنده في مكتبته المنزلية أو الكتب التي استعارها ….ويتدرج في كم الكتب المقروءة ومدى وعيه لما تم قراءته من كتب والأماكن التي كانت عاملا مساعدا له لإنجاز الكتب المستهدفة من القراءة . وعليه كقارئ نهم أن يقيس تطوره تطبيقيا وفكريا وشعوريا لقراءاته …..
اقرأْ واملأْ الكون كنوزنا من الذخائر القرائية ….
د.سارة المطيري